محتويات
أهمية تحكمكِ بتصرفاتكِ
العواطف هي تفاعلات معقدة تنطوي على العديد من العمليّات البيولوجيّة والفسيولوجيّة، إذ يستجيب الدماغ لأفكاركِ من خلال إطلاق الهرمونات والمواد الكيميائية، التي بدورها تؤثّر على مشاعركِ سلبًا أو إيجابًا، وبالتّالي على ردود أفعالكِ وتصرفاتكِ، فمثلًا المشاعر السلبيّة مثل الغضب والكراهيّة والغيرة تجعلُكِ حزينةً محبطة، وإنّ عدم التحكّم بها سيؤدّي إلى تقليل احترامكِ لذاتكِ؛ فتكرهين نفسكِ والآخرين، ممّا يؤثّر على ثقتكِ بنفسكِ وسعادتكِ وحماسكِ للحياة ورضاكِ عنها، كما أنّ عدم تحكّمكِ في تصرفاتكِ بسبب هذه المشاعر، يُمكن أن يضُرّ بكِ وبصحّتكِ وبمن حولك؛ كالتعبير عن الغضب بالعنف، والحزن بالاكتئاب ومحاولة الانتحار، والغيرة بالشك وافتعال المشكلات ومحاولة إيذاء الآخرين[١]، ومن ناحيةٍ أخرى؛ فإنّ التحكّم بانفعالاتكِ وتصرّفاتكِ، سيضمن لكِ حياة صحيّة مُرضية، وحياة عمليّة مستقّرة وناجحة، ويمكّنكِ من مواجهة المواقف الصعبة واتخاذ القرارات المهمّة بعقلانيّةٍ ومنطقيةٍ ووعي، ويُجنّبكِ تصرّفات يمكن أن تندمي عليها فيما بعد، ويساعدكِ على تحقيق التوازن الصحيح بين العقل والعاطفة.[٢]
كيف تتحكّمين في تصرفاتكِ عند الانفعال؟
التحكّم في انفعالاتكِ وتصرفاتكِ والقدرة على تنظيم وتغيير ردود أفعالكِ من الأمور المهمّة كي تتجنّبي السلوكيّات غير المرغوب فيها، واكتساب سلوكيّات جديدة إيجابيّة، وبالتّالي تحقيق طموحاتكِ وأهدافكِ على المدى البعيد، ويُعد ضبط النّفس عاملًا رئيسيًّا للتمتّع بالصحّة والرفاهيّة، وستساعدكِ النصائح الآتية في معرفة كيفية التحكّم بتصرفاتكِ عند الانفعال، وتذكّري أنّه للوصول لأي هدف يجب أن يكون هدفكِ واضحًا ومحدّدًا، وعليكِ وضع خطّةٍ ومسارٍ لتحقيقه، والأهم هو امتلاك القوّة والإرادة اللّازمة للتغيير[٣][٢]:
- اعملي على زيادة الوعي الذاتي لديكِ: عليكِ إدراك الأحداث والمواقف التي تسبب لكِ الانفعال وتؤدّي إلى مشكلات، راقبي أفكاركِ التي توصلكِ للانفعال، وحاولي إعادة برمجة أفكاركِ لتتجنّبي هذه الأفكار وتبدليها بأفكار أكثر إيجابيّة.
- أعطي لنفسكِ وقتًا: درّبي نفسكِ على التمهّل والتفكير وموازنة الأمور قبل الحكم على الأمور واتخاذ أيّ قرارٍ أو ردّة فعل، واحذري من التسرّع في الحكم على الأمور والانفعالات الفوريّة غير المدروسة.
- خذي استراحةً عقليّة: استخدمي تقنيات تساعدكِ على التحكّم بانفعالاتكِ، واختاري التقنية المناسبة لكِ لمساعدتكِ في أخذ الوقت الكافي في التفكير وعدم إعطاء ردود فعل انفعاليّة؛ مثل تقنية التنفس العميق، أو العد للعشرة، أو الخروج للمشي، أو التفكير بأمور أخرى، أو شرب المشروبات المهدّئة للأعصاب.
- احرصي على وجود التعليقات الإيجابية: من الصعب تغيير السلوك دون الحصول على تعليقات إيجابية مستمرّة، إذ يمكنكِ الاعتماد على صديقٍ أو شخصٍ موثوقٍ يمكنه مساعدتكِ في التحكّم بانفعالاتكِ عن طريق تفسير المواقف من منظورٍ مختلفٍ عن منظورك، فغالبًا ما يساعدكِ وجود وجهة نظرٍ جديدةٍ على رؤية الأشياء بشكل أكثر وضوحًا.
- جدي حلولًا بديلة: ابحثي عن حلولٍ بديلةٍ تساعدكِ في التحكّم بانفعالاتكِ في المواقف التي لا يمكنكِ الانسحاب منها فمثلًا؛ إذا كنتِ تقاطعين أحاديث الآخرين في اجتماعٍ ما أو جلسة حواريّة، احملي معكِ دفتر ملاحظاتٍ صغير ودوّني أفكاركِ، إذ يُمكن لخطواتٍ صغيرةٍ مساعدتكِ لتغيير سلوككِ للأحسن.
- ذكّري نفسك: فقط لأنّ لديكِ دافع لا يعني أنّه يجب عليكِ التصرف بناءً على ذلك، وتجنّبي جلد الذات، وتعلّمي الاسترخاء، وواظبي على المحاولة ولا تستعجلي النتائج.
كيف تتحكّمين في مشاعركِ السلبية؟
التعامل مع المشاعر السلبيّة والتحكّم بها يحتاج إلى مهارات لا يمتلكها الجميع، فالعواطف السلبيّة تمنعكِ من التفكير والتصرّف بعقلانيّة ورؤية الأمور بحجمها الحقيقي، والميل لتذكّر وتقييم الأمور بالطريقة التي ترغبين بها لا على حقيقتها، ممّا يؤدّي لزيادة تأثير هذه المشاعر السلبيّة على حياتكِ وسعادتكِ، وإليكِ بعض الأمور التي تساعدكِ على التحكّم والتعامل مع مشاعركِ السلبيّة[١]:
- مارسي أنشطة ممتعة مثل القراءة وممارسة هواياتكِ المفضّلة، والتي ستساعدكِ على الاسترخاء وبالتالي التخلّص من التفكير السلبي وبالتالي المشاعر السلبيّة.
- تحدثي مع قريب عزيز أو صديقة مقرّبة، فهذا سيساعدكِ على التفكير بصوت مرتفع وسماع آراء وأفكار مختلفة عن أفكاركِ والنظر للأمور من زاويا أخرى.
- مارسي الريّاضة مثل المشي وغيرها من الريّاضات والأنشطة التي تساعد على تزويد الجسم بكميّة كافية من الهواء، فهي تساعد على تقليل مستوى الإجهاد وبالتّالي التحكّم بطريقة أفضل بالمشاعر السلبيّة.
- حاولي تجاوز الأفكار السلبيّة مرارًا في عقلكِ ولا تسمحي لها بالانفجار والتحكّم بردود أفعالكِ وتصرّفاتكِ.
- فكّري بعقلانيّة وتقبّلي مرور المشاعر السلبيّة فهي مشاعر طبيعيّة في حدّها المقبول، ركّزي على تحسين نفسيّتكِ بدلًا من محاولة تجنّب المشاعر السلبيّة وإنكارها.
- راقبي مشاعركِ وردود أفعالكِ والأمور والأحداث التي تثير المشاعر السلبيّة لديكِ، وليكن لديكِ الوعي الكافي عن مدى تأثير مشاعر الحزن والغضب والخسارة عليكِ، لتتمكّني من تعلّم كيفيّة الاستعداد لها مسبقًا وبالتّالي التحكّم فيها.
- تحرّري من الماضي ومشاعره وأحداثه؛ فالتفكير المستمر بأحداث الماضي السلبيّة يسرقكِ من حاضركِ ويجدّد المشاعر السلبيّة لديكِ.
من حياتكِ لكِ
عادةً ما يكسر الأطفال القواعد ويتصرّفون وفق انفعالاتهم ورغباتهم، وهذا شيء متوقّع منهم؛ فالمشاعر أمر معقّد يصعب على الأطفال فهمه والتحكّم به، لكن من المهم والضروري تعليم أطفالكِ السيطرة على تصرفاتهم والتحكم بردود أفعالهم في وقت مُبكّر؛ فكلّما تقدّموا بالعمر تصبح سيطرتهم على انفعالاتهم أصعب، وفرصة وقوعهم في المشكلات أكبر، والنصائح الآتية سترشدكِ كيف تُعلّمين أطفالكِ السيطرة على تصرفاتهم[٤]:
- علّمي طفلكِ تسمية المشاعر والتعبير اللّفظي الصحيح عنها، فالطفل الغاضب أو الحزين مثلًا ربما يلجأ للضرب أو الصراخ للتعبير عن مشاعره، علّميهم أنّه لا بأس من الشعور بالغضب ولكن من الخطأ اللّجوء للعنف للتعبير عنه.
- ضعي قواعد واضحة وتأكّدي من بيان أسبابها وفوائدها وعاقبة مخالفتها واحرصي على وضع مُكافآت تحفيزيّة للسلوك الجيّد، وأظهري محبّتكِ وثقتكِ بطفلكِ، وأخبريه بفخركِ وإعجابكِ بسلوكه الجيّد.
- تأكدّي من أنّ طفلكِ قد فهم التعليمات وأدركها؛ فالكثير من الأطفال لا يتّبعون التعليمات لأنّهم ببساطة لم يدركوها، اجعلي طفلكِ يردّد على مسامعكِ تعليماتكِ لتتأكّدي من أنّه فهمها وحفظها.
- فهّمي طفلكِ لماذا سلوكه غير مقبول وما الخطأ في هذا السلوك، وعلّميه مهارات حل المشكلات وإدارة الغضب؛ وأنّه توجد أكثر من طريقة لحل مشكلة ما، وأنّه من المهم تقييم الحلول المتاحة المحتملة واختيار أنسبها بهدوء بعد تفريغ الغضب بطرق صحيحة.
- الجئي للأنشطة والألعاب والتمارين الحركيّة لتفريغ الطاقة الحركيّة لطفلكِ بطرق إيجابيّة، والخروج للّعب خارج المنزل في أماكن مخصّصة للّعب.
- كوني المثال الجيّد والقدوة الحسنة لطفلكِ، واحرصي على ملاحظته لردود أفعالكِ وطريقة تفكيركِ ومواجهة المشكلات والتحكّم بتصرفاتكِ وانفعالاتكِ، وتذكّري أنّ كل تغيير يحتاج إلى وقتٍ وصبر، فلا تضغطي على طفلكِ ولا تستعجلي النتائج.
المراجع
- ^ أ ب "Negative emotions", betterhealth,05-2020، Retrieved 30-06-2020. Edited.
- ^ أ ب Raychelle Lohmann (10-10-2015), "The Blessings and Curses of Impulsiveness"، psychologytoday, Retrieved 30-06-2020. Edited.
- ↑ How to Improve Your Self-Control (04-06-2020), "How to Improve Your Self-Control"، verywellmind, Retrieved 30-06-2020. Edited.
- ↑ Amy Morin, LCSW (08-15-2019), "Impulse Control Techniques That Work for Children"، verywellfamily, Retrieved 30-06-2020. Edited.