مدينة بغداد
تُعدّ مدينة بغداد العاصمة الرسميَّة للجمهوريَّة العراقيَّة، وهي من أكبر المدن الموجودة في دولة العراق، وثاني أكبر المدن العربيَّة، ومن الجدير بالذكر أنَّ مدينة بغداد اشتهرت بأنَّها مدينة ثقافية وغنية بأهل العلم والمعرفة، فقد كانت مركزًا ثقافيًّا علميًّا لفترة زمنيَّة طويلة من العصور السابقة إلّا أنَّ تعرّضها للكثير من الأزمات السياسيَّة بدءًا من اعتداء المغول عليها في عام 1258م، وحتى الغزو الأمريكيّ في عام 2003م هدم الكثير من آثارها التاريخيَّة.
توجد الكثير من المعاني المختلفة لاسم المدينة، وتختلف المراجع التاريخيَّة التي تطرقت إلى أصل كلمة بغداد، كما تُلقّب مدينة بغداد بالعديد من الألقاب المختلفة، ومنها: المدينة المدوَّرة، وذلك بسبب تخطيطها المعماريّ الذي اتخذ الشكل الدائريّ، ولُقبت كذلك بمدينة المنصور نسبةً إلى الخليفة المنصور العباسيّ إذ بُنيت المدينة على يده، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ مدينة بغداد من المدن الزاهرة، والتي تمتلك تاريخًا غنيًّا بالأحداث، وقد ازدهرت المدينة كثيرًا في عهد الخليفة هارون الرشيد، وشيِّدت المستشفيات وبيوت العلم والمنشآت الدينيَّة والدور الأدبيَّة والثقافيَّة والكثير من المصانع المختلفة.
كانت بغداد مدينةً مزدهرةً، وذات مكانة رفيعة، ولذلك تغنَّى فيها الكثير من الشعراء، وكتب عنها الكثير من المؤلفين، وعلى الرغم من تعرُّض مدينة بغداد للكثير من التدمير والخراب إلَّا أنَّها استطاعت أن تحتفظ بعاداتها وتقاليدها الخاصة بها، وفي هذا المقال حديث عن مظاهر العيد في مدينة بغداد.[١]
العيد في بغداد
في صباح العيد تستيقظ العائلة العراقيَّة لتبدأ يومها بكل فرحٍ، وسعادة، وتتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء والجيران، فيجتمعون حول سفرة واحدة يتناولون الطعام، ويتبادلون أطراف الحديث، وتُحضِّر الأمهات الحلوى التقليديَّة للبلاد، وهي حلوى الكليجة التي تُصنع من الطحين، والحليب، وبإضافة السكر، وبعض السمن أو الزيت، ويقدمونها لضيوفهم وأقاربهم في يوم العيد، ويرتدي الأطفال ثيابهم الجديدة، ويخرجون مع آبائهم وأمهاتهم لصلاة العيد ليكبّروا ويشكروا الله عز وجل على فضله وكرم عطائه، ويعودون بعدها إلى منازلهم ينتظرون زيارة أقاربهم ليأخذون منهم العيديَّة، وعلى الرغم من أنَّ العيديَّة مبلغ زهيد إلّا أنَّها تبث الفرح والسعادة في قلوب الصغار والكبار، ولذلك يتسابقون إليها بشغف وحيويَّة كبيرة.
وعند حلول وقت الغداء يرجع أفراد الأسرة إلى بيوتهم ليجدوا ربات البيوت قد حضّروا ما لذّ وطاب من الأطباق العراقيَّة التقليديَّة مثل طبق البرياني المُكوَّن من الأرز واللحم والخضار، وطبق الدولمة الشهيَّة المكوَّنة من ورق العنب المحشو بخلطة الأرز واللحم والخضار والبهارات العراقيَّة ذات النكهة الغنيَّة.
وفي وقت المساء تخرج العائلة العراقيَّة، مرتديةً أجمل الثياب للتنزّه، ومشاهدة أجواء العيد في الشارع العراقيّ، فيتوجهون نحو الأسواق والمطاعم والحدائق والمراكز التجاريَّة والترفيهيَّة، ويمشون في الشوارع المضاءة، والمُزيَّنة بزينة العيد الجميلة، ويعودون لاستكمال سهراتهم وجلساتهم مع العائلة، فالشعب العراقيّ يحرص كل الحرص على الاحتفال بيوم العيد بكل ما يملكون من قدرة، وعلى الرغم من التدمير الذي خلَّفته الحروب إلَّا أنَّهم قادرون على اغتنام كل لحظة في يوم العيد، ويعيشونها بسعادة، وينشرون الحب والألفة فيما بينهم.[٢][٣]
المصادر
- ↑ "بغداد"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2019.
- ↑ "احتفاء الناس بطقوس العيد عادات متوارثة"، newsabah، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2019.
- ↑ "طقوس ومظاهر العيد في العراق في ظل الاحتلال"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2019.