محتويات
تربية الأطفال
عندما يتزوج شخصان ويقرران إنجاب طفل، فإنهما يتناقشان حيال كل ما يخصّ مرحلتي الحمل والولادة، لكنّهما نادرًا ما يخططان لتربية هذا الطفل، لذا لا عجب في أن تبدأ المشاكل الحقيقية بالظهور عندما يبلغ طفلهما من العمر عامين، لأنّه وعند هذه اللحظة تحديدًا تبدأ أساليب الزوجين في التربية بالاشتباك وسيختلفان حول العديد من قضايا التنشئة، فما يحدث عادةً هو أن أحد الوالدين يميل إلى أن يكون صارمًا في حين يميل الآخر إلى أن يكون متساهلًا، فيغضب الوالد الصارم عندما يُفسح الوالد المتساهل المجال أمام الطفل، بينما ينزعج الوالد المتساهل عندما يُضيّق الوالد الصارم الخناق عليه، وهذا الاختلاف سيؤدي كنتيجة حتمية للوصول إلى طريق مسدود، عندها يصبح الوالد الصارم أكثر صرامةً والوالد المتساهل أكثر تساهلًا.
لكن ما لا يعمله الوالدان أنّ الأطفال أذكياء بطبيعتهم وسيستغلون نقطة الضعف تلك في طريقة تربيتهم لأطفالهم بتأليب أحدهما على الآخر ثم الهرب، لذا فالعلاقة بين الوالدين أكثر أهميةً من امتلاك مهارات التربية، أي إنّ تكاتفهما للعمل معًا لتربية أطفالهما يجب أن يكون أولويةً تسبق اكتساب مهارات وتبني أفكار التربية الحديثة لأيِّ منهما، ذلك أنّ الأطفال الذين ينشؤون في كنف أبوين تربطهما علاقة داعمة ومحبة لكن مهاراتهم في التربية ضعيفة، سيكونون أفضل حالًا من أولئك الأطفال الذين ينشؤون في ظل أبوين تربطهما علاقة مثبّطة وتنافسية حتى وإن امتلكوا أكثر أدوات ومهارات التربية حداثةً وتطورًا، لذا وقبل أن يبدأ الوالدان في التفكير بتربية أطفالهما، يجدر بهم قضاء المزيد من الوقت معًا في بداية ونهاية كل يوم لتطوير سبل التواصل فيما بينهما كزوجين، بعد ذلك يمكنهما ببساطة تحسين مهاراتهما التربوية من خلال قراءة الكتب أو أخذ الدروس المختصة في مجال تربية الأطفال، كما يمكنهما استشارة بعض الأزواج الناجحين للحصول على النُصح والمشورة[١].
نصائح للتعامل مع خلافاتكِ الزوجية حول تربية الأطفال
كما سبق وذكرنا، فالاختلاف في تربية الأطفال هي جزئية يعاني منها العديد من الأزواج، لكن عندما يتعاظم ويتفاقم هذا الاختلاف قد ينتهي الأمر بالزوجين إلى طريق مسدود يضم خيارين أحلاها مر؛ الطلاق أو العيش باستياء لعدم وجود حل أو نهاية لهذا الاختلاف، لذا في حال اعتقدتِ أنّ زوجكِ صارم جدًا أو لا يبذل جهدًا كافيًا في تربية أطفالكما، عندها يمكنكِ الاطلاع على النصائح التالية التي تعينكِ على التعامل مع خلافاتكِ مع زوجكِ حول تربية أطفالكما[٢].
تحدّثي عنها
تبادلي أنتِ وزوجكِ أساليب التربية التي يعتقد كلّ منكما أنها كفيلة بتنشئة أطفالكما تنشئةً سليمةً، وعندما تتحدّثان عن إستراتيجيات التربية التي يرغب كل منكما بتطبيقها أو عدم تطبيقها على أطفالكما، فإن ذلك يساعدكما على تقريب وجهات نظركما ويقلل من حدة وحجم خلافاتكما، ومن الجدير بالذكر أنكِ لن توافقي على كل شيء، ما يعني أنكِ ستضطرين إلى تقديم بعض التنازلات.
أنشئي القواعد
استخدامكِ للغموض في سبيل الإمساك بزمام الأمور وفرض السيطرة يعرّضكِ للفشل، لأنه يُفسح المجال لسوء الفهم والتواصل بينكِ وبين أطفالكِ، كقولكِ كن جيدًا أو ستكون في وضع صعب، في المقابل فإن إنشاء قواعد واضحة يتّفق عليها الجميع -بما فيهم أطفالكِ- يُسهّل عليهم تطبيقها، كالاتفاق على موعد محدد للذهاب إلى النوم أو تحديد عدد الساعات المناسب للعب يوميًّا.
حددّي العواقب
ستحتاجين أنتِ وزوجكِ إلى تحديد عقاب كسر قواعد المنزل، فلا يُعقل أن يخطئ الطفل أمامكما فيتحدث أحدكما إلى الطفل ببساطة حول الخطأ، في حين يُصدر الآخر عقوبةً في سبيل الحفاظ على قواعد المنزل، فهذا النوع من الاختلاف بينكما سيربك الطفل.
ادعمي زوجكِ
بعد رسم القواعد الخاصة بأسرتكما أنتِ وزوجكِ من المهم أن يلتزم كلاكما بها، لأنكما ستضعان أُسرتكما في مواجهة كارثة في حال اتبع أحدكما القواعد في حين سمح الآخر لأطفالكما بخرقها أو امتنع عن فرض العواقب عليهم، لأن الرسالة التي سيفهمها الأطفال هي أنه يمكن لهم التحايل على والديهم وعلى قواعدهما.
لا تعارضي
عندما يتّخذ زوجكِ قرارًا لا يعجبكِ بشأن أطفالكما، لا تتدخلي وتختلفي معه أمامهم، لأنهم سيلاحظون بسرعة أين يكمن تنافركما ويحاولون استخدام ذلك لصالحهم، دعيهم يعرفون أنكِ وأباهم تدعمان تصرفات بعضكما البعض، بالمقابل يمكنكِ الحديث عن الموقف في وقت لاحق مع زوجكِ وحدكما، وإذا كنتِ لا تستطيعين الانتظار اطلبي التحدث إليه على انفراد.
كوني مرنةً
يجب أن تكوني أنتِ وزوجكِ مرنين بما يكفي للتغيّر مع تقدمكما في السن، يجب أن تُعدا تقييم أسلوب تربيتكما حسب الحاجة، ضعي في اعتباركِ شخصية طفلكِ، إذ يحتاج بعض الأطفال إلى مزيد من الإشراف وبعضهم أقل، في حين يحتاج بعضهم إلى التلاعب وبعضهم الآخر إلى الإرضاء، يجب أن يناسب أسلوبكِ احتياجات كل طفل من أطفالكِ على حدة.
قواعد تذكّريها عند تكلّمكِ مع زوجكِ عن تربية الأطفال
حديثكِ مع زوجكِ عن الأمور اليومية التي تمرّين بها كمشاعركِ وأفكاركِ يزيد من قوة ترابطكما ويساعدكما على التقليل من المشكلات وحل النزاعات، وهذا يعني ضرورة التحدث فيما بينكما بطريقة إيجابية، فحتمًا سيؤثر ما تقولينه وكيف تقولينه على كيفية فهم زوجكِ واستجابته لكِ، كما أنّ التواصل الجيد هو مرادف للاستماع الجيد، إذ يمكنكِ فهم ما يقوله زوجكِ ومساعدته على الشعور بأنه مسموع في نفس الوقت، وفيما يأتي قواعد بسيطة تذكّريها عند تكلّمكِ مع زوجكِ عن تربية أطفالكما[٣]:
- اختاري اللحظة: تحدّثي إلى زوجكِ عندما يكون هادئًا وتجنّبي الحديث إليه عندما يكون غاضبًا، وفي حال كانت المشكلة بسيطةً يُفضّل تجاهلها وترك النقاش للمشاكل الكبيرة.
- كوني إيجابيةً: أشعري زوجكِ بالتقدير للأشياء الصغيرة التي يفعلها، فثناؤكِ عليه وتشجيعكِ له سيجعله مستمعًا جيدًا لكِ.
- اختصري حديثكِ: حاولي طرح المشكلة أو القضية التي تريدين مشاركة زوجكِ إياها باختصار ودون تفسيرات وجمل طويلة تضيع فهمه وتركيزه.
- تحملي مسؤولية مشاعركِ: شاركي زوجكِ مشاعركِ وأفكاركِ حيال موقف ما، ولا سيما تلك المشاعر الضعيفة التي تحمل القلق أو الشك أو الحزن، بدلًا من تحميله ذنب انزعاجكِ.
- تجنّبي قول الأشياء المؤذية: امتنعي تمامًا عن قول كلّ ما هو مؤذٍ لزوجكِ، لأن ذلك سيضر بعلاقتكما إلى جانب أنه سيجعله دفاعيًا أكثر من كونه مستمعًا.
المراجع
- ↑ Deborah Godfrey (2020-7-9), "When Spouses Disagree About Parenting"، positive parenting, Retrieved 2020-7-21. Edited.
- ↑ Marni Feuerman (2019-11-12), "How to Cope With Parenting Differences"، very well family, Retrieved 2020-7-21. Edited.
- ↑ "Parent communication: tips for talking with your partner", raising children,2018-5-2، Retrieved 2020-7-21. Edited.