الوسواس والخوف
يعاني كلّ الناس من الخوف من أمر معيّن في الحياة ماديًّا كان أو معنويًّا وهذا أمر طبيعي في الفطرة البشريّة، ولكن هناك فئة كبيرة من الناس يتعدّى عندهم هذا الأمر الحد الطبيعي حتى يُصبح وسواسًا ومرضًا تُصبح معه الحياة صعبةً ومعقدةً جدًّا يُسيطر فيها هذا المرض على أفعاله ومشاعره مما يدفع بالبعض منهم إلى الانتحار ظنًّا منه أنّ الحياة أصبحت مستحيلةً وأصبح التخلّص من هذا الوسواس أمرًا مستحيلًا؛ وفي هذا المقال نذكر أسباب الوسواس وأعراضه وطرق التخلص منه.
أسباب الوسواس والخوف
لا يوجد سبب معيّن للوسواس والخوف أو قاعدة معيّنة يمكن اعتماده في هذا الأمر إلّا أنّه بعد الدّراسات التي أُجريت فإنّ هناك أسباب من الممكن أن تُساهم في هذا الأمر كأن يكون المريض يُعاني أصلًا من مرض جسديّ معيّن يؤثّر على الجانب النفسي بشكل أو بآخر أو معاناته من قصور عقليّ، أو التعرّض لمصيبة كبيرة كخسران صفقة كبيرة أو فقد شخص عزيز جدًّا كالابن أو الولد أو صديق مقرّب جدًّا. وكذلك فإنّ المرور بحالة اكتئاب مزمن ومستمر يُساهم في التعرّض للوسواس والخوف وتفاقم هذه المشكلة، أيضًا فإنّ تعرّض الأطفال للعقاب والتخويف من الأهل دائمًا وباستمرار ورواية الحكايات ذات المنحى المخيف أو العيش ضمن جو أسري متوتر وعنيف ومشاكل وشجارات دائمة بين الوالدين يُعرّضهم للخوف والوسواس على المدى القريب والبعيد.
أعراض الوسواس والخوف
- التوتر والقلق المستمر.
- التعرّض لأفكار تخيّليّة ومخاوف تجاه الآخرين ومحاولتهم إلحاق الأذى بالشخص المُصاب بالوسواس.
- التعرّض لحالات من الإغماء وتصبب العرق والتقيّؤ.
- التعرّض للأفكار الوسواسية، مثل: الخوف من التعرّض للمرض نتيجة لمس أغراض الآخرين أو مصافحتهم أو مرور أفكار تتعلّق بالجنس والصور الإباحيّة، وقد تكون هذه الأفكار الوسواسية على شكل شكوك حول قفل أنبوبة الغاز أو الوقوع من الأماكن المرتفعة أو قفل الباب.
- تصنّع بعض الأفعال والصفات كالشجاعة مثلًا.
- التعب الجسدي المستمر وتسارع في خفقان القلب والصداع وآلام في الظهر.
- الميل نحو الوحدة والهروب من مواجهة الآخرين وضعف الثقة بالنفس والشعور الدائم بالفشل وعدم امتلاك الجرأة على القيام بأي أمر.
- نتف المريض لشعره مما قد يُعرّضه للصلع، ورغبته بالصراخ.
- التعرّض لاضطرابات في الكلام وارتجاف.
- إجراء بعض الأمور مرّات عديدة، مثل: العودة للتأكد من قفل الباب أو أنبوبة الغاز بشكل متكرر وغسل اليدين عدّة مرّات لدرجة أنه من الممكن أن تتسبب بتقشير الجلد.
- أداء سلوكات عدوانيّة أو نقد الآخرين باستمرار والسخرية منهم.
- التعرّض لبعض المضاعفات، مثل: ظهور ندوب جلديّة على جسم المريض في حالات الوسواس القهري، والتعرّض للاكتئاب.
- وجود تاريخ عائلي لأشخاص مصابين بالوسواس والخوف.
التخلّص من الوسواس والخوف
- اللجوء إلى الله تعالى وطلب العون منه والابتهال إليه والحفاظ على أداء العبادات المختلفة.
- إجراء الفحوصات اللازمة حتى يُشخّص الاضطراب وتكون هذه الفحوصات عن طريق الفحص المخبري والفحص الجسدي والتقييم النفسي.
- الحرص على عدم الاستسلام للأفكار الوسواسية عندما تُهاجم العقل بل ينبغي على الشخص أن يقطعها بقراءة شيء ما أو التفكير بأمر آخر ذات طابع يبعث على التفاؤل.
- شحن النفس والعقل بالأفكار التفاؤلية والتشجيعية كأن يقول الشخص بصوت يسمعه: أنا قوي أنا أستطيع أن أتخطى الأمر.
- ملء وقت الفراغ بالنشاطات المختلفة حتى لا يتسنّى للأفكار الوسواسية بالتسلل إلى العقل.
- الإكثار من الاستعاذة من الشيطان الرجيم ذلك لأنّ كلّ الأفكار الوسواسية المزعجية هي من الشيطان.
- العزم والإصرار على التخلّص من هذا الاضطراب وعدم اليأس من العلاج والمحاولة.
- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب للعلاج إن استدعى الأمر.