ماذا تفعلين إذا أخبرك طفلك بأنه لا يحب معلمته؟

ماذا تفعلين إذا أخبرك طفلك بأنه لا يحب معلمته؟

لماذا لا يحب طفلكِ معلمته؟

تسمعين من طفلك عبارة "أنا أكره المعلمة الفلانية"، أو "لا أحب الحصة التي تعطيها المعلمة فلانة"، كل هذه أمور تسبب لكِ القلق كأُم، وهذا القلق مشروع وطبيعي، فالمدرسة تحديدًا هي المكان الذي يقضي فيه الطفل معظم وقته، وبالتالي هي المكان الذي يشهد تشكّل شخصيته، ويبني فيه ثقته بنفسه، ومن أجل هذا يجب أن تحرصي كل الحرص على معرفة الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة، وتحاولي إيجاد الحل، ومن أبرز الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة ما يلي[١]:

  • التوبيخ المتكرر للطفل، فكثير من المعلمات يردّدن بعض الجمل المزعجة للطفل لتوبيخة، كأن تقول "لماذا تأتي إلى المدرسة إذا كنت لا تحب الدراسة"، "لماذا أنت موهوب في الرسم، ولا تظهر هذا في الدراسة"، والكثير من العبارات الأخرى، ففي كثير من الأحيان يلجأ المعلم إلى توبيخ الطفل على أمور صغيرة جدًّا وبسيطة يمكن معالجتها ببساطة ودون إهانة أو صراخ، وفي الغالب ما يمر هذا التوبيخ على المعلمة دون أن تُعيره أي اهتمام، ولكنه بالنسبة للطفل يكون قاسيًا جدًّا.
  • تعقيد بعض المعلمين، فبعض المعلمين والمعلمات يلجؤون إلى استخدام مصطلحات صعبة ومفردات معقدة، وإعطاء الأمور والأشياء أكبر مما تستحق، وهذا كله يزرع لدى الطفل الخوف والرهبة، وربما يولّد داخله المشاعر السلبية تجاه المعلم أو المعلمة.
  • الملل والروتين الرتيب، فبعض المعلمين لا يحبون الضحك والمزاح أو طرح الألغاز والنكات خلال الحصص، فيجعلون الوقت كله للتدريس فقط، ودائمًا ما يركزون على الأمر نفسه، سواء حل الواجب، أو إنجاز المهام الصفية، بالأسلوب نفسه والرتابة نفسها، وهذا كله قد يولد الكره داخل الطفل للحصة والمعلمة.
  • عقدة التفوق، فبعض المدرسين مصابين بما يسمى عقدة التفوق والنرجسية والاعتزاز بالذات، الأمر الذي يدفعهم إلى التصرف بقسوة، والانتقاد طوال الوقت، وهذا من شأنه أن يكون صعبًا على الأطفال وقد يدفعهم إلى كره المعلمة أو المعلم، وربما كره المادة الدراسية أيضًا.
  • التحيز، فبعض المعلمين يتحيزون لبعض الطلاب بالمدح، و يتحيزون للبعض الآخر بالانتقاد والكلام السلبي، وهذا الأمر للأسف من طبيعة الإنسان غير السوية، والتي تدفعه في غالب الوقت إلى التحيز لشخص دون آخر، وربما ليس لأسباب جوهرية، فقط لأمر في نفسه قد يعلمه وقد لا يعلمه، وهذا من شأنه أن يؤذي مشاعر الطفل ويجعله يكره المعلم.


ما يمكنكِ فعله إذا أخبركِ طفلكِ بأنه لا يحب معلمته

حرصًا على سلامة طفلكِ النفسية، يجب أن تتصرفي مع موضوع كرهه للمعلمة بالطريقة الصحيحة لحل المشكلة، وتوجد أمور يجب أن تحرصي عليها لحل هذه المشكلة وهي على النحو التالي[٢]:


حافظي على العقل المنفتح مع طفلك

يجب عليك ِأن تحافظي قدر الإمكان على العقلية المنفتحة والمتفهّمة لطفلكِ ولكل ما يقوله لكِ، وأن تكوني عادلة في قراركِ، ففي بعض الأحيان يكون الطفل صادقًا، وأحيانًا أخرى قد يكذب فيما يرويه، وقد تكون الحقيقة ما بين هذا وذاك، ولذلك ضرورة العقل المنفتح تبرز أهميتها في أن تكوني على اتصال مباشر مع المعلمة لتسمعي وجهة نظرها بكل ما يقول طفلكِ، ومعالجة المشكلة في حال وُجدت.


اشرحي للطفل طبيعة الاختلاف بين المعلمين

الناس بطبيعتهم مختلفون في الشخصية وطريقة التعامل والسلوك، لذلك حاولي أن توصلي لطفلك هذه الفكرة، وبأن المعلمات لسن بالشخصية نفسها، ولا يملكن الطريقة نفسها في التعاطي مع الأمور، فلكل معلمة أسلوبها مع الطالب، ولا توجد طريقة صحيحة وطريقة خاطئة لفعل الأشياء، فمثلًا المعلمون الصارمون وأصحاب الشخصية القاسية لديهم أسلوبهم في التعزيز والحب والمكافأة، يختلف عن أسلوب المعلم المتسامح واللين، ويمكن أيضًا أن تسألي الطفل ما هو الأمر الذي يعجبه في المعلمة الفلانية حتى لو كانت أبسط الأمور، سواء طريقة لبسها، أو الأشياء التي تقولها أو تمتدحه بها، وفي وقت لاحق، يمكن طرحها على المعلمة التي لا يحبها الطفل والنقاش معها في إمكانية كسب الطفل، وكذلك العكس، إذ يمكن معرفة الأمور التي لا يحبها الطفل في المعلمة، وعند اللقاء بها إخبارها عنها لتعديلها إن أمكن، ففي كثير من الأحيان ربما لا تنتبه لما يصدر منها.


تواصلي مع المعلمة

من الجيد أن يكون هناك تواصل مباشر بينكِ وبين المعلمة، ولكن انتظري قليلًا حتى يستقر طفلكِ في مدرسته الجديدة في حال كانت هذه أول سنة له في المدرسة، لتهدأ مشاعره تجاه كل ما حوله، ويشعر بالاستقرار، وفي حال شعرتِ أن الطفل ما زال يشعر بالكره الذي شعره أول مرة للمعلمة، يمكنكِ أن تتواصلي معها للبحث في الأسباب.


ما تجب معرفته أن المعلمات والمعلمين يحبون فعلًا التواصل مع الأهل ولكن في الغالب لا يسمح الوقت لهم بهذا، لذلك يجب مراعاة الطرق التي يحددها المعلمون للتواصل، سواء عبر الإيميل أو الواتس آب أو الاتصال في مواعيد محددة، أو مواعيد اجتماع أولياء الأمور، ويمكن طرح المشكلة على النحو التالي "مرحبًا، أنا أم الطالب فلان، أود أن أشكركِ على جهودكِ، طفلي يحب طريقتكِ في شرح الدرس، ولكنه يشتكي بعض الأحيان من الصراخ والتوبيخ المبالغ فيه أمام الطلاب، هل لديك أفكار يمكن بها تجاوز هذه المشكلة معه".


كيف تتحدثين مع معلمة طفلكِ عما يقلقكِ؟

الحل الأهم والأكثر نفعًا لكل المشكلة هي التحدث مع معلمة الطفل مباشرة، ومن أجل هذا يمكنكِ اتباع ما يلي[٣]:

  • تحققي من القصة، واسألي طفلكِ أسئلة كثيرة لتتأكدي من صحة القصة التي يسردها، ويمكن أن تلجئي لسؤال بعض الأمهات الأخريات في حال سمِعن القصة نفسها من أطفالهن، فهذه الأمور تساعدكِ على التأكد من أن ما يقوله طفلكِ أمر واقع، وليس من نسج خياله.
  • تحدثي إلى الشخص المناسب والمعني في الموضوع، وهو في الغالب معلمة الطفل نفسها، فلا تحاولي التحدث في المشكلة مع معلمة أخرى أو مع المدير من باب الشكوى، أو بقصد الإضرار بالمعلمة.
  • الجئي إلى الطريقة العملية والمناسبة للتحدث مع المعلمة، فلا يمكن حل المشكلة مثلًا عبر الواتس آب أو البريد الإلكتروني، أو حتى بالوقوف معها خلال الحصة أمام الطلاب، يجب أن تخصصي وقتًا لتجلسي مع المعلمة لمدة كافية لمناقشة المشكلة والبحث عن حل مناسب لها.
  • اكتبي المشكلات التي يعاني منها طفلكِ، والتي تودين التحدث بها مع المعلمة، لكي تتمكني من الإحاطة بها جميعها، وسيكون هذا أسهل وأسرع لحلها.
  • التزمي بالهدوء، وتجنبي قدر الإمكان الغضب أو الصراغ والانفعال، مهما كان الأمر قاسيًا عليكِ أو يُشعركِ بالضيق، وشعرتِ بأنكِ تريدين الدفاع فقط عن طفلكِ، ناقشي المشكلات بكل منطقية وهدوء، واستمعي لوجهة نظر المعلمة جيدًا وحاولي الوصول معها لاتفاق مناسب، وإذا كان طفلكِ يعرف أنكِ قد اجتمعت مع معلمته، فمن المحتمل أن يسألكِ ما قيل، ولكن هذا لا يعني أنه يجب عليكِ إخباره بكل شيء.


المراجع

  1. "10 Reasons why Children Hate their Teachers", listden, Retrieved 17-07-2020. Edited.
  2. "What to Do When Your Child Doesn’t Like The New Teacher", learningliftoff, Retrieved 17-07-2020. Edited.
  3. "How to talk to your kid's teacher when there is a problem at school", abc, Retrieved 17-07-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :