محتويات
القرآن الكريم
هو كلام الله تعالى ومعجزة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- المنزّلة عليه من الله بواسطة سيدنا جبريل -عليه السلام- لتبليغ الرسالة وطريق الحق والهداية، إذ يعتبر الإعجاز اللغوي في القرآن أحد أول الإعجازات التي عرفها الناس، وما يتبعه من إعجاز علمي وبياني وغيرها، فتوجد الكثير من الألفاظ والدلالات في القرآن الكريم لا مقابل لها في أية لغة أخرى، كما لا يمكن ترجمته حرفيًا مهما تعددت المحاولات، ولقراءة القرآن الكريم أجرٌ وفضل كبير وراحة وطمأنينة يستلذّ بها القارئ، وينشرح بها صدره، وتنتشله من متاعب الدنيا وضيق همومها، لقول الله تعالى: [وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى] [طه: 142]، فالقرآن هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم، إذ أثنى الله تعالى عليه في مواضع عديدة لبيان مدى أهميته، فقال عز وجل: [إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ] [الزخرف: 3-4]، كما جعله الله تعالى شفاءً للناس، فقال تعالى: [وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ] [الشورى:52]، وبيّن الرسول -عليه السلام فضل- قراءة القرآن؛ فقال: (مَن قرَأَ حَرفًا من كتابِ اللهِ، فله به حَسَنةٌ، والحَسَنةُ بعَشْرِ أمثالِها، لا أقولُ: {الم} حرفٌ، ولكنْ ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ) [ تخريج زاد المعاد| خلاصة حكم المحدث:صحيح]، ومن هذه السور العظيمة التي حملت إعجازًا في القرآن الكريم وحرص النبي الكريم على قراءتها هي سورة الواقعة[١][٢].
تعريف بسورة الواقعة
تعتبر سورة الواقعة من السّور المكيّة التي نزلت كاملةً على الرسول -عليه الصلاة والسلام- قبل الهجرة في مكة المكرمة، وعدد آياتها ستة وتسعون آيةً تقع في الجزء السابع والعشرين في الحزب الرابع والخمسين من القرآن الكريم، كما نزلت السورة بعد سورة طه، وتتميز سورة الواقعة بأنها إحدى السور التي تذكر أهوال يوم القيامة، وذلك لأنّ الواقعة من أسماء القيامة، إذ تبدأ السّورة بذكر اسم الواقعة والتّساؤل عنه، ثم تبدأ بذكر أحداث يوم الميعاد، وما يتبع ذلك من اندثار للكون، ثمّ تصنف العباد حسب أعمالهم إلى أصحاب الميمنة أو اليمين وهم المؤمنون أصحاب الجنة، وأصحاب المشأمة أو الشمال وهم الكافرون أصحاب النار، والمقربون السابقون وهؤلاء أغلبهم من العباد الأولين الصالحين وقليل من آخر الأمّة، ويذكر الله تعالى نصيب كل منهم من نعيم الجنة أو جحيم النّار وتفاوتهم في ذلك[٣][٤].
خواص سورة الواقعة
من خواص سورة الواقعة ما يلي[٥]:
- سورة الواقعة من السور القرآنية التي تحمل العديد من العبر والمواعظ؛ كضرورة الاستعداد للفوز بالجنة ونعيمها من خلال استغلال الوجود في الحياة والإقبال على طاعة الله تعالى وعبادته واتّباع الرسول الكريم والاقتداء به.
- سورة الواقعة تتضمن استخدام أسلوب الترغيب والترهيب من خلال بيان ما أعده الله تعالى لكل فئة وطائفة من العباد.
فضائل سورة الواقعة
لتلاوة سورة الواقعة والمداومة عليها العديد من الفضائل كسائر سور القرآن الكريم، ومن الفضائل الخاصة بسورة الواقعة ما يلي[٤][٦]:
- سورة الواقعة ذات وقع رهيب مهيب على النّفس البشرية؛ إذ تذكر بوعد الآخرة؛ لما تحمله من وصف لمشاهد اليوم العظيم، مما جعل الرّسول -صلى الله عليه وسلم- يجيب سؤال أبي بَكْرٍ حين قالَ: (يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ) [الاقتراح| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
- قراءة سورة الواقعة والمداومة عليها يحمل الفضل الكبير في الرزق والغنى وعدم الحاجة والاكتفاء بالله تعالى، ويقال إنّها سُمّيت بسورة الغنى، وجاء في ذلك ممّا ثبت عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قوله: (من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ) [تخريج الكشاف | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد]، كما حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- على قراءتها في صلاة الفجر؛ أي قبل خروج المرء سعيًا إلى رزقه، لكن وجب التذكير بأنه لا يجوز التركيز على سورة واحدة من القرآن وإهمال البقية بحجّة فضل سورة عن أخرى؛ لأنّ القرآن الكريم كاملًا شفاءٌ للصدور وراحة للقلب والبدن، كما أنَّ قراءة القرآن وحدها لا تكفي للقرب من الله تعالى، فالمسلم يبتعد قدر الإمكان عن الذنوب والمعاصي، ويتجنب أي عمل قد يبعده عن الله، ويتوكل على الله حق الاتّكال ويأخذ بأسباب التوفيق والنجاة حتى يمد الله له يد العون.
مضمون سورة الواقعة
تتضمن سورة الواقعة عددًا من المحاور والمواضيع الرئيسية المتمثلة بأهوال يوم القيامة ومشاهده، بالإضافة إلى انقسام الأفراد إلى ثلاث طوائف رئيسية؛ السابقون، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشمال، ومن المواضيع الرئيسية التي اشتملت عليها السورة ما يلي[٧]:
- بدأت الآيات الكريمة بالحديث عن أهوال ومشاهد يوم القيامة، كما بينت مصير كل فريق وما أعدّ الله لهم من جزاء عادل.
- أظهرت الآيات الممتدة من الآية الكريمة: [نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴿٥٧﴾ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ﴿٥٨﴾ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴿٥٩﴾] [الواقعة: 57-59] إلى الآيات الكريمة: [نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤﴾] [الواقعة: 73-74] دلائل وجود الله تعالى، وبينت أنه سبب كل موجود في الكون.
- أشارت الآيات الكريمة المبتدئة من: [إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾] [الواقعة: 77-78] والمنتهية بالآية: [ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ] [الواقعة: 82] إلى أهمية القرآن الكريم وعظمته، كما استنكرت أولئك الذين لا يؤمنون به.
- تضمنت الآيات الكريمة الممتدة من قوله تعالى: [فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾] [ الواقعة: 83-84] إلى قوله تعالى: [إِنَّ هَـذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾] [الواقعة: 95-96] ما يشهده الإنسان خلال الاحتضار، كما ذكرت الطوائف الثلاث المُشار إليها سابقًا: فئة أصحاب اليمين وهم أهل السعادة، وفئة أصحاب الشمال وهم المكذبون الضالون، بالإضافة إلى السابقين إلى الخيرات، ثم ذكرت ما ستناله كل فئة من الفئات.
المراجع
- ↑ أ. د. علي بن إبراهيم النملة (2016-3-17)، " الاستشراق والإعجاز في القرآن الكريم (1 / 2) "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-7. بتصرّف.
- ↑ د. أمين بن عبدالله الشقاوي (2007-9-12)، "فضل القرآن وقراءته"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-7. بتصرّف.
- ↑ "سورة الواقعة 56/114"، المصحف الالكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-6. بتصرّف.
- ^ أ ب د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري (2017-9-7)، " الأنوار الساطعة في تفسير سورة الواقعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-6. بتصرّف.
- ↑ أ. د. عبدالحليم عويس (2017-7-19)، "تفسير سورة الواقعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-7. بتصرّف.
- ↑ "هل صحيح أن من قرأ سورة الواقعة لا يصيبه الفقر؟ "، طريق الإسلام، 2006-12-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-7. بتصرّف.
- ↑ "سورة الواقعة"، المصحف الالكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-6. بتصرّف.