مفهوم التهيئة

مفهوم التهيئة

ما مفهوم التهيئة؟

هي مرحلة تسبق مرحلة التلقّي والقبول، يقوم فيها المعلم بجذب انتباه الطلاب ذهنيًّا ونفسيًّا وجسديًّا وإخراجهم من حالة التشتت وتجهيزهم وإعدادهم ليكونوا مستعدين للتفاعل في المرحلة القادمة[١].


أنواع التهيئة

للمرحلة التعليمية عدة أنشطة تتطلب تهيئةً خاصةً ومناسبةً واختيار النوع الأنسب لها، فالتهيئة تمتلك 3 أنواع يجب التمييز بينها، وهي كما يأتي[٢]:

التهيئة التوجيهية

هي توجيه انتباه الطلاب وإثارة اهتمامهم نحو الموضوع الذي سيُطرح، وتحتوي هذه التهيئة على عدّة مداخل يجب على المعلم اختيار الأنسب لأهدافه التعليمية من بينها والأنسب لاهتمامات طلابه كذلك، وفيما يلي ذكر لهذه المداخل:

  1. مدخل القصص: وهو استخدام القصص السابقة لإثارة دوافع واهتمام الطلاب نحو موضوع معين، كذكر قصة العالم مندل قبل شرح درس عن الوراثة مثلًا.
  2. المدخل التاريخي: باستخدام القصص التاريخية للعلماء والمشاهير بما يناسب موضوع الدرس.
  3. مدخل الإشارة إلى أهمية الموضوع و تطبيقاته في الحياة: فإذا كان موضوع الدرس عن الوراثة على سبيل المثال، يُمكن بيان وعرض أهمية الوراثة ودورها في كيفية اكتساب صفاتنا، وتطبيقاته في مجال الزراعة ومجال الطب أيضًا، فمثلًا تُساعد الوراثة في معرفة طبيعة الأمراض الوراثية التي تصيب الإنسان وكيفية علاجها، وفي مجال الزراعة تدخل في الأبحاث التي تهدف لإيجاد السلالات الجيدة من النباتات والتي تقاوم الأمراض وتنتج محصولًا وفيرًا.
  4. مدخل استكمال المعلومات: حيث تبرز براعةالمعلم في استخدامه لهذا المدخل بقدرته على جعل الطلاب يشعرون بنقص المعلومات حول الدرس وإثارة رغبتهم ودفعهم لطلب تعلُّم المزيد، ويُفضل ابتداء هذا المدخل بمعلومات معروفة أو مطروحة من قبل الطلاب.
  5. مدخل التتابع المنطقي: يهدف هذا المدخل إلى إثارة رغبة الطلاب لزيادة المعلومات من خلال اعتماد المعلم على تسلسل منطقي للمفاهيم الخاصة بالموضوع المطروح، وهنا الهدف زيادة المعلومات وليس استكمالها كما سبق.
  6. مدخل تحدي عقول الطلاب: إذ يتحدَّى المعلم عقول طلابه بما يتضمن موضوع الدرس، ويجب أن يكون هذا التحدي قصيرًا ومتناسبًا مع قدرات الطلبة، وهذا التحدّي يُحفِّز الطلبة لاستخدام عقولهم ممّا يؤدي إلى زيادة حماسهم ونشاطهم وإبداعهم.
  7. مدخل استعراض الواجب المنزلي: يُستخدم هذا المدخل لتحديد ما يعرفه الطلاب بطلب استعراض حلِّ الواجب المنزلي منهم، وطرح ما يعرفونه فيه وربطه مع ما سوف يدرسونه، ومناقشتهم في الاختلاف بين معلوماتهم ومعلومات الدرس وتصحيح أخطائهم واستغلال معلوماتهم كمدخل للدرس الجديد.
  8. مدخل إشراك الطلاب في تحقيق أهداف الدرس: ويكون هذا المدخل أكثر فعاليةً عندما يكون الدرس مكمّلًا لدرس سابق وليس جديدًا، حيث يناقش المعلم الأهداف التي طُرحت سابقًا ثمَّ يستكمل الدرس الجديد منها، كما إنّ بيان المعلم للأهداف الجديدة التي سيتم طرحها خلال الدرس وتنبيه الطلبة إلى الأهداف التي تحقَّق خلال الحصة يزيد من جذب انتباههم ومشاركتهم.

التهيئة الانتقالية

وهي تهيئة تستخدم الانتقال التدريجي خطوة بخطوة ومن جزء إلى جزء أو من نشاط إلى آخر، ويقوم خلالها المعلم بطرح الأمثلة والأسئلة ومشاركة طلابه الأنشطة المتعلقة بالموضوع المطروح والتي يحبونها وتتناسب مع قدراتهم ومهاراتهم.

التهيئة التقويمية

وهي التهيئة التي تأتي بعد انتهاء مرحلةٍ أو درسٍ ما، ويقيِّم فيها المعلم ما تعلّمه الطلاب ويُصحِّح مفاهيمهم، كما يقيس مدى تمكّنهم من المادة التعليمية من خلال إجاباتهم على الأسئلة التي يطرحها والأنشطته التي يقدمَّها.


أهمية التهيئة

تكمن أهمية التهيئة فيما يلي[٢][٣]:

  1. يُصبح الطلاب أكثر انفتاحًا وقدرةً على طرح التساؤلات عن موضوع الدراسة.
  2. يُكسب الطلاب انتباهًا واهتمامًا واستعدادًا أكثر للتركيز في الموضوع المطروح في مجال الدراسة.
  3. يُصبح الطلبة أكثر حبًا ونشاطًا، وتنمو لديهم قابليةً أكبر للمشاركة في الأنشطة وجعل العملية التعليمية أكثر حيويةً وثراءً.
  4. يُخلِّص الطلبة من التوتر والقلق لا سيما أثناء تنبؤهم وطرحهم أفكارًا جديدةً حول موضوع الدرس.
  5. يزيد من كفاءة العملية التعليمية لتحقيق نتائج عاليةً ومرضيةً.
  6. يسهِّل ويُسرِّع من العملية التعليمية.


كيف تكون التهيئة ناجحة وفعالة؟

يُمكن إجراء التهيئة في المدرسة أو في المنزل، وتكون أكثر نجاحًا وفعاليةً إذا كانت مُدمجةً مع روتين الطالب اليومي لا سيما إن احتوَت على الخصائص الآتية[٤][٢]:

  1. إجراء التهيئة في بيئة مريحة وهادئة.
  2. تحلِّي المعلم أو الطالب بالهدوء والصبر، إضافةً إلى الدعم والتشجيع.
  3. إدخال موضوع المجال التعليمي خلال التهيئة، والانتباه إلى أنّها ليست مرحلةً تعليميةً منفصلةً أو عبارة عن اختبار وتصحيح.
  4. اختيار الأسلوب المناسب والذي يلائم أهداف العملية التعليمية ويراعي مهارات الطلبة.
  5. تنفيذ الأسلوب الذي اختاره المعلم بطريقة سليمة ومرنة ومشوِّقة للطلاب، فنجاح تهيئة الطلاب يعتمد على كيفية تنفيذ هذا الأسلوب أكثر من اعتماده على اختيار الأسلوب الأنسب.
  6. اختيار التوقيت المناسب لعرض الأهداف التي يتطلَّبها الدرس، إذ يجب على المعلم امتلاك المرونة لاختيار التوقيت المناسب لعرضها سواءً كان ذلك في بداية التهيئة أو أثنائها أو في نهايتها، مع ضرورة عرض هذه الأهداف بأبسط صورة ممكنة.
  7. تحديد المدة الزمنية المناسبة للتهيئة، علمًا أنَّ التوقيت الأنسب لها يتراوح بين 3 - 7 دقائق، ما يعني أنها يجب ألّا تكون قصيرةً جدًا أو طويلةً جدًا بما يصعِّب تحقيق الغرض والهدف منها في النهاية.
  8. متابعة المعلم لردود فعل الطلاب واستجابتهم ومدى حماسهم لما يقوم به، وفيما إذا كانوا مستمتعين أم لا؛ ليتمكَّن من معرفة إذا كان يجب عليه التعديل في أسلوبه الذي يتبعه في التهيئة.
  9. الانتقال الطبيعي والمبسَّط إلى الدرس، وذلك وفق خطة مسبقة وتصور واضح لدى المعلم للانتقال بتسلسل مفهوم ودون تكلُّف.


هل هناك فرق بين التهيئة والتمهيد؟

نعم هناك فرق ويجب عدم الخلط بين المفهومين، إذ تأتي مرحلة التمهيد بعد التهيئة، وهي مرحلة ينحصر فيها اهتمام المعلم على محتوى الدرس فقط بغض النظر عن الحالة النفسية والانفعالية لدى طلابه، كما يُغفِل التجاوب والفهم مع اهتماماتهم ومشاعرهم، أمّا التهيئة فينصبُّ فيها اهتمام المعلم على تحفيز دافعية الطلاب ونشاطهم لبدء مرحلة تعليمية جديدة أو درس جديد[٢].


المراجع

  1. د. أحمد حسن محمد علي (14/5/2017)، "تهيئة الطلاب للدراسة"، الألوكة الاجتماعية، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث جامعة الملك عبد العزيز، مهارة التهيئة، صفحة 3-5. بتصرّف.
  3. Abigail Cook, "Priming as a Teaching Strategy: Definition & Examples", study, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  4. Texas Statewide Leadership for Autism, TEXAS GUIDE FOR EFFECTIVE TEACHING PRIMING, Page 1. Edited.

فيديو ذو صلة :