اللغة الأم
كثيرًا ما يتبادر إلى الأسماع أو يُقرأ هنا وهناك مصطلح اللغة الأم، والكثير يجد صعوبةً في تفسير معناه ومعرفة دلالته، والأمر ببساطة هو أن هذا المصطلح تعبير مجازي يستخدم للتعبير والدلالة على اللغة الأصلية لأهل البلد، أو لشعوب المنطقة عمومًا ولأن الأم هي أصل وجود الإنسان وأساس كل ما في حياته، وكل ما دونها مجرد فروع لها، فاللغة الأصلية كانت أشبه بالأم بأصلها ورسوخها.
المعروف أن اللغات تتعرض للتحريفات والتبديلات عبر الزمن، كما تدخل على الشعوب الكثير من اللغات الغريبة عنها والتي قد يتبناها الناس أو يدخلونها في لغتهم التي يتحدثونها، ولكن تبقى هناك لغة أصلية لأهل البلاد الأصليين وهي اللغة التي كتبت حضارتهم وثقافتهم وخُلدت في كتبهم بما يسمى اللغة الأم، أي إنها بالنسبة لهؤلاء أم كل اللغات التي عرفوها وتحدثوا بها[١].
اليوم العالمي للغة الأم
انتهج العالم منهج تحديد يوم مخصص للاحتفال بشيء أو بحدث معين خلال العام، واصطلحوا على تسمية هذا باليوم العالمي وقد يُسميه البعض عيدًا ولكن التسمية الأدق والأصلح هي اليوم العالمي، فحُدِّد اليوم العالمي لليتيم، واليوم العالمي للأم، واليوم العالمي لمرضى السرطان وغيرها من الأيام المختلفة.
يوجد من ضمن الأيام العالمية المقررة والاحتفالات المختلفة احتفال باللغة الأم، أو اليوم العالمي للغة الأم، وقد تقرر في الواحد والعشرين من شهر شباط من كل عام، وجاء تحديد هذا الاحتفال أو هذا اليوم العالمي لتعزيز التنوع في اللغات في كل أنحاء العالم، ولكي لا تنسى الشعوب لغاتها الأصلية وثقافتها إلى جانب تعلمها للغات الأخرى التي تسمح لها بالتعرف على ثقافة الآخر والتفاعل معه، وكانت بداية الاعتراف بهذا اليوم والاحتفال به في عام 2000، فقد صدر قرار من الأمم المتحدة بتعيين هذا اليوم كيوم عالمي للغة الأم تحتفل فيه كل شعوب الأرض بلغاتها لتعزيز التبادل الثقافي بينها[٢].
أهمية اللغة في حياة البشر
تُعد اللغة العصب الأساسي في حياة الشعوب، فلم يكن بالإمكان أن تقوم للحضارة قائمة ما لم تكن اللغة موجودةً، فمن خلال اللغة استطاع البشر التفاعل مع بعضهم البعض، واستطاعوا إيصال أفكارهم وحضاراتهم جيلًا بعد جيل، واستطاعوا أيضًا من خلال اللغة أن يعبروا عما يشعرون به من حزن أو فرح، ومن حب أو كره.
واللغة كانت ضروريةً ليعرف الإنسان ربه، فوجود لغة يفهمها الإنسان ساعد في نزول الكتب السماوية على البشر، كما ساعد الرسل والأنبياء أن يوصلوا الحق للناس، فالله عز وجل أنزل التوراة والإنجيل والقرآن الكريم بلغة البشر التي تصل إلى عقولهم، والتي يُمكنهم فهمها وإدراك معانيها للوصول إلى معنى وجودهم في هذه الحياة.
بالتأكيد أن اللغة قبل أن تصل إلى حالها التي هي عليه الآن مرت في كثير من المراحل، فالإنسان البدائي كانت اللغة بالنسبة له مجرد أصوات وتعبيرات وإشارات غير محددة بكلمات أو عبارات مفهومة، ولكن التطور العقلي والفكري عند الإنسان قاده إلى ابتكار ما يسهل عليه ليصل باللغة إلى ما هي عليه الآن[٣].
المراجع
- ↑ "في اليو مالعالمي للغة الأم تحيل كم لغة قيد الاندثار "، العربية ، اطّلع عليه بتاريخ 1-06-2019. بتصرف.
- ↑ "أهمية اللغة الأم وواقع اللغة العربية "، االاداب ، اطّلع عليه بتاريخ 01-06-2019. بتصرف.
- ↑ "ما هي اللغة الام "، مورسمال ، 01-06-2019. بتصرف.