دعاء القوة والهيبة

دعاء القوة والهيبة

القوة

الإنسان الضعيف دائمًا ما يكون فريسةً سهلةً لكل من حوله، فهو غير قادر على الدِّفاع عن ممتلكاته ولا على من يحب، فلا يجدون فيه السند ولا المعين، ومع أن القوة لا تولد مع الإنسان بل تُكتسب بالخبرة العملية في الحياة إلا أن كثيرين يفتقدونها ولا يفكرون في الحصول عليها أصلًا، ويستمرون طوال الوقت بالشكوى والألم وطلب العون من الآخرين، مع أنَّ الله سبحانه وتعالى يحب عبده القوي القادر؛ لأنّه يُشكل مع أمثاله دعامةً من دعامات الدين تمامًا كما كان الصحابة رضوان الله عليهم وعلى رأسهم عمر بن الخطاب مضرب المثل في القوة وقد أعز الله الدين بعد إسلامه استجابةً لدعاء الحبيب محمد صلى لله عليه وسلم.


الهيبة

المقصود بالهيبة هي الوقار والشّموخ، والحضور الطاغي على الجميع، فالشخص الوقور يحبه الناس ويُجلونه ويحترمونه؛ لأنّه يُثبت وجوده في كل مكان يذهب إليه، بحديثه وشخصيّته وجمال طلته وأمور أخرى تجعله مميزًا عن غيره من الأشخاص، ومن يمتلك القوة والهيبة معًا فقد امتلك مفتاحًا مهمًّا من مفاتيح النّجاح في الحياة العلميّة والعمليّة وحتى الدينية.


الدعاء بالقوة والهيبة

يمكن للإنسان أن يدعو الله بأن يمدّه بالقوة والهيبة، كي يكون سندًا لنفسه ولمن يحب، وليستشعر بالحب الكبير والاحترام ممّن هم حوله ومن هذه الأدعية نذكر ما يلي:

  • اللهم قوِّني واشدد عزيمتي، اللهم اجعلني من عبادك المقربين إليك المدافعين عن دينهم وأوطانهم، اللهم ارزقني حب عبادك واحترامهم، واجعلني يا الله من دعائم هذا الدين والمدافعين عنه.
  • اللهم لا تشمّت أعدائي بضعفي، وأبدلني عنه القوة والمنعة والصّلابة، اللهم اجعلني مهيوب الجانب وقور الطّلعة، ولا تجعل لي حاجة عند أحد من عبادك.
  • الله ارزقني حبّ الناس واحترامهم ولا تجعل طيف الغرور يتسلل إلى قلبي، اللهم اغنني بقوّتك عن قوة غيرك من العباد، واجبر كسري واجعلني قويًّا في قلبي وفي بدني أينما حللت.

يمكن أن يدعو المسلم الله بأيّ الصيغ شاء، فالله لم يقيّده أبدًا بصيغة محدَّدة للدّعاء، فالدعاء يصل إلى الله سبحانه وتعالى ما دام صادقًا ونابعًا من القلب.


قوة العقل والقلب

القوة لا يقصد بها القوة الجسدية فقط، بل المقصود بالقوة هي القوة العقلية والقوة القلبية المتمثلة بقوة الإيمان، فما الفائدة من قوة الشّخص وجبروته وليس لديه إيمان بالله، ولعل هذه القوة ستكون نقمةً على من حوله؛ لأنّه سيستخدمها فيما يُغضب الله وفي البطش والتدمير، ولكن في حال اجتمعت القوّة الجسدية مع القوة القلبية وقوة العقل في التّفكير والتدبر والبصيرة، فإن هذه القوى مجتمعةً ستصنع الإنسان القوي المتكامل الذي يحبه الله، بشرط أن يوظف هذه القوة من أجل رِفعة دينه وخدمة إخوانه؛ لأنّ الهدف الأساسي من خلق البشر هو إعمار هذه الأرض والمساهمة في نهضة ورفعة بني البشر في كل أنحاء العالم[١].


المراجع

  1. "القوة في الإسلام"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 7-5-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :