محتويات
ما هي أسباب صراخكِ على أطفالكِ؟
يعدّ الصراخ وسيلةً سهلةً تسمح للوالدين بجذب انتباه الأطفال، ولكن ما يجهله الكثيرون أنَّ الصراخ على الأطفال يمكن أن يكون ضارًّا مثل ضربهم، فالطفل المعرّض للصراخ عليه هو أكثر ميلًا لإظهار مشكلات في السلوك وبالتالي إثارة المزيد من الصراخ، وغالبًا ما يبرر الآباء صراخهم على أطفالهم بأنها الطريقة الوحيدة التي يستمع من خلالها الأطفال إليهم، وفي الحقيقة إنَّ استجابة الطفل ستقل عندما تصرخين عليه، فبمجرد أن تبدئي برفع صوتكِ فإنكِ تنشّطين الجزء من الدماغ المسؤول عن الهروب أو الاستجابة للقتال، فقد تكون النتيجة عكس ما تأملين، إذ يمكن أن يتسمّر طفلكِ في مكانه، أو يقاتل، أو يهرب.
بعض الآباء يبررون صراخهم بأنها الطريقة التي يحظون من خلالها باحترام أطفالهم وبالتالي أخذهم على محمل الجد، ولكن الصراخ في الحقيقة يولِّد الخوف وليس الاحترام، لذا قد يكون الصراخ على طفلكِ شكلًا من أشكال التنمر، بدلًا من ذلك تواصلي معهم بصريًّا، وأظهري لهم أنهم مهمّون، ثم استمعي لما يقولونه وتحدثي معهم وناقشيهم، فمن الرائع أن تكتشفي من هو ابنكِ أكثر من محاولة تشكيله كيفما تريدين، أما إن كنت تفقدين السيطرة على نفسكِ وقد تؤول بكِ الأمور إلى ضرب طفلكِ، فخذي نفسًا عميقًا وفكري فيما تريدين رؤيته يحدث، واعلمي أنَّ الاقتراب من الموقف من زاوية أكثر هدوءًا سيؤدي إلى نتائج أفضل دون التسبب في ضررٍ جسديٍ أو عاطفيّ، ثم ابدئي بتغيير نهجكِ، إذ إنَّ إظهار احترام أطفالكِ يمكن أن يعيد إحياء شعورهم بتقدير الذات الذي يؤدي إلى الثقة، والثقة تتيح لنا جميعًا إطلاق العنان لقدراتنا البشرية غير المحدودة[١].
صراخكِ المستمر قد يؤثر على طفلكِ لاحقًا
من الطبيعي أن تشعري بالإحباط مع أطفالكِ، خاصةً إن كانوا يسيؤون التصرف، لكن الطريقة التي تعبرين بها عن هذا الإحباط والتعامل مع الموقف يمكن أن تكون له آثارٌ كبيرةٌ على شخصيتهم وصحتهم على المدى الطويل، فيمكن لتدابير التأديب الأبويّ القاسية مثل الصراخ أن تهدئ أطفالكِ وتجعلهم مطيعين لفترة قصيرة، لكن ذلك لن يجعلهم يصححون سلوكهم أو مواقفهم، باختصار، إنكِ تعلّمينهم الخوف منكِ بدلًا من فهم عواقب أفعالهم، ولمعرفة الآثار طويلة المدى التي يمكن أن يُحدِثها الصراخ على طفلكِ تابعي قراءة ما يأتي[٢]:
يجعل مشكلات السلوك تزداد سوءًا
قد تعتقدين أن الصراخ على أطفالكِ يمكن أن يحل مشكلة في الوقت الحالي أو يمكن أن يمنعهم من التصرف السيئ في المستقبل، ولكن في الواقع تُظهِر الأبحاث أنه يمكن أن يخلق مزيدًا من المشكلات على المدى الطويل، ويجعل سلوك طفلكِ أسوأ، مما يعني أن عليكِ الصراخ أكثر لمحاولة تصحيحه، ما يمكن أن يزيد من سوء المشكلة وتعقيدها.
يغير طريقة نمو دماغه
الصراخ وتقنيات الأبوة القاسية الأخرى يمكنها حرفيًّا تغيير طريقة نمو دماغ طفلكِ، وذلك لأن البشر يعالجون المعلومات والأحداث السلبية بطريقة أسرع وأكثر شمولًا من الأحداث الجيدة، إذ قارنت إحدى الدراسات عمليات مسح التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ الأشخاص الذين لديهم تاريخٌ من الإساءة اللفظية الأبوية في مرحلة الطفولة مع عمليات مسح لأولئك الذين ليس لديهم تاريخ من الإساءة، ووجدوا اختلافًا جسديًّا ملحوظًا في أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة الأصوات واللغة.
يؤدي إلى الاكتئاب
بالإضافة إلى شعور الأطفال بالأذى أو الخوف أو الحزن عندما يصرخ آباؤهم عليهم، فإن الإساءة اللفظية لديها القدرة على التسبب في مشكلات نفسية أعمق في مرحلة البلوغ، فالدراسة التي أثبتت تفاقم المشكلات السلوكيّة المتزايدة عند الأطفال الذين يتعرضون للصراخ من والديهم، وجدت عندهم أيضًا ارتفاعًا في أعراض الاكتئاب، فيرتبط الإيذاء العاطفيُّ ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب والقلق، ويمكن أن تؤدي هذه الأنواع من الأعراض إلى تفاقم السلوك وقد تتطور إلى إجراءات مدمرة للذات، مثل تعاطي الممنوعات.
يؤثر على الصحة الجسدية
يمكن أن يزيد الإجهاد في مرحلة الطفولة من أحد الوالدين المسيئين لفظيًّا من خطر تعرض طفلكِ لمشكلات صحية معينة كشخصٍ بالغٍ، فالتعرض للضغط كطفل يمكن أن تكون له آثارٌ طويلة المدى على الصحة البدنية.
يسبب الألم المزمن
وجدت دراسة حديثة وجود صلة بين تجارب الطفولة السلبية، بما في ذلك أنواع الإساءة اللفظية، والتطور اللاحق للحالات المزمنة المؤلمة، وتضمنت الحالات التهاب المفاصل والصداع الشديد ومشكلات الظهر والرقبة وآلام مزمنة أخرى.
هذه الطرق تمنع صراخكِ على أطفالكِ
نظرًا لتعدد الآثار السلبية للصراخ وخطورته على الأطفال، يجب عليكِ التوصل لطرق أخرى لجعل طفلكِ يستمع أو يستجيب، ولمساعدتكِ في ذلك، نقدم لكِ دليل إعادة تأهيل إجراءات التأديب المكون من خطوات بسيطة للسيطرة على صوتكِ أثناء التعامل مع طفلكِ[٣]:
- تعرفي على المحفزات الخاصة بكِ، فلا يحدث الصراخ من فراغ، فعادةً ما يكون استجابةً لسلوك معين، وإن تمكنتِ من اكتشاف ما يجعلكِ تصرخين، فستكون لديكِ فرصة أكبر لتجنب ذلك، كما سيساعدكِ هذا الوعي الذاتيّ على اتخاذ خياراتٍ أفضل.
- حذري أطفالكِ، فمن الإنصاف تحذير طفلكِ بدلًا من البدء بالصراخ عليه، وقد يكون هذا التحذير الرصين كافيًا في بعض الأحيان لجعل طفلكِ يخفف من حدة سلوكه.
- خذي وقتًا لضبط نفسكِ؛ فيقول مؤلف كتاب تربية الأبناء بالصبر والانضباط، أنه إن كنا ملتزمين بتغيير سلوكنا ونستغرق بضع دقائق من الوقت قبل أن نفعل أي شيء، فهذا يساعدنا حقًّا على ممارسة ضبط النفس بطريقة أفضل، وبما أنَّ الصراخ ليس وسيلة للتواصل، بل إنه يشجع الأطفال على الانغلاق على أنفسهم بدلاً من الاستماع، عليكِ ممارسة ضبط النفس في الوقت الحالي لتتمكني لاحقًا من تعليم طفلكِ الدرس الذي تريدين أن يتعلمه، فعندما تكونين أكثر هدوءًا ستكونين بالتأكيد أكثر تأثيرًا على طفلكِ.
- كوني استباقيةً وتجنبي المواقف التي قد تؤول بكِ للصراخ على طفلكِ، وساعديه على إنجاز مسؤولياته في الوقت المحدد، وذلك لتخفيف العبء والتوتر الذي قد يقودكِ للصراخ.
- مع الأطفال، من المهم الحفاظ على التوقعات واقعية، إذ إن أحد أسباب صراخنا هو أن آمالنا الكبيرة لا تلبي الواقع، لذا أصدري توجيهًا واحدًا لطفلكِ في كل مرة، ليُنفّذ عددًا أقل من المهام، أو تخلي عن توقعاتكِ تمامًا.
- اعرفي متى يتعلق الأمر بكِ، وليس بالسلوك السيئ لطفلكِ، فغالبًا ما يكون الصراخ أكثر من مجرد طفل يسيء التصرف، ويمكن أن يكون مظهرًا خارجيًّا لاحتياجاتكِ غير الملبّاة.
المراجع
- ↑ "Stop Yelling At Your Kids"، webmd, Retrieved 2020-7-13. Edited.
- ↑ "5 Serious Long-Term Effects of Yelling At Your Kids"، healthline, Retrieved 2020-7-13. Edited.
- ↑ "10 proven ways to finally stop yelling at your kids"، todaysparent, Retrieved 2020-7-13. Edited.