محتويات
النفس البشرية
خلق الله النّفس البشرية وميّزها عن غيرها، فكلّ إنسانٍ مسؤول عن إدارة نفسه وذاته، وعندما يفهم الإنسان نفسه يصبح قادرًا على فهم العالم والناس من حوله واكتساب كلّ ما هو جديد، وقد قال الله في محكم كتابه: "ونفسٍ وما سوّاها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها" فقد برّأ الله النفس وأودع فيها من الأسرار والعجائب ما يأسر الجنان ويخطف العقل. ومن أهمّ أسباب النجاح والسعادة في الحياة معرفة الإنسان لنفسه، وما يملكه من قدراتٍ ومهاراتٍ وكفايات. ويتعرّض الإنسان أثناء مسيرة حياته لمواقف كثيرة تعرّضه للتعريف عن نفسه؛ كمقابلات العمل والدراسة والتدريب الوظيفي والمهني، لذا تعدّ مهارة التعريف بالنفس من أهم المهارات التي يجب أن يتحلّى بها الفرد ليستطيع التعبير عن ذاته بطريقة إيجابية في وقتٍ قصير دون تردّد او خوفٍ أو خجل.
كيف أعرّف بنفسي؟
تكون معرفة النّفس بمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف، واكتشاف الإيجابيات والعمل على تطويرها، ومعرفة السلبيات والعمل على الحدّ منها وتقليصها، كما من المهم ذكره معرفة الأهداف الرئيسة في الحياة ورؤية الإنسان ورسالته في الحياة، ومن النّقاط المهمة أيضًا معرفة الإنسان بما يزعجه ويقلقله، وما يسعده ويبهجه، فكلّ هذه الأمور تساعد في معرفة الإنسان لنفسه، كما تعدّ معرفة الإنسان لقدراته ومهاراته وهواياته، وفهمه لنفسه في حالة الحزن والضيق مما يساعده في الاعتماد على ذاته في تجاوز أمور الحياة الصعبة والمعقَّدة، ويرفع ذلك من مستوى إدارى الذات وتقديرها وتطويرها
لماذا أفهم نفسي؟
عندما يفهم الإنسان نفسه يصبح أكثر قدرةً في التعامل مع أزمات وظروف الحياة ومستجداتها، فتزيدُ ثقته بنفسه ويصبح قادرًا على الاعتماد على نفسه، كما يسهم ذلك في تطوير الفرد لمهاراته في التّواصل مع الآخرين، وقدرته على فهمهم وتحليل شخصيّاتهم، ومعرفة النفس تنمي لدى الفرد مهارات التّواصل البصري وتنمّي من لغة الجسد، وعندما يفهم المرء نفسه يصبح قادرًا على تمييز ما يحبّ وما يكره من الأكل والشّراب، وحتى ما يعدّل مزاجه من موسيقى وغيرها، فيصبح مرنًا في التّعامل مع نفسه، وتتطوّر لديه حواسه الخمس بطريقةٍ أسرع، فيصبح يلاحظ بسرعة ما يغيّر مزاجه وما يعكِّره، وحتى ما يسبّب له راحة البال من العلاقات ومن يعكّرها، فيصبح قادرًا على رسم العلاقات من حوله بطريقة صحيحة.
كيف أقدّم نفسي في مقابلة؟
يتعرّض كلّ شخصٍ لمقابلات عملٍ مختلفة، ويكون أول سؤال من الشّخص المقابل هي: عرّفني أو أخبرني عن نفسك، وهنا تظهر قدرة المرء على التعبير عن ذاته، وينبع ذلك من فهمها ومعرفته لتفاصيلها الدقيقة، وأوّل ما يجب البدء به التعريف بهويته (المعلومات الشخصية الرئيسية) وباختصار شديد، ومن ذلك الوظيفة الحاليّة، والمهارات الشخصية، والخبرات العلميّة والعمليّة، وأبرز الإنجازات على الصعيدين الوظيفي والأكاديمي، وأهم الدورات التدريبيّة الحاصل عليها، وأهمّ اللغات التي يتقنها، وغيرها من الأمور الرئيسة التي تهم مجال عمله وتعليمه، ومن أهم الأشياء أن تكون الثقة بالنفس عاليةً، وأن يكون الصوت واضحًا خاليًا من التّردد والخوف، كما ينبغي أن يكون الشخص على طبيعته وسجيَّته، دون تملّقٍ، وأهم من كل ذلك أن يكون الحديث موجزًا مختصرًا دون شرحٍ وتفصيل مع إعطاء كل مجال حقّه في العرض، وإذا كانت المقابلةُ مقابلةَ عملٍ يُنصح في نهايتها بإيجاز ما يمكن إضافته على هذه المؤسسة من بصمة مميزة تترك أثرًا في مكان العمل.
كيف أقنع الآخرين بنفسي؟
الثقة بالنفس هي ما يميّز بريق الإنسان عن الآخر، فكلّ شخصٍ يملك ثقة بنفسه وقدراته ومهاراته قادرٌ على كسب العديد من العلاقات في وقت قصير؛ وذلك لقوة تأثيره بهم الناجمة عن ثقته بنفسه، فكلّما كان الإنسان واثقًا بما عنده من مهارات وقدرات وطاقات وأهداف ورؤى تميّزه عن غيره، كلّما كان صاحب تأثير وحضور في أي مكان حلّ به.