محتويات
صبغ الشعر في الإسلام
قال تعالى:{وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34]، فقد منّ الله على عباده بنعمٍ كثيرة لا يشعرون بوجودها أو يلقون لها أي أهمية، ومن هذه النِعم نعمة الشعر الذي زَيّنَ الله به رؤؤس النساء وزاد من جمالهن، وزيّنَ به الرجال، وخصص الله لَهُ عدة أحكام يجهلها البعض، ومن هذه الأحكام التي سنتطرق لبيانها صبغ الشعر.
إن استعمال صبغات الشّعر من العادات فالأصل فيها الإباحة والإجازة، فلا حرج من استخدام الأصباغ الحديثة في صبغ الشعر، ولا يصح الصبغ إلا في ثلاث حالات وهي: صبغ الشعر بالسواد لإخفاء الشّيب؛ فهذا الأمر نهى عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأمر بتجنبه أما تغيير لون الشّعر بأي لون أخر فهذا مُباح، أو وجود ضرر أُثبِتَ طبيًا؛ فإن تبين أن هذه الأصباغ قد تضر بالشعر أو بفروة الرأس فإنه لا يجوز استخدامها، أو كان بها تشبه بالكافرات بحيث إذا رأى أحد المرأة قال بأنها كافرة؛ لأن هذه الصبغة تختص بالنساء الكافرات، هنا يدخل حُكمها الحرام: لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم) [تخريج الإحياء| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح][١][٢].
ما هو حكم صبغ الشعر في رمضان؟
فَرَضّ الله جل جلاله الصّيام على عباده وكان ذلك في شهر شعبان من السّنة الثانية للهجرة، فصوم رمضان ركن من أركان الإسلام وفرض على كل مسلم، ووردت عدة أدلة في القرآن والسنة على وجوب صيامه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ومن السنة قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا) [مشكلة الفقر|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولصِيام رمضان عدة حِكم ومنافع في حياة المسلم؛ فالصوم دواء لكل شهوة، وسبب في تقوية البدن، وفيه تعويد للنفس وتهذيبها على طاعة الله، كما أنه يقوي في الإنسان العزيمة الصادقة ويزيد من قوة إرادته، وفيه يشعر العبد بغيره من الفقراء والمساكين والمحتاجين فيعطف عليهم، ولأن المسلم يحرص على تحري كل ما قد يكون سببًا في إبطال صيامه وحرمانه من الأجر الثواب، فإن كثيرًا من النّساء يسألون عن حكم صبغ الشعر في شهر رمضان، والجواب إن استخدام صبغة الشعر في يوم صيام شهر رمضان المبارك لا يُفطر الصائم ولا يؤثر على صحة صيامه؛ لأن صبغة الشّعر ليس طعامًا أو شرابًا ولا في معناهما، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم[٣][٤].
ما هو حكم قص الشعر أو إزالة شعر الجسم في رمضان؟
يُقسم الشّعر من حيث الحكم في إزالته أو إبقائه إلى ثلاثة أقسام رئيسية[١]:
- شعر جاء أمر بتقصيره أو إزالته، وأصناف الشّعر هذه هي نتف الإبط وحلق العانة، والشعر في النسك، وقص الشوارب.
- شعر جاء الأمر بإبقائه وتحريم إزالته، مثل شعر الحاجبين، وشعر اللحية للرجل، والدليل في ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود قال: (لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فقال الإمام النووي أن النامصة: هي المرأة التي تُزيل الشعر من وجهها، والمتنمصة: هي التي تطلب فعل ذلك، وأجمع آخرون من العلماء أن المقصود بالنمص هو: إزالة شعر الحاجبين وليس كامل الوجه.
- شعر مسكوت عنه، ولم يتبين حكمه، وهو ما تبقى من الشعر في جسم الإنسان مثل: شعر الساقين واليدين والصدر، واختلف العلماء في حكمه فمنهم من أجمع على عدم جواز إزالته؛ لأن في ذلك تغيير لخلق الله، ومنهم من أجمع على جواز إزالته؛ لأن ما سكت عنه الشرع ولم يبينه في القرآن أو السنة معفو عنه.
أما حكم إزالة شعر الجسم أو قص شعر الرأس في نهار يوم رمضان المبارك فإنه لا يؤثر على الصوم أو يبطله، وهذا ما اتفق عليه أهل العلم بالإجماع، بشرط أن يكون هذا الشعر من الأصناف التي أباح الإسلام إزالتها وهي سابقة الذكر، أما إذا كان الشعر الذي أُزيل في نهار يوم رمضان من الأصناف المُحرم إزالتها سابقة الذكر، فإن صاحب الفعل ترتب عليه ارتكاب أمر مُحرم، ومن تقصد ارتكاب فعل مُحرم في نهار رمضان فقد بَطَلَ صومه عند بعض أهل العلم، وأجمع أغلبهم على خلاف ذلك وهو الراجح والله أعلم[٥].
أخطاء يقع بها بعض الصائمين والصائمات
ستعرفكِ حياتكِ في السطور القادمة على بعض الأخطاء التي يقع بها الصائمون والصائمات خلال شهر رمضان المبارك[٦]:
- جهل بعض النّاس بالأسباب التي تبطل الصّيام وتفسده، وهذا خطأ كبير إذا يتوجب على الصائم المعرفة الشاملة والكافية بمبطلات الصّيام حتى يتجنبها.
- الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل بشراء كميات تزيد عن الحاجة من الطّعام والشّراب، والأصح هو مشاركة المحتاجين والفقراء بهذه المشتريات واستقبال رمضان بالاستعداد للطاعات.
- جهل بعض الصائمين بضرورة الدعاء لمن حَضّرَ لهم إفطارهم، فمن السّنة دعاء الصائم لمن أفطر عنده كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يفطر عند قوم: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جاءَ إلى سَعدِ بنِ عُبادةَ فَجاءَ بِخُبزٍ وزيتٍ فأكلَ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أفطرَ عندَكُم الصَّائمونَ، و أكلَ طعامَكم الأبرارُ، و صلَّتْ عليكُم الملائكةُ) [الكلم الطيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
- تأخير الإفطار وتعجيل السحور، والعكس هو الصحيح؛ لأن السّنة أن يؤخر الصائم سحوره لينال أجر ذلك، ويعجل في إفطاره، عن أنس بن مالك قال: (بَكِّرُوا بالإِفطارِ، و أخِّرُوا في السُّحورِ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تأخير بعض الصائمين لصلاتي الظهر والعصر بحجة النوم وهذا خطأ فادح وعظيم.
- ذهاب بعض الصائمين والصائمات خلال العشر الأواخر من رمضان إلى شراء الحلوى والتسوق لشراء والملابس والمستلزمات، مما يتسبب بضياع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر والأنفع لهم هو شد الهمة وإحياء ليل العشر الأواخر من رمضان والانشغال بالطاعات.
- امتناع بعض الصائمين عن عدة أمور أحلت لهم ولا تفسد صيامهم مثل: الامتناع عن استخدام قطرة العين أو الأذن، وعدم استعمال مرضى الربو للبخاخ الخاص بمرضهم، والامتناع عن بلع الريق، وقص الأظافر، والاعتقاد الباطل بتحريم الجماع في وقت الإفطار، وتجنب استخدام السواك.
- قضاء ساعات طويلة في مشاهدة المسلسلات، ومتابعة المسابقات الفضائية وما يصاحبها من موسيقى وغناء.
المراجع
- ^ أ ب يحيى بن موسى الزهراني، "الشَّعر ... أدلة وأحكام"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم صبغ الشعر بالأصباغ الحديثة "، islamqa، 20_3_2016، اطّلع عليه بتاريخ 13_6_2020. بتصرّف.
- ↑ الشيخ محمد كامل السيد رباح (29_6_2014)، "تعريف الصيام وحكمه والحكمة من مشروعيته"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13_6_2020. بتصرّف.
- ↑ (7_11_2002)، "استعمال صبغة الشعر لا يؤثر في الصيام"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 13_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "إزالة المرأة الشعر من جسدها لا يبطل الصوم "، islamweb، 23_11_2002، اطّلع عليه بتاريخ 13_6_2020. بتصرّف.
- ↑ "أخطاء يقع فيها بعض الصائمين والصائمات"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13_6_2020. بتصرّف.