كيف أسيطر على انفعالاتي؟ سؤال هذه إجابته

كيف أسيطر على انفعالاتي؟ سؤال هذه إجابته

هل يمكنكِ السيطرة على مشاعركِ وانفعالاتكِ؟

عندما تعانين من القلق أو الاكتئاب غالبًا ما تشعرين بأنّكِ لا تتحكّمين بمشاعركِ، وتشعرين أنّ عواطفكِ تخرج من العدم، وقد تكون هذه العواطف مربكة لكِ إذا كانت أقوى مما تعتقدين، فعلى سبيل المثال قد تبكين لأنّ شريككِ لم يغسل الأطباق، وفي الواقع كلّ النّاس مرّوا بتلك اللّحظات؛ لأنّ العواطف هي استجابة العقول التّلقائيّة للمنبّهات، مثلًا عندما تُشاهدين إعلانًا لجرو مُلقى في مكان مهجور سيعالج دماغكِ هذه الصّور على مستوى اللّاوعي، وقد تبدأ مشاعر الحزن بالظّهور سواءً كنت تريدين ذلك أم لا، وإذا كانت لكِ تجارب مُسبقة في رعاية الحيوانات المشرّدة قد تكون استجابتك العاطفيّة أقوى أو أضعف؛ لأنّ عقلكِ اعتاد على هذه المواقف، وإذا فقدّتِ كلبًا مؤخرًا، ستشعرين بفيضٍ من العواطف، في الحقيقة كلّ هذه المشاعر طبيعيّة، وهي إشارة على أنّكِ إنسان[١].

إذا تجاهلتِ روتين ردود ذهنكِ العاطفيّة، فإنّكِ بذلك تخنقين طريقة العقل الطّبيعيّة في معالجة هذه المواقف، وتفقدين نهج العقل الحكيم، أمّا عندما تتقبّلين وتلاحظين ما يقوله عقلكِ العاطفيّ، فإنّكِ ستقدرين على إيجاد توازنِ العقلِ الحكيمِ، وفي الحقيقة لا يمكنكِ التّحكّم في مشاعركِ وانفعالاتكِ، لكن إذا اتّبعتِ استراتيجيّاتٍ لقبول عواطفكِ عند قدومها، ستجدين أنّكِ لست مضطرّةً للسّماح لعواطفكِ بالتّحكّم بكِ، ومن هذه الاستراتيجيّات أنّ عواطفكِ دليل على شيءٍ يحاول عقلكِ إخباركِ به، فالعواطف ليست مجرّد أدلّة، بل إنّها معلومات حيويّة، والعواطف ليست جيّدة ولا سيّئة بل إنّها محايدة وتعتمد على كثير من العوامل المختلفة عند كلّ شخص، مثل التّجارب السّابقة، والسّياق الحاليّ، وساعات النّوم في اللّيلة السّابقة[١].


كيف تسيطرين على انفعالاتكِ؟

العواطف ردُّ فعلٍ ملموسٍ على موقفٍ معيّن، وتلعب دورًا رئيسيًّا في الانفعالات، فعندما تكونين متناغمة معها يمكنكِ الوصول إلى المعرفة المهمّة التي تساعدكِ على اتّخاذِ قراركِ، ونجاح علاقاتكِ وتفاعلاتكِ اليوميّة، ورعايتكِ الذّاتيّة، إلّا أنّه قد يكون لها جانبٌ سلبيّ إذا بدأت تخرج عن السّيطرة؛ لذا إليكِ نصائح لتتعرّفي كيفيّة السّيطرة على انفعالاتكِ:

  • لا يمكنكِ تركُ عواطفكِ تتحكّم بكِ طوال الوقت، ولا يمكنكِ قمعها تمامًا؛ لأنّكِ هكذا تمنعين نفسك من تجربة المشاعر والتّعبير عنها، ويمكن لهذا أن يُسبّب لكِ قلقًا وكآبة ومشاكل في النّوم، وتوتّرًا في العضلات، وصعوبة في إدارة الضّغوطات؛ لذا تحكّمي بعواطفكِ لتنظّميها وليس لتقمعيها.
  • ابحثي عن بعض الوقت لتقييم تأثير مشاعركِ غير المنضبطة على حياتكِ اليوميّة، وهذا سيؤدّي إلى تسهيل تحديد مجالات المشكلة، وتتبّع خطّة ضبطها[٢].
  • تجنّبي الظّروف التي تثير عواطفكِ غير المرغوب فيها، مثلًا إذا كنتِ تعلمين أنّكِ ستغضبين إذا استعجلتِ في الطّريق، فلا تتركي الأشياء إلى اللّحظة الأخيرة، أو إذا رأيت أحدًا منزعجًا فابحثي عن طريقة لتجنّب الاصطدام بهذا الشّخص.
  • حوّلي تركيزكِ عمّا يُشعركِ بالدّونيّة، مثلًا لا تنظري إلى من هم أفضل منكِ دائمًا؛ لأنّه لن يسعكِ إلّا مُشاهدتهم بإعجاب وحسد لما يستطيعون تحقيقه، وحاولي النّظر إلى من هم أقلُّ منكِ؛ لتستعيدي الشّعور بمزيد من الثّقة بشأن قدراتكِ الخاصّة، والأفضل من ذلك هو التّركيز على ما تفعلينه، وهذا في النّهاية سيّكسبكِ بعض القوّة التي تريدينها[٣].


كيف تسيطرين على انفعالاتكِ في عملكِ؟

يجب إدارة عواطفكِ أثناء العمل وفي أيِّ ظرف للسّماح لكِ بالتّعامل مع المواقف المختلفة، ولا يعني هذا أن تتجاهليها أو تقمعيها، وإليكِ عددًا من النّصائح التي تُساعدكِ على السّيطرة على انفعالاتكِ في مكان عملكِ[٤]:

  • التّقسيم: حاولي ترك الأمور والمسائل الشّخصيّة في المنزل، وفي طريقكِ إلى العمل حاولي إقناع نفسكِ بتجاهلها أثناء العمل، وكذلك بالنّسبة لعملكِ، لا تدعي مشاكله ترافقكِ إلى البيت.
  • تدريبات التّنفّس العميق: سوف تساعدكِ تمارين التّنفّس العميق والاسترخاء على التّخلّص من مشاعر القلق والإحباط والغضب، لذا خذي نفسًا عميقًا وزفيرًا بطيئًا إلى أن تهدأي، أو امشي واستمعي للموسيقى الهادئة.
  • قاعدة العشر ثوانٍ: هذا القاعدة مفيدة بالتّحديد للتّعامل مع مشاعر الغضب والإحباط، وإذا شعرت بها حاولي العدَّ للرقم عشرة.
  • التّوضيح: عند وجود سوء تفاهم من الجيّد أن توضّحي وجهة نظركِ قبل الرّدّ.
  • ممارسة الرّياضة: بدلًا من فقدان رباطة جأشكِ، خطّطي للّعب على جهاز المشي، أو الذّهاب إلى تدريب الملاكمة؛ لإخراج الغضب من داخلكِ، والتّمارين طريقة جيّدة للحصول على جرعة كبيرة من الإندورفين المحسّنِ للمزاج، كما أنّه سيُخلّصكِ من أيّ توتّرٍ جسديٍّ في جسمكِ.
  • الابتعاد عن اتخاذ القرارات عند الغضب: لا تدعي غضبكِ أو تعاستكِ يتحكّمان بردّة فعلكِ النّهائيّة، أي أنّه عليكِ التّوقّف عن التّواصل بينما أنت غاضبة، ويمكنك كتابة الرّدّ أوّلًا وحفظه كمسودّة وتركها لليوم التّالي، ثمّ أعيدي قراءته، أو دعي شخصًا تثقين به يُلقي نطرة عليه قبل أن ترسليه بإيميل أو رسالة.


من حياتكِ لكِ

لا يمكنكِ منع أطفالكِ من الانزعاج، وإرسال طفلكِ إلى غرفته لتهدئته لن يمنعه من الانزعاج، بل سيجعله يعتقد أنّه وحيدٌ مع هذه المشاعر المخيفة، وقد يُحاول طفلكِ كبحَ مشاعره، بالتّالي ستخرج عن السّيطرة يومًا ما، وسيتجاهل الطّفل مشاعره لمحاولة إظهار أنّه جيّد، وليس لأنّه يتحكّم بنفسه جيّدًا، وهذا ما يُخيف الأهل، وإليكِ نصائح لتُعلّمي أطفالكِ كيفيّة التّحكّم بعواطفهم[٥]:

  • حافظي على هدوء البيت دائمًا أثناء وجود أطفالكِ؛ لأنّهم يتعلّمون كلّ شيء ممّا يُشاهدونه، وتجنُّبي الصّراخ أمامهم، وحاولي شرح ضبط النّفس أمامهم حتّى يتمكّنوا من تنظيم عواطفهم.
  • من الأمور المهمة التي يمكنكِ القيام بها هي محاولة إعادة اتّصالكِ مع أطفالكِ، وعندما يشعرون بأنّكِ سعيدة بهم، سيتعاونون معكِ، وسيزيل الاتّصال السّعيد والممتع معظم سوء سلوكهم.
  • عندما يكون التّعاطف هو ردّكِ على عواطف أبنائكِ، فإنّهم سيتعلّمون أنّها قد لا تكون جيّدة، لكنّها ليست خطيرة، لذلك عليكِ تقبّلها ومعالجتها بدل التّعاطف معها، وعندما يعرفون أنّ أحدًا يتفهّمهم سيشعرون بتحسّن، ويطوّرون مرونةً للتّعامل مع مشاعرهم.
  • لن يمنح العقاب والشّعور بالخزي والضّرب أطفالكِ المساعدة التي يحتاجونها للتّعامل مع عواطفهم، وهكذا سيعتقد أطفالكِ أنّ عواطفهم سيّئة، وتسبّبت لهم بعواقبٍ سيّئة، وهكذا سيقمعون عواطفهم، وبدلًا من ذلك ساعدي أطفالكِ على البقاء في المسار الصّحيح بتوجيهٍ إيجابيّ، وساعديهم على معالجة مشاعرهم عن طريق تعلُّم المهارات التي تُمكّنهم من القيام بذلك بأنفسهم.


المراجع

  1. ^ أ ب "Controlling Emotions: Is it Possible?"، psychcentral, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  2. "How to Become the Boss of Your Emotions"، healthline, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  3. "5 Ways to Get Your Unwanted Emotions Under Control"، psychologytoday, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  4. "​Managing Your Emotions at Work"، healthxchange, Retrieved 29-6-2020. Edited.
  5. "5 Steps To Help Kids Learn To Control Their Emotions"، psychologytoday, Retrieved 29-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :