الدعاء
هو صدق التوجه إلى الله تعالى في طلب تحقيق المُراد من أمور الدنيا أو الآخرة، وقد أمر الله تعالى عباده أن بالدعاء والسؤال، فلا يقدر على تحقيق المطلوب إلا الله، ولا يدفع الشرور إلا هو سبحانه، قال الله تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [ النساء: 32]، كما أن الاستجابة لأوامر الله تعالى وتجنب معاصيه سبب من أسباب استجابة الدعاء، يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، ومما يتوجه به العبد إلى ربه، طلبه للشفاء إذا أصابه المرض، فهو الشافي سبحانه، ونعرض في المقال أدعية للشفاء من المرض بإذن الله.[١]
الدعاء للشفاء من المرض
شرع الله تعالى لمن ابتلي بمرض أن يدعوه تعالى ليكشف ما به من ضر، ولا ينافي هذا أن يسعى العبد للعلاج وطلب الدواء المناسب، فقد أنزل الله تعالى لكلِّ داءٍ دواء، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علّم المسلمين طريقة الرقية الشرعية بقراءة فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وسورتي الفلق والناس، كما أن القرآن الكريم كلّه شفاء، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]، ومن الأدعية الوارد ذكرها لشفاء المرض ما يلي:[٢]
- قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن عادَ مريضًا لم يَحضُرْ أجَلُهُ، فقال عِندَهُ سَبْعَ مِرارٍ: أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يَشفيَكَ، إلَّا عافاهُ اللهُ مِن ذلكَ المرَضِ) [ تخريج سنن أبي داود| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
- عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنَّه شكا إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وجَعًا يجِدُه منذُ أسلَم، فقال له رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (ضَعْ يدَك على الَّذي تأْلَمُ مِن جسدِك وقُلْ: بسمِ اللهِ ثلاثًا وقُلْ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه مِن شرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ سبعَ مرَّاتٍ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه]
- (أنَّ جبريلَ أتى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ، فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ) [شرح السنة| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
- (لا بأسَ عليك، طهورٌ إن شاء اللهُ) [صحيح الأدب المفرد| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا أتَى مَرِيضًا أوْ أُتِيَ به، قَالَ: (أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وأَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
- إذا جاء الرجلُ يعودُ مريضا فليقلْ :(اللهمَّ اشفِ عبدكَ ينكَأ لكَ عدوا، أو يمشِي لكَ إلى صلاةٍ). [السلسلة الصحيحة| خلاصة حكم المحدث: حسن].
- (اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت. تعيدها ثلاثًا حين تصبح، وثلاثًا حين تمسي) [ صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن].
الصبر على البلاء
جعل الله تعالى الابتلاء سنة في خلقه، فكل إنسان مبتلى بنعمة أو نقمة، قال الله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 2]، والناس في ذلك نوعان: منهم صابر محتسب لأجره عند الله تعالى إن أصابته نقمة، وشاكر لله تعالى في النعمة، ومنهم من يسخط إذا أصابته الضرّاء فيخسر الأجر والثواب، وقد وعد الله تعالى الصابرين بالفرج، والله تعالى لا يُخلف وعدًا، فقد قال في محكم كتابه: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا*إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5-6] وتوجد أمور تعين المسلم على الصبر إذا حلَّ البلاء، منها:[٣]
- معرفة أنّ في الابتلاء حكمة لله عزّ وجلّ، فقد يكون العبد بعيدًا عن الله تعالى فيبتليه الله ليقرّبه، وقد يكون من الصالحين فيبتليه الله ليرفع درجته.
- الصبر على الابتلاء يمحي الذنوب ويكفّر من الخطايا.
- الصبر على الابتلاء يرفع درجة المؤمن في الجنة يوم القيامة.
- الصبر على الابتلاء سبب في محبة الله للعبد.
شروط استجابة الدعاء
الدعاء عبادة لله عزّ وجل يتقرّب بها العبد من ربه، ويجب أن تتوفر في العبادة شروط حتى تكون مقبولة عند الله تعالى، ومن شروط الدعاء المستجاب:[٤]
- أن يدعو الله وحده لا شريك له: عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) [الأحكام الشرعية الكبرى| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
- التوسل لله تعالى بأسمائه وصفاته: وقد ورد ذلك في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا يجب التوسل بالأحياء أو الأموات أو حتى الأنبياء.
- عدم الاستعجال في إجابة الدعاء: حتى لو تأخرت الإجابة، فالمسلم يحسن الظن بالله تعالى، ولا يظن أنه دعا الله ولم يستجب، وقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- ألا يكون في الدعاء إثم أو قطيعة رحم: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
- حضور القلب أثناء الدعاء: فيكون المسلم متوجهًا لله تعالى في قلبه غير لاههٍ بأمور الدنيا، كما أنه محسن الظن بالله، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ادْعُوا اللهَ وأنتمْ مُوقِنُونَ بالإجابةِ، واعلمُوا أنَّ اللهَ لا يَستجيبُ دُعاءً من قلْبٍ غافِلٍ لَاهٍ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث : حسن].
- الرزق الحلال سبب في استجابة الدعاء: فيتحرى المسلم مصدر رزقه، ويبتعد فيه عن الحرام والشبهات، فإن الحرام سبب من أسباب عدم استجابة الدعاء، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا، إنِّي بما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[المؤمنون:51] وقالَ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}[البقرة:172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث : [صحيح].
المراجع
- ↑ "الدعاء معناه وأهميته وأسباب استجابته"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الرقية الشرعية كاملة من القرآن والسنة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الصبر على البلاء"، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هو شروط الدعاء لكي يكون الدعاء مستجاباً مقبولاً عند الله"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.