الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع

ما هي همزة الوصل؟

همزة الوصل هي الهمزة التي يُتوصّل بها إلى النطق بالحرف الساكن في بداية الكلام، وَتُكتب ألفُها مجردةً من العلامة (ء)، ولا تنطق في الكلام الموصول ببعضه، وتُكتبُ مقرونةً بالعلامة صاد فوق ألفها (ٱ)، وعلامة الصاد (ٱ) أُخذت من حرف الصاد من كلمة (وصل)، ويمكن أن تكتب غير مقرونةٍ بِها، ولأنه يتعذّر النطق بالحرف الساكن في أول الكلمة لا بد من الإتيان بحرف مُتحرك قبله للتمكّن من النطق به.

تكمن أهميّة همزة الوصل في تمكين القارئ من النطق بالحرف السَّاكنِ في أولِ الكلمة، وهي تثبت في ابتداء الكلام، وتسقط عند الوصل، والهمزات التي وردت في القرآن الكريم، إما همزة وصل، وإما همزَة قطع، وسميّت همزة الوصل بهذا الاسم، لأنها الطريقة التي يتوصّل بها القارئ للنطق بالحرف الساكن في بداية الكلمة، فالأصل أن يكون الابتداء بالنطق بحرف متحرك، وعند وصل الكلمة التي تبدأ بالحرف الساكن بما قبلها عند القراءة، فلا حاجة لهمزة الوصل؛ لأن ما قبلها سيكون مُتحرِّكًا؛ فتسقط همزة الوصل عند الوصل^[١][٢].

ما هي همزة القطع؟

همزة القطع هي الهمزة التي يُنطق بها دائمًا، سواء أكانت في بداية الكلام أم في وسطه، ويُكتب على ألفها العلامه (ء)، وقد أُخذت هذه العلامة (ء) من شكل حرف العين، من كلمة (القطع)، وقد تجتمع همزتا الوصل والقطع في كلمة واحدة، فقد تتقدم همزة الوصلِ على همزة القطع، ولا يتحقق ذلك إلا في الأفعال فقط، ويكون إمّا بوصل الفعل بما قبله، فتثبت همزة القطع الساكنة وتسقط همزة الوصل لفظًا في درج الكلام كالمعتاد، وتكتب بصورتها الخطية فقط، مثل قوله تعالى: {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ} [البقرة:283]، وقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ} [الأحقاف:4]، وإما تكون بالابتداء بالفعل، فإذا ابتُدئ بالفعل الذي فيه همزتان تثبت همزة الوصل أولًا، وتُحرّك بإحدى الحركات الثلاث وفقًا للقاعدة التي تحدد حركتها بحركة عين الفعل أي الحرف الثالث منه، فإذا كانت عين الفعل مفتوحة مثل {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي} [التوبة:49]، أو كانت مضمومة مثل {ائْتُونِي بِكِتَابٍ} [الأحقاف:4]، كُسرت همزة الوصل عند الابتداء، وجاءت همزة القطع بعدها ساكنة، وعندها تكتب همزة القطع على نبرة، وإذا كانت عين الفعل مضمومة مثل: (اؤتمن) وجب ضم همزة الوصل، وعندها تجتمع همزة مضمومة وهمزة ساكنة بعدها في كلمة واحدة، فتكتب الثانية على واو.

وعند تقدم همزة القطع على همزة الوصل، لا تكون همزة القطع إلا همزة استفهام، وتأتي في الأفعال والأسماء، وعندها تسقط همزة الوصل لفظًا وكتابةً لعدم الاحتياج إليها، وتبقى همزة الاستفهام وحدها في أول الفعل مفتوحة، كما جاء في قوله تعالى: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً} [البقرة: 80]، وقوله سبحانه: {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً} [مريم: 78]، وقوله سبحانه: {أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8]، وقوله عزّ وجل: {أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ} [الصافات: 153]، وقوله سبحانه: {أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ} [ص: 63]، وقوله تعالى: {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ} [ص: 57]، وقوله تعالى: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [المنافقون: 6].

وحين تتقدم همزة الاستفهام على همزة الوصل في الأسماء، لا يكون ذلك إلا في الاسم المعرف بـ (ال) وتكون همزة الاستفهام وهمزة الوصل مفتوحتين؛ لأن همزة الوصل في (ال) التعريف لا تكون إلا مفتوحة ولا يجوز حذفها، ويجوز عندها إبدال همزة الوصل ألف مدّ حتى لا يلتبس الاستفهام بالخبر، أو تسهيل همزة الوصل بالنطق بها من غير مد مطلقًا والخيار الأول هو الأفضل، ولا يوجد مثال لتلك الحالة في القرآن الكريم إلا في ثلاث كلمات فقط، وقد تكررت كل منها مرتين، وهي كلمة: {آلذَّكَرَيْنِ} وتكررت مرتين في سورة الأنعام [143، 144]، وكلمة: {آلْآنَ} وتكررت مرتين في سورة يونس [51، 91]، وكلمة: {آللَّهُ} وتكررت مرتين الأولى في سورة [يونس: 59] والثانية في [سورة النمل: 59]^[٢][٣].

ما هو الفرق بين همزة القطع والوصل؟

الفرق بين همزة القطع وهمزة الوصل كما يلي^[١]:

• همزة القطع تأتي ساكنة أو متحركة، أما همزة الوصل فلا تأتي ساكنة أبدًا، بل تأتي متحركة دائمًا.
• همزة القطع تثبُت في وصل الكلام وفي البدء به، أما همزة الوصل فتسقط في الوصل، وتثبت عند البدء بالكلام.
• همزة القطع تأتي في أول الكلمة، أو في وسطها، أو في آخرها، أمّا همزة الوصل فتأتي في أول الكلمة فقط.
• همزة القطع تأتي مع الفعل المضارع، والفعل الرباعي، وماضي الفعل الثلاثي، أما همزة الوصل فلا تأتي مع هذه الأفعال.
• همزة القطع تأتي مع الأسماء و الأفعال والحروف وتأتي همزةُ الوصل معهم أيضًا، ولكن في مواضع محدودة ستذكر لاحقًا.
• همزة القطع أصلية، أو زائدة، أمّا همزة الوصل فلا تكون إلا زائدة.

ما هي مواضع همزة القطع والوصل؟

مواضع كتابة همزتي الوصل والقطع كما يلي^[١][٢]:

مواضع كتابة همزة الوصل

فيما يأتي ذكر لمواضع كتابة همزة الوصل:

• في أول الفعل الماضي الخماسي وفي فعل الأمر منه، وفي مصدره، مثل: (استمعَ، استمعْ، استماعًا) و(امتدحَ، امتدحْ، امتداحًا) و(انتظرَ، انتظرْ، انتظارًا).
• في أول الفعل الماضي السداسي، وفي فعل الأمر منه، وفي مصدره، مثل: (استغفرَ، استغفرْ، استغفارًا) و(استعملَ، استعملْ، استعمالًا) و(استخدمَ، استخدمْ، استخدامًا).
• في أول فعل الأمر الثلاثي، مثل: (اقرأْ، ادرسْ، العبْ، اكتبْ).
• في أول الأسماء المبدوءة بـ (ال)، مثل: (الكتاب، الباب، اللوح، الولد، البنت، الخزانة).
• في عشَرة أسماءٍ في اللغة العربية، وهي: (ابن) مثل: {عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ } [النساء:171]، و(ابنة)، مثل: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ } [التحريم:12]، و(امرؤ) مثل: { إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ}[النساء:176]، وامرأة مثل: { وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ} [النساء:128]، و(اثنين) مثل: { ثَانِيَ اثْنَيْنِ }[التوبة :40]، و(اثنتين) مثل: { نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ }[النساء:11]، و(اسم) مثل: { وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ } [المائدة: 4]، و(است) بمعنى الدبر، و(ابنم) وهي كلمة (ابن) مع زيادة الميم، و(ايم الله) وهي للقسم، وقد وردت الأسماء السبعة الأولى منها فقط في القرآن الكريم.

مواضع كتابه همزة القطع

فيما يأتي ذكر لمواضع كتابة همزة القطع:

• في أول الأسماء مثل: (أحمد، أمجد، أسعد، أكرم).
• في أول الفعل الماضي الثلاثي وفي مصدره، مثل: (أخذَ، أخذًا) و(أكلَ، أكلًا) و(أتى، أتيًا).
• في أول الفعل الرباعي، وفي فعل الأمر منه، وفي مصدره، مثل: (أسرع، أسِرعْ، إسراعًا) (أقبلَ، أقبِلْ، إقبالًا) و(أنشدَ، أنشِدْ، انشادًا).
• في الفعل المضارع المبدوء بالهمزة، مثل: (أكتبُ، أستشيرُ، أسلَمُ، أعرِفُ).

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} سامح محمد البلاح (29/5/2014)، "أحكام همزتي الوصل والقطع"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2020. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت} راسم احمد عبيس جبر المساعدي (21/11/2012)، "همزة الوصل وهمزة القطع"، uobabylon، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2020. بتصرّف.
3. ↑ فريال زكريا العبد، "اجتماع همزتي الوصل والقطع"، al-maktaba، اطّلع عليه بتاريخ 22/7/2020. بتصرّف.