محتويات
تاريخ ظهور الإسلام
إنَّ أول ظهور للإسلام كان عندما جاء جبريل عليه السلام بالوحي من الله عز وجل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وهو في أرض مكة في جزيرة العرب، وذلك يوم الاثنين من شهر رمضان المبارك، فكانت بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وكان عمره 40 سنة، أي قبل أن يهاجر إلى المدينة بـ13 سنة، فتكون بعثته عليه الصلاة والسلام بالتاريخ الميلادي قريبة من 608 أو 609، وأخبر الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه أنَّ ما بين محمد وعيسى عليهما السلام 600 سنة[١].
كيف انتشر الإسلام في عهد الرسول؟
فيما يأتي بيان لكيفية انتشار الإسلام في عهد الرسول:
الدعوة في مكة المكرمة
إنَّ دعوة الناس إلى الإسلام في أوَّل الأمر مرَّت بـ3 مراحل، فكانت في البداية سرية، فالذين آمنوا مع رسول الله في هذه المرحلة هم الذين حوله ومن أقاربه، فأول من آمن به هي زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ثم كان بعدها أبا بكر الصديق من الرجال، وكانت قريش على علم بظهور الإسلام وبنبوة محمد عليه الصلاة والسلام، لكنها لم تكن تسمح لأحد أن يُظهر إسلامه.
ثم انتقلت الدعوة إلى المرحلة الثانية، وهي دعوة الأقارب والعشيرة والأهل، فآمن رجال من سادات قريش والعرب، مثل حمزة بن عبد المطلب، وأبو ذر الغفاري، وجعفر بن أبي طالب، وكانوا يجتمعون في دار الأرقم بن أبي الأرقم حتى يتعلموا تعاليم الإسلام، إلى أن أمر الله نبيه أن يجهر بالدعوة ويدعو الناس لها وينذرهم من الكفر والإصرار عليه، وكانت هذه هي المرحلة الثالثة[٢].
الدعوة في المدينة المنورة
الدعوة في المدينة المنورة لم تبدأ عندما هاجر رسول الله إليها، بل ابتدأت عندما كان رسول الله في مكة بعد أن أمره الله أن يصدع بالحق ويدعو الناس جهرًا للإسلام، فكان رسول الله عندما يأتي الأنصار إلى مكة في موسم الحج يذهب إليهم ويعرض نفسه عليهم ويرغبهم في الإسلام، فاستجابوا وبايعهم بيعة العقبة الأولى، وأرسل معهم مصعب بن عمير ليعلمهم القرآن وتعاليم الدين.
وظلّ مصعب رضي الله عنه في المدينة حتى أسلم معظم أهلها، ثم بعد أن هاجر رسول الله إليها قام ببناء مسجد قباء، وآخى بين الأنصار والمهاجرين، وكتب صحيفة بيَّن فيها دستور الدولة الإسلامية، وفي هذه المرحلة زاد انتشار الإسلام وقويت شوكته ودخلت فيه كثير من القبائل، ودخلت قريش جميعها في الإسلام عندما جاءها رسول الله فاتحًا منتصرًا[٣].
كيف استمرّ انتشار الإسلام؟
انتشر الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدّة مراحل، ويمكن ذكرها على النحو الآتي[٤]:
عهد الخلفاء الراشدين
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم حمل راية الإسلام، ونشره خارج جزيرة العرب ودعوة الناس إليه كما كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو، وفيما يأتي جهود الخلفاء الراشدين في نشر الإسلام:
- في عهد الخليفة أبو بكر الصديق: في السنة الحادية عشرة للهجرة انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وذهب الأنصار والمهاجرون إلى سقيفة بني ساعدة ليبايعوا خليفة رسول الله وهوأبا بكر الصديق، ومن أهم ما حصل في عهد الصديق رضي الله عنه أنَّه حارب المرتدين ومانعي الزكاة حتى جعل شبه جزيرة العرب موحدة تحت راية الإسلام.
- في عهد الخليفتين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان: توسّعت الدولة الإسلامية في عهد الخليفتين عمر وعثمان رضي الله عنهما، ففتحت في عهدهما العراق والشام، ثمَّ بلاد فارس، ثمَّ مصر، وتنظَّمت الدولة وأصبح هناك دواوين، مثل دواوين الجند ودواوين الرسائل، وتمَّ تقسيم الدولة الإسلامية إلى ولايات، مثل ولاية شبه جزيرة العرب، وولاية بلاد فارس، وولاية الشام.
- في عهد الخليفة علي بن أبي طالب: لم يشهد الإسلام توسّعًا في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، بسبب الفتنة التي قامت في أواخر عهد عثمان مع الخوارج، تولَّى علي رضي الله عنه الخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فصار هناك خلافات كبيرة بين الصحابة للمطالبة بثأرعثمان.
إذ وقع خلاف بين علي رضي الله عنه وبين الصحابي معاوية بن أبي سفيان وكان والي الشام، وكذلك حصل خلاف بين علي رضي الله عنه وبين أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والصحابيّين طلحة والزبير، ممَّا أدَّى إلى وقوع معارك بين الطرفين فحصلت واقعة الجمل ومعركة صفين وحاربهم علي رضي الله عنه، وحارب الخوارج الذين انشقّوا عنه في معركة النهروان، وانتهت خلافة علي رضي الله عنه باغتياله من قبل أحد الخوارج وهو عبد الرحمن بن ملجم.
تأسيس الدولة الأموية واستمرار انتشار الإسلام
بعد أن قُتل الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه سنة 40 للهجرة، انتقلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان وحكم المسلمين ابتداءً من دمشق عاصمة الشام، وأصبحت كذلك عاصمة الدولة الأموية، وامتدّ حكم الدولة الأموية من سنة 661 إلى 750، وفي فترة الخلافة الأموية قام معاوية بإلغاء نظام الشورى وجعل الحكم وراثيًا في عائلته، وأصبح للحاكم الأموي لقب أمير المؤمنين.
أكمل الأمويون مسيرة نشر الإسلام وتوسّعوا في ذلك غربًا وشرقُا، إذ اتجهوا غربا إلى بلاد أفريقيا، فأسس فيها عقبة بن نافع مدينة القيروان، وبنى مسجدًا وسمَّاه باسمه، وتوسّعوا في المغربين الأوسط والأقصى وكذلك في الأندلس، أمَّا شرقًا فدخلوا أراضي باكستان وأفغانستان وأجزاء من الهند، فيكون بذلك الأمويون حاكمين للمسلمين من حدود الصين شرقًا إلى الأندلس غربًا، وعلى هذا تكون الدعوة إلى الإسلام ابتدأت في مكة المكرمة لتصل إلى نهر السند شرقًا ثم المغرب والأندلس غربًا.
ما العوامل التي ساعدت على انتشار الإسلام؟
تميّز الدين الإسلامي والدعوة إليه بعدد من المزايا كانت عاملًا مهمًا لتوسعه وسبب قبول الناس له، ومن هذه المزايا والعوامل ما يلي[٥]:
- أنَّ الدعوة الإسلامية عالميَّة، والآيات القرآنية تُبيّن ذلك، فهي ليست محدودة بزمان ولا مكان بل هي لعموم الناس.
- الجهاد في سبيل الله والفتوحات الإسلامية.
- التعاليم الإسلامية توافق العقل والفطرة السليمة عند الناس.
- دعوة الناس إلى الإسلام بالقول والعمل
- محاسن الإسلام التي يتخلّق بها المسلمون كانت سببًا لاستجابة الناس للإسلام.
المراجع
- ↑ "متى كانت بداية الإسلام؟"، الإسلام سؤال وجواب، 25/6/1999، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "السيرة النبوية\ الدعوة في مرحلتها السرية"، طريق الإسلام، 27/8/2019، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "أهداف الدعوة في المرحلة المدنية"، الألوكة الشرعية، 26/4/2014، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "ظهور الإسلام وانتشاره"، التاريخ والجغرافيا للمرحلة الأولى من التعليم الأساسي، اطّلع عليه بتاريخ 26/1/2021. بتصرّف.
- ↑ ناصر بن سعيد السيف (18/4/2018)، "عوامل انتشار الدين الإسلامي"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2021. بتصرّف.