محتويات
الشاعر إبراهيم طوقان
هو الشاعر الفلسطيني إبراهيم عبد الفتاح طوقان، نشأ وترعرع في كنفِ بيئةٍ ثقافية وأدبية بحتة، فخرّجت هذه البيئة كلًّا من الشاعر إبراهيم طوقان وشقيقته شاعرة فلسطين فدوى طوقان ورئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية في مطلع السبعينيات أحمد طوقان، ويُذكر بأنّ الشاعر قد عُرف بأنه من أبرز شعراء النضال العربي والفلسطيني ضد الاحتلال الأجنبي للأراضي العربية، وقد نظم الكثير من القصائد والأبيات الشعرية حول ذلك.[١]
حياة الشاعر إبراهيم طوقان
رأى الشاعر إبراهيم طوقان النور في ربوعِ مدينة نابلس الفلسطينية سنة 1905م، وقد ولد لدى أسرة ثرية جدًّا مالًا وثقافةً، وانضم إلى طلبة المدرسة الرشيدية في مسقط رأسه ليتلقى الدراسة الابتدائية، ويذكر بأنّها كانت تتبع أسلوبًا تعليميًّا مختلفًا تمامًا عما كان سائدًا في المدارس خلال فترة الحكم العثماني آنذاك، ويعزى الفضل في ذلك إلى وجود كوكبة من الأساتذة من خريجي الأزهر؛ إذ بزغ التأثر بنسبة كبيرة في مصر وما تشهده من نهضة أدبية وشعرية حديثة.
في عام 1919م التحق طوقان بمدرسة المطران في مدينة القدس، وأنهى هناك أربع سنوات من الدراسة، وكان من أبرز من ترك عظيم الأثر في نفس طوقان هو نخلة زريق، فكان صاحب بصمة واضحة في نفس إبراهيم طوقان من جانب اللغة والشعر القديم، وبعد الانتهاءِ من هذه المرحلة تمكن في عام 1923م من الالتحاقِ بطلبة الجامعة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت، واستمر على مقاعد الدراسة مدة ست سنوات متتالية ليحصل في عام 1929م على شهادة البكالوريوس في الآداب.[٢]
حياته الزوجية
عقد الشاعر إبراهيم طوقان قرانه على ابنة آل عبد الهادي، وأنجبت له من الأبناءِ كلًّا من عريب وجعفر، إلا أنّ المرض قد اشتد وزاد على الشاعر مما أورثه ثلاث عللٍ في جسده تسببت له بالوفاة، ويُذكر بأنّه قد توفي في ريعان شبابه عن عمرٍ يناهز 36 عامًا، وقد صادف ذلك في يوم الجمعة بتاريخ 2/5/21941م.
تشير المعلومات إلى أنّ شاعرة فلسطين فدوى طوقان كانت متأثرةً جدًا بانتقال شقيقها إلى جوار ربه، فخطت يداها كتابًا يتضمن تفاصيل حياته مستذكرةً في نهاية كتابها أنّ للشاعر إبراهيم طوقان مصحفًا خاصًا كان لا يفارقه أبدًا، وقد كان تحت وسادته حينما نزلت به الوفاة، وأكدت على أنّه عند وفاته كان قد بلغ سورة التوبة؛ بدلالة وجود ثنية عند هذه السورة الكريمة، وقالت بأنّه قبيل وفاته كان قد قرأ الآية الكريمة [٢]: "الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله، وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم" [٣]
حياته العملية
تعّين الشاعر إبراهيم طوقان مدرّسًا في مدرسة النجاح الوطنية في مسقط رأسه؛ إلا أنّ عمله هناك لم يستمر سوى عامًا واحد نظرًا لاندلاع الثورة في الأراضي الفلسطينية سنة 1929م، ويذكر بأنّه في تلك الفترة كان ينظم القصائد الحماسية والثائرة ضد الظلم والطغيان، ومن أبرزها الثلاثاء الحمراء؛ إذ ألقاها للمرةِ الأولى في فعاليات احتفالٍ أقامته مدرسة النجاح بعد انقضاءِ 10 أيامٍ فقط على إعدام المناضلين الشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير.
كما عمل طوقان أيضًا في الجامعة الأمريكية كمدرّس لمادة اللغة العربية في الفترة التاريخية ما بين 1931-1933م، وعاود أدراجه بعدها إلى فلسطين ليشغل وظيفة مدرس في إحدى مدارس القدس "المدرسة الرشيدية"، وتنحى عن التدريس نتيجة وعكة صحية اشتدت عليه؛ فأجرى عمليةً ناجحةً في معدته، وعاد إلى مسقط رأسه للعمل في دائرة البلدية لمدة عامين، وقدّم خلال تلك الفترة عددًا من القصائد الوطنية حول الأوضاع الفلسطينية الراهنة في تلك الفترة، وفي سنة 1936م ترأس العمل في القسم العربي بعد تأسيس إذاعة القدس، وكان المدير المشرف على البرامج العربية، وقد قاوم ببسالة كل من يحاول دثر اللغة العربية الفصحى وإحلال اللهجة العامية مكانها، وقد بدأ يدخل ضمن مخططات الاحتلال الصهيوني وحلفائهم، فوجهوا أصابع الاتهام إلى برامجه بأنها محرضة ومثيرة للفتن، فأُقيل من عمله سنة 1940م.[٤]
أعمال إبراهيم طوقان
ترك الشاعر الكبير إبراهيم طوقان قصائد شعرية كثيرة، ومن أبرز ما جاء منها [١]:
- قصيدة موطني.
- قصيدة الفدائي وحي الشباب.
- قصيدة وطني أنت لي والخصم راغم، التي لحنها الأخوان فليفل.
- الثلاثاء الحمراء.
يشار إلى أنّ شعر إبراهيم طوقان كان يتسم بالوطنيةِ الشديدة والرفض للاحتلال الإنجليزي للبلاد، وقد طغى أيضًا على شعره الحكمة والحماسة، وكان شديد الحرص على كشف الستار عن الكثير من الخفايا من خلال قصائده الشعرية، ومن أبرز ما كتبه الشاعر إبراهيم طوقان: أنتَ «كالاحتلال» زَهْوًًا وكِبْرًا …. أنتَ «كالانتداب» عُجْبًا وتِيها
أنتَ «كالهجرة» التي فرضوها …. ليس من حيلةٍ لقومكَ فيها
أنتَ أنكى من «بائع الأرضِ» عندي …. أنتَ «أعذارُه» التي يدّعيها
لكَ وجهٌ كأنه وجهُ «سِمْسا …. رٍ»، على شرط أن يكونَ وجيها
وجبينٌ مثلُ «الجريدةِ» لـمّا …. لم تجد كاتبًا عفيفًا نزيها
المراجع
- ^ أ ب عبد القادر زينو (15-10-2015)، "عن الشاعر إبراهيم طوقان"، ساسة بوست، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "إبراهيم طوقان في سطور"، مؤسسة القدس للثقافة والتراث، 2-5-2011، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة التوبة، آية: 20.
- ↑ أوس داوود يعقوب (4-9-2009)، "إبراهيم طوقان شاعر فلسطين الأول (1905- 1941)"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 4-4-2019. بتصرّف.