أشياء يجب أن تقوليها لأطفالك دائما

أشياء يجب أن تقوليها لأطفالك دائما

ما تقولينه يؤثر على طفلكِ

الأم والأب هما أول من يتفاعل معهما الطفل في حياته، والأم على وجه الخصوص لها النصيب الأكبر من هذا، فهي ملازمة للطفل منذ لحظاته الأولى في الحياة، مما يعني أن كلامكِ سيكون المؤثر الأول على طفلكِ في صغره، وفي بناء جزء من شخصيته التي ستلازمه في طفولته وفي شبابه وحتى مماته، وهذا يعني أن لكلماتك تأثيرًا بالغ الأهمية عليه، ويجب أن تختاريها بعناية لتؤثر إيجابًا لا سلبًا، ولأن كلامك يؤثر دائمًا على طفلكِ حاولي أن تراعي بعض الأمور في حديثك معه، وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تعينكِ على هذا[١]:

  • اختاري كلماتكِ مع الطفل بعناية فائقة، فهذه الكلمات لن يكون تأثيرها آنيًّا كما تعتقدين، بل ستدخل إلى الأعماق وتلازمه سنوات وسنوات، حتى عندما يصبح الطفل كبيرًا، ويغادر المنزل ويبدأ حياته الخاصة، ستصبح كلماتكِ هي الصوت الداخلي الذي يسمعه في اللحظات المشابهة.
  • اجعلي أفعالكِ تتكلم عنكِ، فلا فائدة من الكلام في حال لم تصدقه الأفعال، فمهما حاولتِ أن تعلِّمي أطفالكِ أمرًا ما لن يكون مؤثرًا عليهم كما يحدث لو فعلته أمامهم، كأن تقولي لابنتكِ 100 مرة نظفي غرفتكِ قبل الخروج، أو أن تراكِ أنتِ تفعلين هذا دائمًا قبل خروجكِ للعمل.
  • افعلي وقولي الأشياء المطلوبة منكِ بقصد وبتعمد منكِ، ولا تقوليها من باب المصادفة، ليكون لها تأثير قوي على الطفل، فلا تتركي مشاغل الحياة تسرقكِ وتشغل مساحة من وقتكِ أكبر من تلك المخصصة لأطفالكِ.
  • استمري في تطوير نفسكِ، لأن الأطفال يكبرون وتكبر اهتمامتهم وعقولهم، ويجب أن تكوني مواكبة لهذا، فطبيعة الكلام الذي يقال للرضيع مختلف عما يجب قوله للطفل ذي الأربع سنوات، ومختلف عن طالب الابتدائي، لذلك تعلمي ما عليكِ قوله لتهدئة الخلافات، والإصلاح بين الأطفال، واحرصي على أن تكوني متجددة دائمًا.
  • اجلسي وتحدثي إليهم في أمور مختلفة، كأن تتحدثي معهم عن نقاط قوتهم وضعفهم، وعن مشكلات الحياة، تحدثي عن مكانتهم بالنسبة لكِ، وعن العائلة، وتحدَّثي لهم عن الله وعن الدين، وتطرقي لكل الأمور الي تريدين أن ترسخ فعليًّا في عقولهم وتلازمهم إلى الأبد.


8 أشياء قوليها لطفلكِ دائمًا

بعد أن علمتِ أن لكلماتكِ التأثير الكبير على حياة طفلكِ، يجب أن تعلمي جيدًا أن بعض الكلمات يجب أن تقوليها وتكرريها على مسامعه دائمًا، إذ يمكن أن تكون كلمات سحرية تنقل له شعور الحب والفخر بشكل كبير يتجاوز حجم كلمات أخرى استخدمتِها سابقًا، فمثلًا من الطرق الجيدة لإيصال الكلمات والعبارات الجميلة إلى أطفالكِ أن تعتادي على أسلوب كتابة الرسائل لهم، سواء في أعياد ميلادهم أو في مناسباتهم المختلفة، فكل حرف صادر منكِ سيتعامل معه الطفل على أنه تعبير ملموس عن حبكِ له، بالإضافة إلى القدرة على الاحتفاظ بالرسائل إلى الأبد، وإليك بعض الكلمات التي يفضل أن تكرريها على مسامع طفلكِ من وقت لآخر[٢]:


كلمات الحب

أنتِ دائمًا بحاجة إلى أن تخبري طفلكِ بما تشعرين به تجاهه، وقد تكون كلمة أحبك أكثر كلمة معبرة لكل ما بداخلكِ، حتى لو كانت كلمة اعتاد على سماعها دومًا، يمكنكِ أن ترسليها بطرق مختلفة، إما مكتوبة على رسالة ورقية، وإما أن تضعيها فوق سريره، وإما بين كتبه، وإما برسالة نصية إلى هاتفه إن كان يملك واحدًا، ويمكنك أن تقوليها بطرق عديدة ومختلفة، فمثلًا قولي له "من الصعب أن أصف لك كم أحبك يا صغيري" أو "من أعظم هدايا الله لي أنه جعلني أمك" أو "لا يوجد أي أمر في هذه الحياة يمكن أن يغير شعوري الجميل تجاهك"، كلها كلمات ستبقى في عقله إلى الأبد.


كلمات الملاحظة

استمري بتقديم الملاحظات التي ترينها في سلوك طفلكِ بأسلوب لطيف، فالأطفال مستمرون في النمو، وتتغير سلوكياتهم مع الوقت، فمن الجيد أن تلاحظي هذه التغيرات وتعطي ملاحظات حولها لطفلكِ مباشرة، ويمكنك أن تقدمي النصح بطريقة غير مباشرة، وهنا أيضًا يمكنكِ أن تلجئي لأسلوب الرسائل المكتوبة، وحاولي التركيز على الأشياء الجيدة التي تلاحظينها، مثل كرم طفلكِ في التعامل مع أشقائه، أو اللطف الذي تتعامل به ابنتك الصغيرة مع صديقاتها، أو الطريقة الواعية والناضجة التي يتعامل بها طفلكِ في الخلافات، كل هذه الأمور إيجابية يمكنكِ الإشارة لها.


كلمات الاستمتاع

في كل مرحلة من مراحل نمو الطفل توجد أشياء تستمتعين بفعلها مع طفلكِ، أخبريه بهذا دائمًا، صِفي له أشياء خاصة تفعلينها معه دائمًا، فمعرفته أنكِ تستمتعين بالأنشطة معه يعني له الكثير، ويُشعره بالمتعة الكبيرة والثقة، ويمكنكِ ذكر هذه الأمور أيضًا من خلال الرسائل ليقرأها الطفل وربما يحتفظ بها لتبقى معه في السنوات القادمة، وفي حال عدم وجود أمور مشتركة يمكنكِ أن تستمتعي بها مع طفلكِ اخلقي أنتِ هذه الأشياء، كأن يشارككِ في الطبخ، أو أن تقرآ كتابًا معًا، وتلعبا ألعابًا متنوعة.


كلمات الفخر

كوني واضحة وصريحة في كلماتكِ عندما تصفين الأشياء التي تفخرين بها في طفلكِ، وأيضًا الجئي لكتابتها كي تبقى معه لوقت أطول وفي السنوات القادمة من حياته، فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى هذا النوع من الدعم، ويمكن أن تعبري عن فخركِ به بأمور مختلفة في حياته، كأن تعبري له عن إعجابك بعلاقاته الشخصية وكيفية إدارته لها، أو ان تظهري إعجابك بالتقدم الأكاديمي الملحوظ له، أو أخلاقه الحسنة والتزامه بالأعمال التي يؤديها، وأبدي إعجابك أيضًا بقدراته الرياضية ومواهبه، فكل هذه أمور لها تأثيرها الإيجابي القوي على المدى القصير والمدى الطويل أيضًا.


كلمات الاعتزاز

أرسلي رسائل لطفلكِ ذكريه فيها ببعض الذكريات التي تعتزين بها، فتلك اللحظات التي تعني لكِ الكثير، ربما يجهل الطفل تأثيرها عليكِ، ويظنها أمورًا عادية، فمن خلال هذه المواقف والقصص الحقيقية التي تنقلينها له، يمكن أن توصلي له ما تريدين من اعتزاز وحب أكثر من المجاملة بأمور وهمية، كأن تذكريه بالإجازة التي قضيتِها معه، أو أن تذكريه بموقف أو أمر فعله ولن تنسيه أبدًا.


كلمات الأمل

أرسلي له رسائل تعبرين بها عن الأمل القوي الذي تحملينه في أن يكون مستقبل طفلكِ مشرقًا، وأخبريه دومًا عن أحلامكِ وآمالكِ التي تريدين أن تتحقق فيه، ولكن احرصي على أن لا تكون هذه الآمال والأحلام كبيرة جدًّا كي لا تشعريه بالمسؤولية الكبيرة، ولا تشعريه بالضغط أيضًا، فلا تتحدثي بالآمال مباشرةً، مثلًا تجنبي أن تقولي "آمل أن أراك طبيبًا"، بل قدمي له ملاحظات يمكنه تطبيقها في الوقت الحالي ومتعلقة بأمور يفعلها حاليًّا، مثل أن تتحدثي عن آمالكِ وتطلعاتكِ للمواهب والهوايات التي يمارسها الآن، أو تطلعاتكِ في علاقاته مع أصدقائه.


كلمات تدل على إيمانكِ به

من المهم أن يعرف طفلكِ دائمًا أنك تؤمنين به، وبما لديه من قدرات ومواهب، وأرسلي له رسائل لتشاركيه هذه الثقة والمعتقدات التي تحملينها فيما يتعلق به، كأن تخبريه عن قناعاتكِ الخاصة المتعلقة بمستقبله، أو أن ترفقي له آيات قرآنية وأقوال مأثورة من شأنها أن تفيده في هذه المرحلة من حياته.


كلمات الوعود

الوعد والكلمات الدالة عليه صعبة بعض الشيء، فهي ملزمة بالوفاء، لذلك لا يجب أن تصدر منكِ إلا في حال كنتِ واثقة بقدرتكِ على الوفاء بها، وفي الوقت نفسه فإن استخدام هذه الكلمات يزرع في قلب الطفل الثقة التامة بما تقولينه، كان تقولي "أعدك بأن أحبك إلى الأبد" أو "أعدك بالاستماع لكل ما ستقوله مساءً" أو "أعدك أن أفهم مشاعرك وأن أرى الأمور من وجهة نظرك".


أشياء تجنّبي قولها لطفلكِ

بعد الإشارة إلى الأمور التي يجب أن تقوليها لطفلكِ، أو أن تحاولي تضمينها في حديثكِ معه قدر الإمكان، توجد أمور أيضًا يجب أن تحرصي على تجنبها، ومن هذه الأمور نذكر[٣]:


يجب أن تكون قدوة حسنة لأخيك

هذه العبارة قد تشعر الطفل بالمسؤولية، وأنكِ مستاءة من أفعاله أيضًا، لذلك استخدمي عبارات أخرى، كأن تقولي "أخوك يتطلع إليك، إنك مثل يحتذى به"، سيُشعره هذا بالحب، وسيهتم بأخوته أكثر، بدلًا من استيائه من الاهتمام المبالغ فيه بإخوته الأصغر سنًّا.


انتظر حتى يعود والدك إلى المنزل

هذا الأسلوب سيئ جدًّا وللأسف تتعامل به الكثير من الأمهات، إذ تجعل الأب مصدر التهديد والتأديب الوحيد للطفل وتخرج نفسها من المسؤولية، بدلًا من ذلك، حاولي تصويب الوضع وعدم تأجيله، يمكنكِ أن تقولي له مثلًا "أنت محروم من التلفاز لمدة أسبوع بسبب ما فعلته" فلستِ مضطرة إلى تأجيل هذا الأمر حتى يعود والده إلى المنزل.


لن أسامحك أبدًا

قد تصدر عن الأطفال أمور ربما تزعجك كثيرًا، ولكننا جميعًا معرضون للخطأ والتصرف بأمور مزعجة للآخرين، فحاولي أن لا تعطي ردة فعل سريعة تدفعك لقول أشياء تؤذيه، كأن تقولي له عبارة "لن أسامحك أبدًا"، رغم أنك قد تظنين أنها عبارة عادية، إلا أنها ستبقى في عقله لوقتِ طويل، لذلك يمكنكِ أن تستخدمي عبارات أخرى، كأن تقولي "ما فعلته كان ضارًّا، لكننا سنجد طريقة لنسيانه، والبدء من جديد".


أشعر بالخجل منك

هذه العبارة قاسية جدًّا على الطفل، وتشعره بأنه عارٌ على الأسرة، وتفقده ثقته بنفسه، ولذلك من الأفضل أن تبينِّي للطفل أنكِ متضايقة من فعله، لا من الطفل نفسه، كأن تقولي "أنا أشعر بالحزن مما فعلته، لكنِّي على ثقة أنك لن تكررها، فهذا ليس من طباعك"، سيكون لهذه العبارة تأثير أفضل.


لا تقلق، سيكون كل شيء على ما يرام

يصاب الأطفال بالقلق من أمور مختلفة في الحياة، سواء من مشكلة ما ، أو بسبب ما يرونه من كوارث على شاشة التلفزيون، قد تظنين أنه من الجيد أن تطمئني الطفل بقول "لا تقلق"، ولكن الطفل فعليًّا يحتاج إلى أن يطمئن أكثر، فبدلًا من أن تقولي هذه العبارة على وجه العموم، اشرحي له كيف يمكن حل الموضوع أو التعامل مع المشكلة كأن تقولي "نحن دائمًا قريبان، ولدينا خطة محكمة لحالات الطوارئ" هذا سيشعره بالراحة والأمان أكثر.


سأفعل هذا عنكِ

عبارة سيئة جدًّا تلجأ إليها أغلب الأمهات عندما يعجز الطفل عن فعل أمر ما، فتقول له أنها ستفعله بدلًا منه، ولكن من الأفضل أن تقول "لا بأس سنفعل هذا سويًّا"، هذا يشعره بالمسؤولية أكثر.


لا تبكي

هذه من أسوأ العبارات التي يمكن أن تقال للطفل، فأنتِ بذلك تدفعينه لكبت مشاعره، مع أنه من الواجب عليكِ مساعدته للتعبير عنها والتعامل معها بوعي، وأن تعوِّدي الطفل على أن يكون صريحًا في مشاعره معكِ، حتى لو كان ضجيج البكاء يشعركِ بالانزعاج، فهذا مؤشر إلى أن طفلكِ يعاني ألمًا ويحتاج إلى مساعدتكِ، فاستخدمي عبارات تشعره بالراحة، كأن تقولي "أعلم أنك حزين، لا بأس في البكاء، دعني أعانقك".


آثار الكلمات السيئة على طفلكِ

إنّ تشجيعكِ لطفلكِ على قول العبارات الجيدة، وتجنب الكلام السلبي للطفل هدفه الأساسي هو تربية أطفالكِ التربية السليمة التي تحلمين بها، فالكلام السلبي والسيئ وغير المدروس له الكثير من الآثار السلبية على طفلكِ، ومن بين هذه الآثار ما يلي[٤]:

  • التأثير السلبي على النمو العاطفي للأطفال، فالكلام السيئ والعبارات الجارحة والصراخ يُشعر الطفل أنه منبوذ وغير محبوب من أسرته، كما يجعله يفتقد الأمان، فالطفل وهو رضيع يتأثر بالأصوات والإيماءات، وعليكِ مراعاة هذا الأمر.
  • تأثير الكلمات السلبية التي يستخدمها الأهل على مجالات الحياة المختلفة للطفل، سواء في طفولته أو في مستقبله، إذ يؤثر على تنميتهم المعرفية والاجتماعية أيضًا، وسيكبرون بمشاعر النقص وعدم الاكتمال، ويشعرون دائمًا بأنهم غير كافيين، وأنهم السبب في توبيخ الوالدين وعصبيتهم وكلامهم السلبي، ويشعر الطفل طوال الوقت أنه مراقب ومعرَّض للانتقاد طوال الوقت.
  • تحول الأطفال إلى أشخاص قاسيين على أنفسهم، ويمكن أن يجعلهم هذا الأمر يطلبون أمورًا مستحيلة وصعبة من الآخرين، ويضعون توقعات عالية جدًّا لأنفسهم وللآخرين، كما سيصبحون حساسين جدًّا للتعليقات السلبية الموجهة لهم من الآخرين، وقد يودي بهم الأمر إلى الانحراف نحو سلوكيات خاطئة مثل تعاطي الكحول أو المخدرات.
  • التأثير على احترام الطفل لذاته، وهذا يبدأ معهم من الصِغر ويستمر معهم عندما يكبرون، الأمر الذي سينعكس سلبًا على ثقتهم بأنفسهم، وبالتالي علاقاتهم مع الآخرين.
  • الحرص الدائم على إرضاء الآخرين، فالشخص الذي يحرص على إرضاء كل من حوله، ويهتم بصورته أمامهم، هو في الغالب كان يتعرض للكثير من النقد من والديه، فكان هذا الأمر يشعره دائمًا بالرغبة بأن يرى ويسمع ويكسب المديح من الآخرين، حتى لو كان هذا الأمر على حساب القيم والمبادئ، وعلاوة على النقد السلبي، كما أنّ التهديد المستمر من الأهل للطفل، و مقارنته بالأطفال الآخرين، سواء الأصدقاء أو الأخوة، كل هذه أمور تدفعه إلى كسب رضا الآخرين ونيل مديحهم على حساب أي شيء آخر.
  • الخضوع والانسحاب المستمر من المواقف، والمبني على أساس الضعف، فالأطفال الذين تعرضوا للرفض والتوبيخ المبالغ فيه في الصِغر، والذين حصلوا على حب واحترام أقل من غيرهم، سيشعرون بالضعف والخضوع، كما أن كثيرًا من الحالات تكون استجابتها معاكسة تمامًا، أي على النقيض، فتصنع من الطفل شخصًا قاسيًا ومعاديًا لكل من حوله.


المراجع

  1. "https://katiewestenberg.com/the-power-of-a-mothers-words/", katiewestenberg, Retrieved 13-07-2020. Edited.
  2. "Letters to Kids: 8 Words Every Child Needs to Hear", verywellfamily, Retrieved 13-07-2020. Edited.
  3. "19 things you should never say to kids", care, Retrieved 13-07-2020. Edited.
  4. "EFT & Counseling for Personal Peace Blog", eftforpeace, Retrieved 13-07-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :