محتويات
قوة النفس
تعدّ النفس فرديّة مستقلة لكلّ فرد، وذلك لأن لكلّ إنسان تجارب مختلفة عن الآخرين يخوضها وحده بمعزل عمّا حوله، وبالتالي فهي تتميز باستمرارية التغير تبعًا للزمان والمكان، وجميع الأشخاص يخوضون تجربة الذات؛ ومنذ العصور القديمة حتى وقتنا الحالي، لكن البيئة والوعي والعمر والمستوى الثقافي ودرجة النضج وطبيعة التجربة تجعل تجربة كل شخص مختلفة عن الآخر، فالذات أو النفس هي حصاد هذه التجربة، وصنفت تجارب الناس بناء على مقياسين أحدهما فاعلية الشخص بالمجتمع وتأثير المجتمع عليه وتأثره به، والمقياس الآخر يعتمد على الصفات الجسدية والفكرية والمهارات والآراء والمواقف والمشاعر، بالتالي فإن النفس أمر معقد لا يعلم أحد دواخلها، وتعتبر بمثابة السر الكبير المميز لشخصية الانسان، إذ إن شخصية الإنسان جزء من النفس، وبالتالي أي تصرف يقوم به شخص ما يعزى إلى طبيعة النفس لديه.[١]
أمّا قوة النفس فيمكن تعريفها على أنها مزيج من ثلاثة جوانب حسبما ورد في علم النّفس، وهي القوة البدنية للشخص بحيث يكون قوي البنية وقادرًا على أداء أبسط الأمور الموكلة إليه كحدٍّ أدنى، ويليها الجانب الفكري وسلامة العقل والقدرة على التفكير البنّاء، والجزء الثالث هو امتلاك القدرات أو المواهب التي من شأنها أن تنهض بالقدرة العقلية والجسدية لتحقيق الأمور العظيمة.[٢]
قوة الحديث الإيجابي مع النفس
جميع الأشخاص يستطيعون الحديث مع أنفسهم كل يوم وفي كل موقف ولكن لا يملك الجميع القدرة على الحديث الإيجابي مع الذات الذي من شأنه أن يغير نمط الحياة، ويحسن من طريقة التفكير إضافة إلى تقوية الشخصية وبناء الثقة بالذات، ومن المعروف أن جميع الحوارات الداخلية التي يقيمها الشخص مع نفسه تؤثر في ردوده وتعامله مع البيئة المحيطة ومن شأنها تغيير نظرته للحياة، فالحوارات السيئة التي يقيمها المرء مع نفسه قد تبقى في مخيلته طويلًا وقد يكررها دائمًا، ويمتثل لها؛ إلا أنها تكون خاطئة في نهاية المطاف لذا يجب علينا أن نتعلم كيف نحاور أنفسنا بطرق إيجابية، إذ يكون الأمر صعبًا في البداية، وذلك لأنّ طريقة التفكير المستمرة تخلق مسارات معينة في العقل يعتادها المرء، مما يجعل تصديق النفس بالطريقة الإيجابية أمرًا صعبًا ولكن إن مرّن الشخص عقله والتزم بهذا التمرين العقلي سوق يحصد النتائج وذلك باتباع ما يلي:[٣]
- الوعي بالنفس، فمعرفة النفس والاستماع للصوت الداخلي يعني أن الشخص قادر على التمييز بين الإيجابية والسلبية، وإذا لم يستطع التمييز فعليه بسؤال نفسه عن إمكانية قول هذا الرأي لصديق مقرب، فإن كانت الإجابة لا فهذا يعني بأن التفكير سلبي يجب تغييره وتحسينه، ومن معرفة الذات بدأ تحسينها، فلا يمكن تحسين أي شيء إن جهلنا حقيقته.
- استبدال جمل معينة موجودة بالعقل توحي بالسلبية ببدائل إيجابية تشجع الشخص وتحفزه، كقول "يمكنني" بدلًا من "لا أستطيع" أو قول "سوف أفعل ذلك بمزيد من الوقت والجهد" بدلًا من "أنا متعب ولن أقوم بشيء"، فلا تجعل نفسك حبيس الأفكار السيئة فللمرء طاقة هائلة إن وجهها لتعجّب من قوته.
- التواجد في الحاضر والتفكير فيه عوضًا عن التفكير الزائد في المستقبل والتخطيط الكثير له، الأمر الذي يشغل الذات بتفكير سلبي، وقد لا يتحقق شيء كما خطط له، فالتحكم بالقلق يبدأ من التفكير في اللحظة الراهنة وإمكانية الإنجاز فيها.
- يجب تغيير الحديث الذاتي كالوقوف أمام المرآة وتكرار الكلام الإيجابي بصوت مرتفع لتعزيز الذات وزيادة الثقة بالنفس.
علامات قوة النفس
تعتبر القوة الداخلية بمثابة الذخيرة أو الوقود الذي يمكّن الإنسان من استكمال الحياة ومجابهة الطريق، ويمكن الاستدلال عنها عن طريق الأمور المبطنة التي لا يكتشفها الإنسان ظاهريًا، بل بعد أن يعايشها كالحالة المزاجية، والنزاهة، والطمأنينة والأمان والتفكير الايجابي، والتعاطف، والذكاء العاطفي والاجتماعي، والسلام الذاتي، بالإضافة إلى احترام الذات والتصالح معها، والمشاعر الايجابية كالهدوء والرضا، والمهارات الجسدية كالاسترخاء، فالقوة الداخلية تبدو مبهمة ما لم يتم لمسها ومعايشتها وملاحظتها من قبل الآخرين، وقوة النفس تستمد من البيئة الخارجية ويمكن تعزيزها وتقويتها، إلا أن ثلثها يكون أمرًا فطريًّا لكن الاستعداد لها وتقويتها ممكن، والأهم معرفة الذات بشكل جيد ومحاولة تحسينها وتنمية نقاط القوة ومن علامات قوة النفس ما يلي:[٤]
- القوة والمرونة العقلية.
- تقبل النقد وعدم التأثر بالكلام السلبي.
- الإحساس بالمشاعر الإيجابية وعدم الكدر والضيق بدون أسباب واضحة.
- نظرة متفائلة واقعية.
- مزاج إيجابي.
- الشعور بالقيمة والذات.
- الاستفادة من التجارب وجعلها دروسًا في تشكيل الذات والقرارات.
- المشاعر الإيجابية كالرضا والتقبل.
كيفية تقوية الثقة بالنفس
الثقة هي أساس علاقة الشخص بالآخرين، وذلك لأن فكرة مساعدة الآخرين أو وقوفهم إلى جانبهم يُعزز مشاعر الثقة، وينطبق ذلك أيضًا على ثقة الإنسان بنفسه، إذ تصبح شخصيته هشة دونها، وغير قادرة على اتخاذ القرار خوفًا من النقد بعد اتخاذه، وقد تنتج عدم الثقة من النقد المباشر والكلام الجارح، لكن حتى وإن لم يثق الإنسان بنفسه فهو قادر على اكتساب هذه الثقة مع مرور الوقت بالقليل من الجهد، وهنا بعض النصائح لتعلم كيفية الوثوق بالذات:[٥]
- يجب أن يكون المرء نفسه، إذ يلاحظ الآخرون التصنع وينفرون منه، إذ يجب على الإنسان تقبل ذاته كما هي.
- وضع الأهداف العالية؛ فرغم أنها سببًا مهمًا في التحفيز، إلا أنها قد تساهم في الفشل والإحباط بشكل كبير، لذا لابد من وضع أهداف معقولة الإنجاز والتخطيط لأعلى منها تدريجيًا مما يعطي شعورًا بالفخر، ويمكن وضع الأهداف الصغيرة أولًا والسعادة بها بدلًا من الأهداف الكبيرة التي تحتاج وقتًا طويلاً فتزيد من الإحباط وكره الذات.
- حب النفس وتقبلها كما هي، وبدلًا من تذكر الصفات السلبية يجب التركيز على الجوانب القوية في الشخصية ومحاولة استغلالها وتعزيزها، فالمرء الذي يقوي إيجابياته ويعرفها؛ يحترمه الآخرون.
- التأمل ومحاورة الذات وبدلًا من التفكير خارج النفس يجب أحيانًا التفكير في دواخلها وتجنب جلد الذات.
المرأة وقوة النفس
من البرامج الحديثة التي ظهرت مؤخرًا برامج تمكين المرأة، لما في مجتماعاتنا من انتقادات وكلام سيء وانتقاص للحقوق قد يهدد ثقة المرأة وقوة شخصيتها، لذا فإن البند الأول من محاور تمكين المرأة هو تقدير الذات واحترام رأيها ومشاركتها القرار داخل المنزل أو خارجه، بالتالي فإن زيادة الوعي والتعليم وبناء الثقة بالذات هي أدوات مهمة لتمكين المرأة وتعزيز شخصيتها وقوتها الداخلية لأن قوة النفس وصلاحها تظهر آثارها على المجتمع بأكمله.[٦]
المراجع
- ↑ "Self Social Psychology", psychology, Retrieved 23-11-2019. Edited.
- ↑ Ran Zilca (2010-8-17), "Building Inner Strength"، psychology today, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "The Power of Positive Self-Talk", rocky mountain oils,2018-4-16، Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ Rick Hanson (2014-10-6), "Grow Inner Strengths"، psychology today, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ Erica Cirino (2018-7-19), " 6 Tips for Building Trust in Yourself"، health line, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "What is Women Empowerment", women mpower, Retrieved 25-11-2019. Edited.