محتويات
لماذا يستعمل طفلكِ الألفاظ البذيئة؟
قد تُصدمين عند سماع الكلمات البذيئة من طفلكِ لأوّل مرّة، لكن مع نموّ طفلكِ والتّعرّف على أصدقاء جدد في المدرسة والنّوادي والأنشطة، قد تتّسع مفرداته، وتشعرين بالذّعر أثناء محاولاتكِ تخليصه من هذه الألفاظ، لكن بدلًا من أن تتسرّعي في الغضب والصّراخ، خذي وقتًا للتّفكير في الأسباب التي دفعته إلى هذا، إذ توجد الكثير من الأسباب مثل الرغبة في التجربة؛ ففي بعض الأحيان يسمع طفلكِ كلمة ويريد تجربتها، وقد يعرف أنّ الكلمة خاطئة أو ممنوعة في المنزل، لكنّه يُريد فقط سماعها عندما تخرج منه، وفي هذه الحالة عليكِ تجاهله أو انصحيه نصيحة سريعة جدًّا، مثلًا قولي له إنَّ هذه الكلمة تؤذي مشاعر النّاس، فلا تُكرّرها[١].
عندما يتوق طفلكِ للفت الانتباه إليه، سيكرّر كلمة بذيئة لمحاولة لفت نظركِ، حتّى لو كان ردّكِ سلبيًّا، إذ يُريد طفلكِ التّواصل أكثر من أيّ شيء آخر، وهدفه من هذا الكلام أن يحصل على الاهتمام الذي يحتاجه، وبدلًا من الصّراخ عليه العبي معه، وصارعيه بمرح، وعانقيه وأخبريه أنّ هذه الكلمة تُذكّركِ بأنّه يُريد اهتمامكِ؛ فالخطوة الأولى تجاه إزالة هذه الكلمات من قاموس ابنكِ هي إنشاء مكان آمن له؛ للتّعبير عن مشاعره الكبيرة، وقد يلتقط طفلكِ كلمات بذيئة لأنّه سمعها منكِ، وإذا كنت ترغبين في حذف هذه الكلمات من قاموس منزلكِ، عليكِ أن تبدئي بنفسكِ، واعترفي له بأنّكِ استخدمتِها خطأً، أو اشرحي له صيغة بديلة عمّا كنتِ تنوين التّحدّث عنه، دون أن تُصابي بالذّعر من الموقف[١].
كيف تعالجين استعمال طفلكِ للألفاظ البذيئة؟
في المرّة الأولى التي يقول فيها ابنكِ كلمة بذيئة، تأكّدي أنّه ليس لديه فكرة عمّا تعنيه هذه الكلمات، وأنّكِ لست وحدك من ينصدم من كلام أبنائه؛ لأنّ العديد من أولياء أمور الأطفال يتعاملون في سنِّ ما قبل المدرسة مع طفل يحتاج إلى الرّقابة بين الحين والآخر؛ لذا لا تُبالغي في ردّة فعلكِ تجاهها لأنّه من الممكن أن تجعلي طفلكِ أكثر اهتمامًا باستخدامها، وإليكِ بعض الطرق العمليّة التي تُخلّص طفلكِ من الكلمات النّابية دون مشكلات[٢]:
- لا تفزعي إذا قال طفلكِ كلمات تدل على البراز في مرحلة ما قبل المدرسة؛ لأنّه في الواقع يكون مفتونًا في الوظائف الجسديّة والتّفكير بها والتّحدّث عنها، وفي هذا العمر يتدرّب طفلكِ على استخدام النّونيّة؛ لذا فمن المنطقيّ أن يتلفّظ بهذه الكلمة، ولتتعاملي مع هذه الكلمة أوّلًا حافظي على هدوئك لأنّ طفلكِ قد لا يتحدّث بها خارج الحمّام، لكن إذا تحدّث بها أمام النّاس، أخبريه أنّه بإمكانه قول هذه الكلمة وحده في غرفته، وشيئًا فشيئًا ستفقد الكلمة بريقها بالنّسبة لطفلكِ ويتركها من تلقاء نفسه.
- إذا وصف طفلكِ أحدًا بالغباء وهو في سنٍّ صغيرة، لا يكون يقصد بالفعل إيذاء مشاعره، وإذا حرمتِه من الحلوى عقوبة له، ستجعلينه يستخدم هذه الكلمة كلّما أراد جذب انتباهكِ، وتكونين في الواقع تربّين طفلًا لئيمًا، لذا اتركيه ولا تُظهري ردّة فعل أبدًا تجاه كلماته، وطفلكِ بطبيعة الحال عندما يبلغ الرّابعة سيفهم من تلقاء نفسه أنّ وصف أحد بالغباء سيّئ، ولا يفترض به أن يقولها لأحد، لكن إذا خرجت منه كلمة غير لطيفة بعد ذلك تدخّلي وأخبريه أنّ كلمات كهذه محظورة، وفهّميه أنّ هذه الكلمات يمكن أن تجعل النّاس يشعرون بالحزن.
كيف تعاقبين طفلكِ بطريقة مبتكرة عند استخدامه للألفاظ البذيئة؟
مفتاح الخروج بالعقوبات هو العثور على واحدة يمكنكِ متابعتها؛ لذا تحتاجين إلى العثور على عقوبة لا تشكّل عبئًا عليكِ، وإليكِ بعض العقوبات الإبداعيّة التي تُقوِّم سلوك طفلكِ بدلًا من مفاقمة الأمر، لتختاري من بينها[٣]:
- إذا قال طفلكِ (أنا أكره المدرسة)، دعيه يكتب شيئًا عن الجوانب الإيجابيّة للمدرسة، وسيساعده هذا التّمرين على تعلّم رؤية الأشياء الجيّدة إذا نظرَ بجدية كافية إلى الأمر.
- إذا تحدّث طفلكِ بألفاظ بذيئة، دعيه يتصرف تصرّفًا جيدًا في اليوم نفسه أو اللّيلة نفسها؛ للاعتذار عن قوله، مثلًا دعيه يُعدُّ العشاء أو يصنع أيَّ شيء جيد، وفاجئيه بشيء لطيف.
- يوجد اعتقاد شائع بأنّ من يستخدم الألفاظ البذيئة لديه فِكرٌ محدود ومفردات محدودة؛ لذا دعي طفلكِ يُفكّر بأفكار إبداعيّة لكلمات بديلة عن هذه الكلمة البذيئة؛ ليقولها في المرة القادمة عندما يغضب.
- إذا كنت تريدين حقًّا مشاهدة طفلكِ وهو يشعر بالضّغط ممّا قاله، دعيه يقترح عقابًا لنفسه بنفسه، ثمّ أخبريه أنّ عقابكِ كان أسهل من ذلك بكثير، وعندها سيعرفُ من تلقاء نفسه أنّه عمل خطأ كبيرًا، ولن يُكرّره.
- إذا كان طفلكِ يتحدّث بألفاظ بذيئة كثيرًا، احرميه من الكلام تمامًا؛ وعليكِ إغلاق الإنترنت عنه، ومنعه من وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ومن الهاتف، وخذي هاتفه، وجهازه اللّوحيّ، ويمكنكِ حرمانه من هذه الأشياء يومًا أو أسبوعًا، اعتمادًا على درجة خطورة الكلمات التي تلفّظ بها.
نصائح لكِ لتربية طفل مؤدب
تعكس أخلاق طفلكِ الكريمة شخصيّة محبّبة ومراعية للآخرين، وإليكِ نصائح لتربّي طفلكِ تربيّة صالحة[٤]:
- لا تستسلمي لكلّ نزواته: عندما يتقدّم طفلكِ بالسّنِّ عليه أن يفهم أنّ العالم لا يدور حوله، يجب أن يكون لدى الآخرين فرصة، وإذا كنتِ مشغولة عنه، عليه أن ينتظر قبل أن تلعبي معه.
- احترميه: لا يمكنكِ أن تتوقّعي من طفلكِ البالغ من العمر ثلاث سنوات أن يظهر لكِ الاحترام إذا لم تردّي له الجميل، وهكذا سينسخ سلوككِ ليجعلكِ سعيدة.
- علّميه الأساسيّات: تأكّدي أنّه يقول الكلمات الصّحيحة في مكانها، مثل التّحيّة، وشكرًا، ومن فضلك، ومصافحة النّاس وعدم مقاطعتهم عندما يتحدّثون، وإعادة أشيائه الخاصّة إلى مكانها بعد الانتهاء منها، ودعيه يُرتّب سريره، ويُغيّر ملابسه عندما يُصبح قادرًا على ذلك.
- اشرحي له سبب أهمّيّة الأخلاق الحميدة: تأكّدي من أنّ طفلكِ يفهم أنّ الأخلاق الحميدة ليست فقط من أجل الآخرين، بل من أجل احترام ذاته أيضًا، وعلّميه أنّ كلمة من فضلكِ لطلب الشّيء، وشكرًا لك لإظهار التّقدير، وهذا يعني أنّه يُقدّر وجود الآخرين.
- كافئي سلوكه الجيّد: إنّ مكافأة سلوك ابنكِ الجيّد من خلال إظهار تقديركِ وحماسكِ أمر ضروريّ، ويُطوّر شعوره بالفخر والانتماء، والمكافأة الوحيدة اللّازمة هي الثّناء المستمرّ، وإذا لم يلتزم طفلكِ بالسّلوك المتوقّع، وبّخيه بالطّريقة نفسها، أي لا تردّي عليه وعبّري عن رفضكِ لأخذ شيء منه دون أن يقول تفضّلي.
المراجع
- ^ أ ب NICOLE SCHWARZ, "WHY YOUR CHILD USES BAD WORDS (AND HOW TO STOP IT)"، imperfectfamilies, Retrieved 13-7-2020. Edited.
- ↑ "Potty Mouth: Stop Kids from Cursing and Swearing", parents, Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ "6 Creative Punishments for Cursing", choosingyourbattles,2-6-2016، Retrieved 9-7-2020. Edited.
- ↑ "6 tips to raise a polite child", livingandloving,25-7-2016، Retrieved 9-7-2020. Edited.