محتويات
توهم المرض
يعدّ توهم المرض رد فعل نفسي أكثر من ارتباطه بوجود مرض أو غيابه، إذ يعتقد المصاب أنّه يعاني من حالة مرضية حطيرة، أو مهددة للحياة عند ظهور أعراض خفيفة وبسيطة عليه، كما قد يستمر القلق على الرغم من عدم ظهور أي أعراض عليه، مما يسبب لديه خوف تجاه الأشخاص المصابين باضطرابات صحية، ويصبح غير مطمئن على الرغم من مراجعته للطبيب، ويتولد لديه خوف وهوس تجاه الإصابة بالأمراض، وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يكشف عن السبب الحقيق الكامن وراء هذا المرض، ولكنه ربط ببعض العوامل التي تزيد من فرصة إصابة الشخص به، وتتضمن التعرض لضغوطات الحياة اليومية، أو التعرض لاعتداء جسدي، أو جنسي، أو عاطفي خلال مرحلة الطفولة، أو التعرض للإهمال، أو الإصابة بأمراض في مرحلة الطفولة، أو الإصابة باضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب، أو الذُّهان، أو الاضطراب الوسواسي القهري، أو ظهور أعراض شديدة، والظن بأنّها أعراض لحالات مرضية تهدد الحياة، ومثال ذلك الإحساس بألم في الصدر والتعرض لمشاكل في الذاكرة[١].
علاج توهم المرض
يرتكز علاج توهم المرض على التخفيف من الأعراض، ومساعدة المصاب على آداء مهام الحياة طبيعيًا، ونذكر من هذه العلاجات ما يأتي:[٢]
العلاج النفسي
يعدّ العلاج المعرفي السلوكي أحد أنواع العلاج النفسي وأكثرها شيوعًا لعلاج توهم المرض، إذ لوحظ أنّها تساعد المصاب على التحكم بالمرض، ولها العديد من الفوائد التي تعود على المصاب بالنفع، وتتضمن ما يأتي[٢]:
- تعلم طرق آخرى للنظر حول أحاسيس الجسم، وذلك عبر تغيير الأفكار غير المفيدة.
- تجنب الفحص المتكرر للجسم، والبحث عن أعراض الأمراض خلاله.
- رفع مستوى الوعي لتعلم كيفية التحكم بمخاوف الإصابة بالأمراض.
- تعزيز أداء الأنشطة في المنزل، أو العمل، أو المدرسة، وكيفية التعامل مع البيئات الاجتماعية والعلاقات مع الآخرين.
- تعلم كيفية التعامل مع التوتر، والقلق.
- فحص احتمالية الإصابة باضطرابات نفسية آخرى كالاكتئاب، أو الاضطراب ثنائي القطب.
- تعلم كيفية التوقف عن تجنب مواجهة المواقف، وأداء الأنشطة المختلفة.
- الإستجابة إلى أعراض وأحاسيس الجسم بطريقة مختلفة.
علاج دوائي
يُلجأ إلى استخدام بعض الأدوية في حال عدم استجابة بعض الأشخاص للعلاج النفسي، كما يصبح المصاب أكثر عرضةً للاكتئاب، أو القلق، أو الذُّهان، وعندها يصف الطبيب مضادات الاكتئاب للتخلص من أعراض توهم المرض، إذ لاحظ الخبراء وجود تشابه بين توهم المرض والاضطراب الوسواس القهري، مما يشير إلى إمكانية استخدام أدوية الاضطراب الوسواس القهري لعلاج توهم المرض، ومثال على هذه الأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الاختيارية كالفلوكسيتين، أو مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين كالفنلافاكسين[٣].
العلاج المنزلي
يمكن اتباع بعض الخطوات التي تساهم في تحسين حالة توهم المرض، وتتضمن جملة من خطوات العناية الذاتية كما يأتي[٤]:
- الحد من شرب الكحول.
- تجنب البحث عن الأمراض التي يحتمل الإصابة بها، والاستعاضة عن ذلك بمراجعة الطبيب المختص.
- العمل جنبًا إلى جنب مع مقدمي الرعية الصحية لتنظيم أوقات مراجعة الطبيب، بالإضافة إلى تجنب أخذ نصائح من عدة أطباء، أو زيارة الطوارئ المتكررة مما يُصعّب تنسيق الرعاية للمصاب.
- ممارسة وتعلم تقنيات التحكم بالاجهاد، وتقنيات الإسترخاء للتخلص من القلق.
- المشاركة في الأنشطة المختلفة في المنزل، أو العمل.
- ممارسة نشاط بدني متدرج، إذ يساهم في التخفيف من القلق، وتحسين الأداء البدني.
أعراض توهم المرض
يمكن الاستدلال على إصابة الشخص بتوهم المرض عبر ظهور جملة من الأعراض، وتتضمن ما يأتي[٥]:
- الخوف من الإصابة باضطرابات صحية بسيطة، مثل سيلان الأنف، أو انتفاخ بسيط في العقد اللمفاوية، أو تقرحات صغيرة الحجم.
- الفحص المستمر لعلامات الإصابة بالأمراض.
- الخوف من وظائف الجسم الطبيعية، مثل التعرق، وضربات القلب، والإخراج، إذ يظن المصاب بأنّها عرض لحالة مرضية خطيرة.
- مراجعة الطبيب باستمرار.
- الشعور بعدم الراحة من نتائج الفحوصات على الرغم من عودتها بنتيجة سلبية، ويشعر بأنّ هذه الحالة لا يمكن كشفها وعلاجها بنجاح.
- تجنب المصاب للأطباء خوفًا من اكتشاف إصابته بحالة مرضية ما.
- تجنب أداء الأنشطة المختلفة، والتعامل مع الآخرين، والذهاب لبعض الأماكن ظنًا منه أنّها تزيد من فرصة إصابته بالأمراض.
- الحديث المستمر عن الاضطرابات الصحية، وعن حالته الصحية.
- التركيز على بعض الأمور التي تختلف بين المصابين، فبعضهم يركز على عضو محدد في الجسم كالرئة، أو يركز البعض الآخر على مرض معين كالسرطان، أو الخوف من الإصابة بمرض يليه مرض آخر.
- البحث المستمر في الإنترنت عن أعراض مختلفة لعدة أمراض.
مضاعفات توهم المرض
قد يتسبب توهم المرض في تعرض الشخص لبعض المضاعفات التي قد ترتبط بحالات مرضية أخرى، أو بمشاكل في الحياة اليومية، ومن هذه المضاعفات كما يأتي[٤]:
- مشاكل عائلية ناجمة عن القلق الشديد لدى المصاب الذي يحبط أفراد العائلة.
- مشاكل مالية ناجمة عن زيارة دور الرعاية الصحية، ودفع الفواتير الطبية.
- الإصابة باضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب، أو اضطرابات شخصية، أو اضطراب الأعراض الجسدية.
- مواجهة مشاكل في العمل، وقد تصل إلى الإحساس بالعجز.
- مواجهة مشاكل في أداء المهام في العمل.
المراجع
- ↑ "Illness Anxiety Disorder: Beyond Hypochondriasis", my.clevelandclinic.org,25-7-2015، Retrieved 20-8-2019. Edited.
- ^ أ ب Erica Cirino (20-10-2017), "Health Anxiety (Hypochondria)"، www.healthline.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.
- ↑ "Hypochondriasis", www.drugs.com,10-9-2018، Retrieved 20-8-2019. Edited.
- ^ أ ب "Illness anxiety disorder", www.mayoclinic.org,6-6-2018، Retrieved 20-8-2019. Edited.
- ↑ Christian Nordqvist (24-7-2017), "Hypochondria: What is illness anxiety disorder?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-8-2019. Edited.