كيف توازنين بين الدلال والعطف عند تربية أطفالك؟

كيف توازنين بين الدلال والعطف عند تربية أطفالك؟

تحدّيات تواجهكِ في تربية أطفالكِ

قد تواجهكِ كأم العديد من التحديات عند تربية أبناءكِ، ومن هذه التحديات:

عدم إيجاد الأسلوب المناسب لتعليم الأبناء المبادئ السليمة

يمكن أن تواجهكِ العديد من الصعوبات في صقل شخصية أبنائكِ وتعليمهم ما هو صائب وما هو خاطئ، وغرس العادات السليمة لديهم، وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤثر عليهم كثيرًا؛ إذ سيصبحون أكثر انجرافًا خلف القيام بالسلوكات الخاطئة، ولن يستطيعوا التفريق بين ما هو صحيح وما هو خطأ، ويُمكن جدًا أن ينجرّوا خلف الأفعال غير الأخلاقية، كمتابعة الأفلام الإباحية على سبيل المثال[١].

عدم القدرة على إدارة الوقت

يُمكن أن تعاني من عدم قدرتكِ على إدارة الوقت وتقسيمه بين تربية أبنائكِ والقيام بالمهام الأخرى، سواءً كنتِ ربّة منزل فقط وتحتاجين لإدارة الوقت للقيام بأعمالكِ المنزلية، أو سواءً كنتِ تعملين ولديكِ وظيفة، فأنتِ تحتاجين إلى تنسيق وقتكِ وتنظيمه بين بيتكِ وعملكِ وتربية أبنائكِ، كما أنكِ تحتاجين الوقت للحصول على الراحة وتفريغ ذهنكِ من كلّ تلك الضغوطات، وإن التقصير في إدارة الوقت أو عدم القدرة على تنظيمه يمكن أن يؤثر في أبنائكِ ويحرمهم من الحصول على حقهم في التربية، كما أن من الأمور التي يمكن أن تنجم عن عدم قدرتكِ على تنظيم وقتكِ وإعطاء حصة كافية لأبنائكِ منه؛ ضعف الارتباط العاطفي بينكِ وبينهم نتيجة عدم قضائكِ وقتًا كافيًا معهم، وذلك يجعلهم بعيدين عنكِ ودائمًا ما يبحثون عن أشخاص قريبين لهم غيركِ من أصدقاء أو أقرباء ليجدوا عندهم الاهتمام[١].

عدم استماع الأبناء واستجابتهم لفعل ما هو مطلوب منهم

قد تواجهين مشكلة عدم استماع واستجابة أبنائكِ لكِ عندما تطلبين منهم القيام بعملٍ معيّن، وهذه مشكلة حقيقية تجعلكِ تشعرين بالاستياء والانزعاج من ذلك، ويمكن أن يكون السبب لعدم استجابة أبنائكِ للامتثال لطلباتكِ إلى جانب عنادهم هو أسلوبكِ غير المناسب في الطلب؛ إذ يمكن أن يكون استمراركِ بإدلاء الأوامر الصارمة والتوبيخ المستمرّ السبب في نفورهم وعدم استجابتهم لما تطلبين، ومن الأفضل أن تحاولي بدلًا من ذلك أن تكوني قريبةً منهم؛ فالطفل عندما يشعر أن الشخص قريبٌ منه ويحتويه فإنه سيميل لتنفيذ ما يُطلب منه بدرجةٍ أكبر[٢].


كيف توازنين بين الدلال والعطف عند تربية أطفالكِ؟

من المهمّ جدًا أن تمنحي أطفالكِ العطف والحنان والحب اللانهائيّ الذي يحتاجونه منذ بداية حياتهم، والذي له الدور الكبير في استقرارهم العاطفيّ، وبالتأكيد فإن كلّ أم وأب يطمحون لتوفير كافة احتياجات أبنائهم دون أن ينقصهم أي شيء، ولكن عليكِ أن تنتبهي من الإفراط في تقديم كلّ ما يطلبونه؛ إذ إن الموازنة ضرورية جدًا عند تلبية طلباتهم، وعند تلبية احتياجاتهم المادية من نقود وألعاب وملابس وإلى اَخره من الأمور، يجب أن تحافظي على التوازن فيها، ورغم أن توفير كافة احتياجات أبنائكِ أهمية كبيرة، فإنها إن زادت عن حدّها ستنعكس سلبًا على شخصيتهم، وسيكون الإفراط في تقديم كلّ ما يطلبونه وسيلةً لغمرهم بالدلال الزائد الذي قد تعانين من عواقبه فيما بعد، فأنتِ بالتأكيد لا تريدين أن تكوني سببًا في إفساد طفلكِ وطبعه بوصمة المدلّل، وعليكِ أن تعلمي أن الفرق كبيرٌ جدًا بين تلبية احتياجات أبنائكِ لئلّا يشعروا بالنقص وبين إفسادهم بتقديم كلّ ما يطلبونه ولو على حساب وضعكِ الماديّ؛ إذ ستتضرَرين على المستوى الماديّ كذلك إلى جانب الأضرار التي ستُلحقينها بشخصيتهم، أما بالنسبة للاهتمام بمشاعر أبنائكِ والاستجابة لبكائهم والخوف على مشاعرهم والاستماع لهم، فهي أمورٌ ضروريةٌ جدًا، لكن احرصي على أن تعلّمي أبناءكِ كيف بإمكانهم أن يتعاملوا مع الكثير من مشاكلهم عندما لا تكونين إلى جانبهم؛ فهذه خطوة مهمة جدًا ليستطيعوا المضيّ قدمًا في المستقبل والاستقلال بذاتهم وعدم الاعتماد على أحد للأخذ بيدهم في كل خطوة من خطوات حياتهم[٣].


كيف يؤثر الدلال الزائد على طفلكِ؟

إن الدلال الزائد والمفرط في التعامل مع طفلكِ سيؤثر سلبًا على بناء شخصيته، وسيجعله يعتقد أنه محور الكون بالنسبة لكِ وأن جميع طلباته أوامر، وسيتوقع منكِ تلبية كلّ ما يطلبه، وهذا أمرٌ سيئ للغاية، وهذا كله يحدث بسبب الطريقة غير الصحيحة التي تستخدمينها في التعامل مع طفلكِ وتدليله بدرجةٍ كبيرةٍ تزيد عن الحدّ الطبيعيّ، ومن أساليب الدلال التي تؤثرين بها على طفلكِ سلبًا هو الاستجابة لكلّ ما يطلبه وعدم رفض أي من طلباته، فضلًا عن تلبية نداءاته وصراخه وبكائه المتواصل الذي لا ينقطع للحصول على شيء معين، فأنتِ بهذه الطريقة تزرعين في رأسه أنه بإمكانه أخذ أي شيء بالبكاء المتواصل والصراخ، كما أن اهتمامكِ الكبير به والزائد عن الحد سيجعله يعتقد أنه عظيم جدًا وسيُشره بالاستحقاق الزائد والغرور، لذلك فإن من الأفضل عدم الإفراط في الثناء على طفلكِ، كما يفضل تركه يعتمد على نفسه في القيام بواجباته والعديد من الأمور الأخرى، واحذري من أن تكوني كظلّ طفلكِ تخافين عليه بإسهاب، وتحاولين حمايته من الأذى بإفراطٍ وقلقٍ شديد، فمن المهمّ أن يحمي الاَباء أبناءهم ولكن هذا لا يعني أن عليكِ أن تكوني مرافقةً له وتحميه من كلّ ما يواجهه ولا تتركيه يعتمد على نفسه في مواجهة التحديات المختلفة، فهذا أسلوب من أساليب الدلال الذي يجعله عاجزًا عن مواجهة المصاعب التي يواجهها في طريقه، ويؤثر على شخصية طفلكِ في المستقبل، لذلك من الأفضل أن تتركي طفلكِ يواجه بعض الأمور بنفسه ليتعلم وحده ويكتسب خبرة يومًا بعد يوم[٤].


من حياتكِ لكِ

لتحقّقي التوازن في تربية أطفالكِ فإن عليكِ أن تسلكي الطريق الصحيح في تربية طفلكِ؛ فلبناء شخصيته بطريقةٍ سليمةٍ عليكِ أن توازني بين الصرامة والحنان، فمن المهمّ أن تغمري طفلكِ بعطفكِ وحنانكِ واهتمامكِ لينمو بشكلٍ جيدٍ ويكون مستقًرا قدر الإمكان، ولكن إلى جانب العطف والحنان والحب الذي ستغمرينه به، فإن من المهمّ جدًا أن تكوني صارمةً معه، وأن تضعي حدودًا واضحة ليلتزم بها؛ فإن تعلم الطفل الانضباط مهمّ جدًا كأهمية حصوله على الحب والحنان والرعاية، كما أن عليكِ أن تمنحي لطفلكِ المجال في تحمُّل بعض الأعباء الصغيرة والمسؤوليات التي قد يتعلم منها الكثير؛ إذ من المهم أن تشركيه في القيام ببعض الأعمال، وأن تطلبي مساعدته في بعض الأمور ضمن إمكانياته، ويجب عليكِ أن تتركي له مساحة ليجرب القيام بالأمور بنفسه دون أن تقفي إلى جانبه وتساعديه في كلّ خطوة؛ فذلك يجعله قادرًا على الاعتماد على الذات، ويجعله يتعلم من أخطائه، والأمر المهمّ جدًا لمتابعة طفلكِ والإشراف على تطوره، هو تخصيص الوقت له، فمن الضروريّ جدًا أن يعيش طفلكِ وقتًا كافيًا معكِ ومع باقي أفراد العائلة لينمو ويتطور في ظلّ الجو العائليّ المهمّ جدًا في تربيته[٥].


المراجع

  1. ^ أ ب "What Are Some of The Most Common Parenting Challenges?", secureteen, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  2. "5 Top Parenting Challenges and How to Deal with Them"، psychologytoday, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  3. "Spoiling vs Nurturing – How to Ensure that Your Child has it all", urbanchildinstitute, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  4. "10 Common Parenting Mistakes That Turn Your Child Into a Spoiled Brat", aptagro, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  5. "Raising Well-Balanced Kids", challengesuccess, Retrieved 8-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :