طريقة سهلة للحفظ وعدم النسيان

طريقة سهلة للحفظ وعدم النسيان

الذاكرة

إنَّ محاولة تحسين الذّاكرة باستمرار لها تأثيرات إيجابيّة ملحوظة على الحياة الشّخصيّة والمهنيّة، ويُحاول العِلم دائمًا إيجاد أساليب جديدة يوميًّا؛ لتحسين الذّاكرة العامّة، وفي الواقع إنّ التذكّر عمليّة معقّدة تتكوّن من عدد قليل من الأنشطة الدّماغيّة المختلفة، وقبل معرفة أساليب سريعة للحفظ، وإبقائها بعيدةً عن النّسيان، من المهمِّ معرفة طريقة عمل الذّاكرة، ففي البداية يُرسِل الدّماغ إشاراتٍ بنمط معيَّن مرتبطةً بالحدثِ المُشاهَدِ، ويخلق روابط بين الخلايا العصبيّة فيه، وتسمّى هذه النّقاط التّشابك العصبيّ، وهذه الذّكريات لا تبقى كثيرًا وسُرعان ما تتلاشى، أمّا الذّكريات التي تبقى فإنّها تُسمّى الذّاكرة طويلة الأمد، ويتخزّن الكثير منها أثناء النّوم؛ لأنّ الدّماغ يُعيد إنشاء نمط النّشاط نفسه، ويقوّي نقاط الاشتباك العصبيّ التي أُنشِئَت سابقًا، وفي النّهاية تستَحضِر الذّاكرة المعلومات التي خُزِّنت فيها بسهولة إذا عُزِّزت بمرور الوقت[١].


طريقة سهلة للحفظ وعدم النسيان

تتحدّث الفقرة التّالية عن طُرُق مثبتة علميًّا لزيادة كفاءة الذّاكرة، وتقليل النّسيان، وفيما يأتي ثلاث من هذه الطُّرُق[١]:

  • شرب المنبّهات التي تحتوي الكافيين: إنَّ شُربَ الكافيين قبل تعلُّم شيء جديد يُمكن أن يُحسِّن الذّاكرة قليلًا، لكنَّ نتائج الأبحاث تؤكّد أنّ شُرب الكافيين بعد تعلُّم شيء جديد قد أدّى فعليًّا إلى تحسين الذّاكرة، حتّى 24 ساعةً تاليةً للدّراسة والحفظ، وقد كانت المعلومات في مستوًى عميق في الذّاكرة، لهذا يجب ألا يقتصر تناول المشروبات التي تحتوي الكافيين على فترة الصّباح، بل من الجيِّد شُربُها بعد الانتهاء من الدّراسة أيضًا.
  • التّأمّل: ذاكرة الإنسان مثل المفكِّرة داخل الدّماغ، إذ إنّها المكان الذي يَحتفِظ فيه الدّماغ بمعلومات جديدة مؤقّتًا، مثل أسماء الأشخاص، والعناوين الجديدة، وهذه الذّاكرة تبدأ بالاختفاء فورَ الانتهاء من استخدام المعلومات الجديدة، إذا لم تكُن مفيدةً، وتحتفظُ هذه الذّاكرة بحوالي سبعة عناصر في أقصى حدٍّ لها، ومن الممكن أن يكون التّأمُّلُ مفيدًا في تقوية هذه الذّاكرة وتعزيزها؛ لأنّه يُساعد على التّركيز، ويُقلّل التّوتّر.
  • ممارسة التّمارين الرّياضيّة: أثبتت الدّراسات أنَّ ممارسة التّمارين الرّياضيّة بانتظام يُمكنه تحسين القدرة على التّذكُّر، لكنَّ بعض الدّراسات أظهرت أنَّ الرّياضة تُساهم تحديدًا في تعزيز الذّاكرة المكانيّة، لذا قد لا تكون التّمارين مفيدةً لكلِّ أنواع المعلومات، وهذا لا يعني بالطّبع أنّها غير مفيدة عمومًا؛ إذ إنَّ المخَّ يُظهِرُ تحسُّنًا في القدرات المعرفيّة والذّاكرة عند ممارسة التّمارين الرّياضيّة بانتظام.


نصائح للدّراسة دون نسيان

كل الطّلّاب على حدٍّ سواءٍ يخشون نسيان ما درسوه قبل الامتحان، والفقرة التّالية تتحدّث عن نصائح يُمكنها المساعدة على الحفظ دون نسيان المعلومات بسرعة، وهذه النّصائح موثوقة علميًّا[٢]:

  • محاربة مُنحنى النّسيان: إنّ البشر يميلون إلى نسيان نصفِ الذّاكرة المُكتَسَبة حديثًا، في غضون أيّام أو أسابيع من تخزينها، ولا يُمكن الاحتفاظ بها طويلًا، إلّا عند مراجعتها بانتظام وتركيز، ومن المؤكّد أنَّ فائدة التّكرار ستكون عظيمةً.
  • تغيير طريقة الدّراسة: قد يميل البعض إلى الدّراسة بالقراءة بعيونهم، وهذه طريقة ضعيفة للاحتفاظ بالمعلومات طويلًا، إذ إنَّ المذاكرة لا يجب أن تكون بالعينين فقط، بل يجب أن يشتركَ بها أكبر عدد من الحواسِّ، مثلًا يُمكن الدّراسة بصوت مرتفع، ويُمكن تسجيل هذه الدّراسة، وكلّما حان وقت المُراجعة يكون استرجاعها أسهل عند سماعها، وسيصبح بقاؤها في الذّاكرة أطول.
  • تدوين ملاحظات قصيرة: أظهرت الكثير من الدّراسات أنّ الكتابة تساعد في تخزين المعلومات داخل الدّماغ، لهذا يُعد تدوين الملاحظات بلغة الطّالب باختصار أمرًا مفيدًا جدًّا في إطالة عُمرِ المعلومات في الذّاكرة، ومن الأفضل أن تكون هذه الملاحظات عن النّقاط الرّئيسيّة والمهمّة فقط في المادّة، مثل التّعريفات والقوانين الرّياضيّة أو الفيزيائيّة، وبالأصل تتعذّرُ مراجعة الكتاب بأكمله في جلسة واحدة.
  • كتابة خطّة زمنيّة واضحة: توجد قاعدة يجب على الطّلّاب معرفتها، وهي أنّ الفشل في التّخطيط يقود للفشل؛ لذلك يجب دائمًا وضع خطّة زمنيّة للدّراسة، وأن تكون هذه الخطّة مقسّمةً حسب احتياجات كلِّ مادّة، وأن تكون أوقات الفراغ واضحةً فيها؛ للحفاظ على مستويات تركيز عالية.
  • تعليم الآخرين: عند استعصاء شيء على الفهم أو الحفظ، فإنَّ شرحه للآخرين يُعد اختبارًا جيّدًا لفهم الطّالب للمادّة، ومعرفة نقاط ضعفه التي قد لا يكون منتبهًا لها، ويُمكن أيضًا أن يتخيَّل الطّالب أنّه يشرَحُ للآخرين، وهذا مفيد أيضًا.


نصائح للتّحضير للامتحانات دون نسيان

إنَّ الامتحانات في آخر السّنة أو خلال الفصل أمرٌ حتميٌّ، ووقتها معروف، ومن المعروف للجميع أنّها فترة صعبة، ومن الصّعب التّركيز في دراسة الامتحانات بين كلِّ الضّغوطات المحيطة بالطّالب، مثل الدّراسة للامتحان مع دراسة الموادِّ الأخرى، أو مع تقديم مشروع لمادّة أخرى، حتّى أنّها قد تؤثّر على سيرِ الجدول اليوميّ الذي اعتاد الطّالب عليه، وفيما يأتي نصائح حول كيفيّة الدّراسة للامتحانات دون نسيان[٣]:

  • التّنظيم: الفوضى هي أوّل عدو للذّاكرة الجيّدة، فالدّارسة تحتاج إلى مكان مرتّب، وجدول زمنيّ منظّم، وأن تكون الموادُّ الدّارسيّة مرتّبةً حسب الموعد والصّعوبة وجاهزيّة الطّالب لها، وهكذا لن يضيع الوقت والجهد في الحفظ دون فائدة.
  • الإيجابيّة: إذا بدَأت الدّراسة بسلبيّة، فسيكون الطّالب عديم التّفكير والفَهمِ، وكلُّ محاولات الحفظ ستكون مضيعةً للوقت، لذلك يجب أن يكون الطّالب مُحبًّا ومتحمِّسًا للدّراسة، ومُحبًّا للموضوع الذي يحفظه ويُذاكره، ومن شأن هذا الحماس أن يحفظ المعلومات لمدّة أطول في الذّاكرة.
  • تبديل مواضيع الدّراسة: قد يستنفِدُ الاستغراق بموضوع واحد مجهودًا كبيرًا من الطّالب، وأفضل ما يفعلُهُ في هذه الحال التّنويع بين المواضيع المطلوب منه دراستها، ويُمكن توزيع نصف ساعة لكلّ موضوع، وأخذ استراحة بين المواضيع، وهذه استراتيجيّة فعّالة للغاية في المحافظة على تركيز الدّماغ ونشاطه في المذاكرة.
  • اختبار النّفس: عند الانتهاء من دراسة موضوع معيّن، لا يجب أن يُكرّره الطّالب كثيرًا بالأسلوب نفسه؛ إذ يُمكنه اختبار نفسه بحلِّ أسئلة خارجيّة، أو حلّ أسئلة الكتاب، أو كتابة أمثلة جديدة، ويُمكن أيضًا مراجعة المادّة مع الأصدقاء، وتبادل أسئلة عديدة عن كلِّ موضوع؛ لتكون الدّراسة شاملةً وممتعةً.
  • المراجعة دوريًّا: من المعروف أنّه كلَّما تعرَّف الدّماغ على موضوع معيَّن مرارًا وتكرارًا تذكَّرهُ بسرعة وكفاءة أكبر، ولا تكون المراجعة بتكرار المعلومات فقط؛ إذ يُمكن أن يُعيد الطّالب المادّة، ويختبر نفسه فيها بعد يوم أو يومين، بعدها يكون يراجعها مرة أخرى، وهكذا حتى يحين موعد الامتحان لن يواجه الدّماغ صعوبةً أبدًا في استرجاع المعلومات التي حفِظها، ولن تحتاج الموادُّ إلى جهد كبير عند إعادة دراستها.


المراجع

  1. ^ أ ب Jeff Haden (2015-7-30), "6 Ways to Remember More and Forget Less (Spoiler Alert: Coffee!)"، inc, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  2. "7 Tips to Study Without Forgetting", hashlearn,2019-3-17، Retrieved 8-12-2019. Edited.
  3. "How to Study Well for Exams Without Forgetting", truemedallion, Retrieved 8-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :