مواقف شجاعة عمر بن الخطاب

مواقف شجاعة عمر بن الخطاب

مواقف من شجاعة عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، يُكنّي بأبي حفص، هو ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وأحد العشرة المبشّرين بالجنة، وأسلم في ذي الحجة في السنة السادسة من بعثة النبيّ عليه الصلاة والسلام، وكان يبلغ السادسة والعشرين من عمره اَنذاك، وجاء إسلامه بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة بن عبد المطّلب، وإنّ لعمر بن الخطاب العديد من المواقف الدالة على شجاعته رضي الله عنه، ومن أهم هذه المواقف[١][٢][٣]:

  • إعلان عمر بن الخطاب إسلامه لقبيلة قريش؛ إذ ذهب رضي الله عنه إلى رجل من رجال قريش يُدعى "جميل بن معمر الجمحي"، وأعلمه بإسلامه، فصمت جميل بن معمر الجمحي ولم يردّ على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكلمةٍ واحدة، حتى نادى أهل قريش وقال لهم إنّ عمر بن الخطاب قد صبأ، فقال عمر: كذب ولكني أسلمت وآمنت بالله، وصدَّقت رسوله، ولمّا علموا بذلك ثاروا عليه، فقاتلهم جميعًا دون خوف.
  • نصرة عمر بن الخطاب بإسلامه للمسلمين وتقوية شوكتهم أمام المشركين؛ فعن عبد الله بن مسعود أن قال: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر)[٤]، ولم يكن المسلمون يستطعيون الصلاة عند الكعبة إلّا بعد إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ إذ صلى رضي الله عنه بجوار الكعبة بعدما أعلن إسلامه وصلى معه المسلمون.
  • هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى المدينة المنورة علانيةً؛ فقد كان الوحيد من المسلمين من أهل مكة الذي هاجر علانيةً؛ إذ أخفى جميع المسلمون هجرتهم عن كفار قريش خوفًا منهم، ولكنّه رضي الله عنه وأرضاه أبَى إلّا أن تكون هجرته معلنة أمام الملأ من أهل قريش، فذهب رضي الله عنه صوب الكعبة وكان حولها الملأ من بني قريش، فطاف بالبيت سبعًا، ثم جاء المقام وصلّى أمامه، وتوجّه للملأ من أهل قريش وأخبرهم من يريد أن تثكله أمه أو يوتم ولده، أو يرمل زوجه فليلحقه وراء الوادي.
  • دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كانت عنده جارية تضرب بالدفّ وتغني؛ إذ جاءت هذه الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تُخبره بأنَّها نذرت نذرًا، وهو إن عاد عليه الصلاة والسلام سالمًا من المغازي ستضرب بالدف، وتتغنى عنده، فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام بأن تفعل ما نذرت به، فدخل أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم وهي تضرب بالدف، وحينما دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه توقفت عن الضرب والغناء، وخبأت الدف خلفها من شدة قوته، وهيبته وشجاعته رضي الله عنه.


صفات عمر بن الخطاب

الصفات الخَلقية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه

من أهم الصفات الشكلية لعمر رضي الله عنه ما يلي [٥]:

  1. البشرة البيضاء ذات الحُمرة الخفيفة.
  2. طول القامة.
  3. شدة وقوة البنية الجسدية.
  4. الرأس الأصلع.
  5. اللحية الطويلة الملوّنة بالحنّاء.


الصفات الخُلقية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه

من أهم الصفات الخُلقية التي تميّز بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما يلي[٦][٧]:

  1. مخافة الله سبحانه وتعالى الشديدة؛ فقد كان من شدّة مخافته لله يحاسب نفسه إذا شعر أنّه أخطأ في شيءٍ ما، وإذا شعر أنّه أخطأ في حقّ أحدٍ من الناس، فقد كان يناديه ويطلب منه أن يقتصّ منه، وكان رضي الله عنه دائمًا يقول من شدّة تورّعه ومحاسبته لنفسه "لو مات جَدْيٌ بطف الفرات لخشيت أن يحاسب الله به عمر".
  2. الزهد؛ فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه زاهدًا، وقد عرف أن هذه الدنيا ما هي إلّا دار اختبار ومزرعة للآخرة، فتحرّر من زخارفها وإغراءاتها ومفاتنها الشديدة من المال والمأكل والمشرب والملبس، وكان متواضعًا في كلّ شيء همّه هو أن يعمل للفوز بالآخرة.
  3. الورع الشديد؛ فقد كان رضي الله عنه يتّصف بالورع ويخاف أن يأكل ما لا يحقّ له، فقد كان لا يحبّ أكل أي طعام أو مال إذا لم يكن له به حقّ؛ مخافةً من الوقوع بالإثم.
  4. التفريق بين الحقّ والباطل؛ فقد أطلق عليه النبي عليه الصلاة والسلام لقب الفاروق، لأنّه كان يعرف تمامًا كيف يفرّق بين ما هو حقّ وبين ما هو باطل.


لماذا يخاف الشيطان من عمر بن الخطاب؟

أخبر النبي عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم سيدنا عمر رضي الله عنه بأنّ الشيطان كان يهابه ولا يحبُّ أن يسلك طريقًا سلكه عمر بن الخطاب البتّة، إذ قال عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ) [٨]، كما وقد قال النبيّ عليه أفضل الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما توقفت الجارية التي كانت تضرب على الدّف عند الرسول عليه الصلاة والسلام وفاءً لنذرها بأن تدفّ إذا عاد النبي عليه الصلاة السلام سالمًا من أحد الغزوات (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ ، فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ)[٩]، ومن الأسباب التي جعلت الشيطان يخاف من عمر بن الخطاب ويفرّ من الدرب التي يكون فيها هو صدق تمسّكه بالحق، فهو لم يكن يداهن أحدًا أو يداريه، كما أنّه لم يكن يضعف أو يبتعد عن الحق أو يلين، وفي ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الشَّيْطَانَ إِنَّمَا يَسْتَطِيلُ عَلَى الْإِنْسَانِ بِهَوَاهُ ، وَعُمَرُ قَمَعَ هَوَاهُ" [١٠].


المراجع

  1. "عمر بن الخطاب ـ الفاروق ـ"، إسلام ويب، 5/4/2014، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  2. "نماذج من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2021. بتصرّف.
  3. "عمر بن الخطاب - قوة عمر بن الخطاب "، طريق الإسلام، 1/4/2015، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  4. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6880، أخرجه في صحيحه.
  5. أبو الهيثم محمد درويش (8/10/2020)، "مع الفاروق رضي الله عنه - صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  6. علي الصلابي (13/1/2020)، "صفات عمر بن الخطاب (التقوى والزهد والورع)"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  7. "هل صح أن رسول الله لقب عمر بالفاروق؟ وهل اللقب خاص به؟"، إسلام ويب، 27/7/2016، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
  8. رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2667، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:3690، صحيح.
  10. "صفات عمر رضي الله عنه التي جعلت الشيطان يخافه ويفرّ منه ."، الإسلام سؤال وجواب، 11/5/2014، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :