لم يفت الأوان على مساعدة طفلك المتأخر دراسيًا!

لم يفت الأوان على مساعدة طفلك المتأخر دراسيًا!

ما هي أسباب التأخر الدراسي لطفلكِ؟

التأخر الدراسي لطفلك في المدرسة يعود لأسباب كثيرة، وتختلف من طفل لآخر، ومنها: قلة النوم، فالنوم غير الكافي مضرّ، وخاصة للأطفال، وقد أكّدت إحدى الدراسات أنّ الحرمان من النوم لمدة ساعة واحدة كلّ ليلة يُمكن أن يخفض معدل الذكاء عند الشباب، لذا نظّمي نوم طفلكِ ليحصل على 11 ساعة نوم إن كان عمره 5 سنوات، و9 ساعاتٍ إن كان مراهقًا، وكذلك سوء التغذية، إذ يحتاج طفلكِ إلى العناصر الغذائية المناسبة لنموه، وتطور دماغه، واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية، فالنشاط البدني يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ مما يزيد نشاطه وسلامته، بالإضافة إلى شعور طفلكِ بالملل من الحصص الدراسية، أو إيجاد صعوبة في فهمها لأنها تَفوق قدراته، وقد يعاني بعض الأطفال من صعوبات التعلم غير المشخصة، مثل التوحد أو صعوبات القراءة، كما يعدُّ تنمر الزملاء وتعنيفهم سببًا في التأخر، كذلك المشكلات العائلية مثل فقدان المقربين، أو الطلاق، والمشكلات النفسية مثل: الاكتئاب أو القلق، وقد يكون الكسل هو السبب، وهو أكثر الأسباب شيوعًا وأسهلها علاجًا[١].


خطوات فعالة لمساعدة طفلكِ المتأخر دراسيًّا

إليكِ بعض الخطوات الفعالة لمساعدة طفلكِ المتأخر دراسيًّا[٢][٣]:


الاستعانة بالطبيب المختص

تحدّثي مع طبيب الأطفال عن مشكلات طفلكِ الدراسيّة، فقد يكون التأخّر بسبب مشكلات معقدة تحتاج إلى علاج، مثل الصعوبات السلوكية والنفسية والتعليمية، والتي سببها تعرض الطفل للظروف الاجتماعية الصعبة، أو المرض والمشكلات الصحية المزمنة، والتزمي بالفحص الطبي السنوي لطفلكِ، ليتابع الطبيب نمو طفلكِ في مراحل عمره المختلفة، ويقيّم نموه الأكاديمي، وعليكِ استشارة الطبيب حول استعداد طفلكِ للمدرسة، والمشكلات المتعلقة بسلوكه أو بنومه أو أكله أو مخاوف الصحة العقلية، وسيجري الطبيب بعض الفحوصات الأوليّة، ثم يحوّل طفلكِ لطبيب آخر مختص بحالته، ليكتشف ما إن كان يعاني من الاضطرابات العصبية النمائية واللغوية، وصعوبات التعلم، والإعاقات الذهنية، ومشكلات الصحة النفسية، وأسباب التوتر، مثل الطبيب المختص بسلوك الأطفال، والطبيب النفسي، وطبيب الأعصاب، ومختص أمراض النطق واللغة، والمعالجين الفيزيائيين للأطفال، لتحددي مشكلة طفلكِ، وتساعديه وتدعميه، إذ يمكن لبعض الأمراض إذا لم يسيطر عليها أن تؤثر على المستوى الدراسي والغياب عن المدرسة، مثل: الربو، ومرض السكري من النوع الأول.


التعاون بين العائلة والمدرسة

يمكنكِ طلب المساعدة من المدرسة، بطلب برنامج التعليم الفردي المناسب لطفلكِ، حسب توصيات الطبيب المختص، وتوضيح الأهداف الدراسية لطفلكِ والخدمات والدعم الإضافي الذي ستقدمه المدرسة، ويجب العمل كفريق جماعي متفاعل مؤلف من الأسرة والمدرسة ومقدمي الرعاية الصحيّة، وأنتِ وطفلكِ مركز ذلك الفريق، ويجب أن تصارحي مختصي الرعاية بتفاصيل حالة طفلكِ، كما أن الهيئات التعليمية الحكومية تقدم الدعم لبرامج التعليم لكثير من حالات التأخر، مثل: صعوبات التعلم، واضطرابات النطق أو اللغة، والأمراض الصحيّة، واضطراب التوحد، والإعاقة الذهنية، وتأخر النمو، وضعف السمع والعظام، وأمراض الدماغ، وعليكِ التحلي بالصبر فتعليم طفلك مهمة طويلة وصعبة، كالتحضير للاختبارات، ومذاكرة الدروس، ليتمكن طفلك من النجاح، وعليكِ مشاركته في اتخاذ القرارات، إذ سينمّي ذلك ثقته بنفسه التي قد تزعزعت بسبب تأخره الدراسي.


التعامل الإيجابي مع الطفل

راقبي سلوك طفلكِ لتدركي نقاط ضعفه وقوته، مثل الأخطاء المتكررة في اختبار الإملاء أو الرياضيات، وسجّلي ملاحظاتكِ لتأخذيها بعين الاعتبار عند المذاكرة للاختبارات، وراقبي سلوكه، إن كان مجهدًا، أو يشعر بالملل، لتتعاملي مع المشكلة بطريقة صحيحة، وتعرّفي على المهارات المطلوب من طفلكِ إتقانها في مرحلته العمرية، وراقبي تطوّره ونموّه مقارنة بأقرانه، وامنحيه مزيدًا من الوقت والجهد لإتقان المهارات الجديدة، فربما يحتاج وقتًا أطول من الآخرين، واسألي المعلم عن ملاحظاته حول سلوك طفلكِ واستجابته في الصف، فقد يستطيع إرشادك لطرق تساعد طفلكِ على اللّحاق بمستوى باقي زملائه، وأخبري المرشد الصحي إن كان طفلكِ يُعاني من ضعف البصر أو السمع ليسهّلوا عمليّة تلقيه المعلومات، وطمئني طفلكِ بأن الأمور دائمًا تحت السيطرة، حتى لو حصل على درجات منخفضة، عليكِ أن توضحي له أن كلّ إنسان قد يعاني من مشكلة ما، وعليه ألَّا يخجل، وتكلّمي معه بعطف ولطف، واستعيني بخبير تربوي لتعرفي ما يجب فعله إذا قال طفلك: "أنا غبي"، وتحدثي بصراحة عن طفلكِ للآخرين، فقد تفيدكِ تجاربهم مع حالات مشابهة، وتواصلي مع الآباء الآخرين عند ذهابكِ لمراكز الرعاية لتستفيدي من خبراتهم، وقد يكون التأخر مؤقتًا وقد يكون دائمًا، لذا اطلبي من المدرسة أن تقيّم تحصيل طفلكِ الدراسي تقييمًا دوريًّا لتقارني نتائجه.


كيف تشجعين طفلكِ في المدرسة؟

إليك الخطوات التالية لتشجعي طفلكِ على الدراسة[٤][٥]:

  • شاركي طفلكِ حياته الدراسية، ليلتزم بما يُطلب منه، مثل أداء الواجبات، وأخبريه أنّكِ مستعدّة للإجابة عن أسئلته، واسأليه يوميًّا عن الأشياء التي تعلّمها في المدرسة.
  • أظهري لطفلكِ اهتمامكِ بدراسته، وأن مدرسته جميلة وممتعة، خاصة إن كان طفلك صغيرًا، فالصغار يتحمّسون جدًّا لما يثير حماستكِ، بينما ينزعج المراهقون من الأسئلة الكثيرة، لذا شاركي معه تفاصيل يومكِ ليبدو الحديث دردشة وليس استجوابًا.
  • امنحي طفلكِ متوسط العمر مساحة أكبر أثناء أداء الواجب المنزلي، ولا تجيبي عن كل الأسئلة وحدك.
  • عززي طفلكِ تعزيزًا معنويًّا مثل المديح والعناق، ولا تبالغي في التعزيز المادي، فالمكافآت المعنوية تنمي لديه الاعتياد على الشعور بالرضا عن نفسه، ويمكنكِ بين الحين والآخر منحه قطعة آيس كريم أو قطعة حلوى، وامنحي طفلكِ فترات استراحة أثناء المذاكرة كمكافآت مقابل الانتهاء من كل واجب.
  • كافئي طفلكِ على جهده لا على نتيجته، ليتأكّد أنّ العمل الجاد هو ما يستحق التقدير، وسيدفعه ذلك للمحاولة دائمًا حتى لو كانت المهمات صعبة.
  • ساعدي طفلكِ في الدراسة سواء أطلب منك ذلك أم لم يطلب، ونظّمي له جدولًا لأداء واجباته ومراجعة دروسه، ولا تتيحي له اللعب بجهاز الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون أو الأجهزة الإلكترونية وسائر المشتتات إلا بعد الانتهاء من الواجبات، وقرري بالضبط عدد الساعات المناسبة يوميًّا للدراسة، فتكريس ساعة ونصف مثلًا للمذاكرة في جو هادئ سيطوّر من إمكاناته وسيعتاد الالتزام.
  • اختاري لطفلكِ مكانًا هادئًا ومريحًا للدراسة وقريبًا منكِ، حتى لا يملّ ويمكنه الإحساس بوجودك وهو يؤدي واجباته، وعلّقي له لوحًا أبيض كبيرًا واكتبي عليه الواجبات اللازم حلّها يوميًّا.
  • يمكنكِ الاستعانة بمعلم خاص لدرّس طفلكِ في المنزل إن كانت ميزانيتكِ تسمح لكِ بذلك.
  • كوني لطيفة ولكن حازمة مع طفلكِ، فلا تبالغي في السيطرة والعقاب، ولا تكوني سلبية، ولا تتذمري من أخطائه في الدراسة، ولا تعامليه حسب درجاته، إذ يشعره ذلك بالإحباط.
  • شجّعي طفلكِ على إنشاء صداقات وممارسة الأنشطة المدرسية والانضمام للعمل التطوعي والمناسبات العائلية، ليحقق توازنًا في شخصيته، وشاركي في أنشطة المدرسة بحضوركِ وتفاعلكِ.
  • لا تستبقي الأحداث وتحكمي على مستقبل طفلكِ بالفشل فقط لأنه يهتم للعب مع أصدقائه، أو اللعب بألعاب الفيديو، بل ركزي على الصفات الإيجابية لطفلكِ، وساعديه في اكتشاف نقاط القوة في شخصيته، فقد يكون مفيدًا في المهارات اليدوية، وقد يكون له مستقبل ناجح، فالنجاح ليس للأكاديميين فقط.


المراجع

  1. educationquizzes team, "Why do some Children Fall Behind at School?"، educationquizzes, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  2. healthychildren staff, "What to Do If Your Child is Falling Behind in School"، healthychildren, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  3. The Understood Team, "My Child Is Falling Behind in School. Now What?"، understood, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  4. Danielle Cohen, "How to Help Your Child Get Motivated in School"، childmind, Retrieved 8-7-2020. Edited.
  5. education team, "10 Ways to Motivate Your Child to Do Better in School"، education, Retrieved 8-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :