حديثك مع طفلك ينمي قدراته العقلية واللغوية!

حديثك مع طفلك ينمي قدراته العقلية واللغوية!

متى يجب أن تبدئي بالتحدث مع طفلكِ؟

عليكِ أن تعلمي سيدتي أن التحدث إلى الأطفال منذ الولادة له دور كبير في تنمية مهارات اللغة والتواصل معهم، ولا يهم الوقت أو المكان الذي تتحدثين فيه إلى أطفالك، المهم أن تداومي على هذا الأمر، واستخدمي في هذا أسلوبًا بسيطًا وسهلًا يقوم على سرد الكلام البسيط وانتظار الاستجابة من الطفل وإعطاؤه الوقت الكافي لذلك.


يمكن أن تتحدثي مع طفلك حتى في حال كان طفلًا رضيعًا، فهذا يساعد على تطوير لغته وتواصله، وكلما تحدثت إلى الرضيع أكثر فإنكِ ستستخدمين الكثير من المصطلحات والكلمات المختلفة، الأمر الذي يزيد فهمه للغة، ولا تكترثي بنوعية الحديث الذي يجب أن تفتيحه مع الطفل، إذ يمكن أن تُحدثيه عن الطعام أو عن الغسيل، المهم أن تفتحي حوارات أمامه.


يمكنك أن تلجئي مع الطفل الرضيع إلى التأشير إلى الأشياء وذكر اسمها أكثر من مرة، وتبدئي بوصف الأشياء له مثل، "هذه شجرة كبيرة، لونها أخضر، تعيش عليها عصافير جميلة"، وفي المحصلة فإنه يمكنك أن تبدئي بالحديث مع طفلك منذ الولادة، منذ الأيام الأولى له، حتى لو كان هذا الطفل غير مستوعب لما يقال حوله، فيكفي أن يسمعك ويراك تتحدثين أمامه، لتزيد قابليته لفعل هذا الأمر مستقبلًا عندما يصبح قادرًا عليه، وربما في البداية ستملين من كون المحادثة أحادية الطرف، ولكن مع الوقت يبدأ الطفل بالتفاعل مع الحديث بالضحك أو البكاء أو إصدار أصوات غريبة ومعبرة بعض الأحيان، مع الوقت وعندما يكبر الطفل قليلًا راقبي الأشياء التي تثير اهتمامه، وتحدثي عنها معه، وحاولي أن تغلقي التلفاز أثناء الحديث معه ليكون كل تركيزه معكِ فيما تقولين[١].


حديثكِ مع طفلكِ ينمّي قدراته العقلية واللغوية

لقد وجد العلماء والمختصون في مجال الإدراك واللغة أن المحادثة بين الطفل وشخص بالغ لها القدرة على تغيير دماغ الطفل، وأن هذا النوع من المحادثات له أهمية كبيرة، إذ يساهم كثيرًا في تنمية اللغة، كما وضحت الدراسات أن تركيب وتكوين دماغ الأطفال وآلية عمله تختلف من طفل لآخر، وذلك الأمر يتأثر بتعامل الآباء مع أطفالهم في حال كانوا يتشاركون معهم في المحادثات أم لا، ومن الجدير بالذكر أنه مع الوقت لا يكفي فقط التحدث إلى الطفل، بل يجب الانتقال إلى المرحلة الجديدة وهي التحدث معه، أي إشراكه في هذا الحديث أيضًا، فليس المطلوب فقط تعبئة دماغه بالكلمات والمصطلحات.


عند إجراء الفحوصات وصور الرنين المغناطيسي للدماغ لأطفال كانوا يشاركون في الأحاديث في فترة الطفولة، لوحظت اختلافات في استجابة الدماغ للغة التي ارتبطت بعدد مرات المحادثة مع الأطفال، فالأطفال الذين تحدثوا أكثر كانت منطقة بروكا، وهي جزء من الدماغ يشارك في إنتاج الكلام ومعالجة اللغة، أكثر نشاطًا أثناء الاستماع إلى القصص، مما يعني أن كثرة الحديث مع الطفل لها دورٌ كبيرٌ في تطور الدماغ البيولوجي، والجدير بالذكر أن تغير الدماغ يتأثر كثيرًا في المستوى الاجتماعي والاقتصادي للعائلة، كما يمكن أن يؤثر الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قدرة الطفل على التعلم، كما أن الأطفال الذين تعرضوا لكم أحاديث أكبر خلال التحدث إليهم طوال اليوم، أو ربما الجلوس معهم أمام جهاز تلفاز ومناقشتهم بما يشاهدون، اكتسبوا مهاراتٍ أكبر في القدرة على التحدث[٢].


لماذا يجب أن تنتبهي لطريقة حديثكِ مع طفلكِ؟

عليكِ عزيزتي أن تنتبهي عند الحديث مع طفلك إلى أمور كثيرة أهمها نبرة صوتك، والكلمات التي تصدر عنك، ليكون لها تأثيرٌ إيجابيٌّ لا سلبي، وفيما يأتي أهم الأسباب التي تدفعنا لتذكيرك دومًا بالانتباه لذلك[٣]:

  • استخدام الصوت اللطيف والهادئ له تأثير أكبر، فالإنسان سواء أكان كبيرًا أم صغيرًا فإنه لا يفضل من يتحدث إليه بنبرة قاسية وانتقادية، وحتى إن كنتِ تريدين تأنيبه أو تصحيح فعله، يمكنك أن تستخدمي كلامًا حازمًا وجديًا ولكن بأسلوب لطيف، فغالبًا سيسمع ما تقولينه، وينتبه أكثر.
  • الكلام القاسي غير فعال أبدًا مع الأطفال، ولا التحدث العدواني أيضًا، لأنكِ لن تحصلي على نتائج مجدية، وربما يضر هذا بعلاقتكِ مع طفلك، وإن الانصياع للصراخ والتوبيخ والقسوة ربما يكون على هيئة ما يسمى بالانضباط العدواني، أي إنه يستمع إليك وينفذ أوامرك على المدى القصير، ولكن في حال أردتِ لسلوكه ومهاراته أن تتطور فعلًا، فعليكِ بالأسلوب الليِّن والهادئ واللطيف.
  • الأطفال يتعلمون من سلوك الأهل، ففي حال كنتِ دائمة التوبيخ والصراخ عليه، فإنه سيعتاد هذا منكِ مما سيؤثر على مزاجه وطريقة تعامله مع الآخرين وكيفية حديثه معهم.
  • تقوية العلاقة مع الأطفال، فالتعامل مع الطفل بلطفٍ واحترامٍ يقوي الروابط بينكِ وبينه، قولي له "شكرًا"، و"من فضلك"، في هذه الحالة توقعي منه أن يفعل نفس الشيء أيضًا، فمعالمة بعضكما البعض بالأخلاق العالية والحميدة ستقربكما أكثر من بعضكما.
  • تأثير أسلوب تعاملكِ مع طفلكِ على تعامله مع أصدقائه ومعلميه، فعندما تعتادين على النبرة اللطيفة والصوت المنخفض في المنزل، فإنه سيفعل هذا مع أصدقائه ومعلميه ومدربيه، وستجدين هذا في كلمات الإطراء من كل من يتعامل معه، سينهال عليك كلام المديح والثناء على طريقة التربية الجيدة التي تتبعينها معه.


نصائح لكِ للتحدث مع طفلكِ

تحدثك مع أطفالكِ واستماعكِ لما يقولونه يؤدي إلى الكثير من الأمور المهمة من بينها تحسين العلاقة معهم، وتشجيعهم على الاستماع لكِ أيضًا، كما يقوي علاقتهم بذاتهم ويزيد احترامهم لها، وإليكِ بعض النصائح التي يمكن أن تساعدكِ على الحديث الجيد والمدروس معهم[٤]:

  • تشجيعهم على التحدث معك والاستماع إليكِ، من أجل أن يخبروك بكل ما يشعرون به.
  • القدرة على الاستماع لكل ما يقولون، ثم الاستجابة لهم بالشكل الصحيح، أي بطريقة حساسة لكل الأشياء التي تصدر منهم، ليس فقط للأشياء والأخبار الجيدة، ولكن حتى في حالات الغضب والحزن والخوف وغيرها من الأمور السلبية.
  • التركيز على لغة جسد الطفل أثناء التحدث معه، وتفسير كل أشكال التواصل غير اللفظيّ معه.
  • تخصيص وقت للتحدث والاستماع وتبادل أطراف الحديث معهم، والاستماع الجيد لكل ما يريدون قوله، وتركهم يعبرون عما لديهم من مشاعر قوية، أو التحدث عن المشكلات التي يمرون بها من دون التسخيف بها.
  • محاولة الرجوع إلى فترة الطفولة وتذكر المشاعر التي كنتِ تشعرين بها حينها عند الحديث مع الكبار، وحاولي قدر الإمكان تذكر ردات فعلك ومشاعركِ تجاه الأشخاص الذين استمعوا إليك حقًا، وكيف انجذبتِ للحديث معم بعدها، ولا تنسي أن الأطفال مختلفون عن الكبار، فأمورهم العظيمة قد تبدو بسيطةً، كما توجد الكثير من الأمور التي يعرفونها، كما أن لديهم افتقارًا لكثير من الكلمات التي يحتاجونها للحديث.
  • تجنبي مقاطعة الطفل، أو حتى وضع الكلمات في فمه أو تلقيمه إياها حتى لو استخدم كلماتٍ خاطئةً وغير مفهومة.


المراجع

  1. "Talking with babies and toddlers: how to do it and why", raisingchildren, Retrieved 05-07-2020. Edited.
  2. "Talking With Your Children Is Important for Their Brain Development", aau, Retrieved 05-07-2020. Edited.
  3. "Why the Way You Talk to Your Child Matters", verywellfamily, Retrieved 05-07-2020. Edited.
  4. "Why Talking is Important", healthyfamiliesbc, Retrieved 05-07-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :