كيفية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

كيفية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

كيفية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

أسس اختيار الطريقة

إنَّ تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها يتطلب طرقًا معينةً، وتتطلب تلك الطرق أسسًا معينةَ لتُختار وفقها، ومن أسس اختيار طرق تدريس اللغة لغير الناطقين بها ما يلي[١]:

  1. البيئة التي تُدرَّس فيها اللغة.
  2. أهداف تعلُّم اللغة، فمن البديهي أن تختلف طريقة تدريس الطالب الذي يريد تعلُّم اللغة من أجل التواصل كالاستماع والتحدُّث فيها عن الطالب الذي يريد تعلُّمها من أجل التعرُّف إلى ثقافتها فقط.
  3. مستوى الطالب، ويقصد به مقدار معرفته السابقة باللغة أو عدمها.
  4. صفات الطالب أو خصائصه التي تؤثر على اكتساب اللغة كالسنِّ والجنس ونمط التفكير وطبيعة العمل وغيره.
  5. اللغة الأم للطالب، فتعليم العربية لأحد متحدثي اللغات السامية يختلف كليًا عن تعليمها لمتحدثي اللغات الهندية أو الصينية وما شابه.
  6. مصادر التعليم، ويقصد به مدى توافر الإمكانات التي تساعد على تطبيق الأساليب التدريسية الأكثر واقعيةً وملائمةً وتوفير البيئة المثالية لتسهيل وتسريع عملية اكتساب اللغة عند الطلاب.


طرق تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

تُعنى طريقة التدريس بالخطة الشاملة المتكاملة التي يجب اتباعها لتعليم اللغة وتحقيق الهدف منها بفاعلية، ومن طرق تعليم العربية لغير الناطقين بها ما يلي[١]:

  1. طريقة القواعد والترجمة: وتكون بقراءة النصوص وترجمتها الأمر الذي يمكِّن الطالب من تعلُّم الكتابة والقواعد النحوية والإملاء، ويزوده بأكبر قدر من المفردات، إلا إنّها قد تهمل باقي مهارات اللغة وتجعل عملية التعلُّم جامدة، لذا فإنّها لا تناسب سوى الطلاب الأذكياء والجادِّين في عملية التعلُّم.
  2. الطريقة المباشرة: بتعريض الطالب لنصوص الاستماع ومواقف المحادثة ليعبر عما فهمه باستخدام اللغة الجديدة، علمًا أنَّ تعلُّم معاني المفردات الجديدة في هذه الطريقة لا يكون بترجمتها إلى اللغة الأم، وإنّما بربطها بمواقف معينة أو رسومات أو باستخدامها في جمل تبرز معناها، ومن فوائد هذه الطريقة أنها تهيئ طالبًا متقنَا لاستخدام اللغة في التعبير، إلا إنّها لا تلائم كبار السنَّ، وتتطلب من المعلم الإلمام بأساليب وطرقًا تدريسية لا حصر لها.
  3. طريقة القراءة: ظهرت هذه الطريقة بظهور المدارس النظامية، وفيها يركَّز الطالب جهوده على القراءة بأنواعها سواءً كانت صامتةً أو جهريةً مع تحقيق الفهم العام والإجمالي للنص، وهذه الطريقة تمكَّن الطالب من قراءة النصوص بغض النظر عن مستوى صعوبتها وتزيد من معلوماته، إلا إنّها قد تؤدي إلى تراكم الضغوطات على الطلاب الضعفاء في مهارة القراءة ما يسبِّب تراجعهم باستمرار دون تحقيق فائدة جديدة أو دون فهم المواد المقروءة أساسًا.
  4. الطريقة السمعية الشفهية: أمّا هذه الطريقة فتركِّز على مهارات الاستماع والمحادثة دون القراءة والكتابة، لذا فإنها تُعنى باستخدام التراكيب والمصطلحات واللهجة المستخدمة للتواصل بين أفراد هذه اللغة ضمن بيئة معينة ولو كانت غير صحيحة أو دقيقة حسب قواعد اللغة الأساسية، فالهدف هو إمكانية التواصل ووضوح الرسالة حتى وإن كان التعبير غير دقيق لغويًا أو قواعديًا، الأمر الذي يُكسب الطلاب طلاقةً لغويةً ويحسن من قدرتهم على التعبير واندماجهم في الأنشطة والمحادثات، إلا إنَّ بعض الطلاب قد يُصيبهم الملل لتكرار أنماط محددة من اللغة أو لا ترقى مهارتهم في القراءة والكتابة إلى المستوى المطلوب.
  5. الطريقة التوليفية أو الانتقائية: وهنا يُعتمد مبدأ اختيار الطريقة الأنسب من الطرق المذكورة سابقًا للمهارة المُراد تدريسها للطلاب دون اعتماد طريقة واحدة، الأمر الذي يُفيد الطالب من جميع إيجابيات هذه الطرق ويقيه من سلبياتها بل ويناسب جميع فئاتهم العمرية، فالتنوع هو الحل الأمثل لتحقيق كافة الأهداف اللغوية بكفاءة وفاعلية أكبر.


مهارات معلم اللغة العربية لغير الناطقين بها

إنَّ امتلاك المعلم للمهارات والمؤهلات التي تتطلبها طبيعة مادَّته يحقق الأهداف التعليمية بفاعلية ويجعل الأجزاء الصعبة في اللغة العربية أسسًا سهلةً يمكن فهمها وترسيخها مدى الحياة في ذهن الطالب، وفيما يلي ذكر للمهارات الواجب توافرها لدى معلم اللغة العربية لغير الناطقين بها[٢]:


الكفاءة اللغوية

ويقصد بها امتلاك المعلم المعرفة الجيدة في اللغة العربية بما يمكّنه من إدراك مهاراتها كالاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، وإدراك أنظمتها الصوتية والنحوية والصرفية والدلالية كذلك، ويجدر التنبيه إلى أنَّ تعليم العربية لغير الناطقين بها لا يلزم منه الخوض في علل النحو والصرف والشواذ وغيره، بل يلزم المعلم شرح أسس اللغة وخصائصها وتراكيبها المتنوعة وقواعدها العامة، كما عليه أن يقارن بين اللغة العربية وغيرها من اللغات ليدرك الطلاب أوجه التشابه والاختلاف بينهما، ما يعني أنَّ المطلوب من المعلم تعريض الطالب للُّغة واستخدامها بدلًا من تثقيفه عنها دون ممارستها.


الكفاءة المهنية

وتعني أن يكون المعلم على دراية جيدة بالأساليب والإستراتيجيات التربوية المطلوبة لتعليم العربية كلغة ثانية، كما يجب أن يمتلك القدرة على التصحيح السليم والتقييم الدقيق للطلاب ضمن منهجه الدراسي وفق أهداف ومعايير المهارة التي تدرَّس، عدا عن أهمية انفتاح عقليته ليكون قادرًا على مواكبة تقنيات التعليم الحديثة وبما يناسب احتياجات الطلاب في العصر الحالي.


الكفاءة الثقافية

فمعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها لن يكون مبدعًا إلا في حال إلمامه بثقافة لغة طلابه الأم، ذلك لأنّها تشمل أنماط السلوك المتكاملة مع اللغات والممارسات والقيم والعادات، ليراعي المعلم اختلاف الثقافات المؤدي إلى تغير المعنى في كثير من الأحيان، ومثال ذلك أنّه في حال تشبيه شخص ما بالبقرة في اللغة العربية فيقصد بذلك البلادة، أمّا في بعض الثقافات الأخرى فإن البقرة ترمز لتحمل العناء وكثرة العمل والجهد، وغير ذلك الكثير من الأمثلة.


4 دوافع لتعلم اللغة العربية

فيما يلي ذكر لدوافع الطلاب الأكثر انتشارًا نحو تعلُّم اللغة العربية[٣]:

  1. الدوافع الانتمائية أو الاندماجية: وتعدُّ أقوى الدوافع تأثيرًا في تعلم العربية، وذلك حين يرغب الطالب في الاندماج مع أحد المجتمعات العربية خاصًة في حالات الهجرة أو الزواج.
  2. الدوافع الدينية: كما في حالات دخول الطلاب في الدين الإسلامي؛ فيُقبلون على تعلُّم العربية كونها لغة القرآن الكريم لمحاولة فهمه.
  3. الدوافع التكاملية: وذلك لغايات التواصل وقضاء الحاجات الأساسية فقط، كمن يتعلّم اللغة لغايات الشراء والتسوق والتواصل الأساسي وليس لاستخدامها في المناقشات العلمية أو ما شابه.
  4. الدوافع الوظيفية: وهذا الهدف محصور في مكان ووقت محدد، وهو دافع مؤقت يزول بانتهاء الغرض منه.


5 نصائح عند تعلم لغة جديدة

فيما يأتي بعض النصائح المهمة التي تُساعد أثناء تعلّم اللغات[٤]:

  1. يكمن إتقان لغة ما بالممارسة المستمرة لها، لذا على المتعلم التحدث بما تعلمه من اللغة الجديدة كلما سمحت له الفرصة.
  2. اقتناء الكتب السهلة المكتوبة باللغة التي يود المتعلم تعلمها، وقضاء وقت الفراغ بقراءتها.
  3. تخصيص وقت يومي يقضيه المتعلم في تعلّم مفردات جديدة، وتجنب الانقطاع الطويل.
  4. عدم الاستسلام إن واجه المتعلم الكثير من الصعوبات أثناء التعلم حتى يحقق النجاح.
  5. الاتفاق على ممارسة اللغة مع شخص ما في موعد ثابت ومحدد دوريًا.


المراجع

  1. ^ أ ب محمود كامل الناقة، رشدي أحمد طعيمه، طرائق تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، صفحة 69-70. بتصرّف.
  2. الأستاذ سويفي فتحي (30/5/2015)، "مهارات معلم العربية لغير الناطقين بها"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
  3. حسان سيد يوسف (18/10/2017)، "أهمية الدوافع في تعلم اللغة العربية وآليات استثارتها لدى الطلاب الأتراك"، تعليم جديد، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
  4. "22 TIPS FOR LEARNING A FOREIGN LANGUAGE", markmanson, Retrieved 19-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :