علاج وسواس النوم

علاج وسواس النوم

هل يمكن علاج وسواس النوم؟

يشير وسواس النوم إلى الخوف غير الطبيعي من النوم، الذي قد يكون في أحيانٍ كثيرةٍ نتيجةً لشعور الأشخاص بأنّهم يفقدون السيطرة على أنفسهم عند النوم، أو ربما بسبب الكوابيس التي قد تصاحبهم عند النوم[١]، وعند الإصابة بوسواس النوم- على غرار سائر أنواع الرهاب- يكون الخوف الناجمُ شديدًا كفايةً للتأثير على أنشطة الحياة اليومية، ونوعية الحياة[٢]، بيد أنّه ثمة طرقٌ عديدةٌ لعلاج هذه الحالة، وهو ما سنتطرّق إليه في هذا المقال.


ما هو علاج وسواس النوم؟

تتوفّر خيارات عديدة لعلاج وسواس النوم، بما في ذلك ما سنذكرها هنا، ولكن يجب التنبيه إلى أنّ الطبيب المختصّ هو المسؤول الوحيد عن تشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب لها، لذا قد يصف علاجات غير مذكورة هنا، لذا لا بدّ دائمًا من اتباع تعليمات الطبيب المختصّ[٢]:

العلاج بالتعرّض

يعتمد هذا العلاج على تعريض المريض تدريجيًا لمخاوفه، جنبًا إلى جنب مع إيجادِ طرقٍ لتقليل مشاعر الخوف والقلق، أما بالنسبة لوسواس النوم، فقد يتضمّن العلاج بالتعرض مناقشة الخوف، واستخدام تقنيات الاسترخاء، ثم تخيل ما سيكون عليه الأمر عند النوم نومًا هانئًا في الليل، ثم تتضمّن المرحلة التالية من العلاج مشاهدة بعض الصور لأشخاص نائمين، ويبدو أنهم مرتاحون، وعندما يتقِن المريض هذه الإشارات، يُشجَّع على أخذ قيلولةٍ قصيرةٍ -مع وجود شريكه أو أحد والديه أو صديقٍ موثوقٍ به في المنزل- لتعزيز قدرته على الاستيقاظ بطمأنينة، ويوجد خيار آخر للعلاج بالتعرّض، وهو النوم في مختبر للنوم، أو مع اختصاصي طبي يبقى مستيقظًا في أثناء مدة النوم، سواء أكانت في وقت القيلولة أم في الليل.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

ربما يساعد العلاج المعرفي السلوكي في علاج وسواس النوم، إذ يسعى هذا العلاج إلى التعرّف على المخاوف المُتعلّقة بالنوم وطرق التعامل معها، ويتضمّن ذلك تعلّم تحدّي الأفكار عند مواجهتها، وإعادة توجيهها بحيث لا تُسبّب مشكلاتٍ كثيرة، وترتبط هذه الأفكار بالنوم نفسه، أو بالخوف المُحدّد الذي يسبب القلق عند النوم، ولعلّ أبرز الأساليب التي يوصي بها المعالج هو تقييد فكرة النوم، الذي يتضمّن النوم والاستيقاظ في أوقات مُحدّدة، بصرف النظر عن مقدار النوم الذي ينامهُ المريض فعلًا؛ مما قد يساعد جسمه على تطوير أنماط نومٍ أفضل، وهي أمور يُحتمَل أن تُفيدَ في حالة وسواس النوم عند استخدامها مع العلاج السلوكي المعرفي.

الأدوية

لا يوجد دواء مُعيّن يُعالِج أنواعًا بعينها من الرهاب، غيرَ أنّ بعض الأدوية قد تُقلّل من أعراض الخوف والقلق المرافقة للرهاب، وتُفيد عند استخدامها مع العلاج النفسي، فربما يوصي الطبيب النفسي بأدوية حاصرات البيتا أو بالبنزوديازيبينات لاستخدامها على المدى القصير أو المُتقطّع:

  • أدوية حاصرات البيتا: تُقلّل هذه الأدوية الأعراض الجسدية للقلق؛ على سبيل المثال، قد تحافظ على ثباتِ معدل ضربات القلب، وتحول دون ارتفاع ضغط الدم.
  • البنزوديازيبينات: تندرج هذه الأدوية ضمن أنواع المُهدّئات؛ فهي تُفِيد في تخفيف أعراض القلق، بيد أنّها قد تسبب الإدمان؛ لذلك لا يُفترض استخدامها لمدة طويلة.


ما هي أعراض الإصابة بوسواس النوم؟

قد يترتب على الإصابة بوسواس النوم ظهور عدة أعراض، بما في ذلك[٣]:

  • النعاس في أثناء النهار: إذا لم يحصل المريض على قسطٍ كافي من الراحة في الليل؛ فلا ريب أنه سيشعر بالتعب خلال النهار؛ فالنعاس في أثناء النهار شائع لدى المصابين بوسواس النوم.
  • التعب المزمن: كلّما طالت مدة معاناة الفرد من هذا الوسواس، زاد احتمال إصابته بالإرهاق المزمن. ولمّا كانت تقلبات النوم شديدةً جدًا، فإنّ إيقاع الساعة البيولوجية يغدو غير متسقٍ؛ ممّا يؤثر أيضًا على هرمونات الجسم ووظائفه جميعًا.
  • تقلّب المزاج: يكون الحرمان من النوم أمرًا بارزًا عند الأشخاص المصابين بوسواس النوم، ممّا يسبب معاناتهم من التهيّج وتقلب المزاج؛ فعندما لا ينال الجسم قسطً كافيًا من الراحة، فإنّ آلية الجهاز اللاودّي أو (Parasympathetic nervous system) وهو الجهاز المسؤول عن استجابة الجسم وقت الراحة[٤]، تدخل حيّز التنفيذ كليًا، فيتجلّى تأثير ذلك في معاناة المريض من الاضطراب المزاجي المؤقت على المدى القصير، وقد يغدو هذا الاضطراب مزمنًا إذا تُرِك الوسواس دون علاج، أو إذا لم يُغيّر المريض نمط حياته.
  • فقدان الذاكرة: يؤثر عدم نيل قسط كافٍ من الراحة بسبب وسواس النوم على القدرات الإدراكية، فيعاني المريض أحيانًا من فقدان الذاكرة؛ فكما هو معلوم، يستخدم الدماغ ساعات الراحة خلال النوم للتعلم ومعالجة المعلومات وترسيخ الذكريات، فإذا حُرِم من تلك الساعات، ستضعف قدرته على الاحتفاظ بالذكريات.


ما هي أسباب الإصابة بوسواس النوم؟

توجد أسباب عديدة للإصابة بوسواس النوم، بما في ذلك[٣]:

  • الكوابيس المزمنة: يعاني معظم الناس من الكوابيس بين الفينة والفينة، بيد أنّ بعضهم يعاني من تلك الكوابيس معاناةً مزمنة، فإذا انتاب أحدهم وسواس النوم، فإنه يشير غالبًا إلى أنّ كوابيسه واقعية جدًا، بحيث أنه يمتنع عن النوم خوفًا من رؤيتها مجددًا.
  • القلق: يحتمل أن تترافق المعاناة من اضطرابات القلق مع المعاناة من وسواس النوم عند بعض الأفراد؛ فقد يجدون صعوبة في الخلود إلى النوم، أو ربما يرون بعض الكوابيس عندما ينامون أخيرًا، وتُلازمهم خشية دائمة بشأن عجزهم عن السيطرة على أنفسهم عندما يغطون في النوم، ظنًا منهم أنّهم سيمرون ببعض الأمور الفظيعة.
  • المشي أثناء النوم: لا يعد المشي في أثناء النوم أمرًا محرجًا فحسب، وإنما قد يشكل خطرًا كبيرًا على الأفراد؛ إذ يحتمل أن يسقطوا أو يؤذوا غيرهم وهم في حالة اللاوعي، فإذا بلغ أحدهم مرحلة خطيرة أو أوشك على الموت نتيجة لمشيه خلال نومه، فقد يخشى حدوث ذلك مجددًا، ويصاب بوسواس النوم.
  • الخوف من الموت: يخشى بعض الناس النومَ وعدمَ الاستيقاظ مجددًا (الموت)، إذ تهيمن هذه الفكرة غالبًا على عقول الأفراد المصابين بوسواس النوم.
  • شلل النوم: عندما ينام الإنسان فإنّ دماغه يوقف كثيرًا من حركات جسمه، ثم يستعيد الشخص تلك الحركات بمجرد استيقاظه مجددًا، بيد أن بعض الأفراد يستيقظون ليلًا أو صباحًا دون أن يستطيعوا الحركة، فتكون أدمغتهم مستيقظة وأجسادهم نائمة، مما يحتمل أن يُصيبهم بوسواس النوم نظرًا لخشيتهم من هذه الحالة.
  • الكلام أثناء النوم: يثرثر معظم الناس بكلام فارغٍ عندما يتكلمون أثناء نومهم ليلًا، بيد أنّ بعضهم قد يصاب بوسواس النوم إذا كانوا يخفون سرًا، أو يشعرون بالقلق إزاء الأشياء التي يقولونها وهم في حالة اللاوعي.


المراجع

  1. "Somniphobia", www.urbandictionary.com, Retrieved 2020-09-27. Edited.
  2. ^ أ ب "Understanding Somniphobia, or Fear of Sleep", www.healthline.com, Retrieved 2020-09-27. Edited.
  3. ^ أ ب "How to Overcome the Fear of Going to Sleep (Somniphobia)", www.sleepadvisor.org, Retrieved 2020-09-27. Edited.
  4. "Parasympathetic Nervous System", sciencedirect, Retrieved 2020-10-16. Edited.

فيديو ذو صلة :