محتويات
الفرق بين الشك والريب
رغم التقارب في المعنى ما بين الشك والريب، إلا أنّ كلاهما يختلف عن الآخر في عدة وجوه، وفيما يأتي توضيحٌ لهذا الاختلاف[١][٢]:
الشك
|
الريب
|
الشك هو تردد الذهن بين أمرين على حدٍ سواء؛ أي استواء طرفين متقابلين، كما أنَّ الشك أقوى درجةً من الريب، وهو اعتدال النقيضين عند الإنسان وتساويهما.
|
أمّا الريب فيُقصد به التوهم والالتباس، لذا فهو شكٌّ مصاحب للتهمة، وقد يتوهَّم الإنسان بشيء أو أمر ما، فينكشف هذا التوهم لاحقًا، فعندما يُقال ارتاب عليه الأمر: أي التبس عليه، إلّا أنّ الريب دون درجة الشك. |
الفرق بين الشك والريب في القرآن الكريم
وضحّت بعض الدراسات القرآنية أنّ الشك والريب يختلفان عن بعضهما البعض، ونُفيَ القول بأنّهما مترادفتان، أيّ أنّ الريبة لا تعني الشك، وإنما هي نتيجة وحصيلة للشك، فالريبة تعني اضطراب النفس، بينما الشك هو تردد يُؤدي إلى حالة الريبة.
وقد وردت لفظة الشك في القرآن 15 مرةً، بمعدل مرة واحدة فقط في السور المدنية و14 مرة في السور المكية، وقد تبيّن في الآية المدنية التي ذُكر فيها الشك بأنها لم تتناول قضايا الوحدانية أو الدين الإسلامي أو الكتاب المنزّل ولا الدعوة الإسلامية، على عكس ذِكر الشك في الآيات المكية التي تحدثت عن هذه القضايا، إذ في الآية المدنية ذُكر الشك المتعلق بقصة سيدنا عيسى -عليه السلام- والتردد الذي اختلف العديد بشأنه بخصوص من هو الذي قٌتل وصُلب، وهكذا كان حال الكافرين في مكة الذين ترددوا وأصابهم الشك ما بين الدعوة المحمدية وما بين الآلهة التي وجدوا آبائهم لها عابدين.
بينما وردت لفظة الريب في القرآن الكريم 36 مرةً، بمعدل 20 مرة في السور المكية، و16 مرةً في السور المدنية، وفي الآيات المكية وردت لفظة الريب منفيةً، ما عدا آيةً واحدة، إذ ينفي الله سبحانه وتعالى الريب في وجود يوم القيامة أو يوم البعث أو الكتاب المنزّل، وفي جميع الآيات المكية كان المعنى المقصود من الريب هو الشك مع التهمة، وممّا يجدر ذِكره أنَّ عدد ورود كلمة الشك في القرآن الكريم كانت 15 مرةً وهو عدد فردي بينما الريب ذُكرت 36 مرةً وهو عدد زوجي، ولربما دلّ ذلك على أنّ الشك أمرٌ واحد لا يُخالطه شيء وهو التردد الناتج عن الحيرة، بينما لفظ الريب يحتمل أمرين وهما الشك مع التهمة، وقد يكون ذلك دلالةً على إعجاز القرآن العددي[٣].
الفرق بين الشك والريب والظن
الشك يستوي فيه طرفيّ الرحجان، وهو اجتماع شيئين في النفس، بينما يُرجّح في الظن أحد طرفيّ التجويز عن الآخر، فالشاك يكون في شكِّه على أمرين أو صفتين نظرًا لعدم وجود دليلٍ واضح، ويُقال عن الظن أنّه قوة المعنى في النفس فيما دون حالة الثقة واليقين، على عكس الشك الذي يعني التوقف بين نقيضين دون ترجيح أحدهما على الآخر، بينما يضمُّ الريب في معناه الظن والشك والتهمة[٤][٥].
المراجع
- ↑ "الفرق بين الريب والشك"، إسلام ويب، 13/1/2014، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "كتاب معجم الفروق اللغوية = الفروق اللغوية بترتيب وزيادة"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد رضا الشخص (7/12/2010)، "استعمال لفظتي (الشك، والريب) في القرآن الكريم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الريب في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
- ↑ أبو هلال العسكري، معجم الفروق اللغوية، صفحة 115. بتصرّف.