محتويات
مفهوم التربية الدولية
يشير مفهوم التربية الدولية إلى السعي خلف ترسيخ جذور السلام والتفاهم بين الدول من خلال التربية والتنشئة على تحقيق حقوق الإنسان ومنح الحريات الأساسية للشعوب، ويشار إلى أن مصطلح التربية الدولية قد حظي باهتمامٍ كبير منذ سنة 1976م عندما وافقت المنظمة العالمية لاتحاد نقابة المهن التعليمية على حزمة من أهم التوصيات ذات العلاقة الوثيقة مع المجتمع الدولي على رأسها تحقيق العدالة الاجتماعية، هذا ويمكن ترسيخ جذور التربية الدولية بالاعتمادِ على المناهج الدراسية المتفاوتة لغايات زرع المفهوم في نفوس الطلبة وتحفيزهم على تعظيم الثقافات الأخرى وتقديرها واحترامها، كما تلعب وسائل الإعلام دورًا فعالًا في ذلك من خلال تبيين مفهوم المجتمع الدولي[١].
من الجديرِ بالذكرِ أن التربية الدولية والعالمية مصطلحات قد ظهرت جليةً في الآونة الأخيرة تحت اتساع رقعة التبادل الدولي للكثير من الممارسات والخبرات، كما أن للعولمة دورًا كبيرًا في ترك أثر عميق على الشعوب وتحديدًا في الدول النامية، ومن أبرز الصيغ الدولية شائعة الانتشار هي المدارس المنتسبة لليونسكو في الدول العربية والإسلامية وأندية اليونيسكو وغيرها، وتشير المعلومات إلى أن التربويين قد أشاروا إلى أن التربية الدولية واحدة من أبرز العلوم الحيادية القائمة على المبادئ الإنسانية العالية المقترنة بالتراث البشري المشاع في الوقت الذي تتجاهل به العقائد والمفاهيم وأغراضها، وقد لاقى ذلك رفضًا كبيرًا من البعض الآخر من التربويين[٢].
نشأة التربية الدولية
تعد العصور الوسطى بمثابةِ تاريخ رؤية مفهوم التربية الدولية للنورِ لأول مرة، إذ ساهم الدين الإسلامي الأحنف بازدهارِها كثيرًا نظرًا لما جاء به من مبادئ سامية منها تحقيق وسيادة المساواةِ بين الأفراد بعيدًا عن التمييز بينهم من منطلق اللون والجنس والدين، كما حدد الحقوق الواجب منحها للأفراد وما يترتب عليهم من واجبات أيضًا، ولا بد من التنويه إلى أن التربية الدولية قائمة أساسًا على تحقيق التواصل والحوار بين الشعوب والتعرف على ثقافاتهم واكتساب لغتهم كخطوة لتحقيق التواصل[٢].
أما فيما يتعلق بالتربية الدولية في الفترة الممتدة ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر فإن الفلاسفة قد خطت أيديهم العديد من الكتابات حول ذلك، ومنها أن جاءت كتابات الأسقف "جوهان آموس" الذي أكد على ضرورة ترسيخ جذور المساواة بين الدول من خلال تطبيق وتنفيذ مبادئ التربية الدولية، كما جاء في كتاب أطلانطا الجديده لمؤلفه فرانسيس بيكون تأكيدًا على مدى أهمية تقديم المعلومات والتعرف على الشؤون والأحوال الدولية الأخرى وتحديدًا في مجالات العلوم والصناعات والفنون وما آل إليه العالم من اختراعات، ومع حلول القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فقد ازدادت رقعة النمو المعرفي كثيرًا مما أفضى إلى تجلي العديد من المحاولات المحافظة على الاهتمام بالقضايا والمسائل التعليمية وتحليلها على الصعيد الدولي[٢].
مبادئ التربية الدولية
أفضى المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم بعد انعقاده في الفترة التاريخية الممتدة ما بين السابع عشر من شهرِ أكتوبر وحتى الثالث والعشرين من شهر نوفمبر في الدورة الثامنة عشرة في باريس إلى مجموعةٍ من أهم المبادئ والأهداف، ومنها[٢]:
- ضرورة الحفاظِ على وحدة الجنس البشري دون تفرقة نهائيًا لغاياتِ تحقيق التكامل والتعاون بين الشعوب، وقد جاء الانقسام والاختلاف في الثقافات واللغات والأجناس لغايات التفاهم والتعارف بعيدًا عن التصادم.
- تحقيق وسيادة العدل والمساواة بين جميع البشرية، فلا فرق بين إنسان وآخر سوى بالاجتهاد والمثابرة.
- التأكيد على ضرورة احترام الحقوق الإنسانية والحفاظ عليها وتحقيقها بعيدًا عن أي نوع من أنواع التفرقة، ويأتي ذلك انطلاقًا من اعتبار أن الحرية الفردية منظمة شرعية.
- منح الشعوب والقبائل حرية الاعتقاد والتدين والحوار والإقامة والترحال والفكر والعمل وغيرها.
- ضرورة بذل الجهود لتوطيد أواصر التعايش السلمي والتعايش بعيدًا عن العنف ونبذه، إذ تعد فرصةً مثاليةً للتخلص من الأحقاد.
أهمية التربية الدولية
تتمثل أهمية التربية الدولية بما يلي[٣]:
- علم حيادي يهتم أساسًا في سيادة السلام والتفاهم بين مختلف شعوب الدول والعالم بأسره.
- توطيد مبدأ الود بين الشعوب والأمم تحديدًا بين تلك التي تختلف فيما بينها من حيث الانشطة السياسية والاجتماعية.
- التأكيد على ضرورة احترام الحقوق الإنسانية والحريات الأساسية ومنحها وعدم انتهاكها.
- وجود علاقة وثيقة بين التعليم والأهداف التي جاء ميثاق الأمم المتحدة لتحقيقها.
- مصطلح ظهر لتحقيق التفاهم الدولي وتجديده كلما حاول الاندثار، فالسلم أساس يستوجب تحقيقه على الدوام.
- الدعوة الصريحة إلى تحقيق السلم العالمي.
- عَدُّ التربية الدولية وسيلة للحفاظ على الحضارات الإنسانية وإبقائها، فقد أكد الفيلسوف الإنجليزي برتراند رسل على ذلك في كتابه آمال جديد في عالم متغير.
- إنشاء مجتمعات سليمة تخلو من العنف والنزاع تمامًا.
- التشجيع على احترام التباين الثقافي والعرقي والاجتماعي على الصعيد الدولي والفردي.
- الإيمان بمنح الأفراد حق الحياة الآمنة البعيدة عن الحروب.
- ترسيخ جذور ثقافة احترام حقوق الإنسان في نفوس التلاميذ وتنمية مصطلحات التسامح والتفاهم لديهم.
المراجع
- ↑ أ.د نبيل سعد خليل، "التربية الدولية"، كتب جوجل، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث د.طالب بن صالح بن حسن العطاس، "مبادئ التربية الدولية من منظور إسلامي"، جامعة عين شمس - مركز تطوير التعليم الجامعي، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2019. بتصرّف.
- ↑ صابر جيدوري، "مفهوم التربية الدولية"، بوابة علم الاجتماع، اطّلع عليه بتاريخ 5-8-2019. بتصرّف.