محتويات
قصيدة ريم على القاع
ريم على القــــــاع بين البان والعلم
- أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضــــاء بعيني جؤذر أسدًا
- يا ساكن القــاع، أدرك ســــاكن الأجم
لما رنا حدثتني النفــــــــــس قائلة
- يا ويح جنبك بالســــهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت الســــــهم في كبدي
- جرح الأحبـــة عندي غير ذي ألم
رزقت أسمح ما في الناس من خلق
- إذا رزقت التمــاس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه، والهـــوى قدر
- لو شفك الوجــــــد لم تعــــذل ولم تلم
لقد أنلتـــــــــــــك أذنًا غـــير واعية
- ورب منتصت والقـــــــلب في صــــــمم
يا ناعس الطرف، لا ذقت الهوى أبدًا
- أسـهرت مضناك في حفظ الهوى فنم[١].
قصيدة شكوت البين
ردت الروح على المضني معك
- أحســــــــن الأيـــــــــــام يوم أرجعك
مر من بعـــــــــــدك ما روعني
- أترى يا حـــــــــــلو بعدي روعـــــــك؟
كم شكوت البين بالليــــــل إلى
- مطلع الفجر عســـــى أن يطلعـــك
وبعثت الشـــوق بي ريح الصبــا
- فشكا الحـــــرقة مما استودعــــــك
يا نعيمي وعذابي في الهـــــــوى
- بعـــــذولي في الهوى ما جمعك؟
أنت روحي، ظلم الواشـــي الذي
- زعم القلب ســــــلا أو ضيعـــــك
موقعي عنــــدك لا أعلمـــــــــــــه
- آه لو تعلم عندي موقعـــــــــــك!
أرجفوا أنك شــــــــــــاكٍ موجعٌ
- ليت لي فـــوق الضـــنا ما أوجعك
نامت الأعين إلا مقلـــــــــــــــة
- تسكب الدمــــع وترعى مضجعك
قصيدة خدعوها
خَـدَعوهــــــــا بـقـولـهم حَــسْـنــاءُ
- والغَواني يَغُـرٌهُــــــــنَّ الــثَّــــــــنـاءُ
أَتـراهــا تـنـاسـت اسـمي لمــــــا
- كثرت في غـرامـها الأسْمــــــــــاءُ
إن رَأَْتْنِي تميـلُ عـنـي، كـــأن لم
- تك بـيــني وبيـنهـا أشْــــــــــيـــاءُ
نـظـرة، فابـتـسامـة، فـســــلامُ
- فكلام، فموعــد، فـَلـِـــــــــــقــاءُ
يـــوم كنا ولا تســـــل كيف كـنـــا
- نتهادى من الـهـوى مـا نشــــــاءُ
وعلينــا من العفـــــــــاف رقـيــــبُ
- تــعـبـت في مـراسه الأهْــــــــواءُ
جَاذَبَتْني ثَوبي العَصـيِّ وقــالَـــتْ
- أنتــم النــاس أيهــا الشـــــــعـراء
فَاتّقوا اللـه في قُلـــوبِ اَلْـعَـــذَارَى
- فالعـذارى قـُلوبـُهـُن هَـــــــــــــــواءُ
قصيدة ولد الهدى
ولــد الـهـدى فالكائنــات ضيــاء
- وفـم الزمــــان تبـســم وثـنــاء
الــروح والملأ الملائـك حــوله
- للـديـن والدنـيا به بشــــــــــراء
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي
- والمنتــهى والسدرة العـصماء
وحديقة الفرقان ضاحكة الربــا
- بالتـرجـــمان شـذيـــة غـــنــاء
والوحي يقطر سلسلا من سلسل
- واللــوح والـقـلم الرفيــــع رواء
نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة
- في اللوح واسم محمد طغراء
.....
اسم الجلالة في بديع حروفه
- ألف هنالك واسم (طه) الباء
يا خير من جـــاء الوجود تحيـة
- من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
بيـت النبـين الذي لا يلتـقـي
- إلا الحنـائـف فيـه والحــنـفاء
خـير الأبــوة حـازهم لـك آدم
- دون الأنـام وأحــــرزت حــواء
.....
هـم أدركوا عز النبـوة وانتهت
- فيهـا إليـك العــــزة القـعساء
خلقت لبيتك وهو مخلوق لها
- إن العظائـم كفـؤها العـظماء
بك بشر اللـه السماء فزينت
- وتضوعت مسكًا بـك الغـبراء
وبـدا محـياك الذي قسماتـه
- حـق وغرتـه هـدًى وحـيـــاء
وعليه من نور النبــوة رونـق
- ومن الخـليل وهـديه سيـماء
قصيدة حسامك من سقراط
حُسامُك من سقراط في الخطب أَخْطَبُ
- وعودك من عود المنابر أصلبُ
ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ: ففي الشرق مَضْرِبٌ
- لجيشك ممدودٌ، وفي الغرب مضربُ
وعزمك من هومير أمضى بديهة
- وأجلى بيانًا في القلوب، وأعذبُ
وإن يذكروا إسكندرًا وفتوحه
- فعهدُك بالفتح المحجَّل أَقربُ
ثمانون ألفًا أسد غابٍ، ضراغمٌ
- لها مِخْلبٌ فيهم، وللموتِ مخلبُ
إِذا حَلمتْ فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ
- وإن غضبتْ فالشرُّ يقظان مغضبُ
ومُلكُك أرقى بالدليل حكومةً
- وأَنفذُ سهمًا في الأُمور، وأَصوَبُ
وتغشى أَبِيّاتِ المعاقل والذُّرا
- فثيِّبُهُنَّ البِكْرُ، والبكْرُ ثَيِّبُ
ظهرتَ أَميرَ المؤمنين على العدا
- ظهورًا يسوء الحاسدين ويتعبُ
يقود سراياها، ويحمي لواءها
- حوائرَ، ما يدرين ماذا تخرِّبُ؟
سل العصر، والأيام، والناس، هل نبأ
- لرأْيك فيهم، أو لسيفكَ مَضْرِبُ
همُ ملؤوا الدنيا جَهامًا، وراءَه
- جهامٌ من الأعوان أَهذَى وأَكذبُ
يجيء بها حينًا، ويرجع مرةً
- كما تَدفعُ اللّجَّ البحارُ وتَجْذِبُ
ويرمي بها كالبحر من كلِّ جانبٍ
- فكل خميسٍ لجةٌ تتضربُ
فلما استللت السيف أخلب برقهم
- وما كنت -يا برق المنية- تخلبُ
أخذتهم، لا مالكين لحوضهم
- من الذَّودِ إلا ما أطالوا وأسهبوا
ويُنفذُها من كلِّ شعب، فتلتقي
- كما يتلاقى العارض المتشعبُ
ولم يتكلف قومك الأسد أهبةً
- ولكنَّ خلقًا في السباع التأهبُ
ويجعلُ ميقاتًا لها تَنبري له
- كما دار يلقى عقرب السَّير عقربُ
كذا الناس، بالأخلاق يبقى صلاحهم
- ويذهب عنهم أمرهم حين يذهبُ
فظلت عيونُ الحرب حيرى لما ترى
- نواظرَ ما تأْتي الليوثُ وتُغرِبُ
تبالغ بالرامي، وتزهو بما رمى
- وتعجب بالقواد، والجندُ أعجبُ
ومن شرف الأوطان ألا يفوتها
- حسامٌ معِزٌّ، أو يَراعٌ مهذَّبُ
أمِنَّا الليالي أَن نُرَاع بحادثٍ
- ومُلْهمِها فيما تنال وتكسِبُ
وما الملك إلا الجيش شأْنًا ومظهرًا
- ولا الجيشُ إِلا رَبُّهُ حين يُنسب
المراجع
- ↑ أحمد شوقي، "ريم على القاع بين البان و العلم"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2020.