عدد تكبيرات الصلاة

عدد تكبيرات الصلاة

الصلاة

تعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمود الدين، وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فقد روى أبو هريرة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِهِ: صلاتُهُ؛ فإن صَلَحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَحَ، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ؛ فإن انتَقَصَ من فريضتِهِ شيءٌ؛ قال الربُّ -تبارك وتعالى-: انظروا هل لعبدي من تَطَوُّعٍ؟ فيُكَمَّلُ بها ما انتقص من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِهِ على ذلك) [تخريج مشكاة المصابيح| خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره]، وقد فرضها الله تعالى في السماء ليلة الإسراء والمعراج، وفي هذا دلالة واضحة على عظمة هذه العبادة وشأنها في الإسلام، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]، يعني أن لها وقت محدد لا يتكاسل المؤمن عن أدائها فيه، وقد توعّد الله تعالى بالعقاب لمن غفل عن أداء الصلاة في وقتها، قال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5][١].


عدد تكبيرات الصلاة

تعلّم المسلمون كيفية الصلاة من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويختلف عدد التكبيرات من صلاة إلى أخرى حسب عدد الركعات، كما أن الصلوات المفروضة وصلوات النافلة تختلف في كيفيتها عن صلاة العيد، والاستسقاء، والجنازة، وصلاة الخسوف، والكسوف، وفيما يلي بيان لعدد التكبيرات في كل صلاة من الصلوات:

  • عدد تكبيرات صلاة الفرض: عدد التكبيرات في الصلاة الثنائية كصلاة الفجر: إحدى عشرة تكبيرة، وفي الصلاة الثلاثية وهي المغرب: يبلغ عدد الركعات سبع عشرة تكبيرة، وفي الرباعية وهم الظهر والعصر والعشاء: يبلغ عدد التكبيرات اثنتين وعشرين تكبيرة بمجموع أربع وتسعين تكبيرة في الصلوات الخمس المفروضة[٢].
  • عدد تكبيرات صلاة العيد: عدد التكبيرات في صلاة العيد فيها ثلاثة أقوال: الأوّل منها أنّ المصلّي يكبّر ثلاث تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وثلاث تكبيرات في الثانية بعد القراءة وقبل الركوع، والقول الثاني يذهب إلى أنّها سبع تكبيرات مع تكبيرة الإحرام وست تكبيرات مع تكبيرة القيام للركعة قبل الشروع بالقراءة، والقول الثالث منها يذهب إلى أنّها سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام وخمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، واختلفوا في رفع اليدين مع التكبيرات؛ فذهب بعض العلماء إلى أنّ المصلّي يرفع يديه مع التكبيرات، منهم: النووي، وابن القيم، وابن قدامة المقدسي، وقسم ذهب إلى أنّ المصلّي لا يرفع يديه مع التكبيرات وهو قول المالكية[٣].
  • عدد تكبيرات صلاة الجنازة: لم يختلف أحد من المذاهب الأربعة، وهم: الملكية، والحنفية، والشافعية، والحنبلية في عدد تكبيرات صلاة الجنازة، فأجمعوا على أنها أربع تكبيرات، واستندوا بذلك لما ورد في السيرة النبوية، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم نعَى النجاشيَّ في اليومِ الذي ماتَ فيه؛ خرَج إلى المصلَّى فصفَّ بِهم، وكبَّر أربعًا) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: [صحيح]]، وقد صلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلاة الجنازة بأربع تكبيرات حتى وفاته، فكذلك يفعل المسلمون من بعده[٤].
  • عدد تكبيرات صلاة الاستسقاء: إنّ صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة العيد سبع تكبيرات في الركعة الأولى وهي تكبيرة الإحرام وست تكبيرات بعدها، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية غير تكبيرة القيام[٥].
  • عدد تكبيرات صلاة الخسوف والكسوف: ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر بالصلاة إذا كسفت الشمس أو خسف القمر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الشمسَ والقمرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ، لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ، ولا لحياتِه، فإذا رأيتم ذلك فصلّوا وادعوا) [الفتح الرباني| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهي سنة مؤكدة قد صلاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ركعتين، يكبّر تكبيرة الإحرام ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع ويسجد، ثم يقوم للركعة الثانية ويقرأ الفاتحة ويطيل القراءة، لكن لا يطيل كالركعة الأولى، ثم يركع ويسجد ويجلس للتشهد ويسلّم، وبذلك فليس في هذه الصلاة تكبيرات غير تكبيرة الإحرام والتكبيرات الانتقالية، ولكن يشرع التكبير خارج الصلاة وذكر الله والاستغفار والصدقة[٦].


حكم تكبيرات الانتقال في الصلاة

اختلف العلماء في حكم تكبيرات الانتقال في الصلاة فكانت كما يلي[٧]:

  • قول يرى أنّ تكبيرات الانتقال بين الصلاة مستحبّة، وإذا تركت عمدًا أو سهوًا فإنّ الصلاة لا تبطل، وبهذا القول أخذ الشافعية والمالكية والحنفية، كما قال به أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وابن عمر، وابن جابر، وابن مسعود، وغيرهم.
  • قول يذهب إلى أنّ التكبير في الصلاة لا يشرع إلّا بتكبيرة الإحرام، وهذا كان مذهب النووي، وهو قول إن صحت نسبته للنووي فقد ضعّفه العلماء لمخالفته للسنة الصحيحة.
  • قول يذهب إلى أنّ تكبيرات الصلاة من غير تكبيرة الإحرام من واجبات الصلاة التي لا تبطل إن تركت سهوًا وليس على تاركها إعادة الصلاة، أمّا إن تركت عمدًا فإنّ الصلاة تبطل وعليه إعادتها، وهذا قول إسحق وقول الحنابلة.

 

حكم رفع اليدين أثناء التكبير في الصلاة

ذهب العلماء من خلال الأحاديث الواردة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أن مواطن رفع اليدين في صلاة الفرض والنافلة أربعة، أما في صلاة الجنازة فقد شرع رفع اليدين مع كل تكبيرة، ومواضع رفع اليدين في الصلاة هي[٨]:

  • عند تكبيرة الإحرام: وتكون عندما يشرع المسلم البدء في صلاته، وله أن يرفع يديه أثناء التكبير، أو أن يكبر ثم يرفع يديه، أو أن يرفع يديه ثم يكبّر.
  • عند الركوع: إذا أراد المسلم أن ينتقل من القيام إلى الركوع؛ رفع يديه مكبرًا ثم نزل ووضع يديه على ركبتيه.
  • عند القيام من الركوع: وإذا رفع المسلم من الركوع فإنه يرفع يديه مكبرًا.
  • عند القيام من التشهد الأول: فيقوم رافعًا يديه إلى حذو منكبيه مكبرًا.


المراجع

  1. "مكانة الصلاة في الإسلام"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  2. "مجموع الكبيرات في الصلوات الخمس هو أربع وتسعون تكبيرة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  3. "الجواب السديد لمن سأل عن تكبيرات صلاة العيد"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  4. "عددُ التكبيراتِ في صلاةِ الجِنازة"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  5. "صفة صلاة الاستسقاء"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  6. "صفة صلاة الكسوف"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019. بتصرّف.
  7. "مذاهب الأئمة في حكم تكبيرات الانتقال"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  8. "ما حكم رفع اليدين في الصلاة؟ ومتى يكون؟"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :