علاج اليرقان للأطفال

علاج اليرقان للأطفال

ما هو اليرقان عند الأطفال؟

يُعرف اليرقان بأنه حالة شائعة جدًا عند الأطفال، سيما الرّضع حديثو الولادة، فهو يصيب الطفل خلال الأيام والأسابيع الأولى من حياته، ولا ترجع معظم حالات اليرقان عند الأطفال إلى أسباب مرضية؛ فهي تختفي تلقائيًا دون تلقي أي علاج طبي[١]، مع ذلك يكون اليرقان أحيانًا من الأعراض الدالة على معاناة الطفل من حالة مرضية معروفة باسم فرط بيليروبين الدم، فهي تحدث أساسًا نتيجة تراكم البيليروبين وارتفاع مستوياته في الدم، ويكون هذا الأمر مؤقتًا في معظم الحالات، بيد أن الارتفاع الشديد في مستويات هذه المادة يكون غالبًا من الأعراض الدالة على أمراض الكبد[٢].


ما أنواع اليرقان عند الأطفال؟

يوجد نوعان رئيسان لليرقان عند الأطفال، هما[١]:

  • اليرقان الفسيولوجي: يُعرف هذا النوع بأنه أكثر أنواع اليرقان شيوعًا بين الأطفال؛ إذ يصيب 6 من أصل 10 أطفال حديثي الولادة، ويحدث هذا النوع من اليرقان نتيجة عدم إخراج البيليروبين من الجسم بسرعة كبيرة، وهو يختفي تلقائيًا عندما يبلغ عمر الرضيع أسبوعين، أما استمراره فيتطلب تدخل الطبيب لوصف العلاجات المناسبة.
  • اليرقان المرضي: يرجع اليرقان المرضي إلى مجموعة من الاضطرابات المختلفة، مثل الأمراض المعدية ومشكلات الغدد الصماء واضطرابات الكبد فيكون غير قادر على التعامل مع مستويات البيليروبين بطريقة طبيعية.


كيف يمكن علاج اليرقان عند الأطفال؟

يعتمد علاج اليرقان عند الأطفال على السبب الدقيق الكامن وراءه؛ فعلى سبيل المثال إذا كان الرضيع يعاني ارتفاعًا كبيرًا في مستويات البيليروبين، فإنّ الطبيب يستخدم العلاج الضوئي عبر تعريض الرضيع إلى ضوء أزرق خاص لتقليل مستويات البيليروبين في الدم، أمّا إذا كان اليرقان راجعًا إلى تكسير كريات الدم الحمراء بطريقة غير طبيعية، فقد يوصي الطبيب حينها بنقل الدم، أو ببعض الأدوية أو بفصل البلازما، أي فصلها عن خلايا الدم، ويكون نقل الدّم خيارًا مفيدًا عند الرّضع حديثي الولادة ممن يصابون بارتفاع البيليروبين إلى مستويات عالية جدًا، ويهدف هذا العلاج كذلك إلى تعزيز تعداد كريات الدم الحمراء في جسمه، من جهة ثانية يختلف علاج اليرقان الناجم عن التهابات الكبد تبعًا لنوعه، فالتهاب الكبد أ لا يستدعي غالبًا تلقي أي علاج طبي؛ إذ يختفي تلقائيًا من الجسم في غضون مدة متفاوتة الطول قد تبلغ أحيانًا عدة أشهر، أما التهاب الكبد ب وج فيتطلبان إعطاء الطفل الأدوية المضادة للفيروسات، وعمومًا لا يوجد حتى السّاعة أي علاج مضاد للفيروسات لعدوى فيروس إبشتاين بار، لذلك يُركز الطبيب جهوده على تخفيف أعراض المرض المصاحبة لليرقان مثل الحمى والغثيان.


لماذا يصاب طفلكِ باليرقان؟

يمكن أن يصاب طفلك باليرقان جرّاء أمور كثيرة تؤثر على قدرة كبده في التخلص من البيليروبين الزائد في جسمه، وتتضمن أبرز تلك الأسباب كلًا مما يأتي[٣]:

  • التهاب الكبد: يكون اليرقان من الأعراض الرئيسة المصاحبة لالتهابات الكبد المختلفة، فقد يصاب طفلك مثلًا بالتهاب الكبد أ نتيجة استهلاكه للمياه أو الأطعمة الملوثة، في حين ينتقل التهاب الكبد ب أحيانًا من الأم إلى طفلها عند الولادة، أما التهاب الكبد د فقد يصيب طفلك إذا كان مريضًا بالتهاب الكبد ب، وعمومًا تُسبب جميع الأنواع السابقة التهاب الكبد عند طفلك، فلا يعود قادرًا على أداء وظائفه طبيعيًا، فترتفع مستويات البيليروبين لدى طفلك ويصاب باليرقان.
  • السرطان: يرجع اليرقان في بعض الحالات النادرة إلى إصابة طفلكِ بأحد أنواع السرطان، مثل سرطان البنكرياس وسرطان الكبد، بيد أن هذا الأمر قليل الحدوث لدى الأطفال.
  • فقر الدم الانحلالي: توجد أنواع عديدة من فقر الدم الانحلالي، وهي تشترك جميعًا بتأثيرها السلبي في تدمير كريات الدم الحمراء بمعدل سريع يفوق المعدل الطبيعي، ويصاب طفلكِ بفقر الدم الانحلالي نتيجة عوامل وراثية، فقد ينتقل إليه منك أو من زوجك، وربما يحدث لديه جرّاء الإصابة بالعدوى أو بأحد أمراض المناعة الذاتية.
  • فيروس إبشتاين بار: يُعرف هذا المرض بأنه عدوى فيروسية شائعة تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، وينتقل عادةً عبر سوائل الجسم مؤديًا إلى بعض المضاعفات الخطيرة، مثل اليرقان والحمى وتورم الغدد الليمفاوية.


ما هي أعراض إصابة طفلكِ باليرقان؟

تتجلى أبرز الأعراض التي يمكن أن يعاني منها طفلك عند إصابته باليرقان في اصفرار جلده وبياض عينيه، وقد تؤدي إصابته باليرقان إلى حدوث تغيرات في لون سوائل الجسم (البول الغامق)، وإذا كان اليرقان مرتبطًا بإصابة طفلك بمرض خطير، مثل التهاب الكبد، فقد يعاني حينها من أعراض أخرى تتطلب منك عدم إهمالها بتاتًا، وأخذ طفلك مباشرةً لفحصه عند الطبيب، وعمومًا تتضمن تلك الأعراض ما يأتي[٣]:

  • الإصابة بالحمى.
  • الإحساس بآلام البطن.
  • المعاناة من الغثيان.
  • الشعور بالتعب والتوعك.


كيف تحمين طفلكِ من الإصابة باليرقان؟

يمكنكِ عزيزتي المرأة أن تقي طفلكِ من خطر الإصابة باليرقان عبر اتباع الخطوات التالية[٤]:

  • حافظي على نظافة المنزل، وعلمي طفلك كيف يحافظ على نظافته الشخصية وتجنب التعرض للمواد الملوثة.
  • احرصي على أن يشرب طفلك دائمًا المياه المعدنية أو المياه المعبأة، أو اغلي الماء ثم برديه قبل تقديمه لطفلك.
  • احرصي على أن يتناول طفلك نظامًا غذائيًا صحيًا قائمًا على الطعام الطازج.
  • احرصي على إعطاء طفلكِ جميع اللقاحات الضرورية ضد الأمراض.


من حياتكِ لكِ

يكون تنظيم النظام الغذائي اليومي لطفلكِ أمرًا جوهريًا أثناء إصابته باليرقان، فهذه الحالة المرضية تؤدي إلى معاناته من الضعف والتعب، لذلك ينبغي أن تضعي برنامجًا غذائيًا صحيًا يقوي جسمه، وهذا يعني ضرورة اتباع الخطوات التالية[٤]:

  • احرصي على بقاء طفلكِ رطبًا طوال اليوم عبر حضّه على شرب الماء بكميات كافية؛ فاليرقان من الأمور المسببة لجفاف الجسم.
  • قدّمي إلى طفلك وجبات طعام صغيرة الحجم وكثيرة العدد؛ فهذا الأمر يعزز مستويات الطاقة في جسمه، ويساهم في عملية الهضم.
  • احرصي على أن يتناول طفلكِ كمياتٍ وافرةً من الفواكه والخضروات يوميًا.
  • تجنبي تقديم بعض الأطعمة إلى طفلك، مثل السكر المكرر، والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Jaundice in Children", nationwidechildrens, Retrieved 2020-7-23. Edited.
  2. "Jaundice", childrenshospital, Retrieved 2020-7-23. Edited.
  3. ^ أ ب "Symptoms of Jaundice in Kids: Causes, Treatment, and Home Remedies", healthline, Retrieved 2020-7-23. Edited.
  4. ^ أ ب "Jaundice in Children", parenting firstcry, Retrieved 2020-7-23. Edited.

فيديو ذو صلة :