محتويات
لماذا يعاملكِ طفلكِ بقلة احترام؟
تعاني الأمّهات من موضوع مشترك في تربية أبنائهنّ في جميع أنحاء العالم، وهو عدم انصياع أطفالهنّ لأوامرهن إلّا ما ندر، وبالرغم من أنّه يجب على الأمّ تعويد طفلها في وقت مبكر من عمره على طاعتها وتلبية طلباتها وأوامرها، إلّا أنّها يجب أن تحرص في الوقت نفسه على عدم استفزاز طفلها وإزعاجه إلى حد نفاد الصبر والإحباط والانفعال، وعدم تحميل طفلها ما لا طاقة له به، فربما تكون مشكلة عدم احترام طفلكِ لكِ تعود إليكِ في الواقع، وإلى بعض العوامل الأخرى ومنها ما يأتي[١]:
- وجود قواعد في المنزل مع عدم وجود علاقة قوية بينكِ وبين طفلكِ، فعند عدم وجود اتصال بين قلب الأم وطفلها، فسيبقى الإحباط والتوتر موجودين دائمًا.
- تضارب القواعد بين الأم والأب، فإذا واصلتِ تغيير القواعد باستمرار، ولم تكوني حازمة في تنفيذها، أو عند وجود اختلاف وتضارب بين قواعدكِ وقواعد والدهم، فسيصاب طفلكِ بالارتباك، وبالتالي سيشعر بالغضب، فلا تلومي طفلكِ الصغير على الانهيار، إذا كنتِ أنتِ المذنبة، بكونكِ غير حازمة وغير متّسقة في قواعدكِ.
- اعتيادكِ على الرفض باستمرار، فبالرغم من أنّ الأم يجب عليها عدم الموافقة على طلبات طفلها غير المناسبة، إلّا أنه لا يجب أن يكون جوابكِ دائمًا (لا)، واحرصي على أن تقولي (نعم) في بعض المرات.
- تصحيح أخطاء طفلكِ وهو منفعل، فبالرغم من أن واجبكِ يُحتّم عليكِ تربية أطفالكِ، ولكن إذا كان طفلكِ غاضبًا أو منفعلًا بشدة، عليكِ تخفيف قبضتكِ وأوامركِ، وامنحيهِ وقتًا حتى يعود إلى طبيعته، ثم تحدثي معه بطريقة صحيحة.
- توقعاتكِ غير الواقعية، ففد ترتكبي خطأً في انتظاركِ لتوقعات أكبر من قدرات طفلكِ، فقد يحقّق طفلكِ الكثير ولا يشعر بتقديركِ أو بحبكِ له، لأنّ توقعاتكِ أكبر من إنجازاته، فأنتِ بذلك تعرّضين طفلكِ لضغوطات كبيرة، قد تدفعه في النهاية إلى عدم تلبية أوامركِ، أو التقليل من احترامه لكِ في بعض الأحيان.
- عدم غفرناكِ لأخطاء طفلكِ، فأنتِ تتوقّعين من طفلكِ أن يكون مثاليًّا طوال الوقت، ولكنه لن يستمر في ذلك.
- مقارنة طفلكِ بأطفال آخرين، وهذا الأمر يشبه صب البنزين على النار، فأنتِ تعتقدين أنّ مقارنة طفلكِ بأشقائه أو بأطفال آخرين قد يحفزّه، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك على الإطلاق فأنتِ بذلك تدفعين طفلكِ إلى الاستياء منكِ، وبالتالي عدم احترامكِ أو الاستماع لأوامركِ.
- عدم اعترافكِ بخطئكِ أبدًا، ففي الوقت الذي يصل فيه طفلكِ إلى المرحلة المدرسية المتوسطة، يبدأ عندها باكتشاف عيوبكِ، وعندما لا تعترفين بالأخطاء التي ترتكبينها، فإن ذلك يعرض مصداقيتكِ أمام طفلكِ إلى الخطر، كما أنه يثير غضبه، وخاصةً إن كان مراهقًا، لذلك لا بأس من الاعتراف بأنّ الوالدين غير كاملين أمام طفلكِ.
- عدم تطابق أقوالكِ مع أفعالكِ، فعندما تقولين شيئًا وتفعلين العكس، فإنّ ذلك يحبط طفلكِ، ويمنحه قدوة سيئة تؤثر عليه سلبًا، لذلك عليكِ أن تطابقي أقوالكِ بأفعالكِ دائمًا.
- عدم سماحكِ لطفلكِ بالتعبير عن رأيه، بالرغم من أنّ عليكِ كأم أن تتخذي القرارات النهائية والمصيرية، إلا أن طفلكِ بحاجة إلى أن تستمعي لوجهة نظره في بعض الأمور المنزلية، وهذا يعني أن الطفل بحاجة لمن يسمعه ويهتم برأيه.
كيف تتعاملين مع قلة احترام طفلكِ لكِ؟
بغض النظر عن عمر طفلكِ، فإنّ عدم احترامه لكِ يعدّ أمرًا غير جيد، ويجب عليكِ معالجته قبل أن يصبح أسوأ، وعليكِ عدم تبرير قلة احترام طفلكِ لكِ بصغر سنه، أو بأي مبررات أخرى، وقد يكون عدم احترام طفلكِ لكِ علامة على أنه يحتاج مساعدة في تعلّم الطرق المناسبة اجتماعيًّا للسيطرة على نفسه عند الغضب، وتوجد بعض الأمور التي ستساعدكِ لتتعاملي مع هذه المشكلة بطريقة صحيحة، وهي ما يأتي[٢]:
- لا تتجاهلي عدم احترام طفلكِ لكِ: قد يبدو تجاهل عدم الاحترام البسيط أمرًا يمكن تمريره، ولكن تجاهلكِ استمرار عدم احترام طفلكِ لكِ سيؤدي في النهاية إلى عواقب سلبية، لذلك عليكِ بالتحدث إلى طفلكِ عن العواقب التي ستترتب عليه إن لم يحترمكِ، وأخبريه كذلك بالعواقب الاجتماعية المحتملة لعدم الاحترام، فأخبريه مثلًا أنّ الإنسان الذي لا يحترم الآخرين لا يحبه الناس، ويتجنبون التعامل معه.
- استخدمي أسلوب الترغيب بدل الترهيب: تعدّ قاعدة التربية هذه طريقة بسيطة ولكنها فعالة لجعل طفلكِ يمتثل لأوامركِ، فبدلًا من إخبار طفلكِ بعواقب عدم امتثاله لأوامركِ، أخبريه كيف يمكنه أن يحصل على مكافأة إن أطاعكِ، فمثلًا بدلًا من قولكِ لطفلكِ إن لم ترتّب ألعابك فلن تلعب في الخارج، قولي له يمكنكِ اللعب في الخارج بمجرد ترتيب الألعاب، ثم اتركيه وسيستجيب لِما قلتِ، وهذا سيعلّم طفلكِ أن السلوك المهذب واللطيف يعطي نتائج إيجابية.
- حذّري طفلكِ من عواقب السلوك السيئ: فتحذير الطفل سيعطيه فرصة لتغيير سلوكه، ولكن يجب عليكِ تنفيذ تحذيركِ إن لم يستجب طفلكِ لِما حذّرتهِ منه، وتجنبي تكرار التحذير مرارًا دون تنفيذ، فذلك سيُدرّب طفلكِ على عدم الاستماع لأوامركِ.
- ضعي عواقب سلبية للسلوكيات السيئة: يجب أن تؤدّي معظم السلوكيات غير الجيدة للطفل إلى عواقب سلبية فورية، ولكن يجب أن تراعي عمر طفلكِ في تحديد نوع العقاب الذي يناسبه، فمثلًا من غير المناسب إعطاء طفل صغير مهلة في غرفته، ليشعر بما ارتكبه من سلوك سيئ، فهذا لن يكون فعالًا نظرًا لصغر سنه، فالسن المناسب لذلك هو عند بلوغ طفلكِ 6 سنوات وما فوق، كما يجب أن تكون العواقب منطقية وفعالة بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا والمراهقين، فيمكنكِ مثلًا مصادرة أجهزتهم الإلكترونية منهم لمدة 24 ساعة، أو حرمانهم من الخروج من المنزل لمدة يومين.
ما هي علامات احترام طفلكِ لكِ؟
يعدّ احترام طفلكِ لكِ من أساسيات التربية الصحيحة، وعن علامات احترامه لكِ ما يأتي[٣]:
- وجود تواصل بينكِ وبين طفلكِ: حتى وإن لم يتحدّث إليكِ طفلكِ في كلّ أموره، فبمجرد أنّه يشعر بالراحة الكافية ليلجأ إليكِ عند شعوره بأي قلق، هو مؤشر جيد على وجود الاحترام بينكما، وإن الحفاظ على قنوات الحوار بينكِ وبين طفلكِ واضحة ومفتوحة لا يعدّ علامة على احترامه لكِ فقط، بل إنها صفة رائعة تساعده على النمو السليم.
- احترام طفلكِ لذاته: عند البحث عن علامات تشير إلى احترام طفلكِ لكِ، قد تغفلين عن أحد أكبر المؤشرات على الإطلاق، وهي احترام طفلكِ لذاته، فهذا يعني ضمنيًّا أنه يستوعب مفهوم تقدير القيمة لنفسه وللآخرين.
- استخدام طفلكِ لكلمات مهذبة: قد يبدو هذا الأمر واضحًا إلى حد ما ولا يحتاج إلى شرحه، فالطفل الذي يظهر سلوكًا جيّدًا باستخدام كلمات مثل "من فضلك"، و"شكرًا لك"، هذا يعني أن طفلكِ يحترمكِ لأعلى مستوى، ولا يعني فقط أنه يستمع لتعليماتكِ، بل يعني أنه أدرج هذه التعليمات في تفاعلاته الاجتماعية اليومية، وهذا الأسلوب يدل على السلوك المحترم.
- سعي طفلكِ للثناء: قد تعتقدين أن هذا الأمر بسيط، أو أن الطفل الذي يبحث عن الثناء يمكن أن يكون شخصًا فيه سلبية، ولكن الحقيقة غير ذلك، فإذا كان طفلكِ ينتظر منكِ مديحًا إذا تصرف بطريقة جيدة، فهذا يدل على أنه يعرف أن السلوك المحترم أفضل من السلوك السلبي، ويريد الثناء منكِ أنتِ على وجه التحديد لأنه يهتم بشدة بما تفكرين فيه.
- تقليدكِ باستمرار: من المعتاد تقليد الأطفال الصغار للأشخاص الكبار، وخاصةً الآباء والأمهات الذين يقضون معهم معظم الوقت، وقد يبدو سلوك التقليد أمرًا سخيفًا، أو مزعجًا في بعض الأحيان، ولكنه في الواقع يعد تدريبًا صحيًّا للغاية لطفلكِ فيما يتعلق الأمر بالاحترام، فعندما يقلدكِ طفلكِ فهو يصنع نموذجًا من السلوك الذي يعدّه ذا قيمة بالنسبةِ له.
المراجع
- ↑ "10 Reasons Your Children Don't Respect You", charismamag,12-7-2020، Retrieved 12-7-2020. Edited.
- ↑ Amy Morin, LCSW (12-7-2020), "5 Ways to Handle Disrespectful Behavior From Children"، verywellfamily, Retrieved 12-7-2020. Edited.
- ↑ Sarah Bunton (12-7-2020), "7 Signs Your Child Respects You, Even If They Roll Their Eyes"، romper, Retrieved 12-7-2020. Edited.