محتويات
مفهوم الثقافة التنظيمية
هي مجموعة من القيم والمعتقدات والسلوكيات والممارسات التي توجه مسار الأفراد داخل المنظمات أو المؤسسات، وتُشكل إطارًا متكاملًا لهم، ولها درجة تأثير عليهم وعلى المجتمعات، بحيث تقوم المنظمات بنشر معاييرها ومعتقداتها وقيمها بين الأفراد ليتمكنوا من التكيف مع المؤثرات الداخلية والخارجية، ويفكروا بطريقة لخدمة أهداف المنظمة الرسمية، ولذلك كل منظمة تمتلك ثقافة خاصة بها، وتتصف بأنّها ذات ثقافة إيجابية أو ثقافة سلبية بناءً على القيم والمعتقدات والمعايير التي تمتلكها وإلى ماذا تهدف، فإذا كانت منظمة ذات ثقافة عظيمة أو جيدة، فهذا يعني أنَّها تمتلك سمات إيجابية ساعدت أفرادها إلى تحسين أدائهم ووصول المنظمة إلى ما هي عليه[١].
ما أنواع الثقافة التنظيمية؟
هناك عدة أنواع للثقافة التنظيمية، وهي كما يلي[٢]:
- الثقافة القوية، وهي الثقافة التي تحتوي على قيم قوية مشتركة بين الأفراد العاملين في المنظمة، بحيث يتبعون ما تملي عليهم الإدارة اتباعًا تامًّا، فتحظى الثقافة بثقة وقبول تام من أفرادها.
- الثقافة الضعيفة، هي الثقافة التي يجد أفراد المنظمة صعوبة في التمسك بها واعتناقها وتحقيق أهداف المنظمة، لذلك لا تحظى الثقافة بثقة وقبول تام منهم، فيشعر بها الفرد بعزلة عن الثقافة والمجتمع المحيط به، مما يجبر الإدارة على الاهتمام بالقوانين والوثائق الرسمية وتوجيه الأفراد مما يقلل الإنتاجية والرضا لدى العاملين.
- الثقافة المثالية، وأصلها يعود إلى الأمريكي فريدريك تايلور، وهي من أفضل أنواع الثقافات التي تضمن النجاح للمنظمات، ويقوم مبدأها على إيجاد أحسن طريقة مثالية لأداء مهمة معينة وفقًا لضوابط معينة، أي البحث عن الطريقة المثلى لتحسين الأداء.
- الثقافة التكيفية أو الموقفية، وهي الثقافة التي تتكيف مع الظروف البيئية المختلفة والظروف التي تمر بها المنظمة، بحيث يتم اختبارها وفقًا لما تمر به المنظمة.
تعرفي على عناصر الثقافة التنظيمية الناجحة
تتكون الثقافة التنظيمية من عدة عناصر؛ وهي كما يأتي[٣]:
- القيم التنظيمية، وهي القيم التي توجه سلوك الأفراد في المنظمة وتحدد مسارهم ضمن بيئات تنظيمية مختلفة، مثل قيم التعاون والمشاركة والعمل بروح الفريق وغيرها.
- المعتقدات التنظيمية، وهي الأفكار والأنماط المشتركة التي تحكم طريقة تفكير الأفراد نحو تحديد كيفية التعامل مع المشكلات، وتحقيق الأهداف وإنجاز المهام.
- الأعراف التنظيمية، وهي المعايير التي تفرض على العاملين في المنظمة الالتزام بها، ومن المهم جدًّا الالتزام بها مثل عدم توظيف الابن أو الأب في المنظمة نفسها.
- التوقعات التنظيمية، وهي التوقعات التي تتوقعها أو تحددها المنظمة، أو يُحددها الفرد خلال فترة عمله في المنظمة.
وظائف الثقافة التنظيمية, وأهميتها
إنَّ للثقافة التنظيمية عدة وظائف تنفذها داخل المنظمة، وهي كما يلي[٣]:
- بيان وتوضيح الاختلافات بين المنظمة والمنظمات الأخرى.
- تعزيز الشعور بالهوية التنظيمية لدى أفراد المنظمة.
- مساعدة الأفراد العاملين في المنظمة على التمسك بالالتزام الوظيفي.
- توفير معايير مناسبة يتبعها الأفراد لتحقيق أهدافها بسهولة وزيادة تماسكها.
- هي آلية منطقية للتحكم، من خلال إرشاد الأفراد وتشكيل مسارات معينة وتوجيههم إلى اتباعها.
8 خطوات لبناء ثقافة تنظيمية عالية الأداء
لإنشاء ثقافة تنظيمية عالية الأداء يجب تطوير ووضع خطة ذات أهداف واضحة وهادفة للعمل على إنجازها، لذلك نعرض فيما يلي 8 خطوات لبناء ثقافة تنظيمية عالية الأداء[٤]:
- تقدير الأفراد المتفوقين: مشاركة جميع أفراد المنظمة بإنجازاتهم ومساهماتهم التي قدموها، فمعرفة كل فرد بمساهمات الآخرين تُساعده على إدراك مكانته وأنَّه جزء مهم من الكل، كما يجب على المنظمة تقدير أفرادها فهو أمر له تأثير إيجابي وكبير على الثقافة التنظيمية، فكثير من الأفراد لا يشعرون بالتقدير من قبل مرؤوسيهم، فالتقدير يُساعد في تحسين الإنتاج وتشجيع الأفراد وتحسين مقاييس المنظمة، إضافة إلى أهمية الاعتراف النقدي تجاه الأفراد بشكل مستمر وبانتظام، فهذا يُمكِّن الأفراد من معرفة النقاط التي يجب عليهم تحسينها والتطلع إلى تقديرهم.
- تشجيع الأفراد على إبداء رأيهم: إنَّه لأمر ضروري أن تشجع الثقافة التنظيمية أفرادها على إبداء رأيهم، فمنعهم من ذلك سيحبط من عزيمتهم ويقلل من إنتاجهم ويؤدي إلى خسارة كبيرة للمنظمة من ناحية الإيرادات، وذلك من خلال عمل استطلاعات رأي لجمع تعليقات وآراء الأفراد وتحليل النتائج والاستجابة لها لتقوية الثقافة ومقاييس المنظمة.
- تطبيق قادة الأفراد ومدرائهم الثقافة ونشرها: إنَّ نجاح الثقافة التنظيمية وتطبيقها يكمن في أيدي القادة والمدراء، لذلك يجب على المدراء إعطاء الأولوية للقيم المهمة، ومناقشتها بصراحة ووضوح وشفافية وتقديم أمثلة عليها وتطبيقها أمام أفراد المنظمة بحيث تحاكي سلوكياتهم، ولا يظن الأفراد أنَّ هناك تنافر بين السلوكيات والقيم، فهم يأخذون مدراءهم قدوة ويحذون حذوهم.
- التزام مالك المنظمة بقيم منظمته: يجب على مالك المنظمة أن يعيش بقيم منظمته ويدمجها في كل جوانب حياته، بحيث يُضمِّن هذه القيم حتى في مبادراته التطوعية خارج منظمته، وبذلك يدرك الأفراد والقادة بأنَّ المنظمة تطبق قيمها كل يوم، وبذلك يوضح لهم مالكها بأنَّ القيم ليست مجرد كلمات ويحفزهم ذلك على بناء الثقافة التي يريدها مالكها.
- تكوين روابط قوية بين أفراد المنظمة: يجب تكوين اتصالات بين أفراد المنظمة وإنشاء روابط قوية بينهم، وتشجيعهم على التعاون والمشاركة ليتمكنوا من التعامل مع الشدائد بسهولة، وذلك من خلال البحث في الجوانب والاهتمامات المشتركة بين الأفراد وتشجيعها، وتسهيل التواصل بين الأفراد الذين يواجهون صعوبة في التواصل، لخلق طرق جديدة للتفاهم وتحسين التواصل وحل النزاعات.
- التركيز على تطوير أفراد المنظمة: التركيز على تعليم الأفراد وخاصة الذين يتعلمون باستمرار، وتطويرهم واستثمارهم من الأمور الضرورية لتشكيل ثقافة تنظيمية عظيمة، وذلك من خلال إعداد مبادرات تدريبية وتوجيهية لتكليف الأفراد بمسؤوليات جديدة، للإظهار لهم أنَّه تم استثمار قدراتهم المتطورة.
- الأخذ بعين الاعتبار الثقافة خلال عملية الإعداد: من الممكن عدم تطابق الثقافة مع منظور الأفراد نتيجة خلافات داخلية، لذلك يجب على المنظمة تعزيز القيم خلال عملية الإعداد وما بعدها وتدريسها للأفراد ومشاركة القيم معهم مسبقًا، وبناء علاقات اجتماعية بحيث تتشكل لدى الأفراد البصيرة لفهم القيم والثقافة.
- إضفاء الطابع الشخصي على تجربة الموظف: يجب معاملة الأفراد كمعاملة العملاء لتحفيزهم والاستفادة من تجاربهم الشخصية، وإجراء استطلاعات للرأي والاطلاع على مسيرة رحلتهم في العمل، لاكتشاف ما يقدرونه وكيف تبدو الثقافة المثالية.
- ↑ ابراهيم عبدالقادر محمد، قياس أثر عوامل الثقافة التنظيمية وإدارة المعرفة في الميزة التنافسية، صفحة 13-15. بتصرّف.
- ↑ إلياس سالم، تأثير الثقافة التنظيمية على أداء الموارد البشرية، صفحة 21-23. بتصرّف.
- ^ أ ب ابراهيم عبدالقادر محمد، قياس أثر عوامل الثقافة التنظيمية وإدارة المعرفة في الميزة التنافسية، صفحة 19-20. بتصرّف.
- ↑ Kellie Wong (20/8/2020), "Organizational Culture: Definition, Importance, and Development", achievers, Retrieved 3/4/2021. Edited.