حديث الرسول في الخوارج

حديث الرسول في الخوارج

أحاديث الرسول في الخوارج

ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث في الخوارج، وفي ما يلي بعضًا منها[١]:

  • قال أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (حَدَّثَنَا الأزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، قالَ: كُنَّا بالأهْوَازِ نُقَاتِلُ الحَرُورِيَّةَ، فَبيْنَا أنَا علَى جُرُفِ نَهَرٍ إذَا رَجُلٌ يُصَلِّي، وإذَا لِجَامُ دَابَّتِهِ بيَدِهِ، فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تُنَازِعُهُ وجَعَلَ يَتْبَعُهَا - قالَ شُعْبَةُ: هو أبو بَرْزَةَ الأسْلَمِيُّ - فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِ يقولُ: اللَّهُمَّ افْعَلْ بهذا الشَّيْخِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ، قالَ: إنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ وإنِّي غَزَوْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سِتَّ غَزَوَاتٍ - أوْ سَبْعَ غَزَوَاتٍ - وثَمَانِيَ وشَهِدْتُ تَيْسِيرَهُ، وإنِّي إنْ كُنْتُ أنْ أُرَاجِعَ مع دَابَّتي أحَبُّ إلَيَّ مِن أنْ أدَعَهَا تَرْجِعُ إلى مَأْلَفِهَا فَيَشُقُّ عَلَيَّ.) [صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • حدثنا يسير بن عمرو قال: قلت لسهل بن حنيف: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الخوارج شيئا؟ قال: سمعته يقول وأهوى بيده قبل العراق: (يخرج منه قوم يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية.) [صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدث: صحيح][٢].
  • عَنْ عَلِيٍّ، قالَ: ذَكَرَ الخَوَارِجَ فَقالَ: (فيهم رَجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ، أَوْ مُودَنُ اليَدِ، أَوْ مَثْدُونُ اليَدِ، لَوْلَا أَنْ تَبْطَرُوا لَحَدَّثْتُكُمْ بما وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ، علَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ قُلتُ: آنْتَ سَمِعْتَهُ مِن مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ قالَ: إي، وَرَبِّ الكَعْبَةِ، إي، وَرَبِّ الكَعْبَةِ، إي، وَرَبِّ الكَعْبَةِ.) [صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدث: صحيح].

حكم تكفير الخوارج

انقسم حكم تكفير هذه الفئة إلى قسمين؛ بناءًا على عدة أمور ودلائل، فالقسم الأول من العلماء قام بتكفير بعض الفرق الناشئة منهم؛ كالبدعية من الخوارج الذين قصروا الصلاة بركعة في الصباح وركعة في المساء، والميمونة الذين أجازوا نكاح بعض المحارم من النساء؛ وأنكروا أنّ سورة يوسف هي إحدى سور القرآن الكريم لزعمهم أنها ذكرت صفة الحب، كما زعموا أنّ هذه السورة لا يمكن أن تكون بالقرآن، وأولئك الذين زعموا بأنّ الله تعالى سيرسل روسلًا من العجم وسينسخ شريعته بشريعة سيدنا محمد، وغيرها الكثير من الأمور الغير منطقية والغير مقبولة لمساسها بالدين الحنيف، وهنالك فريق آخر ذهب بعدم تكفيرهم لأنهم يرون أن الجرأة في تكفير أحد أمرٌ ليس سهلًا في الإسلام، واكتفوا بإطلاق صفة الفسق عليهم[٣][٢].


صفات الخوارج في السنة النبوية

وردت العديد من صفات الخوارج في السنة النبوية نعرض منها ما يأتي[٤]:

  • الصغر بالسن: تميز الخوارج بأعمارهم الصغيرة، فلم يكن من بينهم الشيوخ وكبار السن من ذوي الخبرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يَخرُجُ قَومٌ في آخِرِ الزَّمانِ سُفَهاءُ الأحلامِ، أحداثٌ -أو قال: حُدَثاءُ الأسنانِ- يقولونَ مِن خَيرِ قَولِ الناسِ، يَقرَؤونَ القرآنَ بألسِنَتِهم لا يَعدو تَراقيَهم، يَمرُقونَ مِن الإسلامِ كما يَمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّميَّةِ، فمَن أدرَكَهم فلْيَقتُلْهم؛ فإنَّ في قَتلِهم أجرًا عَظيمًا عِندَ اللهِ لمَن قتَلَهم) [مسند أحمد |خلاصة حكم المحدث :إسناده صحيح]، والمقصود بالحدث: الصغير في السن.
  • الطيش والسفه: اتصف الخوارج ومن يتبع أفكارهم، بمحدودية فهمهم وقلة بصيرتهم وإدراكهم، كما ورد ذلك في الحديث الشريف الذي تم ذكره في النقطة السابقة:(سفهاء الأحلام)، والأحلام: الألباب والعقول، والسَّفه: الخفة والطيش.
  • الغرور والتَّعالي: اتصف الخوارج بالكبر والإعجاب الشديد بأنفسهم، وهذا دفعم لادعاء العلم، والتطاول على العلماء، وإصدار الأحكام من منظورهم شخصي، دون الرجوع لأهل الفقه والرأي، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ذُكِرَ لي أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: -ولم أسمَعْه منه- إنَّ فيكم قومًا يَعبُدون ويَدْأبون، حتى يُعجَبَ بهم النَّاسُ، وتُعجِبَهم نفوسُهُم، يَمرُقون مِن الدِّينِ مُروقَ السَّهْمِ من الرَّميَّةِ)، [تخريج المسند |خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين].
  • سوء الفهم للقرآن: اتصف الخوارج بكثرة قراءة القرآن والاستدلال به باستخدام آياته في غير موضعها، بدون علم وفهم لمعانيها، فوصفهم النبي في أحاديثه فقال: (يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ)، [صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • التَّكفير واستباحة الدماء: عُدت هذه الصفة الفارقة للخوارج عن غيرهم، فقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ)، [صحيح مسلم |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهي من أعظم ما ذم به النبي الخوارج.
  • يتخذون شعارًا ليختلفوا به عن الناس: تميز الخوارج باتخاذهم شعار يتميزون به في كل عصر، كالراية، أو لون اللباس، أو شكله، وقد كان شعارهم في زمن علي بن أبي طالب حلق شعر رؤوسهم، فقال عنهم النبي صلّى الله عليه وسلم: (سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ)، [صحيح البخاري، خلاصة حكم المحدث : صحيح][٥].
  • يتقنون الكلام الحسن رشيق اللفظ: كان الخوارج لا ينافسهم أحد في بلاغة أحاديثهم وجمالها، فقد كانوا يدعون لأداء أحكام الشريعة، ومحاربة الكافرين والمرتدين، لكن كانت أفعالهم تخالف كلامهم تمامًا، فقال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يُحْسِنُونَ الْقِيلَ، وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ) [صحيح أبي داود |خلاصة حكم المحدث: صحيح].


نهج التعامل مع الخوارج

انتهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع الخوارج منهجًا صحيصًا يقتدى به للتعامل مع هذه الفرقة، وهذا المنهج هو الأهم والأصوب كونه قد صدر من أحد الخلفاء الراشدين وباجتهاد الأئمة وموافقة الصحابة -رضوان الله عليهم- على خطط هذا المنهج، وسنسرد هذه الخطط التدريجية بترتيبها على النحو الآتي [٦]

  • الحوار: اتبع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع الخوارج أسلوب الحوار والحجة والبرهان، فبعث إليهم عبد الله بن عباس لمحاورتهم، وقد حققت هذه الخطوة تقدمًا كبيرا، حيث رجع ثلث الخوارج إلى الحق.
  • دعوتهم لِكَفِّ أذاهم عن المسلمين : كانت نتيجة هذه الخطوة عند الخوارج هي امتثالهم للحق، فدمجهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في المجتمع لضمان كف أذاهم عن المسلمين، وسمح ذلك بالحوار بينهم وبين المسلمين، مما أدى لتيغير آرائهم المتشددة، وبالتالي خضوعهم للرأي الصواب أو التخفيف من تزمتهم بمبادئهم التي اختلقوها.
  • القتال: هذه الخطة الأخيرة التي قرر بها علي بن أبي طالب وهي قتال الخوارج، حفظًا لأعراض وأنفس وأموال المسلمين من شرهم، بعدما أفسدوا في الأرض وقتلوا المسلمين، وقد كان هذا القرار صائبًا، ودل على الحنكة السياسية لعلي بن أبي طالب.


المراجع

  1. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "المبحث الأول: الحكم بتكفير الخوارج"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-19. بتصرّف.
  3. "المبحث الثاني: الحكم بعدم تكفير الخوارج"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.
  4. "صفات الخوارج في السنة النبوية"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.
  5. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-21. بتصرّف.
  6. "منهج التعامل مع الخوارج المارقين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-20. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :