أدعية وأذكار للشفاء من الحمى
اعتاد المسلم طرق باب الله -عزّ وجل- في أي أمر يريده في كل وقت وفي كلّ حين، وأفضل ما يمكن أن يفعله بعد أن يأخذ بالأسباب وفعل كل ما بوسعه هو الدعاء، فالله يحب العبد الذي يدعوه ويداوم على طلبه ويلح فيه، ومن أشد الأمور التي يلجأ بها المسلم لدعاء الله كثيرًا هي الشفاء من الأمراض، فعند إصابة الإنسان بالحمّى أو بأي مرضٍ آخر فعليه أن يأخذ بالأسباب جميعها التي قد تساعد في شفائه كزيارة الطبيب واستخدام الخافضات المناسبة والكثير من الإجراءات الأخرى المتعلقة بكل مرض، وفي أثناء علاجه يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء الصادق بطلب الشّفاء منه، وسنذكر بعض الأدعية والأذكار المُستحب تكرارها بنية الشفاء عند المرض وهي كالآتي[١][٢]:
- كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذَا أَتَى المَرِيضَ يَدْعُو له قالَ: (أَذْهِبِ البَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا. وفي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: فَدَعَا له، وَقالَ: وَأَنْتَ الشَّافِي) [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث : صحيح ].
- شكا عثمان بن أبي العاص الثقفي إلى رسولِ اللهِ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم- وجَعًا يجِدُه في جسدِه منذُ أسلَم فقال له رسولُ اللهِ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم: (ضَعْ يدَك على الَّذي تأْلَمُ مِن جسدِك وقُلْ:بسمِ اللهِ ثلاثًا وقُلْ سبْعَ مرَّاتٍ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه مِن شرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ)[صحيح ابن حبان | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه].
- قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: (مَن اشتَكى منكم شَيئًا أو اشتكاه أخٌ له فليقُلْ: رَبُّنا اللهُ الَّذي في السَّماءِ تقدَّسَ اسمُكَ، أمرُكَ في السَّماءِ والأرضِ، كما رحمتُكَ في السَّماءِ فاجعَلْ رحمتَكَ في الأرضِ، اغفِرْ لنا حَوْبَنا وخطايانا، أنتَ رَبُّ الطَّيِّبينَ، أنزِلْ رحمةً مِن رحمتِكَ وشفاءً مِن شفائِكَ على هذا الوجَعِ، فيبرَأُ) [سنن أبي داود| خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح].
ويمكن للمؤمن أن يتوجه إلى الله تعالى بأي دعاءٍ يشاء، فدعاؤه ليس مشروطًا أبدًا بصيغةٍ معيّنةٍ أوبترتيب وتنسيق محدد، فالمهم أن يكون الدعاء حقيقًًا وصادقًا، وأن يكون الداعي موقنًا يقينًا تامًا بأنّ الإجابة ستكون قريبة من الله تعالى، وأنّ الخير يكون دائمًا في كلّ ما كتبه الله -عز وجل- للإنسان.
العلاج النبوي للحُمّى
تعرف الحمى بأنها ارتفاع درجة حرارة الجسم عن الحد الطبيعي، وتكمن خطورتها في التأثير على الأداء الوظيفي لأعضاء الجسم، وقد ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تصف علاج الحمى، إذ أشار الرسول فيها إلى ضرورة استخدام الماء البارد لخفض الحرارة العالية، فقال عليه السلام:(الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ فأبْرِدُوهَا بالمَاءِ) [ صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث : صحيح ]، كذلك أمر -عليه الصلاة والسلام- بأن يصب عليه الماء عندما اشتدت عليه الحمّى وقت وفاته. ومهما تعددت طرق العلاج وتطورت واكتُشفت الكثير من الأدوية والمضادات الحيوية، إلى أن العلاج النبوي يبقى الأفضل، ففي كثيرِ من الأحيان لا تنفع الأدوية في خفض درجة حرارة المريض، لذا يلجأ الأطباء في النهاية إلى الاستعانة بالماء البارد لخفضها بسرعة[٣].
ترقية المريض لنفسه
قد شُرِعت الرقية الشرعية للمسلمين لإعانة المريض منهم وشفائه من كل مرضٍ وألم بإذن الله -عز وجل-، وتتمثل الرقية الشرعية بقراءة آيات من القرآن الكريم على رأس المريض؛ فالقرآن فيه شفاء للأبدان وللقلوب في كل حين، سواء أكان المريض يقرأ على نفسه أو أن أحد المقربين قد يقرأ عليه، وعادةً ما تُقرأ المعوذات وسورة الفاتحة وآية الكرسي، وأي سور يحفظها الشّخص من سور القرآن الكريم، فكما قال الله عزل وجل في كتابه الحكيم: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ}[الإسراء: 82]، ويمكن أيضًا القراءة من القرآن مباشرةً، ولا يشترط الحفظ الغيبي للآيات والسور في الرقية الشرعية[٢].
المراجع
- ↑ "الآيات والأدعية الواردة في رقية المريض"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-12. بتصرّف.
- ^ أ ب "أذكار وأدعية للشفاء من القرآن والسنة"، إسلام ويب، 2002-07-26، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-12. بتصرّف.
- ↑ "فأبردوها بالماء .. العلاج النبوي للحُمَّى"، إسلام ويب، 2003-07-26، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-12. بتصرّف.