طفلك يضربك، إليك الأسباب

طفلك يضربك، إليك الأسباب

لماذا قد يضربكِ طفلكِ؟

إن ضرب الطفل لوالديه يُعدّ مُحبطًا ومُحرجًا ومُثيرًا للغضب، كما يُسبب الخجل واليأس؛ لأنهم يشعرون بالقلق من عدوان طفلهم عليهم ويعتبرونه علامة على فشل تربيتهم، وتعدّ طريقة استجابة الأهل لضرب طفلهم مُفتاحًا لحلّ هذه المُشكلة والتخلّص منها، والأسباب التي تدفع الطفل لضرب والديه كثيرةً أهمّها أنه ينتقد أهله بطريقته، فهو لا يملك مهارات كافية لإدارة مشاعره والتعبير عنها بطريقة مقبولة اجتماعيًا، أو أنه يُريد منكِ تلبية حاجة له ولا يستطيع طلبها أو لتغيير رأيكِ عندما ترفضين أمرًا له فهو يضرب دون التفكير بالعواقب.

أما عن طريقة الاستجابة فإليكِ بعض الاستراتيجيات التي تمكّنكِ من تعليم طفلكِ طرقًا أفضل في التعامل مع مشاعره وإدارة سلوكياته كما تحمي نفسكِ من ضربه العدواني[١]:

  • ضعي قواعد وضوابط أسريّة تنصّ على الاحترام المتبادل، وتمنع الضرب والركل والعضّ والعدوان الجسدي كاملًا بمنزلكِ.
  • تحدّثي مع طفلكِ حول هذه القواعد بطريقة إيجابية ووضّحي له عواقبها، فبدلًا من قولكِ له: لا تضرب، اربتي على كتفيه بحنانٍ واشرحي له مساوئ الأمر.
  • عندما يضرب طفلكِ كوني صارمةً وقولي له بحزمٍ: لا تضرب فالضرب يؤلم، وحافظي على ثبات ردود فعلكِ كلّ مرّة وأظهري له أنكِ لا تحتملين ذلك.
  • عززي السلوكيات الجيّدة لدى طفلكِ وكافئيه عليها.
  • عانقي طفلكِ كثيرًا وامدحيه عندما يستمع لكِ ويتوقّف عن الضرب.
  • شجّعي طفلكِ على قراءة كتاب أو رسم صورة أو أخذ نفسٍ عميق والذهاب لغرفته عندما يغضب.
  • علّمي طفلكِ أن الإنسان يمرّ بمشاعر كالحزن والإحباط وناقشي معه أهمية التعامل مع هذه المشاعر بالطريقة المُناسبة وساعديه على اكتشاف الاستراتيجيات التي تُعينه على التأقلم مع مشاعره.
  • تجنّبي العقاب البدني عندما يضربكِ؛ لأنه سيشعر بالارتباك بأنكِ تسمحين لنفسكِ بضربه ولا يُمكنه ضربكِ، فالضرب يزيد من عدوانيته، ويقلل القدرة على ضبط النفس.
  • حافظي على سلوكياتكِ نموذجيةً فهو يتعلّم مما يراه وليس مما يسمعه.
  • إذا لم تُجدي القواعد نفعًا فالجئي للعقوبات مثل:
    • ضعي طفلكِ في مكان وحده لعدّة دقائق حتى يهدأ ويرتدع.
    • اسحبي من طفلكِ الامتيازات التي منحتِه إياها كأن تمنعيه عن الأجهزة الإلكترونية والألعاب يومًا كاملًا.
    • دعي طفلكِ يؤدي واجباتٍ إضافية تعويضًا عن الضرب.


ماذا تفعلين عندما يضربكِ طفلكِ؟

لا بدّ وأنكِ تمرّين بمزيج من مشاعر الخوف والغضب والألم عندما يضربكِ طفلكِ، فمن المؤكد أنكِ تتمنين أن تكوني هادئة في مثل هذا الموقف لتتجنّبي ضرب طفلكِ أو تسببكِ له بالحزن كردّة فعل منكِ حتى لو لم يكن يقصد ذلك، فمن المُستحيل أحيانًا الحفاظ على الهدوء عند الشعور بالألم؛ لأن الألم يُرسل إشارات لجذع الدماغ السفلي الذي يدفعكِ للقتال أو الهروب ويظهر الطفل لكِ بصورة العدو، فتنتقلين فورًا من مشاعر الأمومة الحنونة لتبدئي في الصراخ أو تستعدين جسديًا لضربه وتمرّين بنوبة غضب وتُعاقبينه، ولتتجنّبي هذه المشاعر تذكّري دومًا أن العدوان ينبع من الخوف، وإن لم تعرفي سبب خوفه؛ فإن ردّة فعلكِ العدوانية ستزيد من ذلك وتعزز لديه احتمالية ضربكِ مُستقبلًا، وعليكِ تقبّل جميع مشاعره ووضع حدود صارمة وواضحة تجاه الإجراءات التي تتخذينها، وأشعريه بالأمان تجاه التعبير لكِ عن مشاعره، ونظّمي عواطفكِ وتحكّمي بها، وإليكِ بعض التصرفات التي عليكِ اتباعها[٢]:

  • اسحبي نفسًا عميقًا طويلًا وقولي له: هذا مؤلم وأنا بحاجة لأن أهتم بنفسي قليلًا وسأتحدّث إليكَ عندما أهدأ، واذهبي لغرفة أخرى وأغلقي الباب.
  • إذا كان عُمر طفلكِ لا يتجاوز الخامسة فدعي الباب مفتوحًا وهدّئي نفسكِ أمامه.
  • تذكّري أن طفلكِ يواجه صعوبة في إدارة مشاعره ويحتاج لتعلّم مهارات الهدوء.
  • ذكّري نفسكِ بأن هدفكِ هو تربية طفل يستطيع السيطرة على نفسه ويتحكّم بغضبه ويملك ذكاءً عاطفيًا ليتمكّن من ذلك.
  • انزلي لمستوى طفلكِ وحافظي على مسافة أمان بينكما وتحدّثي معه برّقة، ووضحّي له أنكِ تعرفين أنه كان غاضبًا ولكن ليس من المقبول الضرب.
  • لا تكذبي على طفلكِ أو تُخالفي وعودكِ له.
  • تفهّمي أسباب قلق طفلكِ وغضبه وابحثي عنها وحاولي حلّها.


نصائح لكِ لتربية طفل ذي طبيعة هادئة

يرغب جميع الآباء بتربية طفلِ يتمتّع بالهدوء ويتعامل مع الضغوطات والتحديات ويُدير عاطفته في المواقف الصعبة، والعامل الأساسي في هذا الأمر هو أنتِ، وإليكِ هذه النصائح الهامّة لتُربّي ابنكِ على الهدوء[٣]:

  • تذكّري أنه طفل ولا تُعاملينه على أنه بالغ وعاقل فتُسببين له القلق، وتوقّفي عن تقييم دوافع الطفل من منظوركِ بأنه يفعل ذلك كي تُلبّي له رغباته، فالطفل الذكي واللطيف والهادئ الذي ترينه في مكان آخر لم يولد هكذا بحكمة وقدرة على التحكم.
  • امنحي طفلكِ ما يحتاجه وليس ما تعتقدين أنه بحاجته كي يبقى آمنًا ومُرتاحًا، فطفلكِ سيشعر بالإجهاد نتيجة تنبؤكِ بما قد يحتاجه.
  • غيّري توقعاتكِ الكثيرة تجاهه والتي تُقلقه كالتفكير كثيرًا في المستقبل وماذا سيصبح، وتذكّري أن الطفل المزاجي لا يعرف كيف يكون هادئًا وعليكِ تعليمه ذلك.
  • علّمي طفلكِ تقنيات التهدئة الذاتية مثل: رياضة اليوغا وتمارين التأمل، والتي تُشجّع الطفل على إدارة عواطفه كما عليكِ ممارسة الأنشطة مع طفلكِ لتُصبحين أكثر هدوءًا.
  • ضعي جدولًا مُنظّمًا روتينيًا لطفلكِ يضمن أوقات الطعام والنوم والقيلولة والوجبات الخفيفة.
  • عوّدي طفلكِ على المسؤولية وأن يُنجز أعماله بنفسه كضبط المُنبّه وربط الحذاء ليُصبح مُكتفيًا ذاتيًا.


من حياتكِ لكِ

إن كُنتِ تبحثين عن مهارات تُساعد طفلكِ في التحكّم بغضبه وتحويل هذا الموضوع لنشاط مُمتع، فإليكِ هذه الألعاب[٤]:

  • لعبة بطاقات التنين الغاضب: تُناسب الأطفال من السادسة وحتى 12 سنة، وتُلعب كلعبة الأونو، وتُعلّمهم السيطرة على غضبهم وفهم مشاعر الغضب وكيفية التعبير عنه، كما أنها مُناسبة للأطفال المُصابين بالتوحد وعجز التعلّم والمشاكل العاطفية.
  • الأفكار والمشاعر: تُناسب الأطفال بكافة الأعمار، وهي أداة علاجية مُصممة لتُساعد الآباء والمُعلّمين وأخصائيي الصحّة العقلية، وتحتوي المجموعة على 35 بطاقة فعّالة تُساعد الطفل في تحديد ومعالجة القضايا خلال مجموعات، بما فيها التغييرات داخل الأسرة ومشاعر الصدمة والحزن والغضب والاكتئاب والقلق.
  • إدارة الغضب: هي عبارة عن كرة محشوّة ناعمة تُرمى أو تُمرر بين الأطفال بشكل دائري أو عشوائي، وعندما تصل الكرة لطفلكِ عليه تحقيق طلب الرامي والإجابة عن سؤاله، وتُشجّع هذه اللعبة على استخدام مهارات التعامل مع الآخرين بما في ذلك التناوب والاتصال بالعين والاستماع والاستجابة واحترام الاختلافات بين الأفراد.
  • التوقّف والاسترخاء: تُناسب الأطفال بعمر السادسة وحتى 12 سنة وتُساعد الأطفال المُندفعين في التفكير قبل التصرف، وتعلّم مهارات الاسترخاء والتعبير عن المشاعر وحلّ المُشكلات.


المراجع

  1. Amy Morin (30-1-2020), "How to Respond When Your Child Hits You"، verywellfamily, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  2. Laura Markham (13-6-2013), "When Your Child Hits You: A Script"، psychologytoday, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  3. Alicia Bones (26-2-2018), "How to Raise a Calm Child"، care, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  4. "Anger Games: 14 Super Fun Ways to Learn Anger Management Skills", veryspecialtales,26-9-2018، Retrieved 13-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :