محتويات
الإحسان للزوجة في الإسلام
يعد الإحسان للزوجة من الطاعات التي ينال بها الزوج الأجر العظيم ويتقرب بها العبد من ربه، وهي مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، فالزوجة تحتاج دائمًا للحنان والعطف والمودة والكلمة الطيبة، ويؤثر بها هدية بسيطة أو قبلة على الجبين أو حتى ابتسامة جميلة، وقدوتنا في ذلك رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما كان يُظهر حبّه لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أمام جميع النّاس كنوع من التكريم لها، كما أوصى المسلمين بالإحسان لزوجاتهم[١].
أحاديث الرسول عن الزوجة
الأدلة في السنة النبوية التي تحدثت عن الزوجة والإحسان لها كثير، نذكر منها[٢][٣] :
- عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسولَ اللَّهِ ، ما حقُّ زَوجةِ أحدِنا علَيهِ ؟ ، قالَ : أن تُطْعِمَها إذا طَعِمتَ ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ ، أوِ اكتسَبتَ ، ولا تضربِ الوَجهَ ، ولا تُقَبِّح ، ولا تَهْجُرْ إلَّا في البَيتِ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكْملَ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا . وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم)[صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
- عن سعد بن أبي وقاص:(سعادةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ ، وشقاوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ فمن سعادَةِ ابنِ آدمَ : الزوجةُ الصالحةُ ، والمركَبُ الصالِحُ ، والمسكَنُ الواسِعُ ، وشِقْوَةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ : المسكنُ السوءُ ، والمرأةُ السوءُ ، والمركبُ السوءُ)[صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: حسن]
- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لمَّا نزلت وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ قالَ كنَّا معَ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في بعضِ أسفارِهِ فقالَ بعضُ أصحابِهِ أنزلَ في الذَّهبِ والفضَّةِ لو علمنا أيُّ المالِ خيرٌ فنتَّخذَهُ فقالَ أفضلُهُ لسانٌ ذاكرٌ وقلبٌ شاكرٌ وزوجةٌ مؤمنةٌ تعينُهُ على إيمانِه)[صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن أبو هريرة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فقال رجل يا رسول الله عندي دينار فقال تصدق به على نفسك ، قال عندي آخر قال تصدق به على ولدك ، قال عندي آخر قال تصدق به على زوجتك أو قال على زوجك ، قال عندي آخر قال تصدق به على خادمك ، قال عندي آخر قال أنت أعلم) [المحلى| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ليتخذَ أحدُكمْ قلبًا شاكرًا، و لسانًا ذاكرًا، و زوجةً مؤمنةً، تعينُهُ على أمرِ الآخرةِ)[الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: حسن].
- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من حلف بالأمانة ، ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا)[صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ: (ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن عوانٌ عندكم . ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة . فإن فعلن فاهجروهن في المضاجعِ واضربوهن ضربًا غير مبرِّحٍ . فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا . ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا . ولنسائكم عليكم حقًّا . فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئنَ فرُشَكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون . ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)[سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
وصايا الرسول عن الزوجة
تعد وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من المواقف التاريخية المُشرفة في الاهتمام بالمرأة، وفيما يلي الحقوق والوصايا التي أقرتها الخطبة المُتعلقة بالزوجة[٤]:
- الوصية في معاشرة الزوجة بالمعروف: ومن أبرز الوصايا التي جاءت في حجة الوداع معاشرتهن بالمعروف، والتحذير من التقصير في حقوقهن.
- الوصية بحق الكسوة والنفقة: لم يغب عن بال النبي عليه الصلاة والسلام في هذا اليوم العظيم الحقوق الحياتية الضرورية للزوجة فأوجب على الزوج نفقة زوجته من مأكل ومشرب وكسوة كلٌ حسب قدرته، وإذا قَصر الرجل في سد حاجة زوجته فهو سيحاسب على هذا التقصير أمام الله.
- الوصية بحق بيت الزوجية: يتوجب على كل زوج تأمين بيت زوجية للزوجة؛ لتسكن فيه وتشعر بالأمن والراحة والسكينة، وتحافظ فيه على أسرار زوجها وخصوصيته وتؤمن له راحة باله.
- الوصية بحق طاعة الزوج: وهذا الحق يُظهر حرص الشّرع على راحة المرأة وضمان عيشها بهدوء وسلام وأمان مع زوجها، فالزوجة مأمورة بطاعة زوجها، وفي المقابل هو مُلزم بالصبر عليها ومعاملتها بلطف وإحسان ومودة.
حقوق الزوجة في الإسلام
أوجب الإسلام على الزوج مجموعة من الحقوق تجاه زوجته، وتقُسم هذه الحقوق إلى قسمين وهما[٥]:
- الحقوق الماليَّة:
- المهر: ويُقصد به المال الذي تستحقه الزوجة على زوجها، وتم الاتفاق عليه مُسبقًا، وهو حق يتوجب على الرجل تأديته كاملًا للمرأة دون انتقاص، قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}[النساء:4] وفي ضمان الشّرع لهذا القدرة دليل على إكرام المرأة وإعزازها.
- السكن: فكل زوج مطلوب منه أن يهيئ مسكن لزوجته حسب قدرته المادية، قال تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ}[الطلاق:6].
- النفقة: وهذا حق أجمع عليه علماء الإسلام، قال تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}[الطلاق:7]، ولكن بشرط تمكين الزوجة نفسها لزوجها لتمكينه من الاستمتاع، فإذا رفضت وامتنعت فهي لا تستحق النفقة.
- الحقوق غير الماليَّة:
- ↑ "عيدنا فرحة الإحسان إلى الزوجة والأولاد"، طريق الإسلام، 2014-07-25، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ "الترغيب في الإحسان إلى الزوجة والأولاد"، إسلام ويب، 2007-10-02، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ د/ خالد سعد النجار، "الزوجة في أحاديثه صلى الله عليه وسلم"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ د.أميرة بنت علي الصاعدي، "العناية بحقوق المرأة في خطبة الوداع"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ↑ "ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة"، اسلامك، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.