حديث عن طاعة الزوج

حديث عن طاعة الزوج

طاعة الزوج

تُعد العلاقة الزوجية علاقة تشاركية بين الرجل والمرأة، ومما لا شك فيه أن استقرار هذه العلاقة وديمومتها مرهونًا بأداء كلا الزوجين لواجبه تجاه الآخر، الأمر الذي يتطلب أن يعرف كل واحدٍ منهما الواجبات المناطة به، والحقوق الواجبة له، ولعل الإخلاص والمودة والحب الصادق والإيثار والعطاء والتضحية، هي من الأمور الضرورية والأركان الأساسية التي يُبنى عليها كل بيتٍ إسلاميّ قائمٌ في بنائه على المبادئ الإسلامية السمحة، والتي لا بدّ أن تثمر فوزًا يعقبه السكينة والطمأنينة في الدارين، فهي من المبادئ التي ينال بها الزوجان رضى الله تعالى قبل كل شيء، فقد وردت في كتاب الله تعالى آيات كثيرة تحثّ كلًّا من الزوجين على أن يؤدي واجبه تجاه الآخر، إذ يقول تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228]، وهذا يعني أن لهن من حسن العشرة والصحبة ما عليهن من طاعة أزواجهن، كما أن طاعة المرأة لزوجها من الأمور التي أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي سنذكر بعضها في هذا المقال.[١]


حديث عن طاعة الزوج

إن للرجل على زوجته الكثير من الحقوق التي يجب على المرأة أن تؤديها، ولعل من بين أهم تلك الحقوق حق الطاعة، إذ ورد في ذلك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثّ على طاعة المرأة لزوجها، وفيما يأتي بعضها:[٢][٣]

  • روت عمة حصين بن محصن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: (أتيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في بَعضِ الحاجةِ، فقالَ: أي هذِهِ ! أَذاتُ بعلٍ ؟ قلتُ: نعَم، قالَ: كيفَ أنتِ لهُ ؟ قالَت: ما آلوهُ إلَّا ما عجزتُ عنهُ , قالَ: [ فانظُري ] أينَ أنتِ منهُ ؟ فإنَّما هوَ جنَّتُكِ ونارُكِ) [آداب الزفاف| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
  • ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامَت شهرَها، وحصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح ].
  • يقول عبد الله بن أبي أوفى: (لمَّا قدِمَ معاذٌ منَ الشَّامِ سجدَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، قالَ ما هذا يا مُعاذُ قالَ أتيتُ الشَّامَ فوافقتُهُم يسجُدونَ لأساقفتِهِم وبطارقتِهِم فوَدِدْتُ في نَفسي أن نفعلَ ذلِكَ بِكَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: فلا تفعَلوا فإنِّي لو كُنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لغيرِ اللَّهِ لأمَرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لا تؤدِّي المرأةُ حقَّ ربِّها حتَّى تؤدِّيَ حقَّ زوجِها ولو سألَها نفسَها وَهيَ علَى قتَبٍ لم تمنعْهُ) [صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
  • تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: (سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أيُّ النَّاسِ أعظمُ حقًّا على المرأةِ؟ قالَ زوجُها، قلتُ فأيُّ النَّاسِ أعظَمُ حقًّا على الرَّجلِ قالَ أمُّهُ) [الزواجر| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].


حدود طاعة الزوجة لزوجها

حثت العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على طاعة المرأة لزوجها، كما أنها بيّنت أن هذه الطاعة لا يجب أن تكون طاعةً عمياء، إذ إنّ للطاعة حدودًا يجب أن تقف عندها المرأة، فالطاعة مقيّدة بصلاح كلا الزوجين، والتي تُبنى على أسس الإيمان بالله تعالى، والإخلاص في عبادته، وإنّ الطاعة التي تُبنى على أساس التشاور والتراحم بين الزوجين هي الأساس في صلاح الأسر والمجتمعات، فالحوار والمشاورة في جميع الشؤون المتعلقة بالأسرة من الواجبات التي تقع على عاتق الزوجين معًا، وقد تتعدى ذلك لتشمل جميع ما يؤديه الرجل من أعمال، سواء أكانت داخل المنزل أم خارجه، فالزوجة الصالحة هي خير من يراعي شؤون زوجها، ويعبأ بمشكلاته ومختلف أمور حياته، وهذا أعظم خلق الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان يستشير زوجاته في أحلك الظروف، والحاصل من هذا كله أن الدين الإسلامي حدد الحقوق الواجبة على كلا الزوجين مما يُنظم حياة الأسرة على أكمل وجه.[٤]


حقوق الزوج على زوجته

لا يقف حق الزوج على زوجته عند حق الطاعة فحسب، بل يتعدى ذلك للكثير من الحقوق الأخرى التي يجب على المرأة أن تلتزم بها، وفيما يأتي بعضها:[٥]

  • الأمانة: تشتمل الأمانة على العديد من المفاهيم، مثل المحافظة على نفسها في حضوره وفي غيابه، بالإضافة للمحافظة على ماله، وولده، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فالإمامُ راعٍ، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِه، وهو مسؤولٌ عن رعيّتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها، وهي مسؤولةٌ عن رعيَّتِها، والخادمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه، وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في مالِ أبيه وهو مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • المعاشرة بالمعروف: من حقوق الزوج على زوجته أن تُعاشره بالمعروف، فلا تؤذيه بكلامها، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُؤذي امرأةٌ زوجَها في الدُّنيا إلَّا قالت زوجتُه من الحورِ العينِ لا تؤذيه قاتلك اللهُ فإنَّما هو عندك دَخيلٌ يُوشِكُ أن يُفارِقَك إلينا) [الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
  • حق التأديب: من حقوق الرجل أن يؤدب زوجته عند عصيانها أو حين تكون ناشزًا، ويكون ذلك بعدة مراحل، أولها أن يعظها ويرشدها إلى ما أمر الله تعالى به، ثم يهجرها في الفراش، وإذا لم تفلح تلك الطرق فله أن يضربها ضربًا خفيفًا لا ضرر فيه، وإن لم تستجب لذلك فله أن يُحكّم طرفين من أهلها وأهله لعلهما يُفلحان في إصلاح ذات البين، وفي ذلك يقول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} [النساء: 34].
  • النظافة الشخصية: من حقوق الرجل على زوجته أن تغتسل من الحيض والنفاس والجنابة، وذلك لأن من حق الزوج الاستمتاع بزوجته، كما أن المذهب الشافعي أضاف حلق العانة، والحنابلة أضافوا إزالة النجاسة.


كيف تبنين علاقة ناجحة مع شريك حياتكِ؟

  • احرصي على التفاهم مع زوجكِ، والتعرّف على صفاته وطريقة تفكيره، ويبدأ ذلك باختياركِ الزوج الذي ترضين دينه وخلقه وجماله ومستواه الاجتماعيّ.
  • اعتني بزوجكِ، واحرصي على الاهتمام به، إذ إن الاهتمام ينقل مشاعر المودة والحب ما بين الطرفين، ويُساعدكِ على بناء أسرة سعيدة ومترابطة.
  • صارحي زوجكِ من فترة إلى أخرى، واحرصي على إنهاء الخلافات حال حدوثها مع الحرص على عدم جرح مشاعره أو تقصّد إزعاجه.
  • تجنّبي مقارنة علاقتكما بالآخرين، لأنّ ذلك يؤدي إلى شعوره بالنقص، واحرصي على إظهار الرضا إذ إن ذلك يُساهم ببناء علاقة ناجحة.
  • أشعري زوجكِ بالأمان، وتجنّبي إيذاءه عاطفيًا.


المراجع

  1. "الحقوق الزوجية (حق الزوج)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  2. "طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين والإخوة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  3. "الأدلة من القرآن والسنة على وجوب طاعة المرأة لزوجها"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  4. "أيتها الزوجة .. طاعة الزوج مفتاح الجنة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  5. "الطاعة الزوجية"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :