محتويات
النفس البشرية
النفس البشرية من أعقد الأشياء على وجه الأرض، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بطريقة لا يفهمها إلا هو سبحانه وتعالى، ومن هنا تجد أنّ كثيرًا منا لا يفهم تصرفات الآخر ولا يستطيع تخمين ردات فعله مع أننا أبناء فصيلة واحدة.
الإنسان بطبعه دائم البحث عن كل ما يزيد من سعادته وسروره، ويبتعد عن كل الأمور التي قد تتسبب بحزنه، وهذا الأمر يجعله دائمًا مستعجلًا للحصول على الخير وفزعًا من أي أمر يمكن أن يسبب له الشر.
خلق الإنسان من عجل
جاء في تفسير الآية: (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) [سورة الأنبياء: 37] أنّ صفة الاستعجال قد جُبل عليها الإنسان، إذ إنه دائمًا ما يريد الوصول إلى كا ما يطلبه بسرعة، والعرب تقول للذي يبالغ في شيء أنه خلق منه، كأن نقول خلق من غضب[١].
أضرار العجلة على حياة الإنسان
التأني من أفضل الخصال التي يمكن أن يتحلّى بها الإنسان، أما العجلة فمن أسوأ الصفات على الإطلاق، فما هي أهم الآثار السلبية للعجلة، وما هو تأثيرها على حياة الإنسان:
- اتخاذ القرارات غير الصائبة في الغالب، والتي ترتكز أساسًا على الانفعالات والمشاعر التي تسيطر على الإنسان ساعة اتخاذ القرار، وهذا الأمر لا يصب في صالح الشخص أبدًا.
- ضياع الكثير من الفرص بسبب العجلة، وعدم التروي.
- خسارة الكثير من الأصدقاء والأشخاص المقربين، بسبب العجلة والتسرع في إصدار الأحكام المسبقة، أو حتى في تصديق الشائعات أو الأخبار التي تأتي عنهم، دون التمهل والتحقق منها، وفي الغالب يفقد الشخص المتسرع كل أصدقائه دون أسباب ومبررات مقنعة.
- كثير من الأمور تكون جماليتها في الاستمتاع بكل المراحل التي يمكن أن تمر بها، ولذلك تجد أن حرق المراحل والسّرعة من أجل الوصول إلى خواتيم القصص قد لا تكون أمورًا جيدةً حتى لو أوصلتك في النهاية إلى الهدف الذي تبحث عنه.
بعد أن تحدثنا عن العجلة والتسرع، سنتطرق إلى إحدى الخصال السيئة الأخرى التي يمكن أن تكون عند الإنسان وهي الجزع والحزن، والخوف حين يصيبه أمر سيّئ، وفي الحقيقة إن الإيمان بأن الله أكبر من كل كبير وبيده كل شيء هو الحل الأول والأهم لهذه المشكلة؛ لأن الإنسان في حال أيقن بأن الرزق بيد الله ولا يوجد أي مخلوق مهما كبُر أو صغر على هذه الأرض يمكن أن يتحكَّم برزقه، لن يجزع ولن يخاف، وسيبقى طوال وقته واثق الخطوة وساعيًا في الأرض بكل عزم وإصرار.
العواقب السلبية للجزع وتأثيرها على حياة الإنسان
- المشاعر السلبية التي تسيطر على الإنسان الجزوع، ففي حال كان الإنسان جزوعًا ويائسًا فإنه سيشعر بالضيق طوال الوقت، وحتى لو زال الشر الذي سبب له هذا الجزع يمكن أن يستمر حزنه؛ لأنه أصبح جزءًا لا يتجزأ من شخصيته.
- الجزع عند حدوث الشر قد يوصل الإنسان إلى حالة من الاكتئاب المرضي والتي قد يحتاج فيها إلى فترة طويلة من العلاج الذي هو بالأصل كان في غنًى عنه لو أنه جنَّب نفسه هذا اليأس والجزع، وأدرك أنّ كل الأمور مقاليدها بيد الله، وأن الشّر لا يدوم، وأن الدنيا فانية مهما طال بالإنسان عمره.
النظرة الإيجابية للحياة
عليك أن تدرك أيها الإنسان أن هذه الحياة تعطيك الفرح كما تعطيك الحزن، ولن تكتفي بأن تقدم لك الفرح طوال حياتك أو العكس، فهذه دنيا ونحن لسنا في الجنة لنعيش النعيم الدائم، ولا في النار لنعيش العذاب الدائم.
حاول أن تنظر إلى الحياة من منظور التفاؤل والرضا بما كتب الله لك، وأقنع نفسك دائمًا بأن الله أكبر من كل من ظلمك وأنه سيأخذ بحقك عاجلًا أم آجلًا، وذكر نفسك دومًا بأنك يجب أن لا تعجز من مصائب الدهر مهما تجمعت وتكالبت عليك، فمهما كان الظلام حولك، لا بد من فُسحة أمل يدخل منها النور إلى قلبك المتعب ليشرق من جديد.
المراجع
- ↑ "تفسير: (خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون)"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 30-4-2020.