خصائص وصفات السور المكية

خصائص وصفات السور المكية

خصائص وصفات السور المكية

قد أقرّ الفقهاء والمختصون في علوم القرآن؛ أن السور المكية تتميز بأن أغلبها تتحدث عن الإيمان بالله وعن عناصر وأصول العقيدة، تفصيلًا وجملةً، وعن عظمة الله عز وجل في تدبره في خلقه، إضافةً لحديثها عن الرسالات والرسل والإيمان والتصديق، وما واجهه حاملي الرسالات من صعوباتٍ وعواقب وتحديات، وما اتبعوه من وسائل وأساليب لإقناع أقوامهم من معجزاتٍ وغيرها، وعن الإيمان باليوم الآخر وما يُشعل من أفكارٍ وأحاسيسٍ وعواطف، وما يستدعي الناس في هذا اليوم من القيام بمواقفٍ عملية حكيمة، وما يحيطه من التباسٍ وشبهات.


وهذا التنوع والتعمق في الحديث عن التأمل والعقيدة، يساعد الإنسان التائه في معضلات وتشابكات الكفر والضلال والشرك، إذّ يقودُه إلى التفكير الرزين العقلاني المتزِّن، ويرفعه إلى عُلو ومنتَهى الحق والتَوَسط، فيبصر العبد الضائع بهذا المنهج الصراط المستقيم في الإيمان بالله وكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر، وهذا ما يقاومه الإسلام في بداياته ومراحله الأولى، فالأسئلة التي طُرحت حول هذا الدين الجديد، هي أسئلة تدور أغلبها عن التوحيد العمليّ والفكري، وعن صفات الرسول المعروفة التي كانت راسخة في عقول الناس بصورتها الأسطورية، إضافةً للاستفسار عن ماهيًّة الملائكة، وكيفية الوجود الثاني بعد الموت والتي كانت تسَيّطِرُ على تفكير الناس في الجاهلية إن كانوا حقًا سيَحيوا بعد موتهم أم لا[١].


عدد السور المكية

نزلت السور المكيَّة قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تحديدًا في مكة وأنحائها، ويبلغ عددها 86 سورة وهي؛

(الفاتحة، الأعراف، الأنعام، يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، المؤمنون، الفرقان، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة، السبأ، فاطر، يس، الصافات، ص، الزمر، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، ق، الذاريات، النجم، الطور، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعراج، نوح، الجن، المزمل، المدثر، القيامة، المرسلات، النبأ، النازعات، عبس، التكوير، الانفطار، المطففين، الانشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية، الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الشرح، العلق، التين، القدر، العاديات، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون، الكوثر، الكافرون، المسد، الإخلاص، الفلق، الناس)[٢][٣].


مختصر الفرق بين السور المكية والمدنية

اهتم المسلمون بالقرآن الكريم اهتمامًا حثيثًا، ولا يوجد كتابٌ في هذا العالم قد دُرِسَ وحازَ على دراساتٍ وشروحاتٍ وبيانات بقدرِ ما نالَ القرآن الكريم، فقدّ أنشأ العلماء مئات العلوم المتخصّصة بالمصحف الشريف، وكان أهم اختصاصٍ بينها هو اختصاص وعلم "المكيّ والمدنيّ"؛ للتمييز بين الآياتِ والسور المنزلة في مرحلة الدعوة الإسلامية في مكة، وما نزل في هذه المرحلة في المدينة، وقد أقرًّ جمهوٌر كبير من العلماء واتفقوا على أن مدار هذا العلم سيعتمد على الزمان وليس على المكان، ومن أهمّ الفروقات بين السر المكّية والمدنية أنّ السور المكيَّة هي ما نزلتْ قبل الهجرة وإن كانت في المدينة أو في أيِّ مكان في الجزيرة ذهبَ إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأن السور المدنيَّة هي ما نزلتْ بعد الهجرة وإن كانت في مكة أو ضواحيها، وهذا قول آخر لجمع آخر من العلماء، كما أنّ السور المكيَّة نزلتْ مخاطبةً لأهل مكة والناس أجمعين، والسور المدنيَّة نزلتْ مخاطبةً لأهل المدينة المنورة[٤][٥].

  1. السيد محمد حسين فضل الله، تفسير من وحي القرآن، صفحة 8. بتصرّف.
  2. "سبب وجود آيات مكية في سور مدنية والعكس"، إسلام ويب ، 30/1/2005، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2020. بتصرّف.
  3. "كل السور المكية"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-02. بتصرّف.
  4. "علم المكي والمدني من سور القرآن الكريم"، الإسلام سؤال وجواب، 2008-03-28، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-02. بتصرّف.
  5. "الفرق بين السور المكية والمدنية والقرائن المميزة لكل منهما"، إسلام ويب، 2002-11-20، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-02. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :