محتويات
من هو عثمان بن عفان؟
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، القرشي، الأموي، أمير المؤمنين رضي الله عنه، ولد بعد الفيل بست سنين على الصحيح، ويكنى بأبي عبد الله وأبي ليلى، والدته اسمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب، أسلمت وماتت في خلافة ابنها عثمان، ولُقب رضي الله عنه بذا النورين؛ لأنّه تزوج ابنتي نبي الله صلى الله عليه وسلم[١].
كيف تولى عثمان بن عفان الخلافة؟
روى البخاري في صحيحه عن المسور بن مخرمة: أنّ الجماعة الذين رشحهم عمر بن الخطاب لخلافة المسلمين، وهم الستة المشهورون من بين الصحابة المشهود لهم بالجنة، والذين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ: عثمان، علي، عبد الرحمن بن عوف، طلحة، الزبير، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، وهم أهل المشورة؛ فعاد أمر هؤلاء الستة إلى عبد الرحمن بن عوف بإجماعهم كلهم على أن يختار من تميل له رغبة الناس أن يكون خليفة للمسلمين، ويحقق شروط الخلافة؛ فرأى عبد الرحمن أنّ أغلب المسلمين اختاروا عثمان بن عفان، فتمت الخلافة لعثمان، فبايعه الأنصار والمهاجرون وأمراء الأجناد الحاضرون بالمدينة، ولم يتخلف أحد عن مبايعته؛ واستلم خلافته عام أربع وعشرين من الهجرة ببداية شهر محرم، رضي الله عنه[١].
فضائل عثمان بن عفان
لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فضائل كثيرة ومناقب جمة نذكر منها ما تيسر[١]:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما استأذن عليه يوم بئر أريس، قال: (ائذن له بالدخول، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه)[٢]، فقال رضي الله عنه: الله المستعان.
- روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "عثمان أوصلنا للرحم"، وكذا قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما بلغها قتله، قالت: "قتلوه وإنّه لأوصلهم للرحم، وأتقاهم للرب".
- روى أبو خيثمة من طريق الضحاك، عن النزال بن سبرة، قال: قلنا لعلي بن أبي طالب: حدثنا عن عثمان! قال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، وقد ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لما جهز عثمان جيش العسرة: (ما ضَرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ)[٣].
- روي أن الزبير بن العوام رضي الله عنه لما سمع بمقتل عثمان قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، ثم ترحم عليه وقال: "تبًا لمن قتله وخيبة له".
- ورد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسًا في مكان، فدخل أبو بكر ورسول الله حاسر إزاره إلى ركبته، ثم دخل عمر بن الخطاب وهو على هيئته، ثم دخل عثمان فغطى فخذه، فقيل له في ذلك؟ فقال: (ألا أستحي من رجل تستحي منه ملائكة الله؟)[٤].
- كان عثمان سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين في عُمرة الحديبية عندما منعت الرسول عن عمرته، فأرسله ليعلمهم عن مجيئه أنّه يريد العمرة فقط، لكن قريشًا ردته، فلما تأخر عثمان في الرجوع شاع أنه قُتل؛ فعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتال قريش، فبايع المسلمين تحت الشجرة على القتال، فضرب رسول الله إحدى يديه على الأخرى وقال: "هذه عن عثمان"، وتسمى هذه بيعة الرضوان المشهورة.
أعمال عثمان بن عفان
تجهيز جيش العسرة
كانت غزوة تبوك في شهر رجب في سنة تسع قبل حجة الوداع، وقد استجاب الصحابة رضوان الله عليهم لنداء الرسول صلى الله عليه وسلم، وتسابقوا في العطاء كعادتهم، فجاء أبو بكر الصديق بكل ماله وكان أربعة آلاف درهم، وجاء الفاروق بنصف ماله، والعباس رضي الله عنه جاء بمالٍ كثير، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه جاء بنصف ماله، وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه جاء بثلاثمائة من البعير بأحلاسها وأقتابها وبألف دينار استجابة لنداء الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أكْبر النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل عثمان رضي الله عنه فقال: (ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم)[٥][٦].
جمع القرآن الكريم
كان السبب في جمع القرآن الكريم أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يُحارب أهل الشام لفتح أذربيجان وأرمينية مع أهل العراق، فخاف حذيفة من اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان أنّ عليه إدراك هذا قبل أن يختلفوا كما اختلف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة لإرسال الصحف له لينسخوها في المصاحف، ثم يردوها إليها، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمرعبد الله بن الزبير، زيد بن ثابت، عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، وسعيد بن العاص، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا تناقضتم مع زيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلهجة قريش، فإنّما نزل بلسانهم[٧].
الفتوحات الإسلامية
تم في عهد عثمان بن عفان فتح[٨]:
- فتح أرمينية: فقد توغَّل المسلمون في أرمينية في عهد الخليفة عثمان بن عفان؛ فالحملات الإسلامية ضد بلاد الأرمن كانت تعمل بناءً على خطةٍ عسكريةٍ محكمة، ومدروسة مسبقًا والهدف منها فتح هذه البلاد وإدخالها ضمن الأملاك الإسلامية ونشر الإسلام فيها، ونجحت الحملة بقيادة مسلمة بن حبيب الفهري في بسط السيطرة على نهر الفرات وأودية نهر الرس، وصادفوا مقاومةً في المناطق الجبلية المرتفعة وفي تفليس.
- فتح طرابلس الشام: أرسل معاوية بن أبي سفيان سفيان الأزدي إلى طرابلس بعد أن أخذ موافقة عثمان بن عفان، فبنى سفيان بن مجيب الأزدي حصنًا يبعد ميلين عن المدينة، وراح يضغط عليها، ووضع حرّاسًا على ما أحيُط بالمدينة من شواطئ لمنع وصول الإمدادت، مما دفع سكانها للانتقال إلى الحصن الغربي عند رأس الميناء واحتموا به، وكان همهم الوحيد النجاة بأنفسهم وقد يئسوا من مدَّة الحصار التي امتدت أشهرًا، وبالأخص أنَّ المؤن قد استنفذت منهم، كما عجزوا عن التصدي للقوات الإسلامية، وأنقذهم من هذا الوضع الحرج وصول بواخر بيزنطية قامت بنقلهم ليلًا بالخفية إلى الجزر القريبة الواقعة تحت سيطرة البيزنطيين، وهكذا أصبحت المدينة خالية ممن يُدافع عنها أو يحميها فدخلها المسلمون وسيطروا عليها.
- فتح قبرص: انطلق معاوية بن أبي سفيان بقيادة حملته الأولى إلى جزيرة قبرص بعد موافقة عثمان بن عثمان في عام 28هـ، وتكوّن الأسطول الإسلامي من 120 مركبًا، وعند وصول الأسطول الإسلامي إلى قبرص، رسا على ساحلها، ثم أغار المسلمون عليها، وغنموا العديد من أهلها، واضطر ملك قبرص إلى طلب الصلح بعد عجزه عن المقاومة.
وفاة عثمان بن عفان
اجتمعت رؤوس الفتنة والشر، وحاصروا عثمان رضي الله عنه ليتنازل عن الخلافة، وقاتلوه فصبر، وكَفَّ نفسه وعَبيده حتى قُتل صابرًا في داره وفي يده المصحف، وعنده زوجته نائلة، وقد تحاوط عليه أربعة أنفس، وقتله سودان بن حمران يوم الجمعة في الثامن عشر من ذي الحجة في عام 35 للهجرة، ودامت خلافته 12 سنة، وعاش بضعًا وثمانين سنة، وقد روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ:(فَتَحَ عُثْمَانُ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ، فَاتَّقَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا، فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْمَوْتُ الأَسْوَدُ، فَخَنَقَهُ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ بالسّيف، قال: فو الله مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَلْيَنَ مِنْ حَلْقِهِ، لَقَدْ خنقته حتّى رأيت نفسه مثل الجان تردّد في جسده)[٩][١٠].
المراجع
- ^ أ ب ت الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشثري (28/5/2011)، "ثالث الخلفاء عثمان بن عفان (1)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:6911، إسناده صحيح على شرط البخاري.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عبدالرحمن بن سمرة، الصفحة أو الرقم:6018، إسناده حسن.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2620، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح ، عن عبدالرحمن بن سمرة، الصفحة أو الرقم:6018 ، إسناده حسن .
- ↑ "من جهز جيش العسرة فله الجنة "، إسلام ويب، 23/4/2017، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "أهم أعمال عثمان الاجتهادية"، قصة الإسلام ، 21/7/2008، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد سهيل طقوش (24/9/2017)، "الفتوح في عهد عثمان بن عفان "، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ."، الإسلام سؤال وجواب، 29/8/2016، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "عثمان بن عفان "، إسلام ويبب، 28/11/2012، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2021. بتصرّف.