الفرق بين الهم والغم

الفرق بين الهم والغم

الفرق بين الهم والغم

يختلف مفهوم الهم عن مفهوم الغم، وفي بعض الأقوال ذُكر أنّ الهم والغم لهما نفس المعنى، وقد ذُكر الغم في القرآن الكريم بقوله تعالى: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}[١]، وفيما يأتي توضيح للفرق بينهما[٢][٣]:

الهم
الغم
يُشير الهم إلى القلق والحزن ممّا هو قادم، كأن يُقال أهمّه الأمر أي: أقلقه.
الغم هو انقباض القلب نتيجة وقوع الكرب أو الضرر أو الحزن، واستمراره لمدّة طويلة إلى أن يُذيب البدن.
بعض الأشخاص يُصيبه الهم بسبب تفكيره في بعض الأمور التي يُحب أن يجلبها أو يصرفها عن نفسه.
الغم يُشير إلى الكُرَب التي حصلت أو التي يتوهّم الشخص بأنّها قد تحصل.
الهم يُمكن إزالته والتخلّص من أسبابه، مثل همّ الإفلاس.
الغم لا يُمكن إزالته مثل موت أحد الأحبة.


الفرق بين الهم والغم والحزن

يختلف الحزن عن الهم والغم في الدرجة والمستوى؛ فالحزن يدلّ على تكاثف الغم وازدياده، والحزن لا يُرى لكن تظهر آثاره على وجه صاحبه، فضلًا عن أنّ الحزن يدل على غلاظة الهم، فالهموم الكثيرة تؤدي إلى الحزن، إلّا أنّ هذه الابتلاءات كُلها يُصيب الله تعالى بها عباده المؤمنين لِيُخفف عنهم من خطاياهم، وقد ذُكر ذلك في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يُصِيبُ المسلِمَ من نصَبٍ، ولا وصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حَزَنٍ، ولا أذًى، ولا غَمٍّ، حتى الشوْكةَ يُشاكُها، إلَّا كفَّرَ اللهُ بِها من خطاياهُ)[٤][٥][٢].


أسباب زوال الهم والغم

يتعرّض المسلم في حياته الدُنيا للبلاء، فهي دار اختبار وله الأجر إن صبر وإن شكر، وفي حال توالي الأحزان والكروب على المسلم لا بدّ من الأخذ بالأسباب من أجل إزالة الهم والغم من حياته، وفيما يأتي مجموعة من الطرق والنصائح للتخلص من الهم والغم[٦]:

  1. الاتجاه نحو الدعاء؛ فالدعاء هو أداة المسلم التي يتّجه بها إلى الله من أجل تيسير الحال وتفريج الكرب، وينقسم الدعاء إلى قسمين؛ وقائي وعلاجي، ومن الأدعية الوقائية قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الهمِّ والحَزَنِ، والكسلِ والبخلِ، والجبنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغلبةِ الرجالِ)[٧]، أمّا الدعاء العلاجي فقد أوصانا الرسول الكريم بالمواظبة على هذا الدعاء من أجل فك الهم والحزن: (اللهمَّ إنِّي عبدُك، ابنُ عبدِك، ابنُ أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك اللهمَّ بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزلته في كتابِك، أو علَّمته أحدًا مِن خلقِك، أو استأثرت به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبِي، ونورَ صدرِي، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي وغمِّي)[٨].
  2. الإخلاص لله تعالى؛ فمن جعل نيّته في كل أفعاله وأقواله خالصةً لله تعالى فرّج الله همّه ويسّر أمره؛ إذ لن يكون بانتظار الشكر والتقدير من أحد، وبالتالي لن يشعر بالهم في حال لم يتلقّ الإحسان من الناس مقابل ما فعل.
  3. التفكّر في نعم الله تعالى؛ ممّا يُبعد الهم والغم عن نفس الإنسان استشعاره لنعم الله تعالى التي تُحيطه من كل اتجاه؛ فالصحة والعافية والأمن والطمأنينة وغيرها من النعم التي تستدعي من العبد شكر الله تعالى واستشعار عظمة النعم التي يحظى بها دونًا عن غيره.
  4. العيش لليوم الذي هو به؛ فالأولى بالإنسان المسلم التفكير بيومه فقط لا أن يعود للتفكير بالماضي وآلامه، أو الخوف من المستقبل القادم لئلًا يبقى منغمسًا في أحزانه وهمومه.
  5. التوكّل على الله تعالى؛ ممّا لا شك فيه بأنّ من توكل على الله فهو حسبه، فليوكّل المسلم أمره كله لله، ولا يُشغل نفسه بالتفكير بالحزن القادم، لأنّ الله عز وجل هو القادر على تيسير الأمر وتفريج الهم.


المراجع

  1. سورة الحج، آية:22
  2. ^ أ ب "الفرق بين الهم والغم"، إسلام ويب، 3/12/2002، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2021. بتصرّف.
  3. "الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - الصفحة ٥٦٠"، المكتبة الشيعية، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو سعيد الخدري وأبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5818.
  5. "كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2021. بتصرّف.
  6. د.قذلة بنت محمد القحطاني، "علاج الهم والحزن في ضوء الكتاب والسنة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 20/2/2021. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5491.
  8. رواه ابن عثيمين، في مجموع فتاوي ابن عثيمين، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:466.

فيديو ذو صلة :