محتويات
علم النفس
يعرَّف علم النفس على أنه دراسة علمية لكيفية تصرف الناس، وطرق تفكيرهم، وتغير مشاعرهم، وهو علم يشمل جميع جوانب تجربة الإنسان الحياتية، وقد عرّفت الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) علم النفس على أنه دراسة للعقل والسلوك البشري، ويهتم علماء النفس بدراسة العمليات العقلية لدى الفرد وسلوكه والعلاقة بينهما، وبتعبير آخر، تُعنى بدراسة تأثير الأحداث الواقعة في حياة الفرد على تفكيره وتصرفاته، كما أنهم يهتمون بدراسة طريقة عمل الدماغ البشري، والوعي، والذاكرة، والشخصية، والمنطق، والصحة العقلية، وأنماط التفكير، والشعور، والتعلم، والتفاعل، والإدراك، والفهم لدى الإنسان سواء كان وحده أو ضمن مجموعة أو مع البيئة المحيطة، ويرجع أصول علم النفس إلى اليونان القديمة وذلك من 400-500 سنة قبل الميلاد[١].
مراحل تطور علم النفس
إن علم النفس مجالٌ يستقطب اهتمام الكثيرين، وهو أحد أكثر المجالات العلمية إثارة، وقد تأسّس أول مختبر لعلم النفس في العام 1879 للميلاد، على يد الطبيب فيلهلم فونت، وأجريَت في هذا المختبر التجارب المتعلقة بمسائل علم النفس التجريبي، ومع ذلك فإن دراسة علم النفس كانت موجودة منذ قديم الأزل، فقد قال عالم النفس هيرمان إبنجهاوس بعد 6 سنوات من تأسيس علم النفس إن علم النفس لديه ماضٍ طويل لكن تاريخه قصير، ولم تظهر الاستشارات والفحوصات السريرية لعلم النفس على نطاق واسع حتى حوالي 1945 للميلاد، وذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية[٢].
الفروع الرئيسية في علم النفس
علم النفس هو علم ذو مواضيع متشعّبة وعميقة، وقد ظهرت في عصرنا الحديث عدة فروع لعلم النفس، ويبحث كل فرع في الأسئلة أو المشكلات بطريقة خاصة به، ولكل فرع تخصّص معين، وهذه الفروع هي:[٣]
- علم النفس اللّاطبيعي: ويسمّيه البعض علم النفس الشاذ، وهو العلم الذي يبحث في الأمراض العقلية والسلوك غير الطبيعي للأشخاص، ويعمل مختصو الصحة النفسية على تشخيص مجموعة كبيرة من الاضطرابات النفسية وعلاجها مثل القلق والاكتئاب، وغالبًا ما يمارس علماء النفس المختصون في هذا المجال عملهم مباشرةً مع المرضى.
- علم النفس السلوكي: ونظرية هذا العلم قائمة على مبدأ دراسة السلوك المُلاحظ فقط، وساد هذا العلم في الجزء الأول من القرن العشرين، لكن انتشاره تراجع في فترة الخمسينات، ومع ذلك تبقى دراسة السلوك البشري مهمة في العلاج والتعليم وفي العديد من المجالات.
- علم الأمراض البيولوجية: ويبحث هذه العلم في كيفية تأثير الدماغ والخلايا العصبية والجهاز العصبي على الأفكار والمشاعر والسلوكيات، وينقسم هذا العلم لعدّة تخصّصات، أولها علم النفس الأساسي، وعلم النفس التجريبي، وعلم النفس المعرفي وعلوم الأعصاب، والبيولوجيا، والفسيولوجيا، ويَدرسُ العاملون في هذا المجال تأثير إصابات الدماغ وأمراض المخ على السلوك البشري.
- علم النفس السريري: وهو العلم المعني بتشخيص الأمراض النفسية وعلاجها، والسوكيات غير الطبيعية، والاضطرابات النفسية، وغالبًا ما يعمل أطبّاء هذا العلم في عياداتهم الخاصة، ويعمل الكثير منهم في الجامعات والكليات، ويعمل جزء آخر منهم في المستشفيات أو في عيادات الصحة النفسية كفريق واحد مع أطباء آخرين من عدة تخصصات.
- علم النفس المعرفي: ويركز هذا العلم على العمليات العقلية الداخلية، وظهر هذا العلم في العام 1960، ويدرس هذا العلم كيفية تفكير الناس وتعلّمهم وتذكّرهم.
- علم النفس المقارن: هو العلم الذي يُعنى بدراسة السلوك الحيواني ومقارنته بالسلوك البشري بهدف فهم أشمل وأعمق لعلم النفس البشرية، ومن أول الباحثين في هذا العلم العالم تشارلز داروين وجورج رومانيس.
- علم النفس الإرشادي: وهو واحد من أكبر فروع علم النفس الفردية، ويعمل هذا العلم على معالجة المرضى الذين يعانون من الأعراض النفسية، وتقول جمعية علم النفس الاستشاري بأن هذا المجال يُمكن أن يحسّن من أداء الأشخاص طوال حياتهم، وذلك من خلال تحسين الصحة الاجتماعية والعاطفية لديهم وحل مشكلاتهم المتعلقة بالعمل والأسرة والصحة وغيرها.
- علم النفس عبر الثقافات: وهو العلم الذي يبحث في كيفية تأثير العوامل الثقافية على السلوك البشري، إذ تأسست الرابطة الدولية لعلم النفس عبر الثقافات في 1972 للميلاد، واستمر هذا العلم في التطور منذ نشأتهُ حتى يومنا هذا، واليوم يدرسُ العديد من علماء النفس كيف يختلف السلوك البشري بين مختلف الثقافات في جميع أنحاء العالم.
- علم النفس التنموي: يبحث هذا العلم في كيفية تغيّر الناس ونموهم طوال فترة حياتهم، والهدف من هذا العلم هو الوصول إلى فهم تغير الناس في كل فترة من فترات حياتهم، وشرح كيف يكون هذا التغير ولماذا، ومن الأشياء التي يدرسها علماء النفس التنموي النمو البدني، والتغيرات العاطفية، والنمو الاجتماعي، والتغيرات الإدراكية التي تحدث للأفراد طوال فترة عمرهم، وينحصر عمل هؤلاء المختصين النفسيين في مجالات نمو الرضع أو الأطفال، أو المراهقين، أو المسنين، في حين يدرس جزء منهم أسباب تأخر النمو وآثاره، ويشمل هذا المجال أيضًا عدة مواضيع أخرى من تطور الإنسان قبل الولادة إلى وصوله في بعض الأحيان لمرض ألزهايمر.
- علم النفس التربوي: وهو العلم المختص بالمدارس، وتدريس علم النفس، والقضايا التعليمية، واهتمامات الطلاب، ويدرس علماء النفس التربويون كيفية تعلّم الطلاب، أو قد يعملون مباشرةً مع الطلاب وأولياء الأمور ومع الكادر التعليمي لتحسين أداء الطلاب، ويدرسون أيضًا مواضيع أخرى مثل الإعاقات التعليمية والمواهب والاختلافات الفردية.
- علم النفس التجريبي: وهو العلم الذي يستعمل الأساليب العلمية لدراسة الدماغ والسلوك، ويهدف علماء النفس التجريبي إلى ابتكار أساليب جديدة للبحث العلمي.
- علم النفس الشرعي: ويتخصص هذا العلم بالقضايا التي تتعلق بعلم النفس والقانون في الوقت نفسه، ويعمل مختصو علم النفس الشرعي على تطبيق المبادئ النفسية على القضايا القانونية، وقد يكون ذلك من خلال دراسة السلوك الإجرامي والعلاج للأشخاص، أو قد يكون عملهم مباشرةً في المحاكم، وتجدر الإشارة إلى أن واجبات علماء النفس الشرعيين كثيرة، ومنها تقديم شهاداتهم في بعض المسائل القضائية، وتشخيص الأطفال المُشتبه بالاعتداء عليهم، وتقييم الكفاءة العقلية للمشتبه فيهم بقضايا جنائية.
- علم النفس الصحي: وهو العلم الذي يبحث في كيفية تأثير السلوك والعوامل الاجتماعية على صحة الإنسان، ويعمل هذا العلم على تعزيز الصحة وتحسينها والوقاية من الأمراض وعلاجها، وليس فقط تعزيز السلوكيات الصحية، فغالبًا ما يُعالج علماء النفس الصحي مشكلات صحية مثل الوصول إلى الوزن المثالي، والإقلاع عن التدخين، والتغذية السليمة.
- علم النفس الصناعي: وهو علم يطبق المبادئ النفسية في البحث بقضايا العمل مثل الإنتاجية والسلوك، فيعمل هذا العلم على تحسين الإنتاجية والكفاءة في مكان العمل.
- علم نفس الشخصية: ويركز هذا العلم على دراسة أنماط التفكير، والمشاعر، والسوكيات التي تجعل كل فرد مميز بشخصيته، ويدرس هذا العلم تأثير العوامل المختلفة مثل الوراثة والتجارب الاجتماعية على كيفية تطور شخصية الفرد.
- علم النفس المدرسي: وهو العلم الذي يُمارس في المدارس لمساعدة الأطفال على التعامل مع القضايا التعليمية والعاطفية والاجتماعية، ويتعاون علماء النفس المدرسي مع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين لتوفير بيئة تعليمية صحية، وغالبًا ما يكون عملهم في المدارس الابتدائية والثانوية، ويعمل الجزء الآخر في العيادات الخاصة، والمستشفيات، والجامعات.
- علم النفس الاجتماعي: ويدرس هذا العلم كيفية فهم السلوك الاجتماعي، مثل التفاعلات الاجتماعية، والتواصل غير اللفظي، والعدوان، والتأثيرات الاجتماعية على صنع القرار.
- علم النفس الرياضي: وهو العلم الذي يبحث في كيفية تأثير علم النفس على الرياضة، وعلى الأداء الرياضي، ويعمل بعض علماء النفس مع رياضيين محترفين ومدربين لتحسين الأداء الرياضي.
أخلاقيات علم النفس
تعد الأخلاق من القيم المهنية الأساسية لمهنة علم النفس، وتشمل المبادئ الأخلاقية كل العاملين في مجال مهنة علم النفس على اختلاف اختصاصاتهم، وتوفر المبادئ الأخلاقية لعلماء النفس بعض القواعد والسلوكات المشتركة بينهم سواء كانت أعمالهم مهنية أو علمية، وذلك بهدف رعاية الأفراد والحفاظ على حقوقهم، وذلك منذ اللقاء الأول إلى العملية النهائية للعلاج، وتوجد عدة قوانين تنظّم عمل الأشخاص العاملين في مجال علم النفس، وتُغطي هذه القوانين المشكلات الأخلاقية على وجه التحديد، وعلى المختص النفسيّ الالتزام بقوانين السلوك وقواعده ليحافظ على عمله.[٤]
المراجع
- ↑ Saul McLeod , "What is Psychology?"، simplypsychology, Retrieved 2019-11-11. Edited.
- ↑ "Brief History of Psychology", personal, Retrieved 2019-11-11. Edited.
- ↑ Kendra Cherry, "The Major Branches of Psychology"، verywellmind, Retrieved 2019-11-11. Edited.
- ↑ , " Ethics of Psychology"، efpa, Retrieved 2019-11-11. Edited.