محتويات
الجزائر قبل الاستعمار
الجزائر، هي دولة تقع في شمال إفريقيا، وأغلبية سكانها من المسلمين، ويعيش معظم سكانها في ساحل البحر الأبيض المتوسط وتمتد الجزائر جنوبًا في قلب الصحراء، وتسجل الصحراء في الجزائر درجات حرارة عالية، وتشكّل الصحراء أكثر من أربعة أخماس مساحة البلاد، ويحد الجزائر من الشرق تونس وليبيا، ومن الجنوب النيجر ومالي وموريتانيا، ومن الغرب الصحراء الغربية المغرب، ومن الشمال البحر الأبيض المتوسط.
تتميز الجزائر بالتاريخ واللغة والعادات والتراث الإسلامي، وهذا يجعل من الجزائر جزءًا لا يتجزأ من المغرب العربي والعالم العربي الكبير، والجزائر دولة شاسعة وتُعدّ من أكبر الدول في قارة أفريقيا وعاشر أكبر دولة في العالم بمساحة 2.381.741 كيلومترًا مربعًا، والجزائر هي الأكبر من حيث المساحة في الاتحاد الإفريقي والعالم العربي، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 44 مليون نسمة، وهي ثامن أكبر دولة من حيث عدد السكان في إفريقيا.[١]
ما هي مراحل الغزو الفرنسي للجزائر؟
بدأ الغزو الفرنسي على الجزائر بعد حادثة خفاقة، وكان سبب الحادثة هو الاحتكاك حول المعاملات التجارية الفرنسية الجزائرية التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن الثامن عشر، وعلى إثر هذه الحادثة حصل اجتماع لمناقشة المعاملات التجارية بين حسين والقنصل الفرنسي، وسرعان ما تحولت الجلسة إلى تبادل إهانات، وأقدم حسين على ضرب القنصل الفرنسي ثلاث مرات على وجهه بخفاقة ذبابة، وفي سبيل الانتقام، فرضت السفن الحربية الفرنسية حصارًا على مدينة الجزائر العاصمة، وقد تصدى حسين لهذا الحصار وأمر بتدمير المراكز التجارية الفرنسية في البلاد، واستمرت المواجهة لأكثر من عامين، ولكن حسين، وبدعم من السلطان العثماني وقنصل بريطانيا العظمى، رفض الاستسلام، وعلى الرغم من أن الحاجة للانتقام من إهانة حسين أعطت للقنصلية الفرنسية الملكية قضية درامية استغلتها لحشد الدعم الشعبي للهجوم ضد الجزائر، إلا أن هذه المخالفات والأسباب لم تكن سببًا بالغ الأهمية في الغزو الفرنسي للجزائر، كما تم تصويره.
في عام 1830، قرر الفرنسيون مواصلة الاحتلال وشرعوا في غزو واسع النطاق للجزائر العاصمة وفرضوا حكمهم الفرنسي، واستولوا على الجزائر بعد ثلاثة أسابيع من الحصار وضمت فرنسا باقي المناطق المحتلة في عام 1834، كما استولت السلطات الفرنسية على الأراضي التي استخدمتها القبائل والمؤسسات الدينية والقرى وأعادت توزيعها، ونهبت القوات الفرنسية واغتصبت وذبحت قرًى بأكملها، ودمرت المساجد ودمرت المقابر، وأعلنت الجزائر جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الفرنسية وتمكن المواطنون الفرنسيون في الجزائر من انتخاب نواب للجمعية في باريس، وفي حين ذلك أصدرت فرنسا الجنسيات الفرنسية للأقلية اليهودية في الجزائر، بينما عامل الفرنسيون الأغلبية المسلمة معاملة الذليل، ولم يكن المسلمون يستطيعون الحصول على الجنسية الفرنسية ما لم يتخلوا عن دينهم وثقافتهم، وقد أخمدت القوات الفرنسية هذا التمرد وفرضت السلطات الفرنسية تدابيرَ صارمةً، مثل المزيد من مصادرة الأراضي القبلية، التي كانت تهدف إلى معاقبة جميع المسلمين.
في عام 1871، حدثت ثورة في منطقة القبائل في شرق الجزائر وانتشرت إلى بقية الجزائر مما نتج عنها توسيع السلطة إلى احتياطيات حكم ذاتي سابقًا وإلغاء الالتزامات التي تعهدت بها الحكومة العسكرية وندرة الحبوب ومظالم أخرى.[٢]
ما آثار الغزو الفرنسي على الجزائر؟
قسمت آثار الغزو الفرنسي في الجزائر على أكثر من صعيد وهي الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وفيما يأتي تفصيل كل منهما:
الصعيد الاقتصادي
من الآثار الاقتصادية للغزو الفرنسي على الجزائر ما يأتي[٢]:
- حول الاستعمار الفرنسي الاقتصاد الجزائري ليصبح منتجًا للمحاصيل كالقمح والكروم والزيتون والحمضيات والتبغ والخضروات المصدّر إلى فرنسا، وأصبح النبيذ أهم تصدير منفرد للبلاد، كما استُغلت الموارد المعدنية الجزائرية كالفوسفات الخام والحديد والنفط.
- اضطر غالبية الجزائريين إلى الخروج من السهول الخصبة إلى الجبال، وفي وقت لاحق أعادت ندرة الغذاء الجزائريين إلى المدن التي بحثوا فيها عن وظائف لكنهم أجبروا على العيش في خارج المدن، ولقد تم القضاء على القادة والهياكل السياسية التقليدية وحلّت محلها السلطة الفرنسية، وعلى الرغم من أن الجزائر تحولت إلى مقاطعة في فرنسا، إلا أن المسلمين أعلنوا أنهم رعايا فرنسيون فقط وبالتالي لم يتلقوا مزايا المواطنة.
الصعيد الاجتماعي
من الآثار الاجتماعية للغزو الفرنسي على الجزائر ما يأتي[٢]:
- طُوِّرت عند الجزائريين عقدة النقص نتيجة للقمع المستمر من الفرنسيين والمستعمرين، وكان المستوطنون يتمتعون بمزيد من السلطة ودخل مرتفع بينما عانت الأغلبية الجزائرية من فقدان المكانة والفقر.
- قضي على الكثير من التعاليم الدينية والتقليدية الجزائرية وحلت محلها التعاليم الفرنسية والدين المسيحي، وقد أدى ذلك إلى تشكيل الطبقة المتطورة التي شكّلت فيما بعد الثورة الرئيسية خلال حرب الاستقلال.
كيف أثّر الغزو الفرنسي على مستقبل الجزائر؟
بدأت حركة الاستقلال بزعيم ديني وعسكري، وهو الأمير عبد القادر الجزائري، بين عامي 1832-1847 حتى ألقت فرنسا القبض عليه، وقد نجحت جبهة التحرير الوطني للجزائر، وهي حركة اشتراكية، في جمع الجزائريين معًا، وقد دعم الاتحاد السوفياتي حرب الاستقلال الجزائرية من خلال تقديم المساعدة العسكرية، وهو ما يفسر علاقة الحركة بالاشتراكية، واستمر دعمهم بعد استقلال الجزائر، وقد أثر احتلال الجزائر أيضًا على السياسة الفرنسية، وأدرك الرئيس الفرنسي شارل ديغول أن الشعب الفرنسي يريد حلًّا وأن الجزائريين يريدون الاستقلال، وفي عام 1962 وُقِّعت اتفاقية إيفيان من الجانبين.
يعتقد بعض السياسيين الفرنسيين اليوم أن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان خطأً، وأن العلاقات بين فرنسا والجزائر اليوم أفضل مما كانت عليه في الماضي، ويعيش حاليًّا في فرنسا حوالي 7 مليون جزائري، وخلال 132 سنة من الاستعمار، تغير المجتمع الجزائري وولد من جديد تقريبًا.[٣]
المراجع
- ↑ Ahmad Bey, "Algeria"، britannica, Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "French Algeria 1830-1962", google, Retrieved 30-6-2020. Edited.
- ↑ DENIZ RENKVEREN (18-6-2018), "How French colonization shaped Algeria's future"، dailysabah, Retrieved 30-6-2020. Edited.