أسباب مشاكل الحياة الزوجية

أسباب مشاكل الحياة الزوجية

مشاكل الحياة الزوجية

لا تخلو حياة أيّ زوجين من الخلافات التي قد تكون مفيدةً في بعض الأحيان لكسر الروتين، لكنها تُصبح مزعجةً إذا زادت حدتها أو تكررت باستمرار، وغالبًا ما تكون أسباب الخلاف بين الزوجين موحدةً نوعًا ما في كل مكان، وفي الثقافات المختلفة، وهي قديمة كالعلاقات الإنسانية.


تتركّز غالبيّة الخلافات بين الزوجين عادةً على نفس الأسباب التي تحدث بسببها المشاكل في كل مرة، فمثلًا يمكن أن يكون الزوج لا يتواصل جيّدًا بما فيه الكفاية مع زوجته، أو أنّ الزوجة لا تستمع جيدًا لما يقوله، أو أنّ الزوج يقضي فترةً طويلةً في العمل، أو أنّ الزوجة تنفق الكثير من المال وغيرها الكثير من الأسباب، وفي هذا المقال سنسلّط الضوء على أهم أسباب الخلاف بين الزوجين[١].


ما هي أسباب المشاكل في الحياة الزوجية؟

تنتج الخلافات بين الزوجين عن عدم الاتفاق على بعض الأمور، فالزوجة قد تريد شيئًا والزوج من جهة أخرى قد يريد شيئًا مختلفًا دون النظر لأسباب القرارات التي يتخذها كل منهما ونتائجها، ومعظم الخلافات بين الزوجين تكون ناتجةً عن أحد الأسباب الآتية[١]:

  • المال: يجب الجلوس سويًّا وحل المشكلة عن طريق عمل ميزانية للأسرة، والتوافق على مراقبة المصروفات نهاية كل شهر، إن حدث الاجتماع وجاء الطرفان إلى الطاولة للحوار يجب أن توجد شفافية بنسبة 100%، وهنا يمكن أن يتحوّل الحديث عن المال من حديث عاطفي لعملي.
  • التواصل العائلي: من أهمّ الخلافات التي تحصل بين الزوجين أنّ الزوجة تصفه بأنّه لا يتحدث، وهو يصفها بأنّها لا تسمع، لذلك يجب الابتعاد عن أيّ مُشتّتات يمكن أن تعيق التواصل بين الزوجين ومنها ما يأتي:
    • عدم مشاهدة التلفاز أثناء تناول الوجبات.
    • منح 30 دقيقةً كل يوم مساءً للحديث أثناء تناول القهوة أو أي مشروب آخر مفضل.
    • تحديد موعد للقاء وجهًا لوجه للتواصل يوميًا.
  • الأطفال: الكثير من الأزواج تحدث بينهم خلافات بسبب الأطفال، ويحدث هذا الخلاف عادةً لأنّ كلا الزوجين يحب الأطفال كثيرًا، ولكن يمكن تحويل الخلاف لطريقة تواصل.
  • الحميمية: بالطبع الأزواج مشغولون ولا يوجد الكثير من الوقت لديهم، لكن عند تنظيم جدول الأعمال اليومي يجب إيجاد مسافة لتقوية العلاقة بين الزوجين فيمكن وضعها على جدول الأعمال اليومي، لأنّ العلاقة الزوجيّة تستحقّ التعب من أجلها.
  • الوقت: الوقت هو السارق الحقيقي لتناغم الأسرة، فعادةً ما يتنازع الزوجان بسبب حاجتهما للحصول على القليل من وقت شريكه، وبدلًا من المنازعات، يجب على الزوجين ترتيب الأوقات وتقسيمها للحصول على أيام مخصّصة لهما لقضاء الوقت مع بعضهما البعض.
  • اختلاف الاهتمامات والأولويات: إذ توجد أولويّات للزوج وأولويّات للزوجة، وبالطبع توجد أولويّات لهما معًا، وتجدُر الإشارة إلى أنّ قوة علاقة الزواج تكمن بكميّة العطاء فيه، لذلك من المهم تذكر أنّ أول وأهمّ أولوية هي الحب، والحب لا يخدع الآخرين ولا يسعى لتحقيق الذات.
  • الغيرة الشديدة: وأفضل تعريف للغيرة هي الاستياء من منافس آخر، وفي الزواج توجد الكثير من الأشياء التي يُمكن أن تكون منافسًا محتملًا مثل الأطفال، والممتلكات، والأصدقاء، والعمل، والزملاء وغيرها، فمفهوم التنافس قوي ولا يجب عدم احتسابه.
  • الدين : بعض الأزواج لديهم خلافات على أساسيات الإيمان، أو على مستويات الالتزام، والبعض يتنازع على الدين فأحدهم مُهتمّ والآخر لا، وبغضّ النظر عن النزاعات، فالمهم هنا ممارسة الإيمان بالأصالة والنزاهة والتواضع.
  • السياسة: يمكن أن يتكلم الأزواج عن السياسة، لكن دون حصول نزاعات، لكن أحيانًا تحصل النزاعات ردًّا على حقيقة أنّ الرجل لا يحترم رأي زوجته أو لا يُقدّره، وبالتالي ترفض الزوجة احترام رأيه، ومن المهم التحدث عن أيّ شيء لكن يجب تهيئة الأجواء المناسبة لذلك، وفهم أنّ الاختلاف بين الزوجين لا يؤثر على حبهما واحترامهما لبعضهما.
  • الماضي: من أهمّ القواعد هي عدم المنازعة على الماضي، لكنّ معظم الأزواج يفعلون ذلك، فهم يستحضرون الماضي ويضعونه على رأس الآخر، لذلك فالماضي هو الماضي ويجب تركه مكانه والمضي قدمًا.
  • الرومانسية: حتى بعد انقضاء شهر العسل يرغب الأزواج بالحفاظ على الشغف في العلاقة، ويمكن أن تكون الزوجة منزعجةً بأنّ زوجها لم يعد رومانسيًا كالماضي فلا يحضر لها الورد أو هديةً صغيرةً، أو يُمكن انزعاج أحدهما بسبب نسيان الذكرى السنوية للزواج من قبل الطرف الآخر[٢].
  • أعمال المنزل: تُعدّ الأعمال المنزلية من أكثر الأمور التي يتنازع عليها الزوجان، فأحدهما يشعر أنّه يحمل حملًا ثقيلًا أكثر من استطاعته، فعلى سبيل المثال يمكن أن ينزعج أحدهما لأنّه دائمًا ما يُخرج القمامة إلى الخارج، بينما الطرف الآخر هو السبب بتجميع كميات كبيرة من القمامة، كما لا يجب الانزعاج من عدّة أطباق أخرى في حوض المطبخ لتنظيفها[٢].


كيف يمكن حلّ الخلافات في الحياة الزوجية؟

يمكن حل الخلافات بين الزوجين عن طريق ما يأتي[٣]:

  • العقلية الجديدة: يجب تغيير العقلية، فالعقلية دائمًا ما تبحث عن عدد أقلّ من المشاكل، لكن هذا الأمر ليس صحيحًا، إذ لا بأس من بعض المشاكل، أو الخلافات، فيجب التركيز على جعل النزاع أفضل، بمعنى تعلّم سماع الطرف الآخر وفهم مشاكله من أجل حلّ النزاع.
  • تحديد القضايا الأهم لمناقشتها مع شريك الحياة: فأكثر المشاكل تحدث هي نفسها لكن بأنماط متعددة وبأشكال مختلفة وكلها تتمحور حول وقت الفراغ، والمال، وأعمال المنزل، والحميمية، والعائلة، ولذلك عند تحديد نمط النزاع يمكن أن يوضح كل من الشريكين حجته للقيام بشيء ما، بالطبع دون إطلاق أحكام على الآخر.
  • تصغير حجم المشكلة وعدم تضخيمها: يمكن تحديد سبب صغير لعمل مشكلة كبيرة والانفجار والدخول في نزاع كبير، لذلك يجب الحفاظ على الأسباب الصغيرة منفصلةً عن المشاكل الكبيرة، كما يجب تجنب إصدار الاتهامات على الشريك وتذكيره بالمشاكل السابقة،
  • البدء بالاتفاق: يجب الاتفاق على حل المشكلة بطريقة لطيفة دون البدء بالنقد، وهذه الطريقة لتجنب أي جدال وبدء مناقشة.
  • البحث عن السبب الخفي للنزاع: أحيانًا تكون بعض المشكلات الأساسية مخفيّةً تحت المشكلة الظاهرة.
  • القبول: يمكن أن تُفيد معرفة المشاكل التي تتكرر مرارًا وتكرارًا بالتوقف عن الوقوع فيها.


ما هي أهم إستراتيجيات حل مشاكل الحياة الزوجية؟

توجد بعض الإستراتيجيات التي تساعد على حل مشاكل الحياة الزوجية، ومنها ما يأتي[٤]:

  • يجب أن يحيط الأزواج أنفسهم بأشخاص علاقاتهم الزوجية ناجحة وصحية ولا تحتوي على نماذج سلبية.
  • يجب اختيار الحب، فيمكن أن يأتي الحب بسهولة فهو مشاعر كما أنه خيار، والخيار هو تصرف لشخص بالغ ناتج عن النضج.
  • يجب التصرف بأن سعادة شريك الحياة أهم من سعادة الشخص نفسه، فوضع الشريك أولًا يزيد من الثقة والكرم والامتنان والحنان.
  • يجب التعامل مع العلاقة الزوجية على أنها أهم من أي شيء آخر حتى الأطفال.
  • يجب عدم اعتبار الطرف الآخر شيئًا مسلّمًا به وتحديد خياراته بدلًا منه حسب التوقعات.
  • يجب الدعاء لشريك الحياة وذكره في الصلوات.
  • يجب الذهاب للعلاج لدى معالج نفسي لأخذ النصيحة.
  • يجب تطبيق نصيحة المعالج النفسي عن طريق وضع خطة للعمل.
  • يجب تغيير التصرفات المعتادة، والتي تُزعج شريك حياتك.


ما هو أثر المشاكل الزوجية على الأطفال؟

يعتقد الباحثون أنّ العلاقات الزوجيّة التي تحتوي على الكثير من المشاكل تؤثر على الصحة العقلية والنفسية للأطفال، ومنها ما يأتي[٥]:

  • ينشأ أطفال فاقدين للأمان العاطفي: فالنزاع أمام الأطفال يُعرّضهم للتفكير باستقرار العلاقة، كما أنّهم يقلقون من الطلاق، أو من المعاملة الصامتة من أحد الوالدين، وهذا يُصعّب عليهم الحياة طبيعيًا.
  • تتأثر العلاقة بين الوالدين والطفل: فبالتأكيد أحد الوالدين يعاني، وبالتالي ليس لديه الوقت لقضائه مع الأطفال، وبسبب هذا الأمر قد تتأثر جودة العلاقة بين الآباء والأبناء بسبب عدم إظهار الدفء والمودة بسبب انزعاج أحد الوالدين من شريكه.
  • النزاعات التي تحدث تجعل جو المنزل العام متوترًا: فالتعرّض للكثير من مشاهد النزاع والصراخ مرهق للأطفال، ويؤثّر على رفاهيتهم البدنية والنفسية ويتداخل مع النموّ الطبيعي والصحّي لهم.


المراجع

  1. ^ أ ب "TOP 10 THINGS YOU AND YOUR WIFE FIGHT ABOUT", allprodad, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "The 10 Most Common Things Couples Fight About, According To A Sex Therapist", bustle, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  3. "Why Couples Fight: The Top 5 Issues", scienceofpeople, Retrieved 29-10-2019. Edited.
  4. "10 Strategies to Help Solve Your Marriage Problems", allprodad, Retrieved 18-10-2019. Edited.
  5. "How Parents Fighting Affects a Child's Mental Health", verywellfamily, Retrieved 29-10-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

599 مشاهدة