بحث عن اداب التعامل بين الزوجين

بحث عن اداب التعامل بين الزوجين

التعامل بين الزوجين

إن استقرار الحياة الزوجية واستمراريتها من الغايات التي حَرِصت عليها شريعتنا الإسلامية الحنيفة، كما حثّت كلا الزوجين على المحافظة على هذه الرابطة المقدسة، وضمان الأسباب التي تقوّي أواصرها، فضلًا عن الوفاء بالواجبات المناطة لكلٍ منهما تجاه الآخر، إضافةً للتغاضي عن الأخطاء والزلّات، كما أن السعادة والاستقرار الزوجي لا بد أن يشترك به كلا الزوجين، إذ إن من الضروري أن تتوافر المحبة الصادقة بينهما، إضافةً لذلك فإن المحبة لا بد أن تدعمها قيم التسامح، وحسن الظن ببعض، والثقة المتبادلة، كذلك فإن التعاون من أساسيات الحياة الزوجية، كما أن للتعامل بين الزوجين العديد من الآداب التي يجب على الزوجين التحلي بها، وهذا هو محور حديثنا في هذا المقال.[١][٢]


آداب التعامل بين الزوجين

توجد العديد من الأسس والآداب التي يجب أن تُبنى عليها العلاقة الزوجية في الإسلام، والتي من شأنها أن تحقق مقاصد الزواج وأهدافه النبيلة، وفيما يأتي تلك الأسس والآداب:[٣]

  • طاعة الله تعالى: إن من أعظم ما يجتمع عليه الزوجان هو طاعة الله تعالى في مختلف الأحوال، فهو الأساس الأول الذي يبني الأسرة المؤمنة، ويحقق لها السعادة في الدارين، لما لذلك من أثرٍ كبير في تحقيق المحبة، والألفة، والتوافق بينهما.
  • المعاشرة بالمعروف: لقد أمرنا الله تعالى بحسن المعاشرة، وفي ذلك قال تعالى {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19]، إلى جانب كرم الأخلاق، والتقدير والاحترام المتبادل، كما أن فقهاء الشريعة أكدوا على أن الحياة الزوجية تُبنى على أساس المكارمة لا المكايسة، بمعنى أن يكون كلا الزوجين غاية في كرم النفس والصفح سواءً كانا على اختلاف أم على توافق، وعن المعاشرة بالمعروف فإنها تعتمد على ركنين أساسيين، هما الرفق، وحسن الخلق، والبعد عن بعض المفاهيم الخاطئة التي تجعل الرجل يعتقد أن من واجبه فرض شخصيته الحادة على زوجته.
  • تحمل المسؤولية: لعل الحياة الزوجية لا تستقيم في نصابها الصحيح إلّا بتأدية الزوجين لواجباتهما الزوجية، وما يترتب على كلٍّ منهما من حقوق للطرف الآخر، سواء كانت حقوقًا مادية، أو معنوية، فضلًا عن تحمل كل طرف لمسؤولياته تجاه الأسرة، وفي ذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام (كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، الإمامُ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ في أهْلِهِ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها ومَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ راعٍ في مالِ سَيِّدِهِ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ) [ صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، لذلك فإن حفظ الأسرة مسؤولية مشتركة بين الزوجين.
  • حفظ الأسرار الزوجية: من أهم الأسس والآداب في التعامل بين الزوجين، حفظ الأسرار الزوجية، ومراعاة كل واحد منهما لخصوصيات الآخر، وعدم إفشائها للناس، فليس كل ما يجري بين الزوجين يمكن الحديث عنه، بما في ذلك العلاقة الحميمة بينهما، ولعل من الأسباب التي تهدّم العلاقات الزوجية فضح الأسرار والخصوصيات لعامة الناس وخاصتهم، إضافةً لذلك فإن المشكلات الزوجية ينطبق عليها مبدأ حفظ السر، وذلك أفضل لمحاولة حلّها وتجاوزها.
  • العدل: العدل من الآداب والأسس الهامة في العلاقات الزوجية، فهو يزيد من متانتها، ويُصفّي القلوب، وبه تأتلف النفوس، ويحقق التوازن بين الزوجين، وفي ذلك يقول النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ) [ المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن أوجه العدل في التعامل بين الزوجين، ذكرهما لمحاسن بعضهما حتى بعد الوفاة، ولعل لهذا الأمر أثرًا كبيرًا في حياة الزوجين، لما له من الفضل العظيم، ويجري مجرى ذلك فيما يتعلق بتعدد الزوجات إن حدث، والتأسّي بسيرة النبي الكريم العطرة في العدل بين الزوجات.


حق المرأة على الرجل

توجد الكثير من الحقوق المادية، والمعنوية، للمرأة على زوجها، وفيما يأتي بعض أهم تلك الحقوق:[٤]

  • المهر: وهو المال الذي يُفرض للزوجة من زوجها بالعقد الشرعي، وفي هذا الحق تظهر عظمة عقد الزواج وحرمته، فضلًا عن تكريم المرأة وتعزيزها.
  • النفقة: تعد النفقة من حقوق المرأة على زوجها، فمن الضروري أن يسعى الرجل لتحقيق ما تصلح به الحياة الزوجية من نفقات، ويبقى حق النفقة للمرأة ما دامت تمكّن زوجها من نفسها، فإن امتنعت أو نشزت سقط هذا الحق.
  • السكن: من حقوق المرأة على زوجها أن يؤمن لها المسكن المناسب على قدر استطاعته.
  • العدل بين الزوجات: من حقوق المرأة على زوجها العدل عند التعدد في كافة أمور الحياة، من نفقة، وكسوة، وسكن.
  • حسن المعاشرة: يُفترض بالرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف، ويعاملها بلطف ولين ورفق.
  • عدم الإضرار بالزوجة: من واجب الرجل عدم إيقاع الضرر بزوجته أيًّا كان الضرر، وهذا من أسس الدين الإسلامي.


واجبات المرأة تجاه زوجها

لعل حق الزوج على زوجته من أعظم الحقوق التي شرعها الإسلام في العلاقات الأسرية، ولذلك يجب على المرأة أن تؤدي واجباتها تجاه زوجها، وفيما يأتي بعض أهم واجبات المرأة تجاه زوجها:[٤]

  • الطاعة: مما شرعه الله تعالى في العلاقات الزوجية أن جعل للرجل حق الطاعة على زوجته، وبالتالي فإن من واجب المرأة أن تطيع زوجها فيما يطلبه منها في حدود ما أمر الله به.
  • التمكين من النفس: من واجبات المرأة أن تؤدي حق زوجها بتمكينه من نفسها للاستمتاع، والحذر من رفض هذا الأمر فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال ( إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ) [ صحيح البخاري، خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • طلب الإذن: من واجبات المرأة تجاه زوجها عدم إدخال بيته من يكرهه، كما أن طلب إذنه في شتى أمورها من الواجبات عليها، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام ( لا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أنْ تَصُومَ وزَوْجُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنَ في بَيْتِهِ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن نَفَقَةٍ عن غيرِ أمْرِهِ فإنَّه يُؤَدَّى إلَيْهِ شَطْرُهُ) [ المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عدم الخروج إلا بإذنه: من واجب المرأة أن تستأذن زوجها في خروجها من المنزل، وفي المذهب الشافعي والحنبلي، لا يؤذن للمرأة الخروج حتى لو أرادت أن تعود أباها المريض، وذلك لأن طاعة الزوج واجبة.
  • خدمة الزوج: من الواجبات المناطة للمرأة تجاه زوجها وبيتها خدمته، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، أن خدمة المرأة لزوجها واجبة عليها بالمعروف، وبمراعاة الأحوال والظروف، فالمرأة البدوية تختلف خدمتها عن خدمة المرأة القروية، وينطبق ذلك على نساء المدن، كما يوجد تباين بين خدمة المرأة الضعيفة والمرأة القوية.


المراجع

  1. "نصائح ثمينة في فن التعامل بين الأزواج"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019. بتصرّف.
  2. "ثلاثـون وصية.. تسعد بها زوجتك"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019. بتصرّف.
  3. "أسس بناء العلاقة الزوجية في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "ما هي حقوق الزوج وما هي حقوق الزوجة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :