أضرار أكل لحم الخنزير على صحة الإنسان

أضرار أكل لحم الخنزير على صحة الإنسان

يُعدّ الخنزير من الحيوانات التي تتغذّى على الفضلات والأوساخ والديدان وغيرها من السموم والطفيليات التي قد تُخزّن لاحقًا في أنسجتها الدهنية وتنتقل إلى الإنسان عند تناولها^[١]، ومع أن لحم الخنزير هو أكثر اللحوم استهلاكًا عالميًا إلّا أن ذلك لا ينفي كونه ضارًا على الصحة، وهنا نذكر بعض هذه الأضرار^[٢][٣]:

التهاب الكبد هـ

تُعدّ منتجات الخنزير خاصةً لحم الكبد المصدر الأساسي لعدوى التهاب الكبد هـ في الدول المتقدمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة المعروفة بالاستهلاك الكبير لهذه المنتجات من لحم الكبد واللحم المقدد ونقانق الخنزير وغيرها، وعند الإصابة بالالتهاب لا يشكو معظم المصابين من أي أعراض، لكن في بعض الحالات تعاني النساء الحوامل من مخاطر كبيرة قد تصل لوفاة الأم والجنين، وأحيانًا الإصابة بالتهاب الكبد الخاطف (وهو فشل الكبد المفاجئ والذي يحصل بسرعة كبيرة قد تصل لأسابيع وحتى أيام^[٤])، وفي حالاتٍ نادرةٍ يؤدي التهاب الكبد هـ لمشكلاتٍ عصبيةٍٍ، مثل الضمور العصبي العضلي ومتلازمة غيلان باريه، أو مشاكل ارتفاع ضغط الدم، وأحيانًا التهاب عضلة القلب، أو التهاب البنكرياس الحاد وغيرها من المضاعفات، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة هم الأكثر عرضةً للإصابة بمضاعفات التهاب الكبد هـ بما في ذلك الأشخاص الذين يتلقّون علاجات مثبطة للمناعة نتيجة الخضوع لعمليات زراعة الأعضاء، أو الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

التصلب اللويحي

التصلب اللويحي أو التصلب المتعدد هو مرض يهاجم فيه الجهاز المناعي الغلاف المحيط بالألياف العصبية مما يؤدي لمشاكل بالاتصال بين الدماغ والجسم^[٥]، وبالرغم من أن العلماء وجدوا ارتباطًا وثيقًا بين الإصابة بهذا المرض واستهلاك الأشخاص المصابين للحم الخنزير، لكنّ هذا الاستنتاج يحتاج للمزيد من الدراسة ولا يكفي للجزم أن أحدهما يسبب الآخر.

أمراض الكبد

يرتبط استهلاك منتجات الخنزير بالإصابة بأمراض الكبد، خاصةً سرطان الكبد والتليّف، كما أنّ لحم الخنزير المعالج أحد أكثر الأطعمة احتواءً على مركبات النتريت والنترات إضافةً لنيتروزامين الذي يسبب سرطان الكبد وأمراض الكبد المزمنة، وبالرغم من أنّ الدراسات لا تزال غير كافية لإثبات ارتباط استهلاك الخنزير بالإصابة بأمراض الكبد المزمنة والسرطان، إلّا أنه مهم للتأكيد على خطورة اللحوم المعالجة بما في ذلك النقانق واللحم المقدد وتلك التي تحتوي على النيتروزامين أو نترات الصوديوم أو نترات البوتاسيوم.

عدوى اليرسينيا

هي عدوى بكتيرية تنتقل للبشر عند تناول لحم الخنزير غير المطهو جيدًا، والتي تتسبب بوفاة 35 شخصًا وما يقارب 117,000 حالة تسمم سنويًا في الولايات المتحدة فقط، ويعاني المصابون من أعراضٍ شديدة وقاسية تتمثّل بالحمّى والإسهال الدموي والقيء، وعلى المدى البعيد يكونون معرضين لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل التفاعلي ومشاكل المفاصل المزمنة، كما يمكن أن تؤدي عدوى اليرسينيا لمشاكل عصبية أو خراجات الكبد المتعددة، والتي تؤدي للوفاة خاصةً لدى الأشخاص المصابين بداء ترسب الأصباغ الدموية الوراثي وهو مرض يحصل لدى المصابين فيه امتصاص الجسم لكميات كبيرة من الحديد من الطعام وتخزينها في الأعضاء خاصةً الكبد والبنكرياس والقلب^[٦].

الطفيليات

يحتوي لحم الخنزير ودهونه على العديد من الطفيليات المسببة للمرض، والتي تنتقل للإنسان عند تناول اللحوم غير المطهوة، وأشهرها الديدان الشريطية (بالإنجليزية: Tapeworms)، وهي طفيليات معوية لا تُسبب أضرارًا على الأغلب، ولكن يمكنها نادرًا التسبب بداء الكيسات المذنبة الدماغي (بالإنجليزية: Cysticercosis)، والذي يؤدي للصرع، كما يمكن لتناول الخنزير النيء أو غير المطهو جيدًا أن ينقل يرقات الديدان الأسطوانية (بالإنجليزية: Roundworms)، والتي تنمو داخل الأمعاء مُسببةً داء الشعرينات (بالإنجليزية: Trichinosis)، والتي لا تملك أعراضًا واضحةً، لكنّها يمكن أن تتطوّر لتنتقل داخل الجسم، وأحيانًا قد تسبّب بالوفاة خاصةً لدى كبار السن، كما تُعدّ الخنازير حاملةً للعديد من الفيروسات ومسببات الأمراض، مثل فيروس نيباه، وما يعرف بمرض الخنزير ذو الأذن الزرقاء وغيرها من الأمراض الخطيرة^[٧][٨].

مقاومة المضادات الحيوية

يلجأ العاملون في مزارع تربية الخنازير للمضادات الحيوية لعلاج الجراثيم، ونتيجة الاستخدام المفرط والخاطئ، فإنّ الجراثيم تُطوّر من مناعتها حتى ظهر ما يعرف بالجراثيم الخارقة لدى البشر، والتي لا يمكن قتلها وإضعافها باستخدام المضادات الحيوية، وقد اكتشف باحثون هذا النوع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في مزارع الخنازير في كلٍّ من الولايات المتحدة والصين.

إنفلونزا الخنازير

تنتقل إنفلونزا الخنازير عبر الاتصال المباشر بين الإنسان والخنازير المريضة، ويمكن أن تنتقل لاحقًا بين البشر كما يمكن للبشر نقل العدوى للخنازير، ومن الممكن إصابة العاملين بمزارع الخنازير أو الأشخاص القريبين جسديًا من الخنازير المصابة لكن من غير المثبت انتقالها عند تناول لحومها المطهوة بدرجات حرارة مناسبة.

الفرق بين لحم الخنزير ولحم البقر

يحتوي لحم البقر على عناصر غذائية مهمة فهو مصدر غني بالبروتينات والمعادن كالحديد والزنك، ويمكن اختيار قطعة مناسبة تحتوي على دهون أقل لتجنب ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، كما يحتوي اللحم البقري على جميع الأحماض الأمينية التي يحتاجها جسم الإنسان للحفاظ على الصحة وتعزيز النشاط البدني^[٩]، ولا يمتلك لحم البقر أفضليةً غذائيةً على لحم الخنزير عدا كونه أغنى بمعدنيّ الحديد والزنك، ولأنّ الخنزير مُحرّم لدى المسلمين واليهود وأتباع بعض المذاهب والديانات الأخرى، يمكنهم تناول لحم البقر -وغيره من الماشية- والانتفاع منه والحصول على العناصر الغذائية المتنوعة^[١٠].

الفرق بين لحم الخنزير ولحم الدجاج

يحتوي لحم الخنزير - واللحوم الحمراء عامةً - على الدهون المشبعة الضارّة أكثر مقارنةً باللحوم البيضاء ومنها الدجاج، ويمكن لهذا النوع من الدهون التسبب بأمراض القلب التي تحصل نتيجة ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم^[١١]، أمّا عن الدجاج فهو مصدر غني بالبروتينات ومنخفض الدهون ومناسب للأنظمة الغذائية الصحية، كما أنه يحتوي على المعادن المهمة، كالحديد والزنك والسيلينيوم وفيتامين ب، ويجب التأكد من طبخ الدجاج جيدًا وحفظه في ظروف مناسبة لتجنب تلوثه بالبكتيريا وخاصةً السالمونيلا^[٩].

المراجع

1. ↑ Tehmina Virk, "The Problem With Pig – Why Can’t Muslims Eat Pork? ", islamfaith, Retrieved 6/1/2021. Edited.
2. ↑ Denise Minger (22/6/2017), " 4 Hidden Dangers of Pork", healthline, Retrieved 6/1/2021. Edited.
3. ↑ Dr. Josh Axe (31/10/2016), "Why You Should Avoid Pork ", draxe, Retrieved 10/1/2021. Edited.
4. ↑ "What Is Fulminant Hepatitis?", webmd, Retrieved 10/1/2021. Edited.
5. ↑ "Multiple sclerosis", mayoclinic, Retrieved 10/1/2021. Edited.
6. ↑ "Hemochromatosis", mayoclinic, Retrieved 10/1/2021. Edited.
7. ↑ "Trichinosis", mayoclinic, Retrieved 10/1/2021. Edited.
8. ↑ "Pork: Is It Good for You?", webmd, Retrieved 10/1/2021. Edited.
9. ^ ^{أ ب} Stephanie Barnes (17/7/2018), "Eating Meat for Weight Loss? These Are the Healthiest Cuts to Choose", healthline, Retrieved 10/1/2021. Edited.
10. ↑ "Pork vs Beef - Health impact and Nutrition Comparison", foodstruct, Retrieved 10/1/2021. Edited.
11. ↑ "Meat, Poultry, and Fish: Picking Healthy Proteins", heart, Retrieved 10/1/2021. Edited.