ابنك لا يصوم؟ إليك الحل

ابنك لا يصوم؟ إليك الحل

في أي عمر يجب الصيام على الأبناء؟

لم يُكلف الله عز وجل الأطفال بأي تكاليف بدنية قبل وصولهم سن البلوغ، ودليل ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (رُفِعَ القلمُ عن ثلاثٍ: عن النائمِ حتى يستيقظَ، وعنِ الصبيِّ حتى يَشِبَّ، وعنِ المعتوهِ حتى يعقِلَ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولكن يجب على الآباء تعويد أبنائهم على الصلاة والصيام عند بلوغهم السابعة من عمرهم، وضربهم ضربًا غير مبرح أو مؤذٍ على ترك الصلاة والصيام عند بلوغهم سن العاشرة.


لكن عند بلوغ الأبناء تجب عليهم الصيام والصلاة، والبلوغ يحصل بظهور علامات طبيعية ظاهرة، منها ما يختص بالأنثى ومنها ما هو مُشترك بين الذكر والأنثى، أما ما يختص بالأنثى فهما علامتان؛ الحمل والحيض، أما علامات البلوغ المُشتركة بين الأبناء الذكور والإناث فهي: الاحتلام وهو خروج المني عن شهوة في يقظة أو منام، والإنبات وهو نمو شعر العانة الخشن حول الفرج، وبلوغ سن خمس عشرة سنةً قمريةً[١][٢][٣].


نصائح لكِ لتشجيع ابنكِ على الصيام

يُعد قدوم شهر رمضان فرصةً ثمينةً يمكنك استغلاله بتشجيع ابنكِ على الصلاة والصيام؛ ليتذوق حلاوة هذه الشهر، ولتغرسي داخله محبة الله ورسوله، لذلك سنقدم لكِ عدة نصائح لمساعدة ابنكِ وتشجيعه على الصيام:

  • رغبيه للحصول على أجر الصيام: يكون ذلك بتعريفه بالأدلة التي وردت في القرآن والسنة عن فضل الصيام وأجره، ووضحي له الحكمة من الصوم[٤].
  • احتفظي بالطعام والشراب بعيدًا عنه: قد يتناول ابنكِ الطعام والشراب بطريق الخطأ، هنا يجب أن تشجعيه على مواصلة صيامه وتحثيه على عدم تكرار الأمر[٥].
  • أيقظيه لتناول السحور: من الصعوبات التي تواجهها الأمهات مع أبنائهن في رمضان هي رفضهم الاستيقاظ لتناول وجبة السحور، لكن لا تيأسي وأيقظي ابنكِ في وقت السحور وقدمي له طعامًا صحيًا وبسيطًا غنيًا بالماء والألياف، وابتعدي عن تقديم الحلوى له، وإذا كان ابنكِ تعلم الصلاة شجعيه على أن يصلي الفجر قبل العودة لسريره[٥].
  • شجعيه على قضاء وقته مع الأطفال الصائمين: إذا رأى ابنكِ الأطفال الآخرين صائمين فسيكون ذلك بمثابة حافز كبير على الصيام[٥].
  • ألهيه باللعب: عندما تشعرين بأن ابنكِ بدأ يشعر بالجوع أحضري له بعض الألعاب ليلعب بها وينشغل عن جوعه[٥].
  • امدحيه أمام الجميع: امدحي صيام ابنكِ أمام العائلة والأصدقاء سيفرح بذلك ويتشجع لصيام الأيام القادمة، وذكريه بأننا نصوم لكسب محبة الله عز وجل[٥].
  • اتركيه يساعدكِ في إعداد وجبة الإفطار: سيستمتع ابنكِ الصائم كثيرًا عند مساعدتكِ بترتيب مائدة الطعام أو صنع الأطباق السهلة، أو العصير[٥].
  • ذكريه بالأطفال الفقراء: عندما يشتكي إليك ابنكِ من الجوع، ذكريه بالأطفال الفقراء الذين لا يجدون ما يأكلونه، واسأليه عن رغبته في إعطائهم جزءًا بسيطًا من أمواله التي يدخرها للأطفال المحتاجين[٥].
  • كافئي صيامه: اسأليه عن الوجبة التي يرغب بتناولها على الإفطار وأعدي له ما طلبه، وعندما يبدأ بتناول الطعام وهو مسرور أخبريه بأن هذه فرحة صيامه وأن ما يخبئه الله لهُ أعظم بكثير[٥].


متى ينبغي عليكِ البدء بتعويد ابنكِ على الصيام؟

أوجب الله عز وجل الصيام على كل مُسلم مُكلف قادر ومُقيم، أما الطفل الصغير فلم يُلزمه الله بالصيام حتى يبلغ، ولكن يجب على الآباء والأمهات تعويد أبنائهم على الصيام إذا وصلوا لسن أصبحوا يطيقون الصيام ويقدرون عليه؛ ليعتادوا عليه عند بلوغهم ويتمرنوا على تأدية أركان الإسلام الخمس، ولأنه سيكتب في ميزان حسناتهم، ولكن لا يجب الإصرار عليهم بالصيام إذا كان به ضرر لهم بسبب مرضهم أو ضعف بُنيتهم.


السن الذي ينبغي أن تبدئي بتعليم ابنكِ الصيام هو سن الإطاقة والتحمل للصيام، وهو السن الذي يختلف من طفل إلى آخر وقد حدده بعض العلماء بسن العاشرة، وجاء التحديد بهذا السن لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بضرب الأبناء على الصلاة في سن العاشرة، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن لقرب العبادتين من بعضهما، واشتراكهما بأن كليهما عبادتان من أركان الإسلام إلا أن الصوم به مشقة أكبر فاشترطوا لصيامه الطاقة والقدرة على تحمله؛ لأن ابنكِ قد يُطيق الصلاة لكنه لن يقوى على الصيام ولن يطيقه وبذلك تحصل المشقة، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يأمرون من يطيق من أبنائهم بالصيام، فإن اشتكى أحدهم وبكى بسبب جوعه وضعوا الألعاب بين يديه لينشغل بها عن جوعه.


لكن من المؤسف القول بوجود تقصير من بعض الأمهات والآباء بتشجيع أبنائهم على الصيام بحجة الشفقة عليهم وهذا خطأ شرعي وتربوي، إذ يقع عليهم دور كبير بتشجيع أبنائهم على الصيام وترغيبهم به ويكون ذلك بعدة طرق مُحببة مثل: منحهم الهدايا عن كل يوم يصومون به، وتشجيعهم على الصلاة في المسجد ومدح صيامهم، وتخصيص وقت معين لهم لمشاهدة قنوات أطفال نافعة لهم، وإشغال وقتهم بتلاوة القرآن وحفظه[٦].


من حياتكِ لكِ

لا بدّ أنّكِ تتساءلين عن حكم من يمتنع عن الصيام مع قدرته على ذلك، إذ يُعد صوم رمضان ركنًا من أركان الإسلام، ومن أدلة ذلك ما ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فمن أفطر فيه من غير عذر من سفر أو مرض أو حيض للمرأة فقد اقترف إثمًا عظيمًا من أكبر الكبائر وعرض نفسه لسخط الله، فعن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بَينا أنا نائمٌ أتاني رجلانِ، فأخذا بِضَبْعَيَّ فأتَيا بي جبلًا وعْرًا، فقالا: اصعَدْ، فقلتُ: إنِّي لا أُطيقُهُ، فقال: إنَّا سَنُسَهِّلُهُ لكَ، فصعدتُ، حتَّى إذا كنتُ في سَواءِ الجبلِ إذا بأصواتٍ شديدةٍ، قلتُ: ما هذهِ الأصواتُ؟ قالوا: هذا عُوَاءُ أهلِ النَّارِ ثمَّ انْطُلِقَ بي فإذا أنا بقَومٍ مُعلَقِينَ بعراقيبِهِم، مُشَقَّقَةٌ أشداقُهُم، تسيلُ أشداقُهُم دمًا، قال: قلتُ: مَن هؤلاءِ؟ قال: الَّذينَ يُفطِرونَ قبلَ تحلَّةِ صَومِهِم) [صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


من أتى هذا الذنب وجبت عليه التوبة الصادقة والمُسارعة بقضاء الأيام التي أفطر فيها ويستغفر ربه كثيرًا ويندم على ما مضى ويعزم ألا يعود لذنبه، وذهب بعض العلماء إلى أن من ترك صوم رمضان متعمدًا فلا قضاء عليه بل عليه الإكثار من النوافل وهذا مذهب الظاهرية، واختاره الشيخ ابن عثيمين وابن تيمية[٧][٨][٩][١٠]


المراجع

  1. "السن التي يؤمر فيها الصبيان بالصيام "، islamweb، 28_12_2002، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.
  2. "عـلامات بلوغ الذكر والأنثى"، islamweb، 28_8_2001، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.
  3. "على من يجب صوم رمضان؟ "، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.
  4. "How to Motivate My Children to Fast?", aboutislam,7_4_2020، Retrieved 20_7_2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Ramadan Day14 Encouragining Children to Fast", muslimahbloggers,30_5_2018، Retrieved 20_7_2020. Edited.
  6. "ما هو السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام ؟"، islamqa، 26_12_2004، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.
  7. يحيى نعيم محمد خلة (18_6_2016)، "أحكام الصوم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.
  8. د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي (28_6_2015)، "ترك صيام رمضان"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.
  9. "حكم من أفطر في رمضان من غير عذر "، islamqa، 18_9_2015، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.
  10. "هل يجب القضاء على من لم يصم رمضان لغير عذر أو أفطر أثناءه متعمدا ؟ "، islamqa، 12_8_2015، اطّلع عليه بتاريخ 20_7_2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :